أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد الشيخ - في فشل الحكم الديني...














المزيد.....

في فشل الحكم الديني...


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 4143 - 2013 / 7 / 4 - 08:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لم يكد يمضي عام واحد، حتى كانت الصورة السلطوية في مصر قد أسفرت عن وجه قبيح لحكم المرشد الإخواني ولسلطة الإخوان التي أخذت بالتآكل يوماً بعد يوم، جراء الأخطاء والخطايا التي ارتُكبت، وحولت مصر من دولة وطنية إلى دولة فئوية خاصة بالجماعة، فكانت «الأخونة» هي السبيل الوحيد للسيطرة على مقدّرات شعب مصر واقتصاده الوطني، ولم يسجل لحكم الإخوان طوال عامهم الأول في السلطة سوى المزيد من الإخفاقات والفشل، على كل الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حتى باتت الأمور أوضح ما تكون: فصورة الحكم الديني لا يمكنها أن تظهر سوى سلطة احتكارية مستبدة، تريد الهيمنة على مقدرات وطن وشعب ومجتمع وطني، تتناقض مصالحه وتطلعاته، مع كل ما أرساه حكم «الإخوان»، من مفاهيم وتطلعات فئوية خاصة بهم، لم تكرس سوى الحفاظ على مصالح النخب القليلة التي انتمت وتنتمي الى الجماعة، والتزمت وتلتزم توجيهات ورؤى المرشد الخاصة؛ حتى بتنا أمام مشهد «ولاية فقيه» أخرى، تكرر مهازل الحكم الاستبدادي الديني بأفقر مفاهيم أيديولوجيا التسلط والتغول السلطوي، المعادية لمصالح غالبية الناس وتطلعاتهم، الذين طحنتهم وتطحنهم هيمنة نخبة أو نخب لا علاقة لهم بالناس.

لقد أهدر «الإخوان» شرعيتهم الانتخابية، والدستورية في ما بعد، بمراكمة المزيد من عوامل الفرقة والانقسام في صفوف الشعب المصري، وكأنه يمكن حكماً كهذا أن يواصل تصديه لمشكلات السياسة والاقتصاد في بلد عظيم كمصر، عبر تلك السياسات التي استخفت بإرادة الناس، وجعلت منها مطية للوصول إلى الغايات الخاصة بـ «أخونة» السياسة والاقتصاد وحتى الوظائف العامة؛ ولهذا كان لا بد من ثورة؛ ثورة تواصل التصدي للمهمات ذاتها التي انطلقت من أجلها ثورة 25 يناير، التي سرقها أولئك أنفسهم واستولوا عليها، ممن لا يمكن احتسابهم على الصف الوطني أو الثوري الهادف الى التغيير والتنوير والتحديث، بل هم الكتلة الرئيسة المحسوبة على قوى النكوص والثورة المضادة، ولا فرق هنا بين قوى معتدلة وقوى متطرفة أو أكثر تطرفاً، ما دامت مرجعياتها في الحكم والسلطة واحدة، ومفاهيمها ومعاييرها واحدة، وما داموا جميعاً يسعون الى استملاك سلطة «لا ناقة ولا جمل لهم فيها»، فوفق اعتقادهم «هي من عند الله» أو من عند «صندوق الانتخاب»؛ وهي من حقهم، لا من حق غيرهم؛ «شاء من شاء وأبى من أبى» ولا فائدة ترتجى من الجدل والنقاش معهم في هذه المسألة.

إن انزلاق الحكم الديني نحو الفشل، لم يكن وليد الظروف والمــعطيات التي أحاطت صعود نجم «الإخوان» في الواقع المصري، أو صعود أشقائهم في بلدان أخرى، من قبل أو من بعد، كالصعود الانقلابي لحركة «حماس» في غزة، أو الصعود الانتخابي لحركة «النهضة» في تونس؛ إنه الانــزلاق الملازم والدائم لكل حكم ديني يمتطي السياسة ويخلطها أو يمزجها مع مفاهيم التسلط الديني، ليغدو كل نقد له نقداً للدين، وليصبح كل نقض لسياسته نقضاً للدين أيضاً، فأين هو الفضاء العام، وأين هو الفضاء الخاص في هذه الحالة؟ إنه الخلط المقصود والمخطط له من لدن كل أولئك الذين يرون في ذواتهم «خلفاء الله في أرضه»، وعلى رغم ذلك لا يختلفون في مسلكياتهم وأساليب حكمهم عن أولئك الفاسدين و «الزنادقة» من بني البشر. لذلك هم يفشلون كما يفشل آخرون، بل إن فشلهم مضاعف من حيث ادعاء التطهر والنزاهة والتقية الزائفة؛ ما يثبت أن الإنسان هو الإنسان، بلا رتوش أو إضافات... لا دينية ولا غيرها.

