أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد لفته محل - مستقبل سوريا بعد الحرب














المزيد.....

مستقبل سوريا بعد الحرب


محمد لفته محل

الحوار المتمدن-العدد: 4143 - 2013 / 7 / 4 - 20:12
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ترددت كثيرا قبل الكتابة عن الصراع السوري المسلح الداخلي والخارجي في نفس الوقت حتى مر عامان وذلك لأني كنت أرى كم كان بعض الكتاب العرب يخطئون في رؤيتهم للعراق لأنهم كانوا خارج الحدث ويرون العراق من خلال (فلاتر) وسائل الإعلام العربية التي تجتزئ الخبر حسب توجهاتها، فكنت أخشى أن ارتكب نفس الخطأ تجاه الحدث السوري، خصوصا إن سوريا أصبحت بؤرة الإعلام الطائفي بحيث باتت الحقيقية شبه معدومة بل أن الطائفية ذاتها صارت الحقيقة الوحيدة، كذلك إن الصراع السوري الداخلي الخارجي لا يمكن الحديث عنه بدون الأخذ بالتحولات التي مر بها خلال عامين ففي البداية كانت انتفاضة شعبية متأثرة بالثورات العربية وكانت سلمية ترفع شعارات مدنية واجتماعية وديمقراطية لكن السلطة هي التي استخدمت معها العنف من خلال الجيش من أول وهلة لتنتقل بعد عام للقتال المسلح عبر انشقاق العسكر من أفراد الجيش بالتوازي مع استمرار المظاهرات، ثم تدخلت الدول الخارجية الإقليمية والدولية في دعم الطرفين بالسلاح والمال فتحولت من انتفاضة شعبية إلى حرب إقليمية دولية تتداخل فيها المصالح السياسية والطائفية، أوربا وأمريكا إلى جانب المعارضة وروسيا والصين وإيران إلى جنب النظام، مع تدخل كل من ميليشيات القاعدة وحزب الله في الصراع فريق ضد النظام وفريق مع النظام، إذن فالصراع السوري كان انتفاضة ثم أصبح ثورة مسلحة ثم صارت حرب إقليمية طائفية بالوكالة هذا هو منظوري للصراع المسلح بسوريا، فبعد أن غادر الشعب أراضيه وهاجر لدول الجوار حفاظا على حياته لم يبق متحمسا لا للثورة ولا للنظام بل يريد العودة إلى دياره سالما معززا من الإذلال الذي عاشه على الحدود لاجئا لذا انتهى الحديث عن الانتفاضة الشعبية بل بقي الحديث عن حرب إقليمية طائفية، والغرب وأمريكا دعم المعارضة ليس لأسباب إنسانية وإنما صراع على النفوذ الروسي الأمريكي في الشرق الأوسط ولتدمير سوريا وجعلها صومال أخرى بتمويل كل طرف بالسلاح المكافئ لخصمه حتى يطول أمد الحرب أكثر لتحريك سوق الأسلحة أولا ولتدمير سوريا سياسيا واجتماعيا ثانيا ولتصبح بحاجة بعد دمارها إلى أعمار ودعم من الشركات والسياسة الغربية بحيث تصبح تابعة تماما عاجزة بدونهم كليا سياسيا واقتصاديا، هذا هدف الغرب الواضح لي في سوريا، أي أن هناك شبه اتفاق بالمصالح بين روسيا والصين والغرب وأمريكا على سوريا بتكافؤ الطريفين بالصراع وإطالة أمد الحرب بحيث تصبح سوريا دولة فاشلة، بالتالي فان الحرب محسومة في سوريا سلفا قبل أن تنتهي المعركة والنهاية المنتظرة للصراع في سوريا هي بداية لسوريا مضطربة سواء انتصرت المعارضة فستكون كليبيا تتنازعها الميليشيات والحرب الأهلية والحزبية وقد بانت هذه العلامات قبل انتهاء المعركة بين المعارضة بين الجيش الحر وجبهة النصرة والإخوان المسلمين وبدعم من الدول الإقليمية كذلك، أما إذا انتصر (بشار الأسد) فسيكون ك(صدام حسين) بعد قمعه تمرد الجنوب عام 1991 حيث ستكون قطيعة تامة بين الشعب والسلطة ولن تعود لسابق عهدها أبدا، فالنظام سيحصن حكومته وأمنه الشخصي بدائرة علوية ولن يعود يثق بالسنة كما في الماضي، والشعب بدوره لن ينسى ما حدث له من تهجير واعتقالات وتعذيب وقتل واغتيالات وتدمير للبيوت وسيحس بالتمييز الطائفي وسيدعم أي حركات تمرد ضد الحكومة وسينتقم بالفساد الإداري والمالي واللامبالاة تجاه كل ما يمت للحكومة بحيث أي حرب خارجية تهدد وجود النظام الحاكم لن يدافع عنه أي فرد من الشعب بالتالي سينهار النظام في أي تحدي خارجي ويصبح وجوده كخشب منخور من الداخل لا يتحمل أي ضربة أو ريح قوية، والدول العربية ستقاطعه وتحاصره وتعاديه بحيث يصبح معزولا في محيط معادي، إن نظام بشار لم يكن طائفيا سابقا بل مستبدا لكنه صار طائفيا نتيجة الصراع الإقليمي الطائفي.
وللأسف تأثر الشعب العراقي بالصراع السوري تأثر طائفي وليس إنساني؟ فالعراقيون السنة كانوا مع المعارضة واللاجئين، أما العراقيون الشيعة فكانوا مع النظام والطائفة العلوية، أي إن مجتمعنا كان ضمن محور السعودية قطر أمريكا أوربا، ومحور روسيا الصين إيران اللذان يتصارعان على النفوذ السياسي وتصدير الأسلحة بغطاء طائفي عربي فارسي، وغطاء إنساني أمريكي روسي، والشعب السوري هو ضحية المحورين المجرمين، كان أحرى بشعبنا التضامن مع الشعب السوري وعدم الوقوف مع المعارضة أو النظام لأنهم أدوات بيد المحورين الخارجيين المدمران لسوريا، لان الشعب السوري هو من استقبل العراقيين الهاربين من الحرب الأهلية الطائفية ولم يمارس التمييز الطائفي ضدهم وهذا كان موقفا إنسانيا نبيلا لا ينبغي نسيانه أو التنكر له.



