أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - مدحت المحمود وقرار تدجين المؤسسة القضائية














المزيد.....

مدحت المحمود وقرار تدجين المؤسسة القضائية


فرات المحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4006 - 2013 / 2 / 17 - 15:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حالات الاعتصام التي نفذها القضاة في الكثير من مدن العراق استنكارا للاتهامات التي وجهها عضو البرلمان العراقي صباح الساعدي لرئيس المحكمة الاتحادية العليا ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي مدحت المحمود واتهامه بصلاته بحزب البعث، عدها البعض تضامنا مشروعا لأصحاب مهنة أو وظيفة واحدة توجب على من يمتهنها التكاتف مع بعضهم البعض درءا لخطر يهدد وحدتهم بالصميم ويثير الشكوك في نزاهة أعمالهم وقراراتهم المتخذة، وقد تضامن البعض من غير سلك القضاء مع السيد المحمود على خلفية سياسية ومصالح وارتباطات جمعتهم خلال فترة العشر سنوات الماضية.
يعد القضاء ومؤسساته من أهم المرتكزات في مفاصل الحياة اليومية في العراق وكان له دورا مشهودا في تركيبة بنية تاريخ العراق الحديث وعدت وقائعه في الكثير من الأحيان المدونة التي يرجع لها حين يراد أرخنة أحداث لوقائع مهمة مرت على الشعب العراقي. فمحاكم العهد الملكي كان لها وقائعها المدونة وكذلك محكمة الشعب في عام 58 بوقائعها ورئيسها العقيد فاضل عباس المهداوي والتي أسست لمحاكمة رجال العهد الملكي ومازال يتردد صداها في ذاكرة العراقيين ووقائعها وسمت ملامح مرحلة سياسية مضطربة لعراق ما بعد الملكية وباتت جزأ من الوقائع التاريخية المختلف عليها داخل الأوساط السياسية. أيضا لا يمكن نسيان دور المحاكم الطارئة التي كان يشكلها مجلس قيادة الثورة في عهد البعث الفاشي لتجريم الخصوم وإصدار أوامر إعدام مخالفي الرأي وكان جلها محاكم سرية أمنية وعسكرية أو حزبية من مثل المحكمة برئاسة مسلم هادي أو المحكمة العسكرية برئاسة العقيد علي هادي وتوت وغير تلك المحاكم الكثير وما كان أخرها محكمة الثورة بقيادة المجرم عواد البندر.
تعود وقائع عملية تدجين مؤسسة القضاء العراقي لفترة متقدمة من حكم الدكتاتور صدام حسين حين أوعز وبعد دراسة مستفيضة قدمت له من قبل لجنة مختصة بشؤون القضاء ترأسها القاضي مدحت المحمود الذي كان يعمل وقتها مستشارا قانونيا للدكتاتور صدام ولمجلس الوزراء، أوعز أثرها الدكتاتور بتقنين معهد القضاء العالي واقتصار قبول الدراسة فيه على المحامين أو العاملين في مؤسسات الدولة من خريجي كلية القانون والسياسة وبشروط ومواصفات ذات طابع خاص. فممارسة المحاماة لفترة محددة تعد شرطا مناسبا للدخول إلى المعهد على أن يكون المتقدم متزوجا وليس اعزبا أو مطلقا ولكن الأهم وبما يتقدم تلك الشروط هو الانتماء لحزب البعث وهذا الشرط وضعت له مواصفات بعينها لا يمكن تجاوزها أو إهمال أحدها، تبدأ بمصادقة المنظمة الحزبية على انتماء الشخص لحزب البعث ثم وجوب حصول المتقدم للدراسة في معهد القضاء العالي على تزكية المنظومة الأمنية في المنطقة أو الشعبة الأمنية لعموم المدينة حيث يؤشر في ملف الطالب سلوكه الشخصي وعلاقاته اليومية والروابط العائلية والأهم في ذلك علاقته بقوى المعارضة ولا يقبل في المعهد أن ثبت وجود ميول أو أي نوع من علاقة قربى مع هؤلاء.
السبب الوحيد في تردي أوضاع مؤسسة القضاء في العراق فالتدخلات الشخصية والضغوط الحزبية باتت عاملا فاعلا وعلامة فارقة في ما يصدر من قرارات عن المحاكم ، وقد أنهار نظام القضاء بشكل كبير مع سنوات الحصار الاقتصادي التي جرت المجتمع العراقي نحو حالة مؤلمة من البؤس والفقر والحرمان، وأولى نتائج الحصار المضرة والموجعة ظهرت بين أوساط موظفي دوائر الدولة ومن المؤسسات التي أصابها الانهيار كانت المؤسسة القضائية والمؤسسة الأمنية حيث بدأت تصدر عن القضاء وكذلك الأجهزة التنفيذية الممثلة بقوى الأمن والشرطة قرارات وأفعال تنحوا والحالة العامة من الانهيار الاقتصادي الذي أصاب الشعب العراقي،وأضحى غالبية من القضاة حالهم حال مراكز الشرطة وضباطها وباقي منتسبيها يتعاملون مع قضايا الجنح والجنايات بقدر ما تدر عليهم من مال حرام وأمست الرشا الطابع الغالب على عمل تلك المؤسسات ونشأت عصابات مختصة في مجال التغلغل في مؤسسات القضاء وقوى الأمن لتجير قرارات القضاء والمحاكم لصالح دافعي الرشا، وبمشاركة جهاز المخابرات والاستخبارات العسكرية والمنظومة الحزبية وأقارب ومرتزقة الدكتاتور كانت قرارات القضاء العراقي تخضع للابتزاز والمساومات ولا تجد أمامها سوى مجارات تلك القوى وتقديم كل ما يخدم طموحاتها ومشاريعها وبدا الأمر وكأن مؤسسة القضاء قد ابتلعت بالكامل وباتت تعمل كمرتزق وأجير وحسب ما يقدم لها.
عشرون عاما وهي فترة تقنين معهد القضاء العالي واقتصار الدخول فيه على البعثيين لحين سقوط حكم البعث الفاشي عام 2003 تخرج من هذا المعهد المئات من القضاة الفاسدين المرتشين والمرتزقة الذين لديهم استعداد تحت سطوة شهوة المال الحرام أو الارتزاق تقديم الخدمات لمن يدفع . سنوات قرار الدكتاتور المقبور بإغلاق معهد القضاء وما نتج عنها تعد واحدة من أكثر القرارات خطورة وسوءة وضعت القضاء العراقي في أحلك وأحط صوره وقادته لانتكاسات شكلت علامات فارقة في تأريخه وتأريخ العراق الحديث لا يمكن معها الإدعاء بنزاهته مهما قدم من جهود ومثابرة ومرافعات ودفوع سياسية كانت أم مهنية لمحو ما لوث أردانه منذ عهد الدكتاتورية ولحد اليوم وليس من السهولة أخراجه من خرابه بغير إعادة هيكلته من جديد وفق اختبارات مهنية وأخلاقية وكذلك تنظيفه من جميع من كان أداة بيد عصابات الرشا والتلاعب بقرارات المحاكم ووضع القضاء في مجال الشبهات والطعون.



