أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - تقويض فكرة الثواب والعقاب الدينية















المزيد.....

تقويض فكرة الثواب والعقاب الدينية


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4047 - 2013 / 3 / 30 - 02:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



في الفكر الديني المسيحي أو الاسلامي نجد العقاب المتمثل في النار والجحيم والثواب المتمثل في الجنة أو ملكوت السموات؛ نجده يحدث بعد هذه الحياة أي بعد موت الانسان!

وهنا نجد حساب الإنسان نهائي summative بل ما بعد النهاية! وفي كل المجتمعات يهدف من الحساب إصلاح وتأهيل الفرد ليعيش بقية حياته عضو نافع وصالح للمجتمع، ولا يمكنِ تأجيل العقاب كل هذا الكم من السنوات ، لأن هذا سيساهم في إفساد وتدمير المجتمع الأخلاقي حينما يخالف الفرد الدستور والاعراف الاجتماعية المتبعة بين أفراد المجتمع! فكيف يمكن لسارق أن يُؤجل عقابه الى ما بعد موته؟! ألن يتيح لهذا السارق أن يكرر ما فعله مراراً وتكراراً؟!!

وفي النظام التربوي حينما يتم تقييم الطلاب: فقد كان قديماً في مصر ودول كثيرة يقيمون الطالب في نهاية العام الدراسي . وقد ثبت علمياً أن الطالب لا يستفيد أكاديمياً لأنه يذاكر فقط في أخر أسبوع قبل الامتحانات وينسي كل ما تعلمه بعدها- بعد إفراغ ما حفظه وأستظهره في الامتحان! فشرعت النظم التعليمية في معالجة الوضع ، فقسمت العام الدراسي الى فصلين دراسين أو ثلاث أو أربع فى دول أخرى؛ وو ضعت إمتحان فى نهاية كل ترم، ولقد تطور الامر الى امتحان مصغر Quiz في نهاية كل أسبوع و أختبار متوسط فى نهاية كل شهر Test ثم امتحان الترم النهائي Exam . وهذا حتى يُقيم أداء الطالب بصورة دورية لتحسين وتقويم مستواه الاكاديمي في حينه وقبل فوات الأوان. ولحساب درجاته يجب الاخذ فى الاعتبار نتيجة مجمل Quizzes و Tests و Exams ؛ ولا يمكن الاقتداء بنتيجة امتحان واحد بل متوسط هذه الامتحانات جميعها ، فلا يمكن أبداً الحكم على طالب من خلال امتحان واحد قد يكون في وقته مريض أو يمر بظروف نفسية أو إجتماعية عصيبة منعته من التركيز ولكن حينما يتم الحكم على مستوى الطالب من متوسط مجموع امتحاناته في الفصل الدراسي الواحد التي قد تبلغ العشرين امتحاناً بالاضافة الى الانشطة الاخري الصفية واللاصفية فبذلك نحقق العدل الاكاديمي! و ذلك الفكر القديم موجود فى الجامعات المصرية والعربية وخاصة فى أقسام الدراسات العليا مع الماجستير والدكتوراة حيث يتم تقييم الطالب بعد نهايته من اعداد الرسالة! وفى الدول المتقدمة أغلبية التقييم يوضع على اجتياز مقررات يتم دراستها بجانب الرسالة Dissertation !!!

ولقد تطور الفكر البشري الى أفاق راقية في تقييم وتقويم البشر فكيف يمكن للفكر البشري القاصر أن يكون أفضل من الفكر الالهي؟! فقد ثبت عقم وفساد فكرة الثواب والعقاب بالنظام النهائي summative ! فكيف لإنسان قد أعاث في الارض فساداً طوال عمره 70 عاماً وتاب في أخر يوم في حياته أن يذهب للجنة؟! , وكيف لأخر قدم حياته وأفناها في خدمة الناس والدين ولكنه أرتكب معاصي في أخر حياته ( وقد تكون تافهة) ومات عليها أن يكون مصيره الجحيم؟! أسأل وأخاطب عقلك يا قارئي الكريم... هل في هذا عدل؟!!!!

تصور معي أن الله خلق Microchips داخل مخ الانسان تُفعل حينما يرتكب الانسان معصية ويتم العقاب بصورة فورية عليها بفعل هذه الشرائح المزروعة فى المخ! والعقاب يتناسب مع حجم المعصية. فمثلاً معصية مثل الكذب؛ حينما يكذب أنسان يربط لسانه ساعة، وأذا زنى يعاني من ضعف جنسي شهر وأذا سرق تشل يده أسبوع.....! كيف سيكون المجتمع حينئذ.....؟! ألن يُصلح ويُقوم للأفضل؟! وإن كان الله قادر على كل شئ لماذا لم يفعل ذلك؟!!! أيريد لنا الخير أم الشر؟!!

