أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى الحاج - الشاعر حين يصدق ... أدونيس أنموذجا !














المزيد.....

الشاعر حين يصدق ... أدونيس أنموذجا !


منى الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4152 - 2013 / 7 / 13 - 17:32
المحور: الادب والفن
    


ربما أُرجأتْ الكتابة حول الموضوع الذي نحن بصدده مرات ومرات ، وفي كل مرة تبتكر التسويغات التي تنعش فكرة الإرجاء ، وكلها تتخذ من إساءة الظن بتفسيرات الآخر خشبة تمتطيها في مدى استحال إلى كبوة لخطوات تمنته تحليقا مزعوما ، فأن تمنح قلمك صلاحية تامة ، خيار ربما لا يجد أذانا صاغية إلاّ ما ندر .
أتذكرها جيدا وأكثر من الجيد بكثير سنوات الجمر وسعيرها تلك التي ما زلنا نتجرّع مرارات حنظليتها تحت مسمى المخلفات متيقنين أنّ الخلاص من براثنها آت لا محالة وأن طال انتظاره ، لم يكن لنا عزاء حينها إلاّ السياحة في فضاءات الكتاب ، هذا الذي يمكنه بلمحة بصر أن يطوّف بنا صوب عوالم تشكّل لمخيلتنا فيما بعد عالما بديلا ، وأن كان قائما على الحروف ، حروف تنبض أكثر من قلوب كانت علينا أشدُّ من الحجارة قسوة ، تحاول إيقاف نبض الحياة لتملأه بأزيز أنفاسها المعطوبة ، ولسوء حظّ أنفاسنا العاثر فقد تزامن إطلاق شهقة بدايتها مع تربع الاحتلال ألبعثي على عرش بلد يوصف وبجدارة أنه ولي أمر الحضارات ؛ فكان أن لذنا بين طيّات الكتب التي ما فتئنا نبادلها لعبة التخفي ، فأن تقرأ غير ما يُراد لك أن تقرأ هذا يعني أن تفكر بمعزل عن السائد والمألوف ، وتغادر من حيث لا تشعر منظومة ثقافية تفرض قسرا وتحت وصاية أخف ما يقال عنها أنها قاصرة ، وهنا لابد من اعتراف مفاده أن بعض الأسماء الثقافية التي سطع بريقها في حلكة الليالي المغصوبة من عمرنا ، شكّلت في مفترق خياراتنا لحظة حاسمة ، فكان التوسل بالكتاب هو السبيل لمن أضلت عنهم السبل ، ومن بين الاسماء التي آنست غربة الوطن يبرز اسم الشاعر أدونيس الثائر على الثورات المسيّسة ، وليعلنها فيما بعد ثورة على السائد الذي يحصي على الأنفاس خفقاتها ، فلاقت البعض من آرائه الترحيب والبعض الآخر يتأمل المرء فيها ربما مساجلا ومناقشا وفي أحيان مختلفا لكنه اختلاف لا يفسد للود قضية ، كان لبعض آرائه مذاق الصدمة لمن اعتاد العيش ضمن قولبة أُعدت سلفا لاستقباله ، فالخروج على ثوابت مزعومة والنأي عن حياة صنمية ، قرار يقودك إلى المزيد من النفي والانزواء فكان أن اتخذ القرار ، قرار العزلة والنفي الاختياريين ، ولتظل ّ سنوات الانزواء والمنفى رفيقة الرحلة وما أقساها من رحلة ! .
لعلّ ما أعادني لتلك الحقبة وأن لم أك قد برحتها ، حالة السجال الدائر بين النخب الثقافية الذين حشرتهم مجبرين لحظة عبثية في منحنى ـ المع أو الضد ـ الذي لطالما أرهق الجهود و بدد المساعي وأن كان المرمى واحد ، ولأن الأمر يتعلق بأدونيس و ما يطرح من آراء واضحة لا تشكل إلّا لمن يريد لها الإشكال المؤدي إلى التباس الرؤى لا سيما فيما يتعلق بالراهن وانحيازه التام لقناعاته التي يؤمن بها ، ولأن لأدونيس وكما أسلفنا مكان الصدارة الثقافية والإبداعية التي استطاعت ان تمنحنا