أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أكرم شلغين - عرف عالمي وسوفتوير عربي (software)














المزيد.....

عرف عالمي وسوفتوير عربي (software)


أكرم شلغين

الحوار المتمدن-العدد: 3894 - 2012 / 10 / 28 - 11:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في التليفزيون الألماني، وفي التسعينات، رأيت مرة خبراً مفاده أن مجموعة أطباء عرب أساؤوا استخدام النظام الصحي الألماني وخسرت شركات التأمين مبالغ قيمتها كذا وكذا ...، وقد أُعلن عن بعض الأسماء وقتها ومن بين أولئك تردد اسم طبيب عربي يقيم في برلين أساء إلى مؤسسات التأمين الصحية الألمانية وحصل على ما قيمته حينها مائة وعشرون ألف مارك منها وذلك بأكثر من شكل من أشكال الإساءة والغش كان أولها الزعم بتطبيب المريض لأكثر من مرض وتكرر زيارات المريض لعيادته وفي كل زيارة احتلف المرض واختلف العلاج وزادت الفاتورة على التأمين الصحي...، كان لي معرفة بذلك الطبيب تحديداً وفي كل مرة التقيته تمازحنا ولهذا لم يكن ذلك الخبر ليمر عادياً على أذني دون أن أتوقف عنده، وعندما رأيت ذلك الطبيب بعدها لم يمنعني الخجل من سؤاله عن تعليق لما رأيته في التليفزيون الألماني مركزاً على أن المجموعة التي أساءت لنظام التأمين بجميع من فيها هم من أصول عربية وليس بينهم طبيباً واحداً ألمانياً ! فكان جوابه مترافقاً مع ابتسامة تخلو من الخجل :" المشكلة هي مشكلة السوفتوير العربي"...(ليس زائداً أن أضيف هنا أن فعلة تلك المجموعة هي التي أدت لتغيير طريقة تعاطي شركات التأمين الصحي في ألمانيا مع الأطباء ووضعت قيوداً على جميع الأطباء تحد من امكانية كثيراً من إمكانية تلاعبهموتجعلهم يقبضون مرة في كل ربع من أرباع السنة عن نفس المريض حتى ولو زار الطبيب عدة مرات في الربع...!)
أخال أن جواب الطبيب إياه و تعليله لما حصل لا يبتعد عن الحقيقة بهذا الخصوص إذا ما اعتبرنا الطباع والعادات والتقاليد والميل لاقتراف هذا الفعل أوذاك عندما لايوجد رقيب على المرء هي بمجملها مكتسبة من البيئة التي نشأ فيها المرء فقد انزرعت به بطريقة شبيهة بحد ذاتها بالسوفتوير (software) الذي يزرع في الهارد وير (hardware) والذي يتمثل في الجسد المادي، ويكون الاكتساب عن طريق ما ذُكر للتو والذي يمكن أن نسميه التنئشة (enculturation)... أي أن أداء الجسد، وبمختصر العبارة، يعتمد على ما بداخله من برامج ونصوص (programmes & scripts) تحدد مساره وتعاطيه عموماً أينما حل وكيفما كانت ظروفه...
تذكرت السوفتوير العربي وأنا أقرأ هذا الصباح ما كتبه أحد الأصدقاء على صفحته على الفيس بوك عن رؤيته لما يجب فعله في المجتمعات العربية القادمة و التي يؤسس لها الربيع العربي، فكتب الصديق بكل تفاؤل عما سيكون ولا يكون في القادم العربي وسوريا تحديداً...وأنا أقرأ التفكير الرغبي (wishful thinking) للصديق إياه قلت في نفسي، وبحسرة، لن يكونوا أمناء لما ترعرعوا وكبروا عليه إن فكروا بمجتمعاتهم قبل أن يفكروا بمصالحهم الضيقة وألغوا "المحاصصة" كما يرغب الصديق الذي حرضني تفكيره على الكتابة والتعليق... فالمسألة ببساطة ـ ووفقاً لما نراه ـ أن أحداً لا يفكر بسورية المستقبل لا لتكون مثالا يحتذى به ولا لتتماشى مع روح العصر وقيمه ولا ليناسب شعب سورية بكامله، بل إن من يقاتل الآن وبنسبة شبه غالبة يفهم أن المطلوب في سورية هو إزاحة نظام آل الأسد ورموزه والحلول أو الجلوس مكانهم والتمتع بنفس ما تمتعوا به على مدى السنوات الأربعين الماضية...فما نراه لا يطمئن أن سورية المستقبل القريب (والمنظور!) ستكون إلا إقصائية بسياسة حكامها القادمون، هواجس لم تظهر من فراغ بل أتت من مجمل ممارسات تظهر بنهج حملة السلاح والذين يقارعون نظام الأسد (ومن يحمل السلاح سيفرض إرادته وبقوة نفس السلاح)، وهؤلاء لم يأتوا من مؤسسات ضليعة في الديمقراطية ولها باع طويل بها وتعي حقوق الإنسان وما له ـ وما عليه... بل أتوا بقضهم وقضيضهم من تجميع لأناس هم، بنهاية الأمر، كل شيء إلا الديمقراطية وحقوق الإنسان وفي المحصلة النهائية قادتهم العسكريين حقاً هم نتاج نفس المؤسسة العسكرية التي هندسها نظام الأسد...وهم يثورون ضدها ولا يثورون لإرساء ما يغايرها مستقبلاً، ويزيد في المخاوف تصريحات تأتي من أكاديميين سابقين أصبحوا لفترة ما رموزاً في المعارضة وقادوا هذا الفصيل أو ذاك بها، كحكاية الأكاديمي الذي يعيش في أوربا منذ عشرات السنين ـ ولم تنجح أوربا في تغيير سوفتويره عندما صرح لصحيفة أمريكية بكل وضوح أنه لن يسمح في المستقبل بأن يكون فصيلا من السوريين يعمل في هذا القطاع أو ذاك... ويزيدها أيضاً ما نقرأه ونراه عن ضرورة قمع و إخماد أي صوت مختلف عن صوتهم أو رأي لا يحابي آرائهم.... هنا تكمن المشكلة وهي أن القادم لن يكون مرضياً لعموم السوريين لأن من يقاتل من أجل التغيير لايوجد في مقدمة رأسه حتى تصوراً عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والأعراف العالمية المتناسبة مع زماننا وإنما يوجد كيف سيزيح هؤلاء ليدلس مكانهم (وما يحصل في البيوت الحلبية التي يطرد سكانها ويجبرون على التوقيع على بيعها مثالاً) وليفكر بمصالح ضيقة جداً، وكما يقال، الرسالة تقرأ من عنوانها.



