أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - اله التوراة والتطرف الديني في بني إسرائيل ( الخروج )













المزيد.....

اله التوراة والتطرف الديني في بني إسرائيل ( الخروج )


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 4020 - 2013 / 3 / 3 - 00:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اله التوراة والتطرف الديني في بني إسرائيل ( الخروج )


قال الرب لموسى ..لقد اخترت رجلين من أسباط بني إسرائيل هما بصلئيل بن أوري حور من سبط يهوذا واهولياب بن اخيساماك من سبط دان .. وملأتهما من روح الله وجعلت في قلبيهما الحكمة ليصنعوا لي من الذهب والفضة والنحاس كل ما أمرتك به ..خيمة الاجتماع وآنيتها .. وتابوت الشهادة وغطائه.. والمائدة وآنيتها .. والمنارة الطاهرة .. ومحرق البخور ومذبح الرب وآنيته .. والمرافق الصحية وقاعدتها .. ومنسوجات الخيمة ..وثياب هارون المقدسة ... وثياب الكهانة لبنيه ..والبخور ودهن المسح ..والعطر المقدس .. قال الرب لموسى .. (انتبه عزيزي القارئ إلى التطرف الديني في وصايا اله التوراة )..قل لبني إسرائيل.. السبت علامة بيني وبينهم ليعلموا ((أني أقدسهم )) فليحافظوا عليه وعلى تعاليمه فمن احل شعائره يقتل .. ومن عمل فيه يقتل .. السبت عطلة الرب ومقدسه .. وفيه انتهى من خلق السماوات والأرض وفيه كتب كلامه بإصبعه على ألواح الحجر مع موسى عند جبل سيناء


الكتاب المقدس .. التوراة .. الخروج .. إصحاح ( رقم 31 )


http://www.enjeel.com/bible.php?ch=31&bk=2


الكتاب المقدس .. التوراة


وكلم الرب موسى قائلا. 2 انظر.قد دعوت بصلئيل بن اوري بن حور من سبط يهوذا باسمه. 3 وملاته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعة 4 لاختراع مخترعات ليعمل في الذهب والفضة والنحاس 5 ونقش حجارة للترصيع ونجارة الخشب.ليعمل في كل صنعة. 6 وها انا قد جعلت معه اهولياب بن اخيساماك من سبط دان.وفي قلب كل حكيم القلب جعلت حكمة ليصنعوا كل ما امرتك. 7 خيمة الاجتماع وتابوت الشهادة والغطاء الذي عليه وكل انية الخيمة. 8 والمائدة وانيتها والمنارة الطاهرة وكل انيتها ومذبح البخور. 9 ومذبح المحرقة وكل انيته والمرحضة وقاعدتها 10 والثياب المنسوجة والثياب المقدسة لهرون الكاهن وثياب بنيه للكهانة 11 ودهن المسحة والبخور العطر للقدس.حسب كل ما امرتك به يصنعون 12 وكلم الرب موسى قائلا. 13 وانت تكلم بني اسرائيل قائلا سبوتي تحفظونها.لانه علامة بيني وبينكم في اجيالكم لتعلموا اني انا الرب الذي يقدسكم. 14 فتحفظون السبت لانه مقدس لكم.من دنسه يقتل قتلا.ان كل من صنع فيه عملا تقطع تلك النفس من بين شعبها. 15 ستة ايام يصنع عمل.واما اليوم السابع ففيه سبت عطلة مقدس للرب.كل من صنع عملا في يوم السبت يقتل قتلا. 16 فيحفظ بنو اسرائيل السبت ليصنعوا السبت في اجيالهم عهدا ابديا. 17 هو بيني وبين بني اسرائيل علامة الى الابد.لانه في ستة ايام صنع الرب السماء والارض وفي اليوم السابع استراح وتنفس 18 ثم اعطى موسى عند فراغه من الكلام معه في جبل سيناء لوحي الشهادة لوحي حجر مكتوبين باصبع الله


التصحيح القرآني.. بما أن بني إسرائيل حرموا على أنفسهم العمل في يوم السبت إلا أنهم أول اعتدى فيه ..قال الله



واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ{163} وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ{164} فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ{165} فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ{166} وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ{167}



تعليق ...


