أري ما لا يراه الناس..!

فؤاد قنديل

الحوار المتمدن-العدد: 4021 - 2013 / 3 / 4 - 21:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هذه العبارة الغريبة طلع بها علينا بكل ثقة السيد مرسي الذي انتخب رئيسا للجمهورية بطريق الخطأ
.. عبارة ستدخل التاريخ .. أولا : لأنها تتعارض مع محدودية فكر ورؤية أي إنسان مهما بلغ
من الشفافية والنقاء ، وثانيا : لأنها لا تصدر إلا عن الله وحده ، وثالثا : لأنها غير صحيحة على الإطلاق
رابعا : لأنها تدل على الغرور الذي لا مزيد عليه..خامسا : هي عبارة لا يجب أن تصدر عن رجل يدّعي التدين ،
فهي إذن عبارة مدججة بالكوارث.
يقول المرسي لا فض فوه في حواره مع قناة المحور : أنا أري ما لا يراه الناس .. يا الله..إنه الرجل المعجزة
وبناء عليه إذا كان هو الرجل المعجزة فقد حالف التوفيق مصر لأنها بالفعل لكي تخرج من أزمتها الطاحنة
التي لم يسبق أن عاشتها وعانتها بحاجة لرجل قادر على
أن يحقق المعجزات ويري ما لا يراه الآخرون ، ولكي نتأكد من المنحة الإلهية التي حظيت بها مصر ، نسأل
الرجل عن شواهد تثبت رؤاه الفريدة :
1 – ألم تر يا شيخ مرسي أن هناك 17 جنديا تم الهجوم عليهم وقتلهم في رمضان الماضي برفح ؟
ربما كان جهازك التنبؤي معطلا آنذاك ، فماذا فعلت بعد أن علمت وقد مر سبعة أشهر؟
2 – ألم تعلم أن الإعلان الدستوري المحصن لقراراتك الحمقاء سيقسم المجتمع ويثير العداوات
ويعطل القضاء ؟ لابد أنك زرقاء اليمامة تري قبل الآخرين .
3 – خبرنا أيها الخضر عن السر في أن القوي الثورية طالبتك بتعديل الدستور قبل الاستفتاء عليه لكنك أصررت
بوصفك الرجل المعجزة
على المضي في طريق الخطأ ضد القانون وضد المواطنين وضد الديمقراطية ؟
4- ألم تسمع عن حصار جماعتك للمحكمة الدستورية لمدة شهرين ومنع قضاتها من الدخول والعمل
للبت في قضايا عاجلة ؟ هل كنت تريد التثبت من قوة الخارجين على القانون؟
5 – ماذا فعلت عندما علمت أن جماعتك وتابعيهم حاصروا مدينة الإنتاج الإعلامي شهرا وبنوا في ساحتها
دورات مياه وقاموا بدور الدولة في تفتيش ومطاردة الداخلين والخارجين ، وبعدها قاموا بحصار قسم الدقي ؟
6 – ألم تر المتظاهرين الذين يُسحلون في الشوارع على أيدي جنودك ، وماذا فعلت من أجلهم ؟
7 – ما السر يا تري في أنك لم تسأل نفسك ما دمت تري ما لا يراه الناس لماذا كل هذه الحراسة والمواكب
التي ترهق ميزانية الدولة الفارغة؟ لعلك لم تسمع عن عظيم قيل عنه وقد وجدوه نائما تحت شجرة : حكمت
فعدلت فأمنت فنمت يا عمر
8 – ألم تر أن إصدارك لأحكام الطوارئ ومحاولة تطبيقها في مدن القناة يخالف الدستور الذي
وضعته جماعتك ؟ أم تراك بحكمتك المعهودة وثاقب نظرك رأيت كالخضر أن الطوارئ في صالح الجماهير
ونحن ضيقوا الأفق ولا نري ما تراه ؟
9 – ما الذي فعلته عندما علمت أن أسرتك أنفقت على حساب الدولة ما قيمته مليونين ونصف المليون
من الجنيهات مقابل إقامتها في فندق بمدينة طابا لعدة أيام على سبيل الترفيه ؟ وللحقيقة فقد صرحت بأن الأسرة
كانت تقضي أجازة مثل أي
أسرة مصرية ، وأنت تعلم أن القليل جدا من الأسر من تحصل على إجازة ، وإذا حصلت عليها تقضيها
في حديقة الحيوان أو على أحد
الكباري تقزقز لب وترمس وذرة مشوية ، أما أنت فقد أنكرت أن يكون ذلك على حساب الدولة
مع أن جميع وكالات الأنباء نشرت
الفواتير المرسلة من هيلتون طابا إلى رئاسة الجمهورية للسداد .لا تشغل بالك نحن نقدر حاجة الأسرة الكريمة للفشخرة
