أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أكرم شلغين - اغتيال البوطي وخلط الأوراق















المزيد.....

اغتيال البوطي وخلط الأوراق


أكرم شلغين

الحوار المتمدن-العدد: 4040 - 2013 / 3 / 23 - 13:42
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بعد قراءتي، أمس واليوم، لتحليلات البعض حول مقتل الشيخ البوطي بت أعتقد أننا وصلنا لدرجة أصبحنا معها نجزم أن نظام الأسد مسؤول ليس فقط عما يحصل في سوريا بل إن مسؤوليته تتعدى ذلك كثيراً وقد أصبح يلام عن وافدة الكوليرا في هذا الجزء من العالم أو ذاك وعن الزلازل وعن كل ما فيه قتل وخراب ودمار في أماكن نائية من العالم وذلك لما نعرفه عنه من سوء ولأنه قل نظيره في العالم إن لم يكن قد انعدم (وكما يقولون جسمه لبّيس في السوء ويلبق به كل شي فيه الرذالة والنذالة والعهر والفحش وانعدام القيم والمعايير الأخلاقية والسلوكية التي تعرفها البشرية....). ولهذا يسهل أن نقول إن نظام الأسد اغتال الشيخ البوطي...ومثلما لا أستطيع الجزم بالمطلق بأنه لم يفعلها لا أسمح لنفسي في القول بأنه فعلها هذه المرة أيضاً وذلك لأن المعطيات والواقع يقولان غير ذلك...لقد قتل هذا النظام في الماضي الكثير من خدمه وحشمه (أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر أبو القعقاع الذي كان يُعد ويشحن ويرسل المتطوعين من أماكن مختلفة للذهاب إلى العراق بعد الغزو الأمريكي...وفي نفس الوقت قال بشار الأسد لصحفيين أمريكيين ما فيه نقيض هذا الفعل تماماً حين صرح بأنه يحمي أرواح الجنود الأمريكيين في العراق....لقد قتل ـ بضم القاف ـ أبو القعقاع كي تموت معه أسراره...وبقي الأمر رسمياً طي الكتمان وبقيت هوية القاتل مجهولة...). وأيضاً نتذكر أن حوادث قتل عديدة حصلت في المنطقة وبقيت حتى اللحظة أحجية وتحتمل التأويلات والتفسيرات المتعددة أكتفي منها، وعلى سبيل المثال أيضاً، بذكر قتل إيلي حبيقة الذي تنقل في خدماته بين إسرائيل ومن ثم النظام السوري وتم تعيينه وزيراً بأوامر من نظام الأسد في لبنان...وعندما استدعي حبيقة للادلاء بشهادته في محكمة دولية الطابع حول جرائم الحرب في لبنان تم اغتياله عام 2002 ومات وماتت معه أسرار كثيرة وخطيرة عما عرفه في انتقال موالاته من إسرائيل إلى ولائه المطلق وخدمته للنظام السوري... وبالرغم من أن أصابع الاتهام تم توجيهها وقتها لإسرائيل إلا أن من قتله بقي "معلماً بارعاً" مجهول الهوية إذ أن حبيقه كان ينام على جبل من أسرار الحرب التي تدين أطراف عديدة تتمثل بمن والاهم وعمل لديهم في هذه الفترة أو تلك....
نعود للشيخ البوطي لنقول إن الفرق بينه وبين من قتلوا (بضم القاف) في السابق وبقي قتلهم أحجية ويحتمل التأويل كبير....فالبوطي كان مجرد رجل دين لا أكثر ولا أقل ولم يحمل السلاح ويذهب ولم يعبئ الناس أيديولوجيا في السر ليقوموا بتفجيرات ولم ولم...بالمختصر كان هذا الشيخ يقول ما يقوله في العلن وكان موقفه من النظام السوري وجرائمه واضحاً فهو لم يكن معادياً في يوم من الأيام لنظام الأسد بل كان دائم الدفاع عن النظام ودائم الانتقاد للطريقة التي تتم بها مقاومة نظام الأسد، كان البوطي يجتهد في إيجاد الشرعنة والتبرير الديني لما يقوم به نظام الأسد وبنفس الوقت رأى الأخير بما يقوم به البوطي الكثير مما يخدمه فهو المثال لرجل الدين ذو الشأن والصيت ويقف مبرراً للنظام ونهجه...وقد وصلت علاقة البوطي بالنظام أن الرأس السابق للنظام ميزه حتى بقضايا عائلية لدى آل الأسد حين طلب الشيخ البوطي بالتحديد ليقوم بمهام دينية خاصة في قضايا موت الأسد وابنه....إذن، وبتلخيص وتكثيف لم يكن لدى البوطي في علاقته بنظام الأسد ما يخفيه إذ انحصرت علاقته بالجانب الديني البحت حتى عندما كان يؤدلج لنظام الأسد...إلا أن الحراك في سوريا وموقف البوطي منه وضعاه بالمقابل (سواء أراد ذلك أم لم يرده!) في طرف العداء للحراك وهذا كان واضحاً وبدون لبس فقد عجت مواقع المعارضة بتشعباتها المعتدلة والمتطرفة بالعداء للبوطي ـ وللمفتي حسون ـ لأن مواقفهما بقيت ثابتة من النظام...(لقد رأينا الكثير من الرسوم التي تمثل جسد حمار برأس البوطي أو الحسون وعلى الحمار يمتطي بشار الأسد أو حسن نصر الله...على سبيل المثال؛ ولقد قرأنا كذلك في مرات لاتحصى الوعيد والتهديد للبوطي وللحسون...). لقد كانا هدفاً ومنذ البداية وقد قُتل ـ كما نتذكر جميعنا ـ ابن المفتي حسون إلا أن والده لم يوارب في كلامه حين قال ما قاله عند توجيهه إصبع الاتهام... الآن، بمقتل البوطي والطريقة التي تمت بها في داخل الجامع والعدد الكبير للذين قتلوا وجرحوا معه، نالت تلك الجريمة الإدانات الكثيرة ومن أطراف عديدة تعدت السوريين (إلى المنطقة العربية والعالم الإسلامي ـ على الصعيد الشعبي...) يريد البعض أن يخلط الأوراق حقاً فيجزم بالقول هذا النظام قد فعلها وله في السوابق...ولذلك لا بد من نظرة موضوعية للمسألة، ليس لنظام الأسد مصلحة بقتل البوطي على الإطلاق وكيفما قسناها، فقد كان وجود البوطي يخدم النظام كثيراً وحتى من الناحية الطائفية فنظام الأسد من مصلحته استمرار حياة البوطي والدفاع عنه والإفتاء والشرعنة له...!) وبالمقابل ـ وكما ذكرت أعلاه ـ هناك تحريض مستمر منذ بداية الحراك على التخلص من البوطي لأنه لا يغير موقفه من النظام (وهناك فيديو كليب يعود إلى بداية الحراك حين أحاط الكثيرون بالبوطي ورافقوه عند الخروج من الجامع بشكل أقرب إلى الهريبة من الجموع المتواجدة هناك وقتها...)، لقد أفتى أكثر من شيخ عربي معادين لنظام الأسد بقتل البوطي وهكذا فتاوي تعمل الكثير لدى من عانى من نظام الأسد ويعتقد بجواز التخلص من كل ما ومن شأنه خدمة نظام الإجرام في دمشق...في كل الأحوال، ليست المسألة بأن النظام ـ وكما يقول البعض الآن ـ يقتل القتيل ويمشي في جنازته (وهو في الواقع يفعل ذلك بكل مكر وخداع وتضليل..) بل إنها مسألة مصالح في هذه الحرب الدائرة فليس لنظام الأسد مصلحة بقتل البوطي ولم يكن البوطي يواقع تغيير رأيه فقد بدا ثابتاً في قناعاته (ربما كانت تلك بضرورات براغماتية وربما كانت راسخة!) حول آليات عمل المؤسسة الدينية في سوريا ولهذا ـ وكرأي شخصي ـ أستبعد أن يكون نظام الأسد قد قتل البوطي لأنه بحاجة إليه (بعكس أبو القعقاع وغيره بل إن مقتل أو تنحير غازي كنعان ـ الذي يستحضره البعض الآن كمثال على انعدام المحرمات والمعايير واللاحدود في القتل لدى الأسد ـ لايشبه بأي حال من الأحوال قتل البوطي...). بقي هناك نقطة جديرة بالتذكير، ليست معايير ثورية أن يتنصل أحد مما فعله ويلصقه بالغير...الثورات في العالم كانت تفعل ما تفعله وتعلن عنه...ولكننا في سوريا نواجه الأصعب والأقسة مما مرت به الشعوب الأخرى على مدى التاريخ...بل ويذهب بعضنا إلى القول بدون تحفظ إننا كشعب سوري الآن أمام وجهين لعملة واحدة نظام الأسد وتنويعات مقاومته، وهناك من يناقش ويسأل ـ وبحق ـ إذا كان الاختلاف في الرأي يعني القتل فإلى أين نسير وإلى أين تسير بنا سوريا؟