يمكن لأحدهم أن يعترض على كلامي ويقول الله وضع حرية أرادة داخل كل إنسان وهذا الكلام يقيد حرية الارادة. أرد وأقول يا سيدي الفاضل ؛ أذا أفترضنا لصاحب شركة أن يوظف عمال وموظفين عنده وعند بداية العمل عرض عليهم Work Code أي القواعد والاسس التى تحكم عمل هذه الشركة وأسلوب الحساب والمجازاة والعقاب. فحينما يخطأ موظف محسوب على هذه الشركة فلإجل الحفاظ على سمعة الشركة يجب معاقبته بالتناسب مع ما ارتكبه من قبل صاحب الشركة ولكن صاحب الشركة لا يمكن أن يعاقب أي انسان خارج الشركة فهو لم يتفق معه ولم يتعاقد معه على شئ! وهكذا من يؤمن بالمسيحية ويؤمن بالاسلام، فهو قد وضع نفسه تحت طائلة هذه الايدولوجية ويعرض نفسه للعقاب فور أرتكاب المعصية والانسان ليكون حراً يجب عليه أولاً أن يتحرر من الدين بأكمله!!

ولكن مهلاً! هذا مجرد إفتراض! ولا نجد هذا يحدث فى الحياة الواقعية التي نعيشها! فالمجرم يعيش سعيداً وهو يعذب الاخرين! والقاتل يكرر فعلته عشرات المرات لان لم يوقفه أحد بعد القتل الاول؛ فربما لم يراه أحد ولكن ألا يرى الله كل شئ وهو سميع بصير؟! فلماذا لم يوقفه؟! وما ذنب الضحايا؟! والفقير ومن لا حول ولا قوة له يداس بالاحذية ولا منقذ! ونجد رجال الدين يزيدون من تفاقم هذا الظلم الاجتماعي بل يساعدون على نموه وازدهاره حينما ينادون بأن المظلومين لهم الجنة! والظلمة لهم النار! ويكبحون جماع الناس للرد على ظلمهم بالثورات والاعتراضات!! بل ويحرمون ذلك؟!

نأتي لمشكلة الجحيم وعذاب القبر؛ وأقول ولا أبالغ بأن أغلبية الامراض النفسية التي تصيب الانسان العربي ناتجة أساساً من الايمان بعقيدة الجحيم وعذاب القبر! ولذلك يا أخي المسلم : تأمل يا عزيزي؛ هل يمكن لإله يعتبر أن الاتصال الجنسي بأكثر من أربعة داخل أطار الزواج زنا وحرام أن يجيز ويشرع بالاتصال ب 72 حورية في الجنة؟! هل يمكن يا سيدي أن الله يحرم الخمر على الارض ويبيحه في الجنة؟! هل..... ؟! وهل ........ ؟! وهل........... الخ

ولأخي المسيحي أقول: يا عزيزي تأمل العهد القديم كله لن تجد فيه أي أشارة للجحيم، بل لن تجد لعقيدة الحياة بعد الموت أي وجود! لن تجد سوى كلمة Sheol وقد فسرها المسيحيون بأنها مكان انتظار الارواح. ولكني أتسائل أهي أرواح الابرار أم الاشرار؟! وأين سيذهبون؟! ولماذا تأخرت الاجابة عن هذا السؤال الى أن جاءت المسيحية وما موقف اليهود الذين ماتوا حينئذ، أين سيذهبون بعد الموت؟!

أنظر للعهد الجديد، تجد الصراع المحتدم بين طائفة الصدوقيين وهم الاغلبية والذين لا يؤمنون باليوم الاخر ولا القيامة ولا حتى الملائكة! وطائفة الفريسين الذين كانوا يؤمنون باليوم الاخر دون الاستناد الى نصوص في العهد القديم!

أما في العهد الجديد فأنظر الى هذه الايات التي تتحدث عن النار او الجحيم :

1. و يطرحونهم في اتون النار هناك يكون البكاء و صرير الاسنان (مت 13 : 42)

2. هناك يكون البكاء و صرير الاسنان متى رايتم ابراهيم و اسحق و يعقوب و جميع الانبياء في ملكوت الله و انتم مطروحون خارجا (لو 13 : 28)

3. و ابليس الذي كان يضلهم طرح في بحيرة النار و الكبريت حيث الوحش و النبي الكذاب و سيعذبون نهارا و ليلا الى ابد الابدين (رؤ 20 : 10)

4. و يصعد دخان عذابهم الى ابد الابدين و لا تكون راحة نهارا و ليلا للذين يسجدون للوحش و لصورته و لكل من يقبل سمة اسمه (رؤ 14 : 11)

5. حيث دودهم لا يموت و النار لا تطفا (مر 9 : 46)

