أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عليان عليان - الفلسطينيون ومهزلة اتفاقات جنيف














المزيد.....

الفلسطينيون ومهزلة اتفاقات جنيف


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 4023 - 2013 / 3 / 6 - 00:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


عانى الشعب الفلسطيني ، في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، ولا يزال يعاني معاناة قاسية ، جراء الاحتلال الصهيوني ، الجاثم على صدره وما نجم وينجم عن هذا الاحتلال ، من جرائم متعددة ، إن على صعيد المجازر الدموية المستمرة ، والهولوكوست المفتوح ، أو الإبعاد ، أو الزج بآلاف الفلسطينيين رجالاً واطفالاً ونساءً وكهولاً في سجون الاحتلال ، أو على صعيد مصادرة الأراضي والاستيطان والجدار ، أو على صعيد السطو على مصادر المياه ، وتقطيع الوطن ، بالحواجز العسكرية ، وتدمير المزروعات وتجريف الأراضي .. ألخ .
والمأساة الكبرى ، أن الأسرى الفلسطينيين ، الذين يدفعون الثمن غالياً في معتقلات الاحتلال ، سنوات وسنوات من أعمارهم ، دفاعاً عن تحرير الوطن وحريته ، غير مشمولين باتفاقية جنيف الثالثة ، باعتبارهم أسرى حرب ومناضلين من أجل الحرية ، خاصةً أن هذه الاتفاقية تنص على توفير الشروط الصحية ، والطبية ، والإنسانية للأسرى، وتوفير المعاملة اللائقة ، وتوفير الحماية لهم ، وعدم تعرضهم للتعذيب ألخ.. ومن ثم تحريرهم .
كما أن الصليب الأحمر الدولي ، هو الآخر لا يتعامل مع الأسرى الفلسطينيين ، بصفتهم "أسرى حرب " ، بل بصفتهم جزء من شعب واقع تحت الاحتلال ، وبالتالي يخضعون كبقية الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، لاتفاقية جنيف الرابعة ، التي تفرض على سلطة الاحتلال ، توفير الحماية له ، وعدم فرض سياسة العقاب الجماعي بحقه وبخاصة وفق ( البابين الثالث والرابع) .
فاتفاقية جنيف الثالثة ، التي وضعت عام 1949 ، تعاملت مع الحروب بين الدول ، ومع حالات الاستعمار التقليدي ، لكنها لم تعالج وضع الأسرى في ظروف الاستعمار الكولونيالي ، القائم على نفي الآخر وطرده من وطنه ، والاستيلاء على ممتلكاته ، كما هو الحال بالنسبة للاستعمار الاستيطاني الإجلائي العنصري الصهيوني لفلسطين .
فالمادة (4) من اتفاقية جنيف الثالثة ، لعام 1949، الخاصة بأسرى الحرب ، تشتمل على ستة بنود ، من ضمنها أن يكون للمقاتلين ، لباس وشارة مميزة يمكن تحديدها عن بعد ، وأن يحملوا السلاح جهراً ، وأن يقودهم شخص مسؤول عن مرؤوسيه ألخ.
والأسئلة التي تطرح نفسها هنا : هل يستقيم هذا الوضع مع المقاومين الفلسطينيين ، في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، في ضوء هذا النوع من الاستعمار ؟ هل يتوجب على المقاتلين الفلسطينين أن يلتزموا بذلك ، بما يعني كشف أنفسهم ، لسلطات الاحتلال ، بزيهم وشاراتهم وسلاحهم ؟ وهل عليهم أن يكشفوا عن المسؤولين عنهم ؟ ولم يتبق على المقاتلين الفلسطينيين ، حتى تشملهم اتفاقية جنيف الثالثة ، سوى أن يبلغوا العدو عن مكان ، وزمان العمليات الفدائية ، التي ينوون القيام بها.
.
لقد طالب الشعب الفلسطيني ، والقيادة الفلسطينية ، ومنظمات حقوق الإنسان منذ عام 1967 ، بتطبيق اتفاقية جنيف الثالثة ، بأبوابها الستة وملاحقها الخمسة ، على الأسرى الفلسطينيين ، لكن دونما جدوى بدعوى أن الاتفاقية لا تنطبق عليهم.
كما طالب الشعب الفلسطيني ، والقيادة الفلسطينية ، ومنظمات حقوق الإنسان على مدى 33 عاماً ، بتطبيق اتفاقات جنيف الرابعة عليه وبخاصة ( البابين الثالث والرابع ) بوصفه شعب خاضع للاحتلال يتوجب حمايته ، وعدم فرض سياسة العقاب الجماعي ضده ، ولكن دونما جدوى رغم أن اتفاقية جنيف الرابعة تنطبق عليهم .
في ضوء ما تقدم لابد من التأكيد على بديهية محددة ، ألا وهي أن القوة هي الأساس لتحرير الأسرى ، فمن خلال القوة ، ممثلةً بنجاح المقاومة في أسر عدد من جنود العدو الصهيوني ، تمكنت المقاومتان الفلسطينية واللبنانية ، من تحرير آلاف الأسرى ، عبر صفقات تبادل متعددة منذ عام 1967 وحتى اللحظة الراهنة .
كما أن تعديل ميزان القوى على الأرض ، وعلى أرضية المقاومة وتثميرها سياسياً ، هو الكفيل ، بتطبيق اتفاقات جنيف الرابعة لضمان حماية الشعب الفلسطيني ، تحت الاحتلال ، ولوضع حد لغطرسة العدو ووضع حد لمهزلة " أنه دولة فوق القانون " بدعم من إمبريالية الولايات المتحدة .
وفي ضوء ما تقدم يتوجب على الجانب الفلسطيني ما يلي :
أولاً : إعادة الاعتبار لتقرير غولدستون الخاص بجرائم العدو في حربه العدوانية ، على غزة عام 2008 ، وعدم تركه على الرفوف مهملاً والعمل على تفعيله دولياً .
ثانياً : إعادة الاعتبار للرأي الاستشاري ، الصادر عن محكمة العدل الدولية عام 2004 ، بخصوص جدار الضم والتهجير العنصري ، الذي اعتبر الجدار ، باطل قانوناً وتجب إزالته ، وأنه يتوجب على (إسرائيل ) دفع التعويضات ، عن الأضرار ، الذي لحقت بالشعب الفلسطيني جراء بنائه ، والذي اعتبر الاستيطان الإسرائيلي ، برمته باطل قانونياً.
ثالثاً: توظيف إنجاز ، حصول فلسطين ، على صفة " دولة غير عضو " في الجمعية العامة للأمم المتحدة ، باتجاه التوقيع ، على اتفاقية روما للدخول في معركة تقديم لائحة اتهام ، لمجرمي الحرب الإسرائيليين لمحكمة الجنايات الدولية ، وكذلك التوقيع على اتفاقات جنيف الثالثة والرابعة ، الخاصة بالأسرى ، وبالشعب الفلسطيني تحت الاحتلال .
وبات واضحاً أن هذا الانجاز ، بات بلا قيمة حقيقية ، جراء عدم توظيفه قانونياً وسياسياً ضد الاحتلال ، وجراء التأكيد مجدداً على مرجعية أوسلو في المفاوضات .
رابعاً : أن يعمل الجانب الفلسطيني بالتنسيق مع القوى الإقليمية الرئيسية ( الجامعة العربية ، منظمة المؤتمر الإسلامي ، منظومة عدم الانحياز ، الاتحاد الإفريقي ، وغيرها من المنظمات الإقليمية ، المؤيدة لنضال الشعب الفلسطيني ) على إجراء تعديل ، على اتفاقية جنيف الثالثة وخاصةً ( الفقرة 2 ، من المادة الرابعة ، من الباب الأول ) بحيث تعالج قضية الأسرى ، في ضوء الاحتلال الكولونيالي الإجلائي ، حتى يصبح الأسرى الفلسطينيون مشمولين بها .