#فرات_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلموهم للقضاء في الانبار وليس لغيره
- الأحزاب السياسية العراقية ومهام إجهاض الهوية الوطنية
- التدمير الذاتي مشروع الشرق أوسط الجديد
- أنهم يقتلون الجياد
- ليلة من ألف ليلة وليلة حكتها طيور دجلة
- الاخوان المسلمون ومشروع إحياء دولة الخلافة الإسلامية
- كل ما عرف عن تأريخ شارع اسمه المتنبي
- وداعا حمارنا الحبيب أبو صابر
- من دروس الأخلاق في أعراف السياسة
- من يستحي من ما حل بتمثال معروف الرصافي
- ما آل أليه حزب الدعوة
- مكرمة السيد القائد
- المالكي وطارق الهاشمي وبينهما مشعان الجبوري
- الإيمو.. حقد الدشداشة على أناقة الأزياء الأخرى
- لعيد الحب أحزانه أيضا
- الجريمة طريق لتقاسم العراق
- ديج أبن أوادم
- مؤتمر لتقاسم العراق أم إعادة هيكلة المحاصصة
- رئيس الوزراء العراقي مراد علم دار مهدد بالاعتقال
- الديمقراطية في العراق ضلالة وهذر


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات المحسن - مدحت المحمود وقرار تدجين المؤسسة القضائية