#أكرم_شلغين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكر وتساؤل للأستاذ برهان غليون
- بين الخنوع والتمرد
- في واقع الحريات الدينية في العالم العربي والإسلامي
- أحقاً هو غياب طائفي في معارضة النظام في سوريا!؟
- إنه عبثنا ... لا غدر السنين!
- الفن والأيديولوجيا: أيام الولدنة وبقية الجوائز
- هل لتفاؤل العرب بنتائج الانتخابات الأمريكية ما يبرره؟
- إلى متى يستمر الشعب السوري في الصمت؟
- لا نور في نهاية نفق سنوات الضياع
- إيران في نظر العربي المغبون
- ليت أخوتنا في شمال إفريقيا يعرفون نظام الأسد أكثر!
- أيهما الوحش هنا؟
- في انتظار المنقذ تُضيَّع قضايا الشعب السوري
- السوريون وأمريكا: المصالح والثقة المفقودة
- بعد اللقاء الهزيل لجبهة الخلاص في برلين: أين المعارضة الحقيق ...
- الامتحان السوري الصعب
- هذا الابن من ذلك الأب: سوريا والأسود ما بين حزيران 1967 وحزي ...
- على من تكذب مافيات الأسد؟
- وهل تدمر سوريا الأسد هي إلا مكسرة عظام الشباب!؟
- !الغادري غريب، أما الخطاب الطائفي فيجب التحذير منه


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - أكرم شلغين - عرف عالمي وسوفتوير عربي (software)