هذا الكتاب يلقي أكثر من ضوء علي سياسات إسرائيل وسلوكياتها تجاه الفلسطينيين والعرب، ويكشف بالوثائق أسباب عدائهم لكل من هم غرباء عنهم، وبعيدا عن أي نزعات عنصرية، فإن المناخ الاجتماعي والبيئة التي يعيش فيها اليهود في إسرائيل، تزرع في نفوسهم أمراض التعصب والعنصرية، كما أن الثقافة والتعليم تدفعان الي الكراهية والرغبة في العدوان.
واذا كانت هناك قلة من الجماعات والأفراد الإسرائيليين المثقفين من المنتمين الي جماعات اليسار، يطالبون بالتعايش مع الفلسطينيين، وبرد الأرض التي احتلت في حرب 1967 مقابل تحقيق سلام عادل معهم، فإن صوت هؤلاء القلة، لا يعلو علي أصوات الغالبية من اليمين السياسي والديني من دعاة طرد الفلسطينيين واقتلاعهم من جذور أرضهم التي يدعون كذبا أنها أرض أجدادهم اعتمادا علي أسفار وتراث وثقافة مشكوك في معظم ما جاء فيها، لكنها الأداة لتبرير بقائهم في أرض فلسطين ومحاولات سرقة مزيد من الأرض والاستيطان بها.
كتاب الدكتورة هويدا عبدالحميد مصطفي المدرس بقسم الدراسات العبرية وآدابها بجامعة عين شمس، الذي صدر منذ ستة أشهر عن مكتبة الشروق الدولية، من الكتب المهمة للسياسيين والمثقفين المهمومين بمتابعة الصراع العربي ـ الإسرائيلي، فهو يتناول نشأة الجماعات اليهودية المتطرفة، والاتجاهات الفكرية لقيادات هذه الجماعات ومرجعياتها الدينية، وما تعتمد عليه من فكر يدعو الي العودة الي المصادر الدينية (العهد القديم، والتلمود)، وتتخذها سندا أساسيا يدعم وجهات نظرها فيما يتعلق بـ«قدسية أرض إسرائيل الكاملة» بحدودها الواردة في الوعي التوراتي بالأرض لإبراهيم: «لنسلك أعطي هذه الأرض من نهر مصر الي النهر الكبير نهر الفرات».
الكتاب يرد علي ثلاثة أسئلة تدور حول الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وهي:
(1) هل هناك فروق جوهرية بين هذه الجماعات اليهودية المتطرفة فيما يتعلق بالموقف من أرض فلسطين، والموقف من العلمانيين، ومن الديمقراطية؟
(2) مدي إمكان تحقيق السلام العادل الذي يقوم علي مبدأ «الأرض مقابل السلام» في ظل تنامي نشاط هذه الجماعات الدينية المتطرفة وتأثيراتها المتزايدة علي الشباب المتدين، وفي ضوء ما تحصل عليه هذه الجماعات من دعم من القيادة السياسية في إسرائيل؟
(3) هل تقف أطماع هذه الجماعات اليهودية عند حدود أرض فلسطين، أم تمتد أطماعها التوسعية في ظل تشعب وتزايد الدور الذي يلعبه أعضاء هذه الجماعات في إسرائيل؟
علي الرغم من أن الجماعات اليهودية المتطرفة في إسرائيل نشأت وتطورت في الأساس عن فكر ديني صهيوني، فإن خطورتها تأتي من أنها خرجت عن الإطار المحدد الذي رسمته الصهيونية الدينية في سعيها لتحقيق أهدافها واتخذت من العنف طريقا لها، ويعتبر أعضاؤها أن أوامر التوراة أهم من الديمقراطية أو حقوق الإنسان، التي لا تساوي شيئا أمام الخطط الإلهية، مع تأكيد الطموحات الدينية ذات القداسة العليا في «أرض إسرائيل الكاملة»، وهو ما عبر عن نفسه في حادثة اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحق رابين.
- "تعريف الإرهاب"