وفي مطلق الأحوال، لا السياسة يمكن أن تتماثل مع الدين، ولا الدين يمكنه أن يتماثل مع السياسة. فلماذا تلك المكابرات الزائفة والعنعنات التي لم تعد تقنع عاقلاً، بأن الدين يمكنه أن يكون كل الدنيا كذلك، أو أن الدنيا يمكنها أن تكون «غنيمة الدين» ومن يشتغلون في نطاقاته، ليكونوا وتكون السلطة غنيمتهم الخاصة؛ الغنيمة التي تنتفي في ظلها كل حقوق المواطنة والإنسان، حيث ينحط الناس في عرفهم إلى ما دون مستوى العبيد، وتلك أبرز كوارث الحكم الديني ومآسيه.

وبعد... بات من الملحّ بعد عام من تجربة «سلطة الأخونة»، وفشلها الذريع في بناء سلطة تشريع شرعية، وسلطة تنفيذية تستجيب البرامج والسياسات الاقتصادية والاجتماعية اللازمة لإدارة أي دولة، بات عليهم الاستماع الى صوت الشعب وصوت العقل، والنزول عند رغبة الأول وضرورة الاحتكام إلى الثاني، وذلك لإنقاذ مصر كدولة وطنية من الانحطاط إلى ما تحت درك تحولها إلى «دولة دينية»، قد تتحول مع الأيام إلى «لا دولة»، قوامها حروب أهلية متواصلة، تُعلي من شأن الفتن الطائفية والمذهبية ليس إلا.

لقد فاض الشعب كما يفيض النيل، ولم يعد أمام ظلام «الأخونة» وظلامات سلطتهم، إلا أن تختفي وتخلي مكانها لفجر الشعب الذي ينبغي أن يستعيد ثورته. ففي هذه اللحظات الحاسمة، لم يبق أمام العقلاء سوى رفع الصوت عالياً قبل أن تغرق مصر في دم أبنائها: أعيدوا للشعب ثورته المسروقة، أعيدوا لمصر دورها الحضاري ووطنيتها الناصعة، أعيدوا لمصر وجهها المدني الواعد. وكفى عبثاً بمصائر الناس ومجتمعاتها وأوطانها .



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطنيات مقهورة وأمميات زائفة
- في تغييب الآفاق التاريخية لثورات الربيع العربي
- أيها الفلسطينيون.. ليست الرغبات والأماني فواعل سياسية
- سلفيو اليسار وعقدة المرجعية والسلطة المُضاعة
- الاستبداد الديني يرث الاستبداد السياسي
- إلى متى هذا العجز عن الثورة الكاملة؟
- الدولة المؤقتة بلا هوية.. لا قضية لها
- دبلوماسية الرسائل التفاوضية ونصيحة يوسي بيلين
- في بؤس اعتقاد الاستبداد الجماعي
- التباعد الفلسطيني بين مخططات الانقسام ومخطط برافر
- عن امتهان السلطة وامتهانها
- أثمان سياسية مزدوجة لكمين إسرائيلي مدبر
- الهوية وحدها لا تصنع النماذج أو الأشباه
- الدولة الفلسطينية .. سجينة الجدار
- ثورات السيادات الشعبية كنماذج تحررية
- المصالحة الفلسطينية هل تصلح ما أفسدت المفاوضات؟
- لئلا تبقى ثورات شعوبنا ناقصة أو عاجزة فعليا عن الثورة
- خيارات الأزمة الفلسطينية ومأزق الإرادة
- السلطة.. -هبة سماوية- أم -غنيمة دنيوية-؟
- لئلا يتحول الربيع العربي إلى -خريف إسلاموي-


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ماجد الشيخ - في فشل الحكم الديني...