أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - ضياع الحق العربي في فلسطين مسؤولية من؟















المزيد.....

ضياع الحق العربي في فلسطين مسؤولية من؟


عباس الجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 4127 - 2013 / 6 / 18 - 23:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إن إصرار الاحتلال الصهيوني على المضي في انتهاكاته غير القانونية وغير الأخلاقية في مدينة القدس المحتلة ، بلغ حدًّا لم يسبق له مثيل، حدًّا لا يرتضيه أي عربي ومسلم غيور ، في الوقت الذي تتهرب جامعة الدول العربية من مسؤولياتها وتلعب دورا بالتنازل عن الحقوق العربية ، حتى أن لجانها كلجنة القدس وغيرها لم يعد لها ذكر ولم يعد أحد يسمع لها صوتًا تجاه التدنيس الصهيوني الحاصل بالمدينة المقدسة. ولكن على الرغم من كل ذلك، لا تزال الثقة بالشعب الفلسطيني كبيرة في مواصلة الذود عن كرامة الأمة العربية ومقدساتها الإسلامية، وعن أرضه وعزته وكرامته، وعدم الالتفات إلى المتاجرات الخاسرة بقضيته، فالكلمة الأخيرة ستظل لصاحب الحق الأساسي، الشعب الفلسطيني ولا غيره.
من بديهيات القول، إن كل هذه الأنظمة القائمة، تتشارك في تحمل مسؤولية الكثير من الويلات ومعظمها تتشارك بالباقي منها.. فالنظام الرسمي العربي، هو المسؤول عن ضياع الحق العربي في فلسطين والمسؤول عن منع الشعب الفلسطيني من تطوير مقاومته بأشكالها المختلفة باتجاه نيله حقه بدولته وهويته، وبالعودة إلى ارضه ودياره ، وبما أن خيبة الأمل كبيرة من أي شيء مرتجي من الولايات المتحدة فإن المصلحة الوطنية العليا والمسؤولية التاريخية تتطلب من كافة الفصائل والقوى والشعب الفلسطيني رفض الدور الأمريكي والتوقف عن سياسة الانتظار وإعلان وطني جريء وصريح بوقف عملية التفاوض باعتبارها اصبحت عبئا على الشعب الفلسطيني وقضيته لا طائل منه ، بعد ان استفاد منها الاحتلال الصهيوني من خلال عدوانه المستمر بحق الأرض والشجر والحجر .
ان التعامل الأميركي والأوروبي مع قضية فلسطين يكشف مرة جديدة أن مهمة هذه الدول الاستعمارية ، هي تكريس هيمنة إسرائيل وتصفية قضية فلسطين ، ورفض السماح بأي خطوة ولو معنوية ، يمكن أن تعتبر هزيمة للمشروع الإسرائيلي الذي يتجسد اليوم بفرض إسرائيل الدولة اليهودية المهيمنة على الشرق العربي.
أننا ندرك جيداً بأن ما اقدمت عليه قناة الجزيرة بعد ان ضاقت ذرعاً بخريطة فلسطين، فقامت بحذفها واستبدلتها بـ"إسرائيل"، فما العجب في الأمر إذاً فهي تحت العباءة القطرية، وجزء من المشروع الأمريكي في المنطقة، وامير قطر هو صاحب نظرية الإستجداء والتسول على أبواب البيت الأبيض والمؤسسات الدولية،و المسوق لثقافة الهزيمة، فكيف لا يترجم اقواله بافعاله .
ان المحاولات الامريكية وما يحمله وزير الخارجية الامريكية كيري الهدف منها طمس جوهر القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني ، وقضية شعب مستعمر من جانب نظام كولونيالي عنصري ، وذلك من خلال ممارسات الضغوط على القيادة الفلسطينية للعودة الى مسار المفاوضات العقيمة ، وهذا ما يدعونا الى العمل السريع لعقد مجلس مركزي فلسطيني والخروج برؤية وطنية واعادة تطوير مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية بعيداً عن تأثرات المحاور الإقليمية والتدخلات الدولية، كما أنه يتعين على اطراف الانقسام العمل على استخلاص دروس المرحلة السياسية الراهنة، بما يستدعي منهما الانخراط في تثبيت الأسس الوطنية للمشروع السياسي الفلسطيني في مواجهة الاستحقاقات القاسية التي تتعرض لها القضية الفلسطينية والمنطقة.
ان المهمة الرئيسية لجميع الفصائل والقوى وكافة المكونات الاجتماعية و السياسية والفكرية والمؤسسات والشخصيات مناقشة الواقع الراهن والوقوف أمام مراجعة شاملة للمسارات التي ألحقت الضرر بالقضية ووضعت مصير الشعب وحقوقه الوطنية و التاريخية في مهب الريح0 والسؤال الذي يبرز هل نحن على قدر من المسؤولية التاريخية وهي ان المرحلة الراهنة تتطلب إعادة الاعتبار للقضية الوطنية التي ما زالت حركة تحرر وطني في مواجهة الاحتلال العنصري الاستيطاني لفلسطين .
ان الشعب الفلسطيني يتطلع الى وحدة وطنية ومؤسسات وطنية جامعة لإفشال المحاولات الإسرائيلية سواء تلك المتمثلة في إقامة كيان المعازل (البانتوستانات) تحت مسمى (حل الدولتين)، أم التحضير لمشروع الإدارة الثلاثية (الإسرائيلية - الأردنية - الفلسطينية) للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 ، اضافة الى مواصلة تغيير الواقع السكاني والجغرافي في عموم أراضي فلسطين التاريخية.
وامام هذه الاوضاع ألقى الرئيس المصري محمد مرسي خطابا دعا فيه الى قطع العلاقة من سوريا و الى اقامة منطقة حظر جوي على سوريا ودعا الى الجهاد ،.إن أكثر ما أوجعنا كفلسطينيين أنه لم يأت على ذكر القدس التي جعلها هو وغيره شعاراً لهم قبل أن تحصل الجماعة على كرسي الرئاسة ، وقف بالأمس كداعية ومحرض على سوريا، كان يجب ان يدرك أن المعركة الحقيقية يجب أن تكون ضد العدو الصهيوني ، كما كان عليه ان يدرك أن الجهود يجب أن تتوجه لمنع المحاولات الهادفة إلى تحويل مياه النيل الأزرق الذي سيضع الشعب المصري تحت خطر العطش، كما وضعهم السيد مرسي تحت خطر الجوع.
إن ما فعله مرسي يؤكد مرة أخرى أنه ضد إرادة الشعب المصري، أما مطالبته بـ "حظر الطيران" فهي تشير إلى أنه يسير على عكس الرغبة الدولية في إنجاز حل سياسي عبر مؤتمر "جنيف"، وكان عليه بدلا من قطع العلاقة مع سوريا ، قطع العلاقة مع الكيان الصهيوني واغلاق سفارته ، والوقوف الى جانب نضال الشعب الفلسطيني ، لكنه تجاهل فلسطين والقدس التي تتعرض لعدوان بستهدف اقتلاع الشعب الفلسطيني من ارضه وتهويد مقدساته ، وهذا يثبت بشكل واضح أن في الجعبة نقلة جديدة نحو التحالف العلني بين إسرائيل و الدول العربية المتورطة في خطة تدمير المنطقة وتفتيتها وتصفية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني .
ولا بد من القول ان ما يجري اليوم في محيطنا العربي من تحولات، كنا نتمنى ان تكون حتما لصالح الشعوب العربية وقضاياها العادلة وتقدم مجتمعاتها وان ما طرحته الجماهير العربية من خلال ثوراتها من عملية التغيير والديمقراطية والعدالة هي فعلا نقطة تحول هامة ،ولكن للاسف تم تحويل الربيع العربي الى ربيع التفتيت والتدمير ولا يستثني أحد لأنه يشمل كل ما هو عربي وكل شيء مازال ناهضا وشامخا ومتطورا يخدم الشعب ولأنهم يريدون شعب عربي بلا ماء ولا كهرباء ولا بترول ولا تعليم والقضاء على الحريات العامة والتقاليد ، فتدميرهم يشمل كل تقدم وأبسط الخدمات القائمة يريدون تسويتها بالأرض وما يحدث في العراق وسوريا وحدث في ليبيا ومصر وتونس واليمن يؤكد تحليلنا بهدف ابعاد الشعوب عن البوصلة الحقيقية فلسطين ، لكننا نحن على يقين بان القوى الحية باحزابها وقواها ستبقي فلسطين، القضية والإنسان، حيةً في وجدان الامة ، فالشعب الفلسطيني الذي كتب بالدم رسالة فلسطين والحرية والاستقلال والعودة ، سيبقى متمسكا باهدافه حتى تحرير الارض والانسان ، وما زال الشعب الفلسطيني الذي قدم الآلاف من قوافل الشهداء مستمراً في صموده ونضاله .
وامام كل ذلك نرى اهمية توحيد جهود القوى اليسارية والديمقراطية العربية من خلال تقديم كل اشكال التضامن من أجل استعادة روح النضال الفلسطيني وأدواته وفق قواعد النضال القومي الديمقراطي باعتبار أن الصراع مع هذا العدو هو صراع عربي صهيوني من الدرجة الأولى.
ختاما : لا بد من التمسك بنهجٍ المقاومة بكافة اشكالها في مواجهة الاحتلال وممارساته، وأنه لا خيار أمام الشعب سوى مواصلة النضال من أجل حريته واستقلاله ودحر الاحتلال الاستيطاني .
كاتب سياسي



