أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طاهر مسلم البكاء - محنة بلد يملك آخر برميل نفط















المزيد.....

محنة بلد يملك آخر برميل نفط


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4131 - 2013 / 6 / 22 - 22:10
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


بعد الثورة الأيرانية عام 1979وجلاء الأمريكان والغربيون منها بحسرة بالغة ، حاولت القوى الغربية الرد والوقوف بوجه الثورة الناشئة ووضع العراقيل أمامها ،وكان من الأهداف الرئيسية هي تقوية العراق واشعال فتيل حرب بين الجارين المسلمين ،وقد قامت دول الخليج بمساندة صدام كما تفعل اليوم بمساندة ما يعرف بالجيش الحر في سوريا او كما فعلت مع ما عرفوا بثوار ليبيا وقد قدم الغرب من وراء الستار أو بالمكشوف كل المساعدة الممكنة كما يفعلون اليوم مع سوريا .
تبين لاحقا ً أن التكنلوجيا التي استخدمها صدام في كل أسلحته المحرمة هي تكنلوجيا غربية ولنفس الدول التي تتباكى اليوم وتتهم سوريا بأستخدام الأسلحة الكيمياوية .
عاش العراق كابوس رهيب لثمان سنوات في كل مجالات الحياة وكان الدعم الغربي يقتصر على تغذية استمرار الحرب ولم يكن يريدون ان تبرز أي دولة من الدولتين المتقاتلتين كقوة في المنطقة .
ويقول هنري كيسنجر معلقا" على الحرب العراقية – الأيرانية :
( هذه أول حرب في التاريخ أتمنى أن لايخرج بعدها منتصر ، وأنما يخرج طرفاها وكلاهما مهزوم ) 0
وفي نفس السياق أعلان وزير الدفاع البريطاني في حكومة تاتشر :
( أن الحرب العراقية – الأيرانية تخدم مصالح بريطانيا والغرب ويجب أعطاء العراق وأيران أمكانيات متابعتها ) ، وقد أستمرت هذه الحرب لثمان سنوات و قتل فيها مليون شخص 0
وبعد العام 1988 كان يعتقد الى ان الغرب سيكافأ حليفه الغبي الذي أخذ بلاده بمنحى لايخدم إلاّ أهداف الغرب وكان يعتقد ان العراق سيصبح ورشة عمل غربية تعيد بناء البلاد وتجعله دولة تعتمد الصناعة والتكنلوجيا وتستمر بالندية ذاتها لخصمها الذي قاتلته ثمان سنوات ،وهذا هو ما موجود في أغلب محاور العالم والتي لاتشكل أهميتها أهمية العراق ولاتملك ثرواته ،ولكن هذا لم يحصل، وقد طار صواب حكام الخليج وحكام العرب الآخرين و الصهاينة وهم يشاهدون الطاغية المخبول وهو يركب جوادا ً في استعراض عسكري ويتبجح بأمتلاكه جيشا ً أصبح يعد ضمن الجيوش المتقدمة في العالم ،وأن عليه أن يهدد ويتوعد كما يفعل أبطال الكابوي .
وهكذا حكم على العراق أن يدخل الكويت في سيناريو مشابه لأحداث الحادي عشر من سبتمبر ،ووقع العراق على أثرها بمصيدة جديدة خسر من خلالها مستقبله وكرامة ابناءه ،وعادت البلاد الخارجة للتو من حرب ضروس لتدخل في آتون حرب جديدة ،تواجه فيه العالم كله حيث لم يتبقى صديق ابدا ً في سابقة دولية غريبة ونادر ما تحدث في التاريخ ،حتى العرب اصطفوا في جيوش وطيران للثأر من العراق والذي يظهر انه كان يغيضهم بأحلامه ،والمفارقة انهم لم يصطفوا كل حياتهم السياسية وحتى بالضد من الصهاينة الذين يهددون وجودهم كما أصطفوا وتضامنوا ضد شعب العراق ، سواء بالمنازلة الحربية أو بما تلى ذلك من حصار ٍ قاس ٍ أستمر لأكثر من اثنى عشر سنة ،تحطمت فيه نفسية العراقي وتبعثر فيه ملايين العراقيين في أصقاع الأرض .
عادت الأمبراطورية الأمريكية وحلفاءها من الغربين والعرب المتأمركين ثانية ً لتجهز على ضحية تنوء بنفسها في منازلة جبانة في كل المقاييس الدولية والشرعية والدينية ،حيث لم يكن فيها أي تكافؤ بين شعب العراق الأعزل والمهاجمين المدججين بأحدث ما أنتجته التكنلوجيا الحديثة من سلاح ،وكان بالأمكان التخلص من صدام ،لو كان الهدف صدام ،فقد رأينا، في نهاية الحرب الأولى ، كيف حمل أغراضه وكان ينوي مغادرة العراق ،بعد أن وصلت أنتفاضة العراقيين ، بشماله وجنوبه ، الى قلب بغداد ولكن الأنتفاضة أجهضت أمريكيا" ، حيث سمحوا لنظام صدام أن يبطش بالشعب العراقي ويكر ثانية مستخدما" الجيش النظامي مدعوما" بالدبابات والسمتيات والصواريخ لوأد الثورة والبطش بشعب العراق ،فيما كانت قواتهم لاتزال داخل الأراضي العراقية (قصف حرس صدام مدينة النجف المقدسة لوحدها بخمسة وخمسون صاروخ سكود ) وقد كان موقفا" فائق الغرابة ،حيث أصبح نظام صدام بين ليلة وضحاها مرغوبا" من الأمريكان،وحليفا لهم ! لأن القائمين بها كانوا لايخضعون للمواصفات الصهيونية والأمريكية وشيوخ النفط أولا ً ، ًولأن الأهداف الصهيونية بتدمير البنية التحتية للعراق لم تكتمل في الحرب الأولى ثانيا ً.
وقد يقول قائل ان هناك مغالات فأمريكا هي سيدة العالم اليوم وقادتها هم الآمرون الناهون ووفق لمصالح أمريكا بالدرجة الأولى ، وللجواب على ذلك نقول له أستمع الى أحد أركان سياسة بوش الأب والذين يمييزون بأنهم الغلاة ممن دعوا الى أمبراطورية دموية وهو ويليام سافير ، من ابرز كتاب جريدة نيويورك تايمز ، يكتب مقالا" يذكر فيه أنه ( لايستطيع أن ينام الليل مستريحا" إلا بعدما يسمع صوت شارون على التلفون ثم يغمض عينيه ! ) .
