أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد قنديل - بغيرالعقل والشجاعة .. لن تصبح رئيسا















المزيد.....

بغيرالعقل والشجاعة .. لن تصبح رئيسا


فؤاد قنديل

الحوار المتمدن-العدد: 4075 - 2013 / 4 / 27 - 13:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




سنة كاملة من الحكم الذي تولته جماعة الإخوان ورجلها محمد مرسي تكشف بما لا يدع مجالا لأدني شك أن الكوكبة التي تقود المسيرة العاجزة استعرضت كل قدراتها الملهمة على الفشل في كل قرار وموقف وإجراء ، وبدا جليا كم تتمتع تلك الجماعة بالجهل والعناد والطمع والاستبداد بصورة غير عادية ولا إنسانية ، لأن رجالها لا ينظرون إلى البشر ولا إلى الله أو الدين ولا إلى المستقبل ولا إلى ظروف الناس ولا إلى حياتهم الموشكة على الخراب ، ولا ينصتون إلى أنين البطون ويشيحون بوجوههم عن الشوارع التي توقفت فيها سيارات لا تجد قطرات الوقود وبيوت لا تزورها الكهرباء ومصانع غابت عنها الطاقة ، ولا تقع أعينهم على جبال القمامة ويصمون آذانهم عن أصوات ملايين الشباب الذين تخرجوا من الجامعات ولم يجدوا مكانا للعمل ولو بوابين ..إنهم في حالة سعادة غامرة بسبب ما امتلكوه وهيمنوا عليه .. لو وزنتهم قبل الحكم وبعده للاحظت أنهم زادوا الضعف من فرط البهجة والابتلاع والنهم ، والركوب على صدور العباد والتحكم في كل وزارة ومؤسسة ومحافظة وشارع وحارة .. حالة غير مسبوقة من الاستمتاع لم يشعر بها على بابا الذي انفتحت له المغارة فأصيب بلوثة أسطورية فأمامه وملك يمينه عشرات الجوالات من الذهب والفضة والياقوت والمرجان ..
ليس من شك أن التردي الرهيب الذي يسود كل هيئة ووزارة وبيت في مصر سببه الفشل النادر الذي يبني عمارته الشاهقة مرسي ورجاله الأفذاذ بهمة عمياء .. يدرك الرئيس أن الحكومة فاشلة فلا يجد الشجاعة لتغييرها بل على العكس يصرح بأنها باقية وتبذل جهدا استثنائيا لإنقاذ البلاد مما أحدثه بها النظام السابق ،ويتحدث العالم عن حالة الاقتصاد المصري المتهرئ ويطالبه الجميع بتعيين خبير اقتصادي كرئيس للوزارة أو مستشار فلا يجد الشجاعة لتلبية نصائح الخبراء ، وتصدر محكمة الاستئناف حكمها ببطلان تولي النائب العام بالمخالفة للقوانين وللدستور فلا يجد الشجاعة لتنفيذ الحكم وإنما يصرح بأن النائب العام باق ولا اعتبار لسيادة القانون لأن قرارات الرئيس هي السيادة والريادة والقيادة والبيادة والشهادة والإرادة .
ويعلم الرئيس أن كل مفردة من مفردات الحياة في البلاد منقسمة على نفسها منذ إعلانه الدستوري المشئوم فلا يحفل ولا يهتم بمحاولة رأب الصدع ، ولا يجد الشجاعة كي يواجه المشكلة بالحوار مع المعارضة والتراجع خطوتين عما يصر عليه من أخطاء بل خطايا ، فتتراجع المعارضة عن مطالبها خطوتين وهكذا تتحقق ربما خلال ساعة مساحة عريضة من التوافق الذي يؤثر غيابه تأثيرا بالغا على أحوال الجماهير المتعطشة للاستقرار . . لكن مرسي يفتقد تماما الحد الأدني من الشجاعة ويتصور أن التوافق جبن ، وأن كونه رئيسا معناه أن يكون إلها يسعى الناس إليه ولا يسعي إلى أحد ، ومن العيب المشين أن يتراج عن آرائه الحمقاء قيد أنملة مهما كان في ذلك قضاء على الفرقة والتمزق.
لم يجد مرسي في قلبه أية ذرة من الشجاعة كي يبحث عن دماء جنود رفح الذين أزهقت أرواحهم أيد دنيئة منذ رمضان الماضي، ولم تلفحه نسمة جسارة كي ينقذ نفسه من التصريح البشع المنسوب إليه بأنه قال إن جهاز المخابرات أسس تنظيما مكونا من 300 ألف بلطجي ، ولم يتكلف أية جرأة ليوقف رجال حازم أبو اسماعيل الذين يعيثون في الأرض فسادا ويتفاخرون بقدرتهم علي حصار أية منشأة حكومية أو أهلية حتى وزارة الداخلية. ولا يجد الشجاعة كي يصارح الناس بالحقائق بل يلجأ للكذب كبديل لحرمانه من الشجاعة ، فإذا كان رأس النظام يكذب فمن يكون صادقا؟ .. إنه نعم القدوة!!!