#عباس_الجمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على ماذا تراهنون
- الربيع العربي و-خريطة الدم الأمريكية-
- المقاومة تصنع المعجزات .. فتحية الى الشهداء الذين أعطونا شرف ...
- الحالة العربية والفلسطينية الى اين
- زيارة القرضاوي الى غزة وتبادل الاراضي ..
- المؤامرة على سوريا ومحنة الشعب الفلسطيني
- لتتحد قوى الشغيلة في مواجهة قوى الاستغلال
- جبهة التحرير الفلسطينية مسيرة نضال وعطاء
- محمد التاج الاسطورة في الصمود والعطاء
- فلسطين كلها أسيرة ولا مخرج إلا بمواصلة النضال
- فلسطين والمستقبل
- نيسان شهر النضال والتضحية والفداء
- الشهيد ميسرة رمزا وعنوانا للصمود
- فلسطين تنتصر بيوم الارض
- تعداد التحديات تؤكد عجز العرب
- اوباما قدم الاغراءات والشعب الفلسطيني سار غضبا
- لاننتظر الفرج من زيارة اوباما والشعب الفلسطيني قال كلمته
- الثورات العربية وغياب عوامل الاستنهاض الثوري
- ارادة الشعب الفلسطيني واسراه هي الاقوى
- الواقع الراهن الى اين


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - ضياع الحق العربي في فلسطين مسؤولية من؟