لأن الدراسة تتعرض للإرهاب والتطرف، فقد عادت الباحثة الي المصادر الإسرائيلية التي تعرف الإرهاب، ويستند هذا المصطلح الي الكلمة اللاتينية Tevror وتعني «هول ورهبة ورعب وذعر وهلع»، ويستخدم هذا المصطلح الآن بكثرة في الاعلام لوصف ظواهر متطرفة ترجع الي عنف سياسي، لكن ليس هناك تعريف واحد للارهاب متفق عليه، بل عدة تعريفات تختلف حسب موقف واضع التعريف وأهدافه، ولا يوجد في القانون الإسرائيلي تعريف لمصطلح «إرهاب» ولكن هناك تعريفات في لائحة منع الارهاب التي صدرت عام 1948 وتعد الاطار القانوني الأساسي لمحاربة الارهاب في إسرائيل وعلي سبيل المثال: «تنظيم إرهابي»: مجموعة أشخاص يستعان بهم للقيام بأعمال عنف تؤدي الي موت إنسان أو ايذائه، أو في تهديدات بأعمال عنف.
لكن الأمم المتحدة أصدرت في عام 1997 القانون الخاص بالإرهاب، وينص علي أنه:
«أي نشاطات إجرامية ضد دولة يتم توجيهها لتؤدي الي حالة إرهاب للجمهور العريض، أو لمجموعة أشخاص، أو لأشخاص محددين لأهداف سياسية، هي علي أي حال غير عادلة، مهما تكن الاعتبارات السياسية والفلسفية والايديولوجية والعنصرية والعرقية والدينية أو الأشخاص الذين يعملون علي تبرير هذه النشاطات».
- "التطرف في المصادر الدينية اليهودية"
موضوع الدراسة نشأة وتطور الجماعات اليهودية الدينية المتطرفة في إسرائيل، وهي جماعات تدعو الي العودة الي المصادر الدينية (العهد القديم والتلمود) وتعتمد عليها كسند يدعم تطرفها، وتعتبر أحكامها مطلقة ونهائية ليست قابلة للنقاش، وهذه الجماعات تسعي الي تحقيق تغيير جذري في المجتمع ولتحقيق أهدافها تبرر استخدام العنف والبطش في محاربة المعارضين لها من أصحاب التيارات اليهودية الأخري المعتدلة ـ من وجهة نظرها ـ والصاق تهم الخيانة والتنكر بهم، لكن أعمالها الأكثر شراسة واجراما هي تلك التي نراها في تعاملها مع الآخر غير اليهودي الذي يمثل الشعوب الأخري، خاصة «الآخر الفلسطيني» الذي هو أساس الصراع العربي ـ الإسرائيلي.
تناولت الباحثة موقف أسفار التوراة (أسفار موسي الخمسة: التكوين ـ الخروج ـ اللاويين ـ العدد ـ التثنية) وفيها يبدأ الوعد بالأرض، والتخطيط لاحتلالها (أرض كنعان) وطرد سكانها الأصليين منها، أما سفر «التثنية» فيشتمل علي التشريعات التي تعتمد عليها هذه الجماعات، لكن سفر «يشوع» يمثل التنفيذ العملي لخطة الغزو والاحتلال، وهذه القضايا هي:
(1) الموقف من أرض كنعان.
(2) الموقف من الآخر.
(3) مفهوم الاختبار.
أرض كنعان [طبقا لما جاء في موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية للدكتور عبدالوهاب المسيري هي المنطقة الواقعة غربي نهر الأردن الممتدة حتي لبنان وسوريا شمالا والبحر المتوسط وسيناء غربا]، وفي ضوء ما جاء في أسفار موسي الخمسة وسفر يشوع، هي أرض شعوب أخري سكنتها وأقامت فيها مدن حصينة، وهذه الشعوب حفرت آبارها وزرعت أرضها كروما وزيتونا، وبنو إسرائيل، هم الغزاة الطامعون الذين جاءوا ليسلبوا أرض شعوب أخري، ويطردوا أصحاب الأرض، لكن الأمر وصل أيضا الي حد الإبادة، وكل ذلك باسم الوعد الإلهي بالأرض لابراهيم ونسله من بعده، واعتبار هذه الأرض ميراثا لهم، برغم أنها كانت أرضا غريبة علي إبراهيم، ولم تطأ قدم موسي نفسه ترابها، وقد اتخذت الجماعات اليهودية الدينية المتطرفة من هذا الوعد الإلهي بالأرض سندا يدعم ما تقوم به من أعمال عنف وإرهاب.
«بعد الانتهاء من قراءة الباب الأول من الكتاب الذي شغل أكثر من مائة صفحة، يتأكد لنا أن جرائم إسرائيل التي ترتكب يوميا ضد الفلسطينيين هي مخططة وممنهجة طبقا لميراث وثقافة دينية عنصرية، تبرر لشعبها كل أعمال العنف والإرهاب والقتل من أجل احتلال أرض الغير».
