أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - التيار الصدري أمام الامتحان الأصعب















المزيد.....

التيار الصدري أمام الامتحان الأصعب


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4128 - 2013 / 6 / 19 - 15:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع تسلم السيد علي محسن التميمي، السبت 15 حزيران 2013 ، منصب محافظ بغداد، بعد تحالف دراماتيكي مع كل القوى السياسية الفائزة في بغداد عدا دولة القانون، فان يد الاقدار السياسية تكون قد وضعت التيار الصدري أمام اختبار مهم ربما لا اكون مبالغا اذا ما وصفته بأنه أهم أمتحان حقيقي وواقعي يواجهه " شعارات " التيار الصدري منذ ان برز على الساحة كقوة سياسية تتحكم بالكثير من المساحات الاجتماعية الفقيرة المهمشة بعد عام 2003 بل، وعلى نحو ادق ، منذ
أن " حقق التيار الصدري انجازا في الانتخابات البرلمانية الاخيرة على نحو لم يتوقعه احد من خلال حصولهم على حوالي 40 مقعدا من مقاعد البرلمان العراقي، وبذلك ظهروا " كقوة جديدة اساسية لاعبة في المشهد العراقي على حد تعبير صحيفة مكلاتشي الامريكية في مقالها المنشور يوم الاربعاء 7-4-2010 ".
وقد توقعت، هذا الانتصار والنجاح السياسي الباهر، قبل حوالي 7 اشهر من انتخابات عام 2010 مجلة " فورن بوليسي الأمريكية" في عددها الصادر يوم الاثنين27-7-2009 ،وبقلم أستاذ برنامج الدراسات الإيرانية والإسلامية في جامعة كاليفورنيا الدكتور باباك رحيمي في مقالته " صعود آية الله مقتدى " الذي تناول فيه باباك حركة التيار الصدري،وأكد فيه على أنه سيكون لمقتدى
الصدر" مستقبلاً مشرقاً في العراق إذا ما اتبع الطرق السلمية الديمقراطية وحث أنصاره على المشاركة بقوة في الانتخابات المقبلة ونبذ جميع مظاهر العنف والتطرف" على حد تعبيره.
هذا الاختبار الذي يتعرض له التيار الصدري في هذا الوقت بعد ان نجح، قبل اربع سنوات تقريبا، في اعادة استكشاف شخصيته السياسية وقراءة ذاته، كما كتبنا في 10-4-2010 مقالة بعنوان " التيار الصدري....واعادة قراءة ذاته"، اقول هذا الاختبار جاء نتيجة حسابات سياسية تستقرأ ابعاد الزمن الثلاثة ...
الواقع الحالي المصاب بانتكاسة واضحة في المجال الخدمي....
الماضي القريب الذي تتقاذفه السياسة القاصرة والامن المفقود والمخاوف الحقيقية المتبادلة...
المستقبل القادم وما يحفل به من هواجس تارة وآمال تارة أخرى يتخللها امكانيات سوف يمتلك زمامها مقدراتها من يعمل الان على نحو سياسي ذكي يكسب وينال فيه رضا الشعب.
ويبدو ان مقتدى الصدر يُدرك ذلك ويعي تماما هذا الامتحان والنتائج التي يمكن ان تترتب عنها بعد ذلك في الايام القادمة، لذا لم يكن غريبا ان يكشف مصدر في الهيئة السياسية للتيار، في حديث لـ" السومرية نيوز" الأحد الماضي، وبعد يوم واحد من تسنم التميمي لمنصب المحافظ، قيام زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بزيارة محافظة بغداد الجديد.
الزيارة كانت تحمل اكثر من دلالة وتكشف للمتتبع للشأن السياسي العراقي وللمواطن على حد سواء عن البرامج والاهداف والمتطلبات التي ستواجه التميمي في المرحلة القادمة، فترى الصدر يطالب التميمي بادئ ذي بدء "برفع صوره من شوارع العاصمة بغداد ! " وهو قرار مهم ، مهما جادل البعض في خطأ وضع هذه الصور اصلا، ويكشف عن تطور في فكر من اصبح مسؤولا ، الى حد ما عن محافظة بغداد، التي ستكون في عهدة التيار الصدري من الان فصاعدا مع العلم ان قرار رفع الصور كان يمكن ان يصدر سابقا من الصدر ، وكانت سترفع ايضا بسبب سلطة الاخير الرمزية ، لكن القرار الان اصبح له طعم أخر وبُعد ومعنى كبيرين يتلقفهما من يكون بموقع المسؤولية ويدرك مقتضياتها.
ولم يكتف الصدر بذلك، كما يشير المصدر، بل أنه أهدى " محافظ بغداد الجديد علي التميمي بدلة عمل" في اشارة واضحة تداعب التصور الشعبي الحالي لمعنى " محافظ يرتدي بدلة عمل " الذي رسم صورتها " الأسطورية " محافظ العمارة علي دوّاي الذي نال اعجاب الكثير من ابناء الشعب العراقي وبدأت مواقع التواصل الاجتماعي تتداول صوره ب" البدلة الزرقاء" وهي يأكل ويشرب مع العمال والفقراء ويتابع احوالهم على نحو مباشر! ...لذا جددت له الكتل واعادت انتخابه محافظا من غير ان يتجرأ سياسي او كتلة الاعتراض عليه.
بدلة العمل هي الرمز الواقعي للمهمة التي يجب ان يقوم بها من الان فصاعدا هذا المحافظ ، وهي خدمة المواطن البغدادي الذي ليس بينه وبين المسؤولين مسافة قريبة ، فالحراسات والاجراءات الامنية والغرور الشخصي تجعل من ، المحافظ مثلا، بعيد عن المواطن ...اما ارتداء بدلة العمل أو اهدائها للمحافظ من قبل زعيم التيار الصدري فهذا يعني ، بوضوح، ان وقت العمل حان ! وان عليك ان تنزل للشارع لكي تكون قريب من المواطن، تتعرف همومه، تشعر بمطالبه، وتتحسس نبضه !.
انا شخصيا لا اهتم للكثير من الخطابات والنصائح السياسية التي يوجهها قادة الاحزاب لاعضائهم ممن يتسنمون مناصب قيادية، اذ أن حسابات الحقل " الخطابي" غير حسابات البيدر" العملي المختلط بالمصالح " لكن ماقاله الصدر في نهاية اللقاء يزيح الكثير من الحقائق ويكشف عن حقيقة مهمة، اذ بعد ان طالب الصدر التميمي ان " يكون خادما لبغداد العاصمة وللبغداديين لا لنفسه وتياره ومذهبه" وهو تصريح جميل من الناحية النظرية ...اشار له بان عليه ان ، وهذا أهم مافي الموضوع، " يعكس صورة حسنة عنا آل الصدر وعن بغداد عاصمة الجوادين وعاصمة الكيلاني".
اذن مع هذه العبارة اصبح التميمي الان ممثل ليس للشريحة الاجتماعية التي تؤيد التيار الصدري وتدين له بالولاء وهم بالملايين بل اصبح يمثل عائلة الصدر العريقة دينيا واجتماعيا وسياسيا، وهذا ، التمثيل ، سواء كان رمزيا او واقعيا، سيجعل من التميمي ينوء بحمل ثقيل وتتربصه اعين التيار الصدري قبل أعين اعدائهم ممن يتمنون ان يفشلوا في مهامهم الجديدة.
المسؤولية" الصدرية " التي القيت على عاتق التميمي لاتتأتى مما شخصته اعلاه وابعاده التي تختلط فيها المعاني الرمزية والدلالات التاريخية والابعاد الخدمية المتعلقة برغبة التيار الصادقة بخدمة الفئات الفقيرة في الشعب ...بل هنالك مديات اخرى مهمة تتعلق بهذا الامر...وهو الجوانب السياسية التي لايمكن ان لايكون لها أثرا في مثل هكذا حسابات.
القارئ الكريم يعرف ان التيار الصدري في مواجهة قديمة مع دولة القانون ، والتاريخ القريب للنزاع المسلح بينهما مازالت صوره حاضرة بين الاثنين، وما تحالفهما الاخير تحت مظلة التحالف الوطني الا كذبة كبيرا جدا، فلا توافق بينهما على سياسة معينة ولا تشابه برامج، ولست ببعيد عن الحقيقة اذا ما قلت بان الخلاف بين دولة القانون والتيار الصدري اكبر من الخلاف بين الاول وقائمة علاوي.
ولذا ستكون لهذا الخلاف بل العداء الذي بين التيار والقانون نتائج ايجابية تتمثل في حث مرشح الاول على العمل ، بكل طاقاته، لاظهار الفرق بينه ، وبالتالي التيار الصدري، وبين دولة القانون التي كانت مسيطرة على مناصب مجلس محافظة بغداد المهمة. اذ حينها ، اذا ما نجح التميمي وابدى نتائج ايجابية شعر المواطن البغدادي بها ، سيكون للتيار صولة جديدة كبرى في السياسة العراقية يكون من خلالها الاكثر شعبية والاكبر قدرة على ترجمة الاقوال والبرامج الى افعال وسلوكيات على أرض الواقع ربما تؤهله للحصول على منصب رئاسة الوزراء في المرحلة القادمة خصوصا اذا ما تم انضاج تحالف " التيار الصدري والمجلس وغيرها من القوى السياسية الشيعية مع قوائم وكتل وتيارات القائمة العراقية المتفككة بين علاوي والمطلك والنجيفي " ووصل الى مرحلة عالية من التنظيم وتشابه الرؤى والبرامج السياسية.









