أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سومه حساين - سقوط الأقنعة والأوثان














المزيد.....

سقوط الأقنعة والأوثان


سومه حساين

الحوار المتمدن-العدد: 4004 - 2013 / 2 / 15 - 13:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


منذ بعثة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي جاء قبل ألف وأربعمائة عام مُخلّصاً للناس ليخرجهم من عصور الجهل والعبودية والخرافات الى نور العلم والعقل والحرية، وبعدما لاقى ما لاقى من صنوف التعذيب والإهانة والرفض لدعوته، ولا عجب في ذلك فكل نبي مُهانٌ بين قومه، ولكنه قاوم وناضل حتى استطاع أن يرتقي بقومه ممن استعمل عقله وفكّر فيما يقول وآمن به، وقد استطاع إقامة دولة العدل التي استمرت حتى الخليفة الرابع، وبعدها لم يذق المسلمين عدلاً ولا حُرّية حتى اليوم، إلا الشيء اليسير في عهد عمر بن عبد العزيز.

ومنذ ذلك العهد وحتى اليوم لم يعرف المسلمين إلا النزاعات والحروب والفتن والبطش والقهر، لقد كان هناك الكثير من المنافقين والمارقين اللذين لم يكن يهمهم من أمر الدنيا والدولة إلاّ مصالحهم الشخصية حتى لو احترق كل ما حولهم، وهؤلاء المنافقين منذ القدم عرفهم الرسول وحذّر منهم ولكنه لم يُعاقبهم لأن مبدأ الإسلام الصحيح يقوم على الحرية وتقّبل الآخر مهما كان يحمل في قلبه من أحقاد وفي رأسه من أفكار وعقائد ضغائن، المهم هو ما يُظهره للعيان لا ما يُكنه داخل صدره.

والصراع على الحكم قد بدأ في عهد الخلافة، عندما نازع معاوية عليٌ على خلافة المسلمين مما أدى الى انشقاق صفوفهم وقتالهم باسم الدين وباسم الله، وقُتل علي باسم الدين بعدما كُفّر عثمان وقُتل، ثم لاحقوا أحفاد الرسول وقتلوهم باسم الدين، وقد حمّلوا الدين ما لا يحتمل، فقد أراقوا الدماء باسمه، وأقاموا الحروب والفتن باسمه وسبوا النساء واستعبدوهم باسمه، وقُتل الكثير من الأبرياء باسمه، وقامت العصبيات والتكتلات الحزبية، وكلٌ يتعصّب لحزبه وقبيلته ويعتقد أنها الفرقة الناجية، فكلما أرادوا فعل شيء وتبريره ألصقوه باسم الدين حتى يُعطوه الشرعية أمام الناس.

والحقيقة أنه عندما قامت الدولة الأموية حرصت على استحداث ظاهرة جديدة لم تكن موجودة في عهد الرسول الكريم، وهي ظاهرة رجال الدين أو ما يُسمى بالمشايخ والأئمة، وقد حذّر القرآن والرسول الكريم من رجال الدين في عدة آيات تنهانا عن تقليد اليهود والنصارى باتخاذ رجال دين كما فعلوا فأضلوهم السبيل، وقد نبهنا الرسول لخطورتهم بقوله " إن أكثر ما أخشى على أمتي الحُفّاظ، فاحذروهم" والحُفاظ هم الأئمة من الحفظة اللذين يصلوا بالناس في المساجد، والتحذير كان لما لهم من تأثير كبير على الناس الذين يسمعوهم ويتبعوهم.

وقد حرص حُكام الدولة الأموية منذ نشأتها على استحداث هذه الظاهرة ( ظاهرة المشايخ والأئمة) لتكون اليد القوية الباطشة لمساعدة الحاكم في فرض سيطرته وسلطته على رقاب الناس باسم الدين وباسم الله، وقد أغدقوا عليهم العطايا والأموال في سبيل كسب وُدّهم لقدرتهم في التأثير على الناس، ولطالما دعا رجال الدين على المنابر الى طاعة الحاكم ومبايعته ومعاهدته على السمع والطاعة بصفته وليّ الأمة، وكم مرَّ على هذه الأمة من حّكام مُستبدّين باطشين سفاحين منذ عهد الحجاج حتى بشار الأسد الذي ذبح الآلاف من أبناء شعبه في سبيل الحفاظ على عرشه ومُلكه المُتوارث الذي لن يدوم، فلو دامت لغيره لما وصلت إليه، وإن غداً لناظره قريب.

