أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - المخاض الكويتي .. قراءة في المستقبل أم رجم بالغيب؟














المزيد.....

المخاض الكويتي .. قراءة في المستقبل أم رجم بالغيب؟


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1164 - 2005 / 4 / 11 - 09:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا لو أن الكويتَ استجابت لكل نصائح المثقفين والمفكرين العرب والأجانب الذين يتبرع كلٌ منهم برسم مشهد لكويت المستقبل كما يروق له؟
أغلب الظن أن الديرة لم تكن تتقدم خطوة واحدة إلى الأمام، فهناك صورة يرسمها الأمريكيون، وأخرى يتمناها الفلسطينيون، وثالثة يحلم بها العراقيون، ورابعة يتوهمها الإيرانيون، وخامسة يخجل من التصريح بها السعوديون، وسادسة تم رسمها في خيالات أصحاب دور النشر، وسابعة لمنظمات مناصرة المرأة .. وليس آخرا الكويت كما يراها الساعون إلى انشاء دولة خلافة دينية تمتد من الكويت إلى آيسلندا، ومن نيبال إلى كيبك الكندية مرورا بجزر البيكيت التايلاندية!
الغريب أن هؤلاء ليسوا مشغولين بالوضع في الصومال، ولا تهمهم الخلافات الموريتانية السنغالية، ولا يكترثون للوضع القانوني لسبتة ومليلية، ولا يعرفون عاصمة الصحراء المغربية أو الجمهورية الصحراوية ( حتى لا يعاتبنا الصحراويون كما فعلوا من قبل )!
الكويت في قلب اهتمامات المواطن العربي، حبا أو كرها، وتأثير الكويت أعمق وأبعد من تأثير دول عربية أكبر مساحة وعدد سكان، وليس هناك مواطن عربي يهتم بعالم الفكر والثقافة والفنون والآداب والاعلام إلا وله علاقة مباشرة أو غير مباشرة مع دولة الكويت حتى لو كانت في أضعف الإيمان، أي بعض أعداد مجلة ( العربي)، وعددين من ( عالم الفكر)، وتحقيق مطول في صحيفة كويتية قديمة.
لكن الكويت قبل الغزو العراقي لها تختلف عنها بعد التحرير، ثم يزداد الاختلاف بعد الغزو الأمريكي للعراق، سواء لجعل بلاد الرافدين جنة الله في الشرق الأوسط، أو لازاحة شيطان بغداد ثم القبض عليه في الحفرة الشهيرة( أو قبلها مع افتراض أن هناك مسرحية محبوكة)، وأخيرا يظهر مشهد جديد للكويت يحمل كل التناقضات. يحمل الحيوية والنشاط والتخطيط الذكي الذي يمارسه
الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على كل المستويات، السياسية والمحلية والاقتصادية فأعاد الثقة للمواطن والتجارة والاقتصاد، وانتعشت البلد مرة أخرى.
ويحمل المشهد النقيض في حركة فرملة للتقدم الكويتي فيما يبدو أنه ضربات وقائية من السلطة التشريعية للحفاظ على مكاسب تحت قبة الحرم الديمقراطي.
وفي المشهد أحد أهم رجال الكويت في العصر الحديث على المستوى الأمني وهو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي يسعى لجعل البلد المتاخم للاضطرابات والارهاب والفوضى وتصدير التطرف بلدا آمنا وسالما ومطمئنا، لكن في المقابل تتم صناعة الشاب المفخخ الباحث عن مكان في الجنة مكافأة له على اهراق دماء زكية، وقتل أبرياء، وترويع آمنين، فيعيد الشيخ نواف الأحمد نفس الطلب الذي تمناه بُعيّد عودته مع جيشه لتحرير الكويت في عام 1991، وهو سحب الأسلحة غير المرخصة من كل السكان.
وفي المشهد رغبة شعبية بأن تصبح الكويت كلها دائرة انتخابية واحدة للقضاء على الشللية والقبلية والطائفية، ويقدم كل مرشح لمجلس الأمة برنامجه بكل الطرق الحديثة، وتتم الانتخابات أيضا بنفس الطرق دون تدخل العنصر الانساني والقبلي والعائلي، لكن هذه الرغبة تقابلها عوائق كثيرة، ورغبات مضادة لجعل الكويت دوائر أكثر ولو كان الأمر بيد البعض لجعلوا كل دار في الكويت دائرة انتحابية منفصلة!
وفي المشهد المرأة الكويتية التي ناضلت، واشتركت في بناء الوطن، وتطور الديرة، وتربية أبناء خرجوا للعمل
وأول شيء فعلوه كان انتقاص حقوق المرأة، ورفض مشاركتها في هموم الوطن، واعتبارها ناقصة عقل ودين أو هي في مملكة البيت فقط!!
ولا تزال المرأة الكويتية تحفر بأظافرها في تراب الوطن لتصنع تاريخها المشرف وسط ذكور يريدون أن يهيلوا عليها التراب.
وفي المشهد الكويتي قوى الاستنارة والليبرالية والمساواة والحرية الذين حملوا مشعل النهضة الحديثة، وتعرف العالم من خلالهم على الوجه المشرق للكويت، وهناك النقيض له، أي القوى الدينية التي تروج للعبوس، وتكره الفرح والسعادة، وتفتش داخل الصدور، وتراقب قُبلَة في فيلم، وجُملة في كتاب، وكلمة في أغنية، وطالبا اقترب من زميلته في مدرج الجامعة.
وفي المشهد الكويتي يبرز الدور الرائع لوزارة الإعلام، والجبهة الثانية التي يمثلها الإعلام الخارجي للتعريف بالدولة وسياستها وقضاياها العادلة، فضلا عن كسب مزيد من الأصدقاء في وقت يبرع المتشددون في كسب خصوم جدد للكويت.
وفي المشهد الكويتي حالة من الخوف والفزع والرعب تسري في أوصال الوزراء ، وتشل حركة الدولة، ويتردد المسؤول سبعين مرة قبل خوض المجازفة باتخاذ قرار لئلا يستجوبه أعضاء مجلس الأمة، أو يحاسبه ثلاثة أو أربعة نواب يختلفون مع توجهاته.
وفي المشهد الكويتي تقوم صناعة حديثة بمواد محلية أو مستوردة لعمل الشاب المفخخ، أو مشروع موت مؤجل في مقابل بيت في الجنة وأربعة وسبعين من الحور العين.
ومشروع الموت هذا يستمد تفاصيل عمله واستمرار الروح فيه من البيت والمدرسة والمسجد والشارع والمقهي وأصدقاء السوء وعالم الفتاوى المكبلة للعقل والتي تخاصم كل القيم الجميلة والمتسامحة والرقيقة وابداعات البشر .
إنه وعد بالجنة في مقابل بغضاء وكراهية وقتل أبرياء من أبناء البلد وضيوفهم.
ولكن ما يميز الكويت رغم التناقضات قدرتها على استرداد الروح كلما حاولت الخروج من الجسد الطاهر لهذا البلد الصغير. إنه مستقبل مشرق رغم صناعة التخلف والارهاب التي غررت بها قوى الشر شبابا كانوا إلى سنوات قليلة مضت في أحضان أمهاتهم يتلقون تربية لم تصمد أمام توحش عالم الفتوى، وبهجة الموت!