#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القُبلات لا تحل ازمات العراق !
- أعظم اختبار للبرلمان العراقي !
- مقالات بحثية / الجزء الحادي عشر- التحرش الجنسي بالموظفات
- جنون - وهابي - جديد في بريطانيا !
- سوريا...الحرب الوهابية- الشيعية الجديدة !
- مقالات بحثية / الجزء العاشر- الرجل يريد الاحترام والمرأة الح ...
- موظف حكومي لايحترم الحكومة !
- وحدة العراق...كذبة كبيرة جدا !
- مقالات بحثية- الجزء التاسع/ كيف تميز اهدافك عن احلامك ؟
- مالذي سنحكي لاطفالنا عن التفجيرات الارهابية ؟
- الوفاة الرسمية للقائمة العراقية
- وجه بريطانيا الذي يتجاهله الارهابيون !
- شيعة العراق...سلطة...بلا سيطرة !
- رافع العيساوي ...حسنا فعلت !
- من يحمي فقراء شيعة العراق ؟
- مقالات بحثية / الجزء الثامن- الانسان والهاتف النقال !
- المالكي في المواجهة الاخيرة !
- انهم يحرقون المصاحف !
- عمائم في خدمة السياسة !
- الحمد لله...خسر المنتخب العراقي مرة اخرى !


المزيد.....




- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...
- طالب جزائري يخطف الأضواء في برنامج للمواهب بروسيا (فيديو)
- مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين في إطلاق نار بحفل في مدينة نيويو ...
- احتجاج مناهض للحرب في غزة وسط أجواء حفل التخرج بجامعة ميشيغا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند حبيب السماوي - التيار الصدري أمام الامتحان الأصعب