يومين وإن شاء رب العالمين سينتهي كل هذا ، وهذا هو الشيء الوحيد الذي لا تراه لكنه سيحدث لتنتهى المهزلة التي
تقوم فيها بدور البطولة .
10 – لماذا لم تستطع حتى الآن بوصفك مكشوف عنك الحجاب أن تقيل الوضع الإقتصادي من عثرته مع العلم أنك
وجماعتك السبب في كثير مما جري له؟
11 – كيف سمحت وأنت تحتل قمة السلطة بأن يتأخر حديثك إلى الجماهير ست ساعات؟ لماذا تترك
نص الحوار لغيرك يعدل ويرتب فيه ؟
لماذا تركت رجال الجماعة يعبثون في كلامك والمفترض أنه رأيك وكلمتك والكلمة شرف ؟
12 – أين هي الصفقات التي قلت أنك عقدتها في عشر دول زرتها وكلفت الدولة مات يزيد على خمسين مليون جنيه ؟
13 – لماذا لا تستعين بزملائك من الجان لتشغيل العاطلين ، أم أنك لا تعلم أنهم سبب مشاكل الأمن يا من
تري ما لا يراه الناس؟
14 - لماذا لم تشعر حتى الآن وأنت مكشوف عنك الحجاب أنك رئيس صوري ومع أنك منتخب لكنك في الحقيقة خيال مآتة
ورئيس معزول ولا تستطيع أن تحرك موظف من مكانه لأن قيادات الجماعة هي التي تحكم ؟
15 - كيف رضيت يا رئيس كل المصريين وتري ما لا يراه الآخرون أن تقوم الجماعة بتعيين نحو خمسة عشر ألف إخواني في
وظائف ذات مهام كبيرة ومسئولة؟
16 – لماذا تصر على تسمية كل المظاهرات"بلطجة" ولم تسمها باسمها الحقيقى وهو "عصيان مدنى" ؟
ربما سميتها كذلك لأنها تسمية العريان والبلتاجي وأنت مسكين لا تستطيع إبداء أي رأي .
17 – كل البسطاء فرحوا بتأسيسك لديوان المظالم تابع للرئاسة ، وانطلقوا يتقدمون بآلاف الشكاوي للمكتب الجديد ، لكن
مشكلة واحدة لم يبت فيها ولم يتحقق مطلب واحد ، وهذا دليل على أنك تستخف بأوجاع الناس ولا تعبأ بمعاناتهم
وكيف ستحس وأنت تعيش في القصور ؟ أم أنك تري بسديد فكرك أنها إرادة الله ولا راد لقضائه .. فلنتوجه جميعا بالشكر
على أن حباك بهذه الدرجة العليا من الإيمان.
18 – كيف تري ما لا يراه غيرك ولم تعرف لماذا ترفض القوي السياسية التحاور معك ؟ .. ألم تدرك أنهم يريدون
الحوار معك وليس مع مكتب الإرشاد؟
19 – لأنك تري ما لا يراه الآخرون فلم تردم الأنفاق بين رفح وغزة وتركتها للتهريب والهجوم على المجندين وأقسام الشرطة في سيناء
وتركت الأرض المصرية مستباحة ، هل هذه هي الوطنية في رأيك أيها الرجل المعجزة؟
20 - لأنك رجل استثنائي فقد وعدت بحل مشكلة الوقود والقمامة والأمن والبطالة والخبز خلال ثلاثين يوما ، وقد نفذت وعدك ولكن بالعكس ..
طبعا لأنك ملهم تري ما لا نراه ..
فالمشكلات تتضاعفت والعجز في كل مجال يزداد والأمة توشك على الإفلاس والتطاحن على أشده وفي كل يوم شهداء وجرائم لا يحصرها حصر
لأنك فعلا رجل فريد في الجهل والعناد والعماء والسطحية
21 - ألم تشعر بالدهشة من كثرة استقالات مستشاريك وتخليهم عنك مع أن معظمهم يعشق السلطة؟
22 – أين الأقباط في هذه الدولة وفي تركيبة السلطة ؟ أم تراك تتصور أن حرمانهم سيدفعهم إلى الإسلام ، فما
مصلحتك في هذا وهل لك أدني علاقة بالإسلام؟!!
23 - لابد أن هناك سرا جعلك وفصيلك يهمشون المرأة ، وأنت لابد تعلم هذا السر بحكم دماغك العالية ، فما هو ؟
على أية حال يجب أن نتوجه بالشكر لله فقد شبعنا تقدما ونهضة على يد هذا الرجل الذي هو بحق أعجوبة زمانه،
وإذا كان حقا ما يقال عن إمكانية سفره إلى الفضاء الخارجي لنشر أفكاره الاستثنائية فلينطلق غير مأسوف عليه وأنا
أول المتبرعين لسداد تكلفة رحلته.

#فؤاد_قنديل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات