أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نزار جاف - الاسلام السياسي و الارهاب:الدوافع و المبررات














المزيد.....

الاسلام السياسي و الارهاب:الدوافع و المبررات


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 1191 - 2005 / 5 / 8 - 07:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما قامت منظمة الالوية الحمراء الايطالية اليسارية بإغتيال رئيس الوزراء "ألدو مورو" بإطلاق رصاصتين على رأسه، کان ذلک الحدث الارهابي قد هز العالم و تناقلته وکالات الانباء. وکذلک الامر بالنسبة لحادث إختطاف عمدة مدينة کولونيا في المانيا من قبل منظمة" بادرـ ماينهوف" السرية و إغتياله بنفس الطريقة. هذان الحادثان الارهابيان وإن کانا مدانان لکن لامناص من التذکير بأنهما کانا يحظيان بنوع من التعاطف و الاسناد و المؤازرة من قبل بعض اليساريين أو المأخوذين بأفکار اليسار الثوري. ولازلت أذکر تلک العمليات التي کانت منظمة الجيش الاحمر الياباني تقوم بها و تحظى بنوع من التعاطف و الدعم من قبل الشارع العربي، والامر نفسه بالنسبة لمنظمة"التوباماروس" الامريکية الجنوبية. وقتها"وبالاخص في عقد السبعينات من القرن الماضي" کانت المنظمات الساردة الذکر و أخريات عديدات، تلعب دورا قد لايستهان به على الساحة الدولية، لکنه مع ذلک کان دورا محدودا و مؤطرا في إتجاهات محددة لاتستطيع أن تحيد عنها أو تتجاوزه إطلاقا. تلک المنظمات وإن تم إدراجها ضمن قائمة المنظمات الارهابية، لکنها مع ذلک کانت تحمل بعضا من المبادئ و القيم التي تدعو إليها ضمن نظام القطبين الذي کان سائدا آنئذ، لکن هذه المنظمات و حتى تلک التي کانت تتسم بعنصرية فجة مثل عصابات"کوکس کلان" الامريکية، لم تقم بإقتراف جرائم تتجاوز الحدود و الاعراف المرعية دوليا. غير أن الذي حدث مع صعود نجم الارهاب الاسلامي المتطرف الذي إتخذ و يتخذ من فهم و سياق محدد لمبادئ مستمدة من الفقه الاسلامي کأساس لتحرکه السياسي ـ العسکري، هو أن مفهوم الارهاب قد إتخذ أبعادا و آفاقا اخرى جعلت من ظاهرة الارهاب السياسي ـ الحرکي الذي کان جله يدور في مدارات يسارية أم يمينية متطرفة، بمثابة مجرد فقاعات أو فرقعات بالونية محدودة التأثير و الامتداد. إذ أن الارهاب الاسلامي الحرکي المتطرف الذي بدأ بنشاطات ملفتة للنظر في بلدان عربية عدة قد يکون أبرزها مصر "التي دفعت حياة الرئيس السادات ثمنا لذلک" و الجزائر، سعت منذ البداية الى الخلط بين ماهو کائن و مايجب أن يکون، أو بکلمة اخرى حاولت"وقد لاتکون فاشلة في محاولتها هذه" أن تمزج بين النظرية و التطبيق، ومن خلال ذلک کان مايکون أشبه بمحاکاتها للنصوص الدينية المقدسة من قرآن و حديث نبوي و الخروج بفهم جديد لها يخدم نظرتها و رؤيتها الفکرية للاحداث و الامور. وفي هذا السياق قامت تلک التيارات المتطرفة بإلقاء اللوم کله على الامة بإبتعادها عن دينها و رأت أن الانظمة العربية الحاکمة قد لعبت و تلعب دورا "خطيرا" في إلهاء الجماهير و خداعها کي تنشغل عن امور دينها. ولاداعي للخوض في تفاصيل إتهامها للانظمة العربية بالعمالة و التبعية" للغرب الصليبي و الصهيونية العالمية" إذ أن هذه التهمة تکاد تکون الشماعة المفضلة لدى کل أطراف الازمة السياسية ـ الفکرية ـ الاجتماعية ـ الاقتصادية في المنطقة. إلا أن العامل المهم في المسألة هو أن الاخطاء العديدة التي وقع و يقع فيها النظام العربي الرسمي منذ نشوئه بعد إنهيار الدولة العثمانية و تفاقم تلک الاخطاء و وصولها الى مفترقات حادة و حساسة جدا، هيأ أکثر من بيئة و عوامل ملائمة لنشوء تيارات رافضة لعموم الوضع بدءا من اليسار المتطرف و إنتهاءا بالتيار الديني المتطرف أيضا و الذي شهد صعودا حقيقيا مع تلاشي النفوذ السوفيتي في أفغانستان في السبعينات من الالفية السابقة. ولامناص من الاقرار بأن الولايات المتحدة الامريکية قد لعبت دورا سيئا جدا في إذکاء الاسلام السياسي من خلال ماکان يصطلح بتسميته" الصحوة الاسلامية"، وهي ورقة لعبتها أمريکا ضد غريمها السوفيتي أيام الحرب الباردة و إنقلب اليوم عليها وبالا. بيد لو کان الامريکيون من ساهموا في قدح الشرارة الاولى لهکذا تيار، فإن النظام العربي الرسمي کان الارضية الانسب لهذا التيار من حيث بقاءه و إستمراره. إن الوضع الإستثنائي الذي تشهده اليوم الساحة الدولية عموما و المنطقة خصوصا من الابتلاء بإرهاب ذو نوعية خاصة جدا قد يکون من المناسب جدا تسميته "إرهابا شبحيا" من حيث دقة و سرية تنظيمه و تحرکه و ضربه للأهداف التي يحددها. أما السمة الانتحارية التي تميز بها و الذي فاق الکاميکاز اليابانية، فقد أذهلت و أرعبت في نفس الوقت کل الاطراف الدولية على وجه الخصوص. والغريب في الامر أن کل الاطراف الختلفة من دولية و إقليمية قد حاولت توضيف تيار الارهاب الاسلامي المتطرف لصالح أهدافها و مصالحها، لکنها جميعها تدرک و تعي أنها تشترک في معاداتها لهذا التيار و الوقوف ضده مهما کلف الامر. وليس مشروع الشرق الاوسط الکبير من أساسه وفي حد ذاته إلا رد فعل منطقي من قبل الادارة الامريکية على تداعيات الوضع الدولي بعد توالي الهجمات الارهابية و إتخاذها أبعادا تتجاوز کل الخطوط المسموحة لها . وإذا کانت الادارة الامريکية قد خلطت الاوراق السياسية من أجل أهداف محددة لها و سعت لإلصاق تهمة الارهاب بحرکات قد لايصح إطلاقا وضعها تحت هذه التسمية من قبيل مؤتمر الشعب الکوردستاني"PKK" سابقا و حرکة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة، فإنها قد أدرکت اخيرا أن الارهاب الذي يستمد فکره و قوته من العامل الديني، هو غير الذي يستمد فکره و قوته من العامل الوطني أو القومي.