فطبقا لما جاء في سفر التكوين، فقد تكرر الوعد بالأرض لإبراهيم، مصحوبا بتحديد حدود هذه الأرض حينا، ودون تحديدها في أحيان أخري «وظهر الرب لابرام وقال لنسلك أعطي هذه الأرض» أما حدود هذه الأرض فهي «من نهر مصر جنوبا الي النهر الكبير في الفرات شمالا»، وقد تكرر الوعد بالأرض مع اسحاق».
جاء وصف الشعوب الساكنة لهذه الأرض علي لسان الرجال الذين أرسلهم موسي ليتجسسوا الأرض، بأنه شعب معتز بنفسه، طويل القامة، أشد من بني إسرائيل، حتي أنهم شعروا أنهم كالجراد أمامهم، ووصفوا المدن بأنها حصينة وعظيمة.
الحقيقة المؤكدة أنها أرض شعوب أخري، هي التي قامت ببناء مدنها، وملأت بيوتها خيرا وحفرت آبارها وزرعت كرومها وزيتونها، وليس لبني إسرائيل فضل في شئ، منهم مجرد غزاة طامعين يستبيحون خيرات هذه الأرض دون حق لهم، ولأن أرض كنعان هي لشعوب أخري أقوي وأعظم من بني إسرائيل، ولأن مدنها حصينة، فقد كان لابد من التأكيد لفكرتين أساسيتين، وهما:
(أ) الرب هو المحارب.
(ب) الطرد التدريجي لهذه الشعوب.
وتصور أسفار التوراة أن دور الرب لم يقف علي حد التشجيع والتخطيط، بل تجاوز الي خوض الحرب بنفسه طبقا لما ورد في سفري التثنية ويشوع: «الرب إلهكم هو المحارب عنكم»، ونجد أيضا فكرة مساندة الرب لبني إسرائيل بدفع الشعوب الأخري: «والرب إلهكم هو ينفيهم من أمامكم ويطردهم من قدامكم فتملكون أرضهم».
من هذا المنطلق، يري اليهود أن تاريخهم مقدس ويعبر عن الارادة الربانية، فإله إسرائيل يتدخل دائما في مسار التاريخ لصالح شعب إسرائيل. بل إن التدخل المستمر والعلني للإله هو تأكيد للقول بأن التاريخ يتم دفعه وتحريكه من الخارج، وأنه لا مكان للإرادة البشرية فيه، وأن التاريخ اليهودي بدأ من منطلق لا يقبل النقاش أو التقويم، وهو العهد مع إبراهيم وينتهي بمطلق آخر وهو ظهور المسيح المنتظر أو وصول العصر المسيحاني الذي يشكل نهاية التاريخ. وتأخذنا هذه الفرضيات بعيدا عن التاريخ البشري، وتضعنا أمام تاريخ إعجازي خارق، لا يخضع لمقاييس البحث العلمي التاريخي، فهذه المقاييس بشرية عادة، بينما التاريخ اليهودي فرضته «السماء» أي تاريخ «قدري».
هناك أيضا تأكيد لفكرة الطرد التدريجي لأصحاب الأرض، ثم يجيء سفر «يشوع» ليعرض أقسي درجات العنف والتطرف من إبادة وحرق وضرب المدن بحد السيف بدءا من مدينة أريحا: «وحرقوا كل ما في المدينة من رجل وامرأة، من طفل وشيخ، حتي البقر والغنم والحمير بحد السيف، وأحرقوا المدينة بالنار بكل ما فيها، إنما الفضة والذهب والنحاس والحديد جعلوها في خزانة بيت الرب»، ويتكرر ما حدث في أريحا مع «عامي» التي نهبها إسرائيل لأنفسهم حسب قول الرب الذي أمر يشوع بحرق عامي وجعلها تلا أبديا خرابا الي هذا اليوم».
أليس ذلك ارهابا موثقا ومزروعا في قلوب بني إسرائيل وورثتهم؟
ويجيء الإصحاح العاشر من سفر يشوع ليرصد عددا من مدن الأموريين التي ضربها يشوع بحد السيف: «فضربهم يشوع من قادش برنبح الي غزة وجميع أرض جوشن الي جبعون»، وقد اختلفت الآراء حول سفر يشوع ومدي مصداقيته، فقد رأي «جرشون جليل» أنه تظهر في سفر يشوع وجهتا نظر حول قضية «طابع وسلوكيات الاحتلال»، فقد روي في الاصحاحات من الثاني الي الثاني عشر، أن الأرض قد احتلت بعملية عسكرية إسرائيلية بقيادة يشوع الذي أباد كل سكان الأرض وفتحت المدن وضرب ملوكها، لكن جاء في الاصحاحات من الثالث عشر الي التاسع عشر أنه لم يتم احتلال كل الأرض ولم تتم إبادة الكنعانيين، «ولم يقدر بنو يهوذا علي طردهم».