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوصف الإيجابي في صناعة الإرهابي
- الحركة المصرية من أجل التغيير والعصيان المدني وانتقام الرئيس ...
- رسالة من الرئيس حسني مبارك إلى المصريين .. سأجعلكم تلعقون تر ...
- أيها المصريون ماذا تنتظرون .. لقد هرب الرئيس ؟
- البحث عن زعيم لمصر
- العصيان المدني بين حمدين صباحي وعبد الحليم قنديل
- نداء هام إلى مؤتمر ( كفاية ) المنعقد 14 مارس 2005
- الرئيس حسني مبارك يدعو للعصيان المدني!
- سنقتل الدعوة للعصيان المدني في مصر
- خمسون إجابة لخمسين سؤالا عن العصيان المدني في مصر
- حوار بين إبليس والرئيس حسني مبارك .. حديث عن العصيان المدني ...
- قائد الفاتح يسقط في المصيدة
- المسكوت عنه بين السعودية والكويت
- العراقيون والأمريكيون .. أين الحقيقة ؟
- لماذا وقع الاختيار على الاثنين 2 مايو 2005 يوما للعصيان المد ...
- العصيان المدني لاثنين 2 مايو من الثامنة صباحا .. عيد الأعياد ...
- دعوة لتحرير الرئيس السوري بشار الأسد
- لماذا يربط المسلمون الدين بالقسوة والجنس؟
- وقائع محاكمة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة
- حوار بين الشيطان وضيوف الرحمن ... موسم الحج ورمي الجمرات


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - المخاض الكويتي .. قراءة في المستقبل أم رجم بالغيب؟