فيضا من نور تجربتها وأن تترك بصمتها في اتجاهات وتوجهات الكثير من أجيال المثقفين التي تلقّفت أطروحاته بالإعجاب والانبهار تارة وبالحوار والنقاش تارة أخرى ، لكنها تلك المحاولات المفضوحة التي يتبناها بعض ممن يمنحون لأنفسهم أهمية لا تتتجاوز مدى نظرهم الذي أطبقته عتمة المنطلقات التي يتبجحون بها ، وهذا البعض غير معني بما نحن بصدده الآن ؛ لأن هجومهم على الرؤية الأدونيسية إزاء ما حدث ويحدث في عوالمنا العربية لا يعدو ان يكون سرابا بقيعة ! ، وإنما الخطاب موجه لمن تعوّل على أصواتهم مرحلة تاريخية هي الأكثر خطورة على بقعة ساخنة من كوننا المحتبس ، وأن تكون رؤاهم بحجم التهديدات التي تحيق بشعوب غُلبت على أمرها وعندما حانت ساعة الخلاص ، أُلتبست الحقائق مع بعضها واستحالت الرؤية ضبابية حتى لذوي البصيرة إلاّ ما رحم . . .
لذا ينبغي على الجميع العودة بأرواحهم إلى الصوت الذي ما انفكت جيوش الجهل تتجحفل موحدة مآربها للنيل منه ، وأن آمنّا باستحالة ما تقدِم عليه فالصراع ضده قديم حديث ، ومحاولة التغييب والتعتيم جارية على قدم وساق ، ظنا أن ذلك يقود إلى طمس الحقيقة وأن كان البديل سيل من الحقائق الزائفة والزاحفة كما القوارض ، صوت يدفعنا لأن نطلقها شهادة لا لشيء ألاّ لضرورة معها تباح المحظورات ، فالمشهد البارز على سطح خريطتنا الجغرافية يثبت بجلاء صحة ما ذهب إليه الرأي الأدونيسي حين توصيفه للأحداث الجارية ، ومعززا لموقفه الرافض للتغيير الغير منبثق من ضرورة تعي تماما أهميته الذي تتواءم مع تطلعات ظلت حبيسة العقول قبل الصدور قرون متعاقبة ، وفي ذات الوقت يفنّد المزاعم والإدعاءات الخاوية التي جعلت من نفسها خصما في مواجهة محسومة نتائجها .
أنّ لحظة سطوع الصدق هي أحرى بالاحتفاء والاقتداء ، وتدفعنا إلى إعلانها واضحة جليّة شهادة تنتصر للحقيقة دون سواها .
نحن بحاجة إلى مواقف مبدئية حازمة تعيد اتزان ما اختل ، وأن اختلفت المواقف إزاءها ؛ فسماء أجواءنا ملبّدة بغيوم سوداء تنذر بسوء طالع ان لم تلح في الأفق يقظة نقدية عاجلة علّها تحمل في ثناياها رؤية تصوّب منحى الخطوات ، ولتضعنا أمام علامة استفهام ، تتناسل عنها علامات وعلامات مفادها :
ما بال أمة تبتكر جلاديها ، ولا تألو جهدا في صنع سياطها ؟ !
أن ما حدث ويحدث في بلدان منطقتنا يدعونا إلى التأمل والمراجعة ، لنتمكن بعدها من التوثب وهذا لا يتم حتى تحتفي الأمة بمفكريها ومبدعيها حين يصدقونها القول نابذة عهد الصنمية ، وصناعة الأراجيف .



#منى_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إليك أيها النيل ...
- للثغور غوايتها
- وتتناسخ يومياتنا الآسنة
- غواية صفراء
- تيهان
- عذرا
- سأهيم
- حين تنهك اصواتنا
- منصرمة ايامنا العابثة
- ولأنها ... ذاكرتي
- شيخوخة انفاس خائرة
- من وحي ذاكرة ربيعنا العراقي
- ثرثرة اسئله
- نصوص مشذبه
- وللذاكرة هديرها
- سذاجه
- ما اكثر مبدعوك ياعراق !
- محض دخان ...!
- انفاس لزمن محتبس
- هواجس ...لابدمنها


المزيد.....




- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منى الحاج - الشاعر حين يصدق ... أدونيس أنموذجا !