أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهيم - المثقف والدولة بين التنظير والممارسه














المزيد.....

المثقف والدولة بين التنظير والممارسه


محمد الحاج ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1158 - 2005 / 4 / 5 - 08:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يتعرض المجتمع لاهتزازما، تهب نخبه العامة بكل شرائحها ومستوياتها للسيطرة على الأوضاع درءا من تفاقمها، لكن عندما تتسارع هذه النخب للاستعراض بظل غياب السياسة بأُطرها التنوعية والعامة تطغى الذات على الموضوع، وتتناقل الألسن حكايات ليس لها من أساس تُبنى عليه، ومع ذلك تُبنى لالشيء إلاّ لفوات المثقف الاستعراضي بكل معانيه السياسية وغيرها.
الزلزال الاجتماعي يعني اهتزاز القاع والأعمدة والسطح، ويعني أيضا احتمال الانهيار، وعلى ذلك تكون مسؤولية المثقف كبيرة جدا ما يستدعي الحراك على الأرض دون مجالس وصاية وترشيد وهمي وخطب وطنية رنّانة كلاسيكية ملّتها الناس، لأن موضوع القاع الاجتماعي أعقد المواضيع التي يواجهها المجتمع، وعندما يقود القاع المتخلف سطحه الثقافي أو السياسي فذلك يعني أن على المجتمع السلام.
دور الدولة الوطني تحتمه الرؤية الاستراتيجية بالانغراز في الواقع لمعرفته، وليس إدارته من وراء المكاتب، وعلى وجه الخصوص القاع الاجتماعي، لأنه المُرشّح للفلتان والفوضى وخلق القلاقل والبلابل، والطابور الخامس لايجد مناخا مناسبا مثل القاع الاجتماعي والنفسي القائم على الفقر والبطالة واليأس والتمييز، لذلك على الدولة أن تعالج مثل هذه المسائل خشية أن تصنع هذه الأوساط أحداثا مرتبطة بدوافعها، وإذا كان دور الدولة المحاسبة بمعنى المعاقبة على الفعل فقط فهذا يعني أنها تُساهم بهذه الأحداث، وتجعل المظالم دافعا متسارعا لإحداث الخلل البنيوي الذي يُفتّق الكثير من الشروخ الاجتماعية التي تصنع كل ماهو مدمر.
للمثقف وعلى الأخص السياسي دورا فعالا لدى كل اهتزاز يصيب المجتمع، لكن عندما يكون مُصادر بحريته وانتمائه وحركته يبقى الدور للقاع الذي هو أخطر المواضع الاجتماعية على الاطلاق، مابالك لو كان المثقف مصادرا والقاع يُعاني ظلما، كيف سيكون عليه الحال في مثل هذه الاهتزازات والزلازل؟، بالتأكيد إن الفوضى هي البديل الطبيعي، خاصة عندما لاتقوم الدولة ومن يمثّلها بدور عقلاني مبني على الانصاف وليس على التشفّي الذي يوقِعُ المجتمع أي الدولة والشعب في الفخ(الكارثه).
كل المجتمعات البشرية والمتنوعة بوجه الخصوص تتعايش وتخلق المشترك، لأن الانسان بالفطرة يبحث عن الأمن والأمان ويسعى باتجاه خلق المشترك مع الآخر الذي يحقق مصلحته، لكن عندما تتجاوب هذه الفئات التي تشكل المجتمع لمشاريع خارجية تبدأ رحلة الشروخ التي لاتُقدم أكثر أو أقل من الدمار والمشروع الخارجي ليس بالضرورة أن يكون خارجيا بالمعنى الجغرافي، بل ربما داخليا بالمعنى الثقافي، الذي يُحقق تمايزا سلبيا لايحصد ثماره المعطوبة إلا الفقراء، الذين هم الضحايا في كل زمان ومكان.
عظمة الحكومة عندما تتبنى المواطنة أساسا للاحتكام، والعدالة أساسا للمحاكمة ولاتميز بين مواطن وآخر إلا على ضوء الحقوق والقانون،في هذه الحالة يزول الغبن بين الناس ولايكون التناحر بديلا للتنافس،ولاتميز المراكز الأمنية بين المواطنين بدوافع الانتماءات الصغيرة والضيقة لأن الوطن متسع كبير لكل مواطنيه ومن فضائه يتنفس الجميع وطنيا كإحساس وعقل وثقافيا كمعرفه، وما في الكون أغلى من الأوطان ترابا وسماء وماء



#محمد_الحاج_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضحايا الاستبداد
- الآثار الاقتصادية السلبية لاغتيال الحريري
- قمة الشعوب أم السلاطين
- سوريا في الاختبار الديمقراطي
- هل يفشل شيراك وبوش في المنطقه؟
- من قتل رفيق الحريري؟؟؟
- هل يلتهمُ الغربُ شرقنا ؟ ؟ .
- مناظرة عراقيةـ الحرب الأهلية
- المرأة ـ من الســـــــــيادة إلى الاضطـــــــهاد
- السعادة دلالة الوطن والعيد
- حزب العمال الثوري العربي
- الد معــــــــــة السخيّـــــــة))
- القضية الكردية - مداخلة على طريق الحقيقة ل محمد تومة
- الإلحـــاد ـ رؤيـة أم طقـس؟
- النتائج النفسية للاحتلال ـ العراق مثالا
- الناصرية ـ خيار الديمقراطية
- ذاكرة أُمّه ـ فوضى التخلف إلى أين؟
- أسامة أنور عكاشة على ذمة ثقافة الإلغاء
- أسئلة محرجة لبوش؟!
- الأغنية الشبابية ودور الاعلام


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج ابراهيم - المثقف والدولة بين التنظير والممارسه