وفريق مفتشوا الأمم المتحدة المكلفون بالتفتيش على اسلحة العراق ورئيسهم ريتشارد بتلر يعاونه مساعده الأول سكوت ريتر ، الذي أعترف فيما بعد أنه كان ينسق كل تصرفاته مع أسرائيل ،وانه في فترة عمله زارها سرا" أثنين وعشرين مرة ، لكي يحولوا دورهم من مهمة تفتيش الى محكمة تفتيش وهناك عشرات الأمثلة الواضحة للباحث عن الحقيقة .
أن مايدعم ماذهبنا اليه ، أن الخطوة الأولى للقوات الأميركية عند دخولها العراق في الكرة الثانية ،كانت حل الجيش العراقي ، للتخلص منه الى الأبد كما يعتقدون ،دون النظر الى أن مثل هذه الخطوة قد أخذت بالبلاد الى اللامركزية والى الصراعات الداخلية الغير مسيطر عليها ،والى ما كان يردده الأميركان من أن القوات العراقية المستحدثة غير قادرة لوحدها على فرض الأمن والنظام في البلاد وبالتالي الحاجة الى القوات الأميركية .
الخديعة تتكرر
ــــــــــــــــــــــ
في العام 2003 م خدع العراقيون للمرة الثانية بوعود الحرية والجنة الموعودة ،ووصلت الدعاية التي حيكت بحنكة مخابراتية الى غذاء المواطن وملبسه ،حيث وزعت قوائم لحصة تموينية والتي سيمول العراق الأمريكي بها العراقيين ، وأن العراق سيكون شبيه بولاية أمريكية من حيث العناية ، وصدّق أغلب الشعب الذي كان يرزح تحت وطأة حصار قاسي وظالم وهمجي ، بهذه الوعود المعسولة وكان معذورا ً حيث انه اشبه بالغريق الذي يتمسك بقشة .
نجح الكذب ، ولم تطلق رصاصة في العام الأول الذي تلى وقف أطلاق النار
و دخول الأمريكان ،وكان هناك انتظار وترقب لما يقوم به الأمريكان ،غير ان ما حصل كان مخيب للأمال حيث شعر الأمريكان بالزهو وأخذت قواتهم تستفز العراقيين في أغلب تصرفاتها ،وشعر العراقي أنه لم يحصد أي شئ سوى نهب بلاده وتدميرها ولم تعجبه المسرحيات السياسية وأتضح ان الجنة الأمريكية هي دمار البلاد وانتهاك الحرمات ، وهكذا بدأ رد الفعل العراقي بعد أن استنفذ كل الصبر المعروف عنه .
خروج غير مشرف للأمريكان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اجبر الأمريكان على الأنسحاب بعد الخسائر الفادحة التي منوا بها ، وترك العراق وحيدا ً وهو يبدأ من الصفر بعد أن دمر كل شئ في بلاده ، وأختار ديمقراطية وليدة لم يعتدها من قبل ،وكان شعبه بحاجة الى كل شئ الحياة الكريمة ،الخدمات الأساسية ، الوظائف ، أعادة المؤسسات والبنى التحتية التي حطمت بالحروب والحصار ، فليس هناك بالمعنى الحقيقي أي نشاط صناعي او زراعي وكان الأمان مفقودا ً ، ومع ان بعض التحسن قد طرأ في السنوات اللاحقة ولكنها ليست بمستوى الطموح ابدا ً فلايزال العراقيون ينتظرون ان تأتي الحكومة التي تعيدهم الى السير في الأتجاه الصحيح ،فهم يشعرون ان ليس هناك تخطيط سليم والتنفيذ لما موجود من عمل هو تنفيذ ردئ ويشوبه الفساد والصفقات المشبوهه وان المؤسسات الموجودة غير قادرة على المعالجة والنهوض بالبلاد من جديد .
من الواضح ان اسلوب الديمقراطية المتبع وما رافقها من برامج هي لبلاد قائمة ،وبناها التحتية ومؤسساتها سليمة ،أما ما نعيشه اليوم فهو ينحو بمنحى قتل الوقت وتخدير الناس بالوعود بأنتظار ان تأتي القيادة او الحكومة الموعودة من وراء الغمام فتعيد الأمور الى نصابها وتأخذ بقياد البلاد الى الأمام وليس كما هو عليه الحال الأن من سير الى الخلف .
قيل أن الوقت كالسيف أن لم تقطعه قطعك ،ونحن ماضون في أضاعة الوقت وزيادة فترات السبات التي تعيشها البلاد ،وقد أستشرى الفساد المالي والأداري في البلاد فأصبح من الصعب أجتثاثه ،فهو من صلب التفكير النفعي الشخصاني او الجمعي ولن يستطيع شخص حتى وإن وجد أن يصلح الحال بطرق الأدارة الحالية .
أما الأنتاج العراقي وعلى مختلف الأصعدة ،في الصناعة والزراعة فقد أصيب بما يشبه الشلل ولم نعد نرى الأنتاج العراقي المميز سابقا ً، وبدت السياحة عشوائية تأتي برحمة من الله تصل الى مرافق معينة دون ان تصب بمحصلة خدمة البلاد التنموية ، واجبر البلد على الأعتماد على ايرادات النفط والتي تدنت العائدات منها مقارنة عما كان عليه الحال قبل الحروب الأمريكية
وكما يبدو ان العراق لن ينهض بنفسه على المستوى القريب لعدم وضوح تخطيط نهضوي ،كما أنه لن يجد أحد يمد يد العون ليعينه ،وأن ما مخطط له هو أن يعيش في كابوس لايعرف مداه سوى المخططون له ،وقد يكون السبب الرئيس لهذا الكابوس هو أنه ثاني أكبر خزان نفطي في العالم ، وأن ما مستغل من حقوله النفطية حوالي ( 15 ) حقل من أصل نيف وسبعين حقل مكتشف وأن آخر برميل نفط في العالم سيكون عراقي .
[email protected]



