أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد عبد العزيز - وهكذا انحرفت الثورة عن أهدافها














المزيد.....

وهكذا انحرفت الثورة عن أهدافها


أحمد عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3993 - 2013 / 2 / 4 - 05:26
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


منذ خروج ثورة 25 يناير 2011 قامت الدنيا ولم تقعد حتى هذه اللحظة على مدار عامين كاملين، تجرع فيهما المصريون كؤوس الذل والخيبة واليأس، وتضاربت الأقوال والأحكام والطموحات، فمنهم من صب جام غضبه على تلك الثورة ووصفها باللعينة، فقد تأثر الكثيرون بأحداث الثورة، ومنهم من استمر في ثورته في شكل وقفات متقطعة ما بين جمعة وأخرى، ومنهم من انضم لصف الحاكم وأصابه داء التبرير بمطنق أو بلا منطق، فالحاكم هو المسئول عن الشعب ولا يخطىء، وقد أرسله الله إلينا ليطبق شريعته، ومن يهاجمه كافر مباح الدم.
مضت الأيام بسرعة ولم يتوقف نزيف الدماء، فمررنا بأحداث ماسبيرو، وأحداث محمد محمود، إلى أن انتخب الشعب المصري رئيساً لم يكن في الحسبان، لكن كيف أصبح مرسي رئيساً لمصر؟
القصة يمكن تلخيصها في مثلث الفقر والجهل والاستقطاب الديني، فالشعب المصري به شريحة كبيرة تعاني الفقر المدقع، ولم تجد المساندة من النظام السابق، ولم تجد من يقف إلى جوارها، لكن هناك من تذكرها وقت الانتخابات بزجاجات الزيت وأكياس السكر واللحوم المخفضة أو المجانية، أضف إلى ذلك القوافل الطبية المجانية، كل هذا يأتي قبل مواعيد الانتخابات بفترة قصيرة، ومن ثم تكون النتيجة أن تذهب أصوات شريحة كبيرة إلى اتجاهات بعينها، وفي الواقع تلك الشرائح لم تكن لتصوت، ولم تكن تعنيها العملية الانتخابات يوماً.
ننطلق إلى الضلع الثاني للمثلث وهو الجهل، بدءاً من المناهج الدراسية التي لم تتطور منذ وقت بعيد، مروراً بالطريقة التي تدار بها العملية التعليمية في مصر، ثم انطلاقاً إلى تنشئة الطفل منذ صغره على التلقين، فهو يحفظ ما يملى عليه، ويكتبه في ورقة الامتحان ليعبر إلى السنة التالية، وهو ما يفعله الكثيرون في الانتخابات، فهم يكتبون ما يملى عليهم في ورقة التصويت التي لا تعنيهم كثيراً كورقة الامتحان.
ننتقل إلى الضلع الثالث وهو الاستقطاب الديني، حيث يتم توجيه الكثير لاختيار قوائم حزبية معينة أو شخصاً بعينه طبقاً لشعارات لا تغني ولا تسمن من جوع، كالقول بأنه عليك اختيار هذا الشخص التقي النقي القريب من الله؛ لكن عنصر الكفاءة لا حاجة له، وهو ما جعل الكثيرون ينخدعون في اختياراتهم، لنرى أنفسنا في النهاية أمام أشخاص تم اختيارهم فعلاً، لكنهم ليسوا أهلاً للقيام بالأدوار التي تم اختيارهم لأدائها.
فرح الكثيرون وهللوا بعد سقوط الفريق أحمد شفيق، واستقبلوا الرئيس الفائر في الانتخابات الدكتور محمد مرسي استقبال الفاتحين، وظنوا أنه أتى ليخلصهم من براثن نظام مبارك، لتمضي الأيام، ويكتشفون أن الأوضاع تحولت للأسوأ في عهده، فبدلاً من حكايات تعرية المعتقلين والتعذيب في السجون، ترصد الكاميرات لقطات سحل وتعرية أحد المتظاهرين أمام قصر الاتحادية، وتضاربت الأقوال حول تلك الحادثة، ليس فقط من المحللين والمتابعين، بل حتى الشخص المسحول نفسه تضاربت كلماته، فنفى تعدي رجال الشرطة عليه قبل يوم من تأكيده تعدي رجال الشرطة عليه، وهو ما يؤكد أنه قد تم تهديده أو التأثير عليه.
لم يتغير شيء، هذه حقيقة الأوضاع التي تجري في البلاد، فالنظام السابق كان يصم آذانه عن سماع أصوات معارضيه، وكانت الداخلية تتعامل بوحشية مع المتظاهرين ومع المعارضين، وهو ما يحدث الآن في عهد مرسي، فما تم من إعلان دستوري ثم دستور غير توافقي مع عدم احترام لأحكام القضاء، ومحاصرة المحكمة الدستورية، ومحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي، هو استمرار لسياسة تكميم الأفواه، وهو المشهد الذي لم تقم الثورة لنراه بعدها بعامين.



#أحمد_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمال البنا.. رواية تنويرية تجاوزت الثلاثة والتسعين عاماً
- صلوات الرئيس
- رجال الدين أفيون الشعوب2 (فرج فودة.. شمعة مضيئة وسط الظلام)
- في ظلال الحب
- آلام الغدر
- ثوب الخداع
- مسرحية الحياة
- آفاق المرأة والحركة النسوية بعد الثورات العربية
- رجال الدين أفيون الشعوب1 (مستقبل -غاندي- 3 - 3)
- رجال الدين أفيون الشعوب1 (مستقبل -غاندي- 2 - 3)
- رجال الدين أفيون الشعوب1 (مستقبل غاندي 1 - 3)
- أنا أحب.. إذن أنا إنسان


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أحمد عبد العزيز - وهكذا انحرفت الثورة عن أهدافها