أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - انبذوا العنف .. حين نمارس العنف ضدكم !














المزيد.....

انبذوا العنف .. حين نمارس العنف ضدكم !


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4005 - 2013 / 2 / 16 - 04:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دعا الإخوان المسلمون لحشد الصفوف اليوم أمام جامعة القاهرة في جمعة " لنبذ العنف ". وقد جاءت دعوتهم بعد قيام معظم القوى السياسية في نهاية يناير بتوقيع وثيقة " نبذ العنف " وتفعيل الحوار بين الأطراف التي تقدم بها الأزهر الشريف. وبذلك تم أولا وضع الأساس النظري لنبذ العنف كما جاء في الوثيقة ، ثم بدأت الحركة لتأكيد ما تم الاتفاق عليه. الوثيقة المذكورة التي أعلن البرادعي بعدها أنه " متفائل " (!) لا تحدد شيئا أبعد من العبارات العامة التي تستنكر العنف. وبالطبع طالما أن الحديث يدور بعبارات عامة فإن الجميع بالمعنى العام سيلعنون رفضهم للعنف من حيث المبدأ. من ناحية المبدأ نحن جميعا ضد العنف. لكن العنف والأطراف التي تستخدمه وأسباب ذلك العنف وكل ذلك معا يكتسب في كل ظرف وواقع معنى مختلفا. وعلى سبيل المثال طالما دعت أمريكا وإسرائيل الشعب الفلسطيني " لنبذ العنف"، وبذلك يصبح أصحاب الحقوق ، والكفاح من أجل الحقوق " عنفا " بينما تغفل تلك الدعوة حقيقة أن من يمارس العنف هو أمريكا وقاعدتها العسكرية إسرائيل ، وأن ما يقوم به الفلسطينيون هو " رد مشروع على العنف " . لذلك يجب في كل مرة يدور فيها الحديث عن " نبذ العنف " تحديد الطرف الذي يمارس العنف حقا ، والطرف الذي يعاني من ذلك. فإذا تحدثنا عن العنف ( الذي ينبغي نبذه ) بعد وصول الإخوان ومرسي إلي الحكم، سنجد أننا إزاء سلطة ونظام يمارس العنف بأشد أشكاله ضد المجتمع المصري بأكمله، بدءا من الدعوات العلنية لقتل قادة المعارضة، وانتهاء بقتل المتظاهرين، واغتيال كوادر الحركة الشبابية ، وتعذيب المواطنين وسجنهم ، وفتح حجرات لتعذيب البنات تحت سور قصر الاتحادية ، وسحل المواطنين عرايا في الشوارع ، وانتهاء بقتل الأطفال الأبرياء مثل عمر بائع البطاطا. هذا هو العنف الذي يقع على المجتمع المصري في حالتنا الراهنة، وعندما تتحدث وثيقة يوقع عليها قادة المعارضة الرسمية عن " العنف " ، كان ينبغي تحديد ماهية ذلك العنف والطرف الذي يمارسه وصولا إلي دعوة ذلك الطرف لنبذ هذا العنف! أما العبارات العامة فإنها تضع المجرم والضحية في سلة واحدة ، وكأن الطرفين يمارسان العنف من نفس الموقع وبنفس القدر وبنفس الإمكانيات. فهل تتساوى قدرة النظام الإخواني الفاشي المدعومة بأجهزة الداخلية والجيش والقوات الخاصة والقضاء الذي انتهكت سيادته والأسلحة الأمريكية والأموال الخليجية ، هل تتساوى قدرة ذلك النظام على العنف بقدرة متظاهرين عزل يفتحون صدورهم العارية أمام الطلقات؟