ولعل أخطر ما يثير القلق في هذا السفر، هو أنه تعتد به وتستند إليه الجماعات اليهودية الدينية المتطرفة في إسرائيل.
- "الموقف من الآخر"
تكشف أسفار التوراة وسفر يشوع عن صور التطرف والتعصب تجاه الآخر، الذي يصل الي حد سلب هذا الآخر حقوقه وآدميته وحياته، والحرص علي عدم مصاهرة الشعوب الأخري، وتشمل هذه الأسفار، وخاصة سفر التثنية، مجموعة من التشريعات التي تعد ركيزة أساسية تعتمد عليها الجماعات اليهودية المتطرفة في تعاملها مع الآخر، وتدعو هذه التشريعات الي:
1 ـ ضرب وطرد وتحريم الشعوب الأخري: فقد ورد في سفر التثنية: «متي أتي بك الرب إلهك إلي الأرض التي أنت داخل إليها لتمتلكها، وطرد شعوبا كثيرة من أمامك، وهم الحيثيون والجرجاشيون والأموريون والكنعانيون والفرزيون والحوبيون واليبوسيون، سبعة شعوب هم أكثر وأعظم منك ودفعهم الرب إلهك أمامك وضربتهم فإنك تحرمهم».
2 ـ محو اسم ملوكهم: ورد في سفر التثنية: «ويدفع ملوكهم إلي يدك فتحمو اسمهم من تحت السماء».
3 ـ النهي عن قطع عهد معهم أو الشفقة عليهم، فقد جاء في التثنية «لا تقطع لهم عهدا ولا تشفق عليهم».
4 ـ الأمر بهموم مذابحهم وكسر أنصابهم وقطع سواريهم وإحراق تماثيلهم».
5 ـ ورد في سفر التثنية أيضا، تشريعات خاصة بقانون الحرب، تحدد كيفية التعامل مع المدينة التي تقبل الصلح، والصلح هنا يعني دخول بني إسرائيل إليها، وكيفية التعامل مع المدينة التي لم تقبل بالصلح علي النحو التالي:
(أ) التسخير والاستعباد لأبناء المدينة التى لاتقبل الصلح.
(ب) الحصار وقتل الذكور بالسيف واغتنام النساء والأطفال والماشية وكل ما في المدينة.
(ج) الإبادة والتحريم لمدن الشعوب التي يرغب بنو إسرائيل في اغتنام أرضها لأنفسهم.
وقد جاء في التثنية: «فلا تبق منها نسمة، بل تحرمها تحريما».
(6) مصاهرة الشعوب الأخري: هناك دعوة مريرة لكراهية الشعوب الأخري ورفض التعايش معها، وقد جاء في التثنية: «ولا تصاهرهم. بنتك لا تعطي لابنه، وبنته، لا تأخذ لابنك»، ونجد بعد ذلك عزرا يدعو إلي تطليق الأجنبيات.
(7) اقتناء العبيد من أبناء الشعوب الأخري: هناك معياران مختلفان للتعامل مع العبيد، والتمييز واضح بين عبيد الشعوب الأخري، وعبيد بني إسرائيل، فالعبد من بني إسرائيل يعامل كالأجير الذي يقوم بالخدمة إلي سنة البديل
(السنة السبتية)، ثم يخرج بعدها مع أولاده ويعود إلي عشيرته، وينهي عن معاملته بعنف، أما العبيد والشعوب الأخري فهو يأمر بالتعامل معهم باعتبارهم إرثا وملكا لهم ولأبنائهم، ويدعو إلي استعبادهم إلي الأبد.
(8) الإقراض بالربا: ينهي التشريع الوارد في سفر التثنية عن التعامل بالربا داخل جماعة بني إسرائيل، ويبيح التعامل بالربا مع الأجنبي.
(9) لا يطبق حكم الإبراء من الدين علي الأجنبي: تتم عملية الإبراء من الدين، أي عدم المطالبة بالدين في آخر سبع سنين داخل جماعة بني إسرائيل فقط، أما الأجنبي فلا يطبق عليه حكم الإبراء ويطالب بالدين.
(10) النهي عن تولية أجنبي ملكا علي بني إسرائيل: «لا يحل لك أن تجعل عليك رجلا أجنبيا ليس هو أخاك».
(11) عدم السماح للغريب بالمشاركة في طعام الفصح: طبقا لما جاء في سفر الخروج، يحرم السماح للغريب والنزيل والأجير بالأكل من طعام الفصح، ولا يسمح للأجنبي بتناول قدس.
- "التطرف في تشريعات المشنا"
