أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - توفيق أبو شومر - ضحايا الربيع العربي المعري وطه حسين














المزيد.....

ضحايا الربيع العربي المعري وطه حسين


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4005 - 2013 / 2 / 16 - 10:27
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


يدور جدلٌ واسع حول أفضل التسميات لما يجري في العالم العربي:
فهل هو ربيعٌ عربي أم هو خريف عمر العالم العربي؟
وهل هو بداية انعتاق العرب من ديكتاتورية حكامهم، أم أنها بداية عبودية أخرى جديدة لطغاة جُدُد يستهدفون العقول ؟
فقد انبرى المحللون في تحليل ما يجري، وافتنُّوا في وصف وتحليل ما يجرى في الدول العربية، وأسهل تحليل هو التحليل الذي يُرجع ما جرى وما سيجري إلى نظرية المؤامرة على مصير هذا العالم العربي، وكأن غياب الديمقراطية عند العرب بمعناها السياسي فقط كان يشكل خطرا جسيما على العالم بعدد سكانه وتأثيراته الأيدلوجية!
بعيدا عن تخرصات المتابعين وتنبؤات قُرَّاء طوالع الأوطان،وتحليلات المختصين في الشؤون العربية، وبعيدا عن آراء متقاعدي جيوش العرب ممن يسمون أنفسَهم تارة خبراء عسكريون استراتيجيون، وتارة أخرى محللون لشؤون المعارك؛ فإنني أنظر إلى ظلال ما جرى في الدول العربية وأحاول أن أربط الخيوط مجتهدا لتحديد مسارات ما يجري من أحداث.
إن ما جرى في كل البلدان العربية لم يكن هدفه الرئيس التخلص من استبداد الحكام الطغاة المكروهين من شعوبهم، كما يبدو للمتابعين من فئة قصيري النظر، بل إن ما جرى وما سوف يجري ليس سوى[ إعادة تشكيل تاريخ التراث العربي]
وإعادة تشكيل هذا التراث بالطبع ليس من قبيل التجديد والإبداع ، بل من قبيل إعادة العرب إلى عصور الظلام، باستبدال القهر من طغاة الحكام بقهر أيدلوجي ظلامي يغتال بعض سمات التقدم والرقي، وإعادة العرب إلى حظيرة الجهل والخرافات!
نعم إن بعض تراثنا الحضاري الذي نجا من الاندثار يتعرض اليوم للطمس والتشويه، فما يجري اليوم من دمار للمدن التراثية في سوريا وما يجري من حرائق في مصر لمستودعات ومتاحف التراث والتاريخ ليس سوى الصورة الجديدة لمستقبل دول العرب!
لقد مرَّ خبر تدمير تمثال أبي العلاء المعري في معرة النعمان في سوريا يوم 10/2/2013 مرور الكرام في الإعلام العربي، ومرّ خبر قطع رقبة تمثال طه حسين في مدينة المنيا المصرية يوم 15/2/2013 أيضا مرور الكرام، ولم يتمكن كثيرون من ربط الحدثين في سلسلة ما يجري، ولا أقصد بذلك أن أبا العلاء وطه حسين يشتركان في صفة جسدية واحدة، ولا أقصد كذلك أن رسالة الدكتوراه لطه حسين كانت حول أبي العلاء، وإنما أقصد أن فريق المخربين هم أنفسهم وإن تعددت دول العرب!!!
وما يزال فريق تدمير التراث يستهدف التراث والتاريخ ، لأن التراث العربي المتنور يهددهم ويثير الشكوك في رسائلهم، ويضيء نور العقول، التي يسعون هم لإطفائها، وهذه الجرائم للأسف لا يُبرزها الإعلام كما يُبرز أخبار معارك الزعماء والرؤساء، فمجازر التاريخ والحضارة والتراث مسكوتٌ عنها في الإعلام العربي والعالمي!
وما يزال فريق التدمير يستعد للمرحلة التالية، فقد سمعتُ أحد أكبر إرهابيي التاريخ خطورة في قناة فضائية يدعو إلى تدمير أهرامات الجيزة لأنها أصنام ، ويدعو إلى التخلص من كل المومياوات المحنطة!
ما جرى وما يجري فيما يسمى الربيع العربي ليس سوى الحلقة الأولى من استهداف التاريخ والتراث العربي، لهدف صياغة العرب صياغة جديدة، هدفها إسكاتُ الفكر، وطمس معالم الحضارة، ونفي المبدعين والمفكرين، وإجبارهم على الرحيل، لأنهم ألدُّ أعداء دعاة التجهيل!!
هؤلاء المخربون دعاة التجهيل ممن استبدلهم ربيعُ الثورات العربية بطغاة الحكام العرب، هؤلاء هم المخربون الجدد الذين أخذوا على عاتقهم مهمة غسل دول العرب وتطهيرهم من تاريخهم وتراثهم العربي العابق بالحضارة والفلسفة والعلوم، تراثهم العربي السمح الذي اعتبر التعدد العرقي والحضاري أهم مكوناته وجعله طريقا نحو الحضارة والتقدم، إنهم أعداء الفكر والعقل، أعداء الحضارة والإبداع، هم ينفذون اليوم أخطر المهمات في تاريخنا، بعد أن فرَّطْنا في تربية أبنائنا وتعليمهم، وقدَّمْناهم لهؤلاء الطغاة ليتولوا تعليمهم وتربيتهم وتأطيرهم وفق أيدلوجياتهم!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تكرهون العودة إلى مدارسكم؟
- لماذا يعتذرون دائما لإسرائيل؟
- الامتنان والشكر لهاتفي المحمول
- تمييز جيناتي في القدس
- من باسمين إلى عابسين
- جنرالات الإعلام في انتخابات إسرائيل
- بوابات شمس الحرية في فلسطين
- إمارة سهول الوئام لإنهاء الانقسام
- هواة جمع اللايكات
- جيش الدفاع رجس من عمل الشيطان
- عن الغجر والدروز والثمانية وأربعين
- في الفقه الحزبي العربي
- مرض القهر المدرسي
- متلازمة ليبرمان المرضية
- قصة عرس بومتين
- لجام الحصان الفلسطيني المسروق
- المدارس والتعليم يا عرب
- العرب بين تليد وجديد
- بيانات القصف اللغوي
- إفلاس البربوغندا الإسرائيلية


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - توفيق أبو شومر - ضحايا الربيع العربي المعري وطه حسين