تأمل يا عزيزي أيمكن لنار أن يعيش فيها دود؟! أرجوك حرر عقلك من الفكر الاعجازي ولو للحظة!! أيمكن أن تصطك ( صرير) الاسنان في الجو الحار ( النار) أم في البرد والصقيع؟! اليس في هذا تناقض منطقي و سيمانتيقي؟! والحقيقة هي أن كلمة جهنم أتت من كلمة وادي أبن هنوم وهو وادي خارج مدينة أورشليم كانت تلقى فيه القمامة وبقايا الذبائح التي كانت تولد الدود بصورة دائمة عند التعفن، وكان هذا المكان فى حريق دائم ودخان لا ينقطع، وطبعاً فى الليل يكون ظلام حالك ( ظلمة خارجية) وبرد ( صرير أسنان). وكل ما كتب عن جهنم كان يشير الى وادي ابن هنوم هذا الذي كان خارج مدينة أورشليم.

وأذا أردت الحقيقة عزيزي المسلم وعزيزي المسيحي فلا وجود للنار أو الجحيم، أنها مجرد فكرة قد تسيطر على الناس وتسبب لهم الامراض الاجتماعية والنفسية، فحرر عقلك منها. ولا وجود لعذاب القبر ولا حتى فكرة الحياة بعد الموت برمتها! وإن كنت تؤمن بالله الخالق الرحيم؛ فكيف لإله رحيم أن يتلذذ بتعذيب الناس الذين خلقوا بواسطته وأحبهم الى أبد الابدين؟! كيف يحرق جلود الناس ويبدلها لتحرق ثانيةً مئات المرات في اليوم الواحد ( لماذا كل هذا التعب؟!!) ويالها من سادية....!! أنظر أخي : لنفترض شخص ذُبحت أطفاله على يد مجرم وأستطاع ذلك الانسان أن يقبض على هذا المجرم، فله كل الحق أن ينزل به أشد العقاب ويقتله لنستريح منه ,ان كانت الدولة تحرم أن تنتقم لنفسك فسيسلمه للشرطة والقضاء ليُعدم امام الشعب بمجمله، أو يعذبه يومياً ( يقطع أصبع كل يوم مثلا أو يكهربه.... الى أخره من أنواع التعذيب. فما رأي القارئ ماذا كنت ستفعل أن كنت مكانه أتقتله وتتخلص منه أم تعذبه طوال حياته؟! في رأي لا معنى للتعذيب المستمر الا وأنه يشير الى سادية وتلذذ بعذاب البشر. ففكر الله له كل الحق فى معاقبة المذنبين وله القدرة أن يفنيهم بنفخة من فمه! أ تصدق أن الله أختار أن يعذب الناس للأبد وبدلا من أن ينشغل بالفرح مع أتقيائه فى الجنة ينشغل بتبديل جلود الاشرار فى النار؟! (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً [النساء : 56]
إن الفناء التام أكبر عقاب للأشرارإن كان الله موجودا وسيعاقب الاشرار! فنم قرير العينين وعش سعيداً يا قارئي العزيز فلا وجود لجحيم ولا وجود لعذاب القبر! فقط هناك قوانين اجتماعية وضعية تحكم سلوك الافراد والمجتمعات والذي يخالفها يتم عقابه بالتناسب مع ما ارتكبه حينما يضبط... فعش مواطناً صالحا تهنأ حالاً وبالاً وأموالاً.... وتذكر حينما تموت لن يصبح لك وجود أبداً سوى ما تبقى منك من عظام تتحول لتراب بمرور الزمن، فعش حياتك الواحدة وتمتع بها وأبحث عن حقوقك ولا يخدعنك أحد أنه حينما تسكت عن الظلم يكافئك الله بالجنة وملكوت السموات.... فدقيقة واحدة من التفكير كافية لإدراك من هم الذين يستغلون عقيدة الجحيم و من هم الظالمين والمستغلين والانتهازيين ومن يعيشون على أكتاف وأرزاق الفقراء والمعدمين!!!



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيح والشيطان يؤكدان أن الارض مسطحة من إنجيل متى!
- الصوم من منظور لا ديني
- قصة عبور البحر الاحمر للشعب العبراني فى سفر الخروج من التورا ...
- مجهودات باسم يوسف تصب في مصلحة الرئيس!!
- لا بيض بل حليب
- مجمل الأقداس
- كوانتم الشفاء


المزيد.....




- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...
- فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...
- اسلامي: نعمل على كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العالقة بي ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون أذلا ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- اللواء سلامي: نحن المسلمون في سفينة واحدة ويرتبط بعضنا بالآخ ...
- اللواء سلامي: إذا سيطر العدو على بقعة إسلامية فإنه سيتمدد إل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - تقويض فكرة الثواب والعقاب الدينية