#محمد_لفته_محل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (هذا أبو إسراء)!
- بين الفكر العملي والفكر الخرافي في المجتمع العربي
- مدخل اجتماعي ونفسي لظاهرة ألاعتقاد بالأشباح
- تسونامي الاحتلال الأمريكي للعراق
- ثقافة الخرافة في المجتمع العراقي
- ملاحظات على شخصية الكذاب مرضيا
- سلطة المرأة الظل في المجتمع العربي
- وسائل الاتصال الطائفية بالعراق
- مظاهرات الفلوجة بالعراق؟
- أسئلة حول الاديان السياسية؟
- الحيل النفسية للفاسد إداريا وماليا في المجتمع العراقي
- محاكمة عزيز علي بالماسونية
- المنولوجات المفقودة أو النادرة الغير المدونة لعزيز علي
- ألكلمات والجُمل التي استبدلت بهمهمات في منولوجات عزيز علي
- المنظّرون السياسيون للفكر الشيعي التقليدي
- فلسفة عزيز علي
- الإسلام بين خطاب الحداثة والسلفية
- الإستبداد المقدس
- خاتمة كتاب (تأملات في الأديان السياسية)
- جدار المرحاض الحر


المزيد.....




- ردا على بايدن.. نتنياهو: مستعدون لوقوف بمفردنا.. وغانتس: شرا ...
- بوتين يحذر الغرب ويؤكد أن بلاده في حالة تأهب نووي دائم
- أول جامعة أوروبية تستجيب للحراك الطلابي وتعلق شراكتها مع مؤ ...
- إعلام عبري يكشف: إسرائيل أنهت بناء 4 قواعد عسكرية تتيح إقامة ...
- رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا يتسلم جائزة شارلمان لعام 2024
- -أعمارهم تزيد عن 40 عاما-..الجيش الإسرائيلي ينشئ كتيبة احتيا ...
- دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية تكشف عن عدد السكان
- مغنيات عربيات.. لماذا اخترن الراب؟
- خبير عسكري: توغل الاحتلال برفح هدفه الحصول على موطئ قدم للتو ...
- صحيفة روسية: هل حقا تشتبه إيران في تواطؤ الأسد مع الغرب؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد لفته محل - مستقبل سوريا بعد الحرب