تعددت التشريعات التي تؤكد تزكية الذات اليهودية، وأفضلية بني إسرائيل باعتبارهم أبناء الرب الذين تلقوا هدية الرب «التوراة» منهم الشعب الذي اختاره الرب بين سائر الشعوب، ولذلك فرض عليهم ـ في اعتقادهم ـ عددا من الوصايا، يفوق ما فرضه الرب علي الشعوب الأخري، وتأكيد أفضلية بني إسرائيل نجده في عشرات الكتابات التي جاءت في عدة أسفار.
أما التشريعات الخاصة بالتعامل مع غير اليهود فتعكس قدرا كبيرا من العنصرية والتشدد تجاه الآخر إلي حد الاستهانة بحياته وممتلكاته.
وينهي عن التعامل بالربا داخل جماعة بني إسرائيل، ويباح التعامل بالربا مع الأجنبي، وحتي في العلاقات الإنسانية لا يسمح للقابلة التي تنتمي إلي جماعة بني إسرائيل أن تولد الأجنبية «لأنها ستولد ابنا يعبد الأوثان»، ولكن يسمح أن تولد الأجنبية الإسرائيلية.
- "جوش أمونيم"
تنتقل الباحثة في الفصل الثاني إلي الجماعات اليهودية الدينية المتطرفة، وتأتي في مقدمة تلك الجماعات «جوش أمونيم» أي «كتلة الإيمان»، وتعد حركة فكرية، وظاهرة اجتماعية، وقوة سياسية تمثل التعبير الأكثر وضوحا للراديكالية، وهذه الحركة تسعي لفرض وجودها، وقد أقامت حركة استيطان، وأوجدت قوة سياسية انضم إليها دينيون وعلمانيون من أجل هدف سياسي قومي مشترك، يري كثير من الباحثين أن هذه المنظمة تمثل الفكر الأصولي اليهودي المعاصر، ويري آخرون أنها «أهم أدوات التعبير المنظم عن الأصولية اليهودية. والتعبير الأوضح والأقوي عن الميول الأصولية في المجتمع الإسرائيلي»، وقد تأسست «جوش أمونيم» عام 1974 بعد صدمة حرب أكتور 1973.
وقد كان لانتصار أمونيم في حرب 1967 وقع شديد علي الجماهير، سواء من المتدينين أوالعلمانيين أيضا، وكان هذا الانتصار في اعتقادهم تأكيدا لمفاهيم دينية تتصل بالآخرة، وبمفهوم الخلاص.
- "تنظيم دوف"
قام بتأسيسه في نهاية 1970 عدد من طلاب الجامعة العبرية يرأسه تومي ندش، وكان هدفه العمل ضد اليساريين الذين وقفوا ضد التجنيد في الجيش الإسرائيلي وضد الاحتلال، لكن التنظيم بعد ذلك خرج من حدود الحرم الجامعي، فقد انضم إليه طلاب المدارس الثانوية والإعدادية وأبناء المدارس الدينية اليهودية، وتركز اهتمام التنظيم في إلقاء المحاضرات والقيام بأنشطة في مدينة القدس، وكانت أيديولوجية التنظيم يمينية تتمسك بأرض كاملة بحدودها الموعودة، وتضمنت أعمال التنظيم تنظيم مظاهرات تدعو إلي هجرة يهود روسيا وسوريا وضد العلاقات مع ألمانيا، وضد الزعماء المعارضين الإسرائيليين.
- "تنظيم «آيل»"
أحد التنظيمات المتطرفة في إسرائيل، وقد رأي فيه عدد من الشباب اليهودي، سواء من المعتدلين أو المتطرفين، الإطار الوحيد للعمل ضد حكومة إسحق رابين، ويتزعم التنظيم رجل يدعي «أفيش رافيف»، وهو عميل للشاباك (الأمن العام الإسرائيلي)، وقد عمل داخل اليمين المتطرف في إسرائيل، وقد تجاوز إرهاب هذا التنظيم العرب ليصل إلي اليهود المعتدلين، فأطلقوا الرصاص علي «شولاميت ألوني» زعيمة حزب «ميرتس» اليساري، مما أدي إلي انسحاب عدد من المعتدلين منه، وتقوم حركة آيل» علي أيديولوجية أكثر تطرفا من «كاخ»، ويعد هذا التنظيم من أكثر الجماعات الإرهابية تطرفا وعنفا وعدوانية.
يأتي خطر هذه التنظيمات الإرهابية الدينية في إسرائيل، التي ترفض التعايش مع غير اليهود، في أنها تجذب أعدادا كبيرة من الشباب الإسرائيلي، فتوجه إليهم كل سمومها وأحقادها تجاه العرب، فالسلام والتعايش والنيات الحسنة تختفي تماما من قاموس أعضاء هذه الأحزاب والجماعات الإرهابية المتطرفة، ومن هنا فإن المستقبل لا يبشر بأي سلام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.


