أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - توفيق أبو شومر - لماذا يعتذرون دائما لإسرائيل؟














المزيد.....

لماذا يعتذرون دائما لإسرائيل؟


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3998 - 2013 / 2 / 9 - 05:30
المحور: حقوق الانسان
    


إن معظم منتقدي إسرائيل وسياستها يعودون مرة أخرى إلى صفَّها نادمين، يقدمون لها فروض الطاعة والولاء من جديد!
فما يزال صاحب تقرير أشهر تقرير بعد عملية الرصاص المصبوب على غزة 2008-2009 (ريتشارد غولدستون) مثالا على نفوذ إسرائيل وقدرتها على المتابعة والاستفادة من الأحداث، ومن ثَمَّ توظيف الأحداث لمصلحتها، وهذا المثال يستدعي التحليل!
فبعد أن كان ريتشارد غولدستون قاضيا(يهوديا) يفخر به اللوبي اليهودي في كل أنحاء العالم لتفوقه ونبوغه، لأنه قاد لجانا كثيرة في مجالات الحقوق، وقاد لجان تحقيق عديدة في جرائم حرب كوسوفو والعراق والأرجنتين، ونال جوائز عديدة في مجالات حقوق الإنسان، وأصبح قاضيا معتمدا للأمم المتحدة!!
صار منذ أن غضبتْ عليه إسرائيل(قاضيا جنوب إفريقي) ولم يعد قاضيا يهوديا أبدا، فقد نبذته إسرائيل وأعادته إلى البلد الذي يعيش فيه اليوم، على الرغم من أنه عاد معتذرا إلى إسرائيل وإلى الجالية اليهودية، التي حرمته حتى من حضور احتفال لتدشين حفيده الذكر في الاحتفال الديني بار متسفا في الكنيس اليهودي في جوهانسبرغ!
ويعود سبب غضبة إسرائيل واللوبي اليهودي عليه إلى (تقرير غولدستون) الذي قال فيه:
" ارتكبت إسرائيل في عملية الرصاص المصبوب في غزة أعمالا ترقى إلى مستوى جرائم حرب"
ولم تشفع له توبتُهُ واعتذاره عن تقريره، ولا حتى انطواؤه وابتعاده عن الساحة القضائية والسياسية، فقد وصف أحدُ أصدقائه حالَه فقال:
" إنه يعيش في ضائقة نفسية مريرة"!!
تذكرتُ غولدستون وأنا أتابعُ اعتذارا جديدا آخر قدَّمتْهُ صحيفة الصاندي تايمز البريطانية،يوم 4/2/2013 لإسرائيل لأن الصحيفة نشرت صورة كاريكاتيرية لرئيس وزراء إسرائيل نتنياهو، وهو يبني جدارا بإسمنت أحمر من دماء الفلسطينيين، أما حجارة البناء فمن أشلائهم!!
وكان التعليق على الرسم يقول:
" هل يتمكن نتنياهو بعد الانتخابات أن يبني جدار السلام؟!!"
أما صاحب الرسم الكاريكاتيري فهو جيرالد سكارف(Gerald Scarfe) وهو من أبرز الفنانين، ومن أبرز الرسامين لديزني وحاصل على جوائز عديدة، فضلا عن عمره الذي يقترب من الثمانين ،وإليكم بعض لقطات من اعتذار الصحيفة الكبرى:
" إن نشر الكاريكاتير كان خطأ جسيما من الصحيفة، لا لما يشير إليه من رموز، بل لأنه نشر في ذكرى يوم الهولوكوست العالمي، فقد ارتكبت صحيفتنا خطأ كبيرا عندما نشرته في اليوم الذي يُذكرُ العالمَ بأبشع مجازر التاريخ!!"
أما مالك الصحيفة الملياردير روبرت مردوخ فقد اعتذر أيضا قائلا:
" إن جيرالد لا يعبر أبدا عن الصحيفة وآرائها فالمعذرة!!!"
أما جيرالد فقد قال:
إنني انتقد فقط سياسة نتنياهو، ولا أنتقد إسرائيل!!
أما تهمة جيرالد في الإعلام الإسرائيلي، فهي أنه لا سامي، وهي من أصعب وأعقد التهم التي لا يتمكن المتهم بهذه التهمة من أن يدافع عن نفسه، فهي وصمة أبدية!!
للإجابة عن عنوان المقال: لماذا يعتذرون دوما إلى إسرائيل؟
ليست الإجابةُ على السؤال صعبة، إذا أن كثيرين يعرفون بأن إسرائيل لا تملك معجزاتٍ خارقةً، بل إنها تعمل وفق إطارٍ مُنظمٍ مدروس، لم ننجح نحن في الاستفادة منه وتحليله.
فإسرائيل بارعةٌ في [ المتابعة] والمتابعة دائما هي بداية العمل المنتج الفعَّال، فنحن ننجح بالصدفة في البدايات، ولكننا نفشل في متابعة آثارها، ونفشل أيضا في استخلاص العبر من تلك الأحداث، أما إسرائيل فإنها تتابع وتحلل ثم تبلوَر الصيغ الجديدة في كل مرة يقعُ فيها حدثٌ من الأحداث!
أما نحن فإننا ننفعل في بدايات الحدث، ثم تبدأ أضواء حماسنا تخبو بمرور الساعات والأيام إلى أن ننسى الحدث نسيانا كاملا، وندفنه في قبور ذكرياتنا!
كما أن إسرائيل لا تنسى مخزوناتها الاستراتيجية من يهود العالم، ولم تعتبرهم فائضا بشريا يهوديا زائدا، ولم تعتبرهم منافسا على السلطة، بل إنها وظَّفتْهم واستخدمتهم استخداما منتجا فعالا لخدمة قضايا إسرائيل، ولم تكتفِ بعمل السلك الدبلوماسي البرتوكولي التقليدي غير المجدي، ولكنها غيَّرتْ صيغتَه واعتبرتْ أن كل جالية يهودية بعثة دبلوماسيةً إسرائيلية!
كما أن إسرائيل أيضا نجحت في توظيف الإعلام توظيفا جيدا لنقل رسائلها، ووزعتْ صحفييها وأنصارها على صحف العالم ووسائل إعلامه ليؤدوا دورهم هناك لمصلحة إسرائيل الدولة اليهودية، ولم تحولهم إلى صحفيي بلاط للسلطة الحاكمة، وتنفي من الوطن كل الصحفيين البارزين المعارضين، وتحولهم إلى أعداء لأوطانهم، لا يشعرون بالحرية إلا خارج بلادهم !!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامتنان والشكر لهاتفي المحمول
- تمييز جيناتي في القدس
- من باسمين إلى عابسين
- جنرالات الإعلام في انتخابات إسرائيل
- بوابات شمس الحرية في فلسطين
- إمارة سهول الوئام لإنهاء الانقسام
- هواة جمع اللايكات
- جيش الدفاع رجس من عمل الشيطان
- عن الغجر والدروز والثمانية وأربعين
- في الفقه الحزبي العربي
- مرض القهر المدرسي
- متلازمة ليبرمان المرضية
- قصة عرس بومتين
- لجام الحصان الفلسطيني المسروق
- المدارس والتعليم يا عرب
- العرب بين تليد وجديد
- بيانات القصف اللغوي
- إفلاس البربوغندا الإسرائيلية
- اتحادات حزبية لا ثقافية
- مناظر غزية من الحرب


المزيد.....




- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - توفيق أبو شومر - لماذا يعتذرون دائما لإسرائيل؟