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرفسنجاني مجددا..فشل البدائل أم اللاخيار؟
- ولاية الفقيه..وجه آخر للإستبداد
- الکورد و الاستفتاء في الصحراء الغربية
- المرأة و الدين ...الخطيئة و الکمال
- الکورد و التيار الصدري..نقيضان وإن إجتمعا
- قسم البشير بين التنفيذ و إعادة التأويل
- أشبعناه سبا و فاز بالابل
- کرکوک.. لاتتعطل فيها لغة الکلام
- النظام العربي الرسمي و سراب الاصلاح الذاتي
- المرأة و التکنلوجيا..صراع الحديد و الاحاسيس
- أوقفوا العنف النفسي ضد المرأة
- إشکالية الحرية والانظمة الفکرية ـ الاجتماعية في المنطقة
- الانثى و الحضارة
- الکورد..إنفصاليون أم يطلبون حقوق مشروعة؟
- الحکم السوري : تعددت الاسباب والموت واحد
- الکورد بين التأريخ و العرق و الدين
- ترکيا و الهم الکوردي : قواعد اللعبة قد تکتمل بإستثناءاتها
- سمير عطا الله مترنيخا للشيعة والکورد
- إغتيال الحريري : سوريا نحو المصيدة
- الانتخابات العراقية لها مقال مع کل مقام


المزيد.....




- أغنيات وأناشيد وبرامج ترفيهية.. تردد قناة طيور الجنة.. طفولة ...
- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نزار جاف - الاسلام السياسي و الارهاب:الدوافع و المبررات