الوثيقة التي تخلط بين الضحية والقاتل ، وقعها البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسى مع سعد الكتاتني رئيس حزب العدالة ومحمود عزت نائب مرشد الإخوان ، وبتلك الخطوة تثبت المعارضة الهزيلة أنها لا ترى أبعد من أحلامها الخاصة بعدة مقاعد وبدلات الجلسات في البرلمان. أما البرادعي الذي أعلن تفاءله ، فإنه يؤكد مجددا ، مرة بعد الأخرى، أنه يسير على الخط الأمريكي بحذافيره في التعامل مع الإخوان، والقبول بهم، وتمكينهم، طالما أنهم تعهدوا للسادة في البيت الأبيض وللسادة في تل أبيب بأنهم سيواصلون سياسة الخضوع والانصياع. من الضروري هنا الإشارة إلي أن هناك بعض القوى السياسية الشرعية رفضت دعوة الحوار، وأكدت أنه " لاحوار مع الدم".

على أية حال ، فقد احتشد الكثيرون أمام جامعة القاهرة " لنبذ العنف"، وفي هذا السياق بدأ الإخوان عنفهم المعتاد حين صرح د. صفوت حجازي من أعلى منصة أمام الجامعة بأن " كل من يعارض مرسي فلول "، وأكد أن " من يتظاهرون حول قصر الاتحادية مخربون "، ودعا الآخرون إلي " الضرب بيد من حديد " ! كأن كل ما وقع علينا من قتل وسحل كان بيد من ريش النعام ! الإخوان هم أول من استخدم العنف، وهم الفصيل السياسي الوحيد الذي يلجأ للعنف، ولا داعي هنا لسرد تاريخ طويل تلطخت فيه أياديهم بدماء الآخرين، فهو تاريخ معروف. وحين يدعو الإخوان القوى السياسية والشعب المصري " لنبذ العنف" فإنهم في واقع الأمر يقولون لنا انبذوا العنف عندما نمارس العنف ضدكم ، عندما نخترق الميادين بالسلاسل الحديدية والسكاكين لإرهابكم انبذوا العنف، وعندما نقتل " جيكا " و " كريستي" وغيرهما انبذوا العنف، وعندما يعلن مرشدنا أن مصر ديار كفر وأهلها لاعهد لهم ولا ذمة ولا ميثاق فلا تردوا عليه وانبذوا العنف، وعندما تموتون من الجوع ويتم تعيين ابن مرسي براتب يصل لنحو أربعين ألف جنيه انبذوا العنف، وعندما يطالب الدعاة بقتلكم على شاشات التلفزيون انبذوا العنف . وحين ندعو لنسف تاريخ مصر وهدم الأهرامات انبذوا العنف. وحين نقوم بتكفير مصر كلها ، ونهجبرالأقباط ، واستجلاب اليهود انبذوا العنف .

هل هذه هي الدعوة التي وافق عليها قادة المعارضة ؟أن تنبذ الضحية مقاومة السكين التي على رقبتها ؟


***
أحمد الخميسي - كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات النفوس الميتة
- مرحلة انتهت بحكم الإخوان .. ومرحلة تنهي حكم الإخوان
- إنهم يقتلون الأدباء .. أليس كذلك؟
- معركة القضاء المصري معركة الثقافة
- والله طيب يا حمص أخضر !
- ثقافة الهوان في دستور الإخوان
- دعونا نجرب عاما جديدا
- الطوابير المؤنثة .. وصانعة المستقبل
- استفتاء شعبي آخر .. وتصبح - لا - قوة مؤثرة
- مصر والدستور .. زكيبة الدقيق والعصا
- مرسي والإخوان .. كلهم تكلموا باسم الدين !
- ومض
- الثقافة والجلافة فيما جرى مع علاء الديب
- الإخوان ذراع الطغيان
- قبضة الفاشية في إعلان دستوري بمصر
- يكفي أيها اليوم أنك جئت.. لكي لا أعاتبك
- كيف منحنا قلوبنا للرصاص الذي انهمر ؟
- خمسون زهرة ياصاحب الوجه الكئيب
- الدولة العزيزة .. من فضلك لاتحمي الوحدة الثقافية
- الفاشية في مصر تدق الكعب !


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - انبذوا العنف .. حين نمارس العنف ضدكم !