أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - هولير التي لن يتوقف حلمها ابدا














المزيد.....

هولير التي لن يتوقف حلمها ابدا


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1191 - 2005 / 5 / 8 - 11:49
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


عبقة مثل قطر الندى ، وطرية مثل ورق الزنابق ، صلبة مثل الجبال تتكسر على صخورها نصال ورماح القتلة ، دافئة مثل قلوب العشاق ، وغنجة مثل دروب الجبال ، وشامخة مثل تاريخ كردستان .
طحنتها المحنة ولم تزل ترقص في أعياد نوروز ، وتحولت ساحاتها وحدائقها الى مناطق محروقة ، ولم تستطع كل سلطات السلطان أن تسلب منها الالوان ، أو أن توقف دبكاتها الملونة وحركات شبابها المملئة فرحاً ونشوة وقوة .
انها هولير التي نضعها في القلب جدرانها مكتوب عليها أسماء الشهداء ، محمية بالشهداء وبالفرح ، وتعرضت في كل الأزمان الى حالات استلاب ، فدخلتها الدبابات وخربت شوارعها المجنزرات ، ووضعوا في مداخلها المصدات التي تمنع الناس من المرور ، غير انهم لم يستطيعوا أن يمنعوا الشهداء من التحليق عالياً فوق قلعتها وسمائها التي تحرسها ، غير انهم لم يستطيعوا رغم كل الوجوه الملثمة المدججة بالسلاح والمتفجرات ومقرات الأمن والمخابرات أن تمنع أطفالها من الضحك أو يمسحوا أسمها من سجلات التاريخ .
انها هولير التي ماتوقفت عن العطاء ، مثلما لم يتوقف في يوم ما ( كاوة الحداد ) أن يطل عليها من فوق جبالها يتحدى الظلم والظلام ، فتشعل له هولير نيرانها .
أنها هولير التي ماتوقف الربيع عنها فنشرت ظفائرها في جبل بيرمام وفي بي خال وفي شقلاوة وتعمدت في عين كاوة وكلي علي بك ، انها هولير التي عشقتها شقائق النعمان ، وأنتشرت ازهار الأقحوان والياسمين بين حقولها تنشر الرائحة العبقة كما أسمها .
انها هولير التي تعتقد ( البهائم المفخخة ) ان حياتها ستتوقف ، وان حلمها سيؤجل ، وان فرحها سيختفي ، مثلما كانت تحلم تلك السلطات التي ترتدي الأقنعة وتلبس اللثام وتجمع الجيوش والأسلحة والطائرات ، حين بقيت هولير شامخة متألقة ، وصارت جيوشهم حكايات للتندر والسخرية .
انها هولير التي تتجد مع نسائم الهواء ، ففيها يكمن سر الحياة الأزلي ، ومنها يستمد اهلها ضحكاتهم وسمرهم ، وفي حقولها تشم روائح الخبز والجبن واللبن الكردي .
أعتقدت ( البهائم المفخخة ) أن ثمة مجال أن تجعل فرح هولير حزناً ابدياً فكان لها قدرة على التجدد والتحول ، وأعتقدت تلك البهائم أنها ستجعل منها مآتما للأبرياء من اهلها الكرد ، فتسابقوا للألتحاق بركب الشهداء الطويل ، انها الامة التي تعطي أكثر مما تأخذ ، والأمة التي تحمي مستقبلها بأعمار أولادها ، والأمة التي تفتخر بفرحها وتمسك بحلمها المستقبلي ، والأمة التي ترضع أولادها حليباً من الحقوق المسلوبة .
لكنها تبقى هولير التي تتربع وسط قلوب اهل العرب ، فهي أربيلو التي كانت جزء من تاريخ المنطقة الغارق في القدم ، وهي أربيلو التي نقل أهلها لغة السومريين منها الى سهول العراق .
هولير التي لن يتوقف حلمها ولن يتوقف فرحها ، مثلما لن يتوقف عطائها ، فقد حلق شهدائها اليوم في سماء كردستان يلتحقون بتلك الطوابير من الشهداء الأبرار يتزاحمون لحماية الأنسان حتى تتحقق الحياة الديمقراطية والفيدرالية التي هي أكثر الأحلام تواضعاً والتي تريدها الناس .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في بيتنا أيراني
- ماذا يريد الأيزيدية من الدستور العراقي الجديد
- زمن الخفافيش
- القتل الخطأ .. القتل الغبي
- فهمي هويدي يحلل من موقع الظالم
- السنابل العراقية تصير 71 سنبلة
- مظفر النواب الساكن في ضمير العراق
- الايزيدية والدستور¨- القسم الأول
- المرأة العراقية مساهمة وفاعلة في بناء العراق الجديد
- فلسطين محطة الصداقة الاولى لشعب كردستان
- هل نسيتم اهلنا في رفحاء
- الأرهاب واحد في كل مكان
- النص الدستوري بين الشكل والحقيقة
- الجامعة المفتوحة بادرة عراقية تستحق الاهتمام
- المرأة الايزيدية
- أبعاد موقف قطر المعادي للعراق
- العرب والكرد في الانتخابات العراقية
- المحكمة الجنائية العراقية الخاصة
- الشرعية
- الأنفلات الأمني في العراق مفتعل أو مخطط له ؟


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - هولير التي لن يتوقف حلمها ابدا