#أكرم_شلغين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحتاج لثورة على ((الثورة))؟
- العائلة تذهب إلى السينما
- كلبهم...ومخلوقنا
- لن نكون وقوداً لمن يريد حرق سوريا
- عرف عالمي وسوفتوير عربي (software)
- شكر وتساؤل للأستاذ برهان غليون
- بين الخنوع والتمرد
- في واقع الحريات الدينية في العالم العربي والإسلامي
- أحقاً هو غياب طائفي في معارضة النظام في سوريا!؟
- إنه عبثنا ... لا غدر السنين!
- الفن والأيديولوجيا: أيام الولدنة وبقية الجوائز
- هل لتفاؤل العرب بنتائج الانتخابات الأمريكية ما يبرره؟
- إلى متى يستمر الشعب السوري في الصمت؟
- لا نور في نهاية نفق سنوات الضياع
- إيران في نظر العربي المغبون
- ليت أخوتنا في شمال إفريقيا يعرفون نظام الأسد أكثر!
- أيهما الوحش هنا؟
- في انتظار المنقذ تُضيَّع قضايا الشعب السوري
- السوريون وأمريكا: المصالح والثقة المفقودة
- بعد اللقاء الهزيل لجبهة الخلاص في برلين: أين المعارضة الحقيق ...


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أكرم شلغين - اغتيال البوطي وخلط الأوراق