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استشهاد جردات وإضراب العيساوي يشعل هبة شعبية ضد الاحتلال
- في ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة : دروس الوحدة واستخلا ...
- نحو هبة جماهيرية لإنقاذ الأسرى
- شعار الاستقلال الفلسطيني مناقض للمرحلية وللهدف الاستراتيجي
- كفى رهاناً على الانتخابات واليسار الاسرائيلي
- نحو أوسع حملة تضامن مع المناضل الأسير سامر العيساوي
- الرئيس مرسي يعيد إنتاج تجربة مبارك
- باب الشمس : إبداع نضالي فلسطيني جديد
- على هامش مهرجان فتح في قطاع غزة
- مجزرة الاستيطان تجهض حلم الدولة الفلسطينية
- مبادرة عربية جديدة للسلام ... أية مهزلة هذه ؟
- حول التحديات والمهام الفلسطينية الراهنة
- فلسطين - دولة غير عضو - إنجاز كبير ..ولكن ؟
- اتفاق القاهرة لوقف إطلاق النار في الميزان
- صواريخ المقاومة تصنع ملحمة النصر وتاريخاً جديداً للشعب الفلس ...
- الجبهة الشعبية تعيد الاعتبار للفعل المقاوم ضد الاحتلال
- ذكرى بلفور مناسبة لاستخلاص الدروس وليس لممارسة طقوس كربلائية
- مرسي يصدم مصر والأمة العربية برسالته الحميمية إلى بيريز
- المحرقة في مدارس الأونروا مجدداً !
- رسائل طائرة حزب الله للعدو الصهيوني ولكل من يهمه الأمر


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عليان عليان - الفلسطينيون ومهزلة اتفاقات جنيف