وقد رأينا في كثير من الدول كيف يتبع رجال الدين والمشايخ حُكامهم وسلاطينهم، وكيف يجتهدون في الدفاع عنهم بكافة الوسائل والفتاوي التي تحُثُّ الناس على طاعة الحاكم وتُحرّم الخروج عليه، وبأن الواجب يقتضي الدفاع عن الحاكم باسم الدين وباسم الله، وبجواز قتل المتظاهرين المارقين باسم الدين، وهدم البيوت وتدمير البلاد والعباد باسم الدين، كل هذا من أجل بقاء الحاكم على عرشه، الحاكم الي سيحمي البلاد والعباد من الأيادي المارقة الخارجية ومن المستعمر الأجنبي، ولكن الحاكم نسي في غمرة الأحداث أنه لن يبقى له سوى بعض الحجر والشجر الذي نجا من بطشه، لقد حمّلوا الدين ما لا يحتمل في سبيل مصالحهم الدنيوية.

وفي بداية الثورات رأينا المشايخ على منابر المساجد يدعون ويفتون بحُرمة المظاهرات والخروج ضد الدولة، وعندما بُح صوتهم ولم يستطيعوا مواجهة الجماهير المنتفضة التي أعياها الفقر والقهر، والغضب الذي أدى الى سقوط الحاكم في عدة دول (والحبل على الجرار)، ولما سقط الحاكم رأينا كيف تخلى هؤلاء الشيوخ عن سلاطينهم وولائهم للحاكم وانضموا الى صفوف الثوار والجماهير الغاضبة، وكيف حاولوا تصحيح فتواهم بمباركة الثورات ولعن الحاكم، حتى أن بعضهم أفتى بجواز قتله.

وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى نفاقهم وصدق مقولة الرسول بهم، فهم دائماً مع الأقوى وضد الأضعف حرصاً على مصالحهم الشخصية، لقد سقطت الأقنعة، وبدأ عهد الثورات الشعبية والثورة التكنولوجية التي لم تُبقي غطاء يستر عيوب أحد، لقد كُشف كلٌ على حقيقته، وعرف الجميع أن الشيوخ هم سبب رضوخ وذل هذه الأمة، فهم من ظلَّ ينفخ في آذان الناس وعقولها طوال عشرات ومئات السنين بالرضوخ والإستكانة والسمع والطاعة لكل كبير وخصوصاً الحاكم، فطاعة الحاكم من طاعة الله حتى ولو جار، حتى لو قتل أولادنا وأكل لحومنا وانتهك عروضنا، فهو الكبير وولي الأمة والنعمة وله حق الطاعة علينا والدعاء له في ظهر الغيب ليصلح الله حاله ويُكثّر ماله.

لقد اجتهد الأئمة في الدعاء للحاكم طوال سنين، وفي رفع شأنه حتى جعلوه إلاه فرعوني لا يرى إلاّ نفسه، يبطش ويُنكل دون رحمة، ولكن.. كُسر حاجز الخوف وأزيل حاجز الصمت، ولم يبقى للناس ما يخسروه أكثر مما خسروا، فكثرة الضغط أدّت الى الإنفجار، والنور الذي انبثق أدى الى سقوط الرموز الكبيرة والقلاع التي طالما أخافت الناس وأرهبتهم، أصبح اليوم كل شيء مكشوف وظاهر للعيان، إلاّ للذين يُصرون على إغماض أعينهم خوفاً من مواجهة الحقيقة التي لم يعتادوا عليها... وهي أنه لا يوجد عبودية ولا خضوع بعد اليوم، فلا يوجد كبير ولا إله إلاً الله.



#سومه_حساين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم يدركون قيمة ما تقول...
- شيوخ الفتاوي..
- نزح النازحون..
- إذا عُرف الداء سَهُل الدواء..
- إذا عُرف الداء سهل الواء..
- النساء.. هُنَّ من يصنعن الحضارة..
- بناء فندق على سطح القمر
- ما السبيل الى الخلاص من هذا المأزق...
- الشماعة الفلسطينيه
- قصة قصيره- (وبقيت طفلاً)


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سومه حساين - سقوط الأقنعة والأوثان