http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=441868&eid=1202



#طلعت_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اله التوراة عطار بني إسرائيل (الخروج)
- الطقوس الوثنية والشركية في لكتاب المقدس التوراة (الخروج)
- اله التوراة خياط بني إسرائيل تحريف وصايا موسى لهارون ( الخرو ...
- بيت اله التوراة (موكب عزاء) ذبائح وخيام وقدور وأواني (الخروج ...
- أغنية بيت الشعر يالمبني من كلمات اله التوراة وأداء الفنانة س ...
- اله التوراة !! نجار موبيليات (الخروج)
- بدم الثيران !! ابرم اله التوراة العهد مع بني إسرائيل (الخروج ...
- النزعة القومية والعدوانية في الكتاب المقدس لإقامة دولة إسرائ ...
- التشريعات الدينية في القضاء القانوني الكتاب المقدس ( الخروج)
- انتهاكات حقوق الإنسان والحيوان في الكتاب المقدس ( الخروج)
- وصايا موسى (الناموس) بين التوراة والقران – الخروج
- التحريف السياسي التوراتي لوصايا موسى عند الجبل (الخروج)
- لا حياة ليسوع بعد موته ولا اله إلا الله – لوقا-
- صلب يسوع في أوربا ودفن في فلسطين – لوقا- 2
- اله المسيحية في محكمة تفتيش يهودية -2- لوقا - 1
- اله المسيحية في محكمة تفتيش يهودية – لوقا - 2
- التحريف السياسي اليسوعي لأحداث المائدة – لوقا 1-
- تنبؤات يسوع الطائفية في خراب أورشليم – لوقا –
- أموال اليهود بين يسوع وقيصر الروم – لوقا-
- انظر كيف استغل يسوع أموال اليهود من الربا والزنا لدعم المسيح ...


المزيد.....




- أغنيات وأناشيد وبرامج ترفيهية.. تردد قناة طيور الجنة.. طفولة ...
- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - اله التوراة والتطرف الديني في بني إسرائيل ( الخروج )