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لحظة السلام يكون الوقت قد فات
- الديمقراطية في العراق
- البطل من يربح السلام
- السياسة والطوبة
- أزمة ثقة وليست سانت ليغو
- سوريا ..حرب كونية جديدة
- بين الجميلي وبرلمانيوا الناصرية
- مشكلة فلسطين .. الحل الوحيد
- هل اصبحت لدينا سياسة ؟
- الأحزاب في العراق بين المكابرة والتصحيح
- الأرهابيون والمسالمون
- حزيران ذكرى لأستعادة الأمة وعيها
- فلسطين ضحية للدجل و تحريف التاريخ
- ما ذا أستفادت الدول التي صالحة أسرائيل
- عرس دم تحت علم الأمم المتحدة
- ادارة الصراع الأيراني الغربي
- اردوغان ..من يزرع الريح يحصد العاصفة
- حان دور الربيع الأسلامي
- قتل الزوج وأغتصاب العروس
- وزارة العمل تسرح عمالها !


المزيد.....




- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...
- طالب جزائري يخطف الأضواء في برنامج للمواهب بروسيا (فيديو)
- مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين في إطلاق نار بحفل في مدينة نيويو ...
- احتجاج مناهض للحرب في غزة وسط أجواء حفل التخرج بجامعة ميشيغا ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طاهر مسلم البكاء - محنة بلد يملك آخر برميل نفط