ومن أسباب فشله في أن يكون رئيسا إفتقاده للملكات العقلية ، وإذا كانت هناك بقية من عقل فهو يغلق أبوابه و يرفض استخدامه حيث يضر بالصحة ويضيع البلاد ويهدد الجماعة ويبدد الطاقة.
يتصور مرسي أن عليه فقط أن ينفق أموال الدولة وميزانية الشعب المحروم على صلواته ومواكبه ، والكل يعلم أنه كلما سار وتحرك هنا أو هناك خرج في موكب مكون من عشرين سيارة ضخمة ومصفحة لا يخترق زجاجها الرصاص ومن حوله ومن أمامه ومن خلفه وعن يمينه ويساره ثلاثة آلاف من خيرة شباب قوات الأمن مدججين بالسلاح والصحة والعضلات والعيون المفتوحة بالضبط مثلما كان يفعل عمر بن الخطاب !!!. ..يتصور مرسي أن عليه أن يسافر إلى كل البلدان من الشرق إلى الغرب ومعه مائتي شخص من أسرته الصغيرة والكبيرة وأهله وعشيرته وقبيلته وينفق من ميزانية الدولة ما لا تحتمله
دون أدني إحساس بالناس ومشاكلهم وأزماتهم ونقص ضروريات حياتهم .. وأظنه لم يستخدم عقله لحظات كي يفكر في هذه الأنفس التي يشملها الأسي والكمد وتعصف بها الأحزان والأمراض التي يسببها بغياب عقله وإحساسه. ولو قدر لمصر أن يحكمها إنسان آلي ( روبوت ) لكان أرحم بأهلها من هذا الرجل الذي يحاول الاستمتاع ويهرب من وجع الدماغ مكتفيا بالقول :على الحكومة أن تفعل ما تراه ، مع أنها لا تري شيئا ، وعلى الداخلية أن تعاقب كل من يخرج إلى الشارع وعلى النيابة العامة أن تجرجر وتسحل كل من يفتح فمه بكلمة ، وعلى رجال الإخوان أن يكملوا الباقي ويتابعوا كل شيء وأن يفكروا ويقترحوا عليه أسوأ الأفكار والآراء وأدماها وأكثرها ظلما وظلاما .
رئيسنا المنتخب لديه هواية غريبة لايكاد يهوي غيرها ..هي العناد .. أي الإصرار على الخطأ حتى لو أدرك الإنسان أنه على خطأ ، لأن الرجوع إلى الحق ليس فضيلة ، والعناد له أبوان : الجهل والغرور .. فالعناد نتاج طبيعي للجهل لأن العنيد لا يدرك تأثير قراره على نفسه أو على الآخرين مثل المدخن وشارب الخمر والمبذر ، كما أنه نتاج الغرور الذي يرسخ بذهن صاحبه فكرة أن غيره ليس على صواب والصواب كله حكر عليه .. وما يدعو الخبراء إليه حتى لو كان نافعا فهو الضرر بعينه إلا إذا كان عضوا في الجماعة.
وهكذا علينا أن نتأكد أن سوء حظنا وغباء بعضنا أوقعانا تحت قبضة مجموعة من البشر المرضي والمعقدين الذين يجيدون الفشل ولديهم وفرة من أسبابه ، والأسوأ أنهم لا يعنيهم ما يحدث على أرض المحروسة التي لم تعد محروسة بل محروثة. ورغم ذلك فما زالت الكرة في ملعب المثقفين والسياسيين الشرفاء والوطنيين والثوار والمخلصين من أبناء هذا الوطن كي يقدحوا أذهانهم ويتحدوا ويعملوا عمل الفريق يجمعهم صف واحد وهدف واحد لمقاومة الجراد المتوحش ، وقسمٌ على مقاومة كل لحظة يأس تتسلل إلى النفوس القوية الأبية التي وهبت أرواحها للحرية وللعدالة الإجتماعية وحقوق الإنسان والمستقبل الأفضل بإذن الله .



#فؤاد_قنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا ينتظرون ؟! !
- الحرب الأهلية تدق الأبواب
- الهُوية المصرية بين الإخوان والإنجليز
- من يحكم مصر الآن ؟
- رسالة إلى صديق إخواني
- يا ناس .. وَجَبَت مُحاكمته
- عقلية مرسي
- جماهير لا تعرف معني الوطن
- أري ما لا يراه الناس..!
- العرق النبيل
- الصاعد إلى السماء
- من الثورة إلى السيرك
- نعم .. نكره العلم
- الجماعة تكره الثقافة
- أسباب العنف في مصر
- لماذا أنا مسلم عَلماني؟
- هل جاء كما تمنينا ؟
- في عين العدو


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد قنديل - بغيرالعقل والشجاعة .. لن تصبح رئيسا