أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - أزمة بورسعيد














المزيد.....

أزمة بورسعيد


اسلام احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3988 - 2013 / 1 / 30 - 21:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طلب مني بعض الأصدقاء أن أكتب مقالا يحمل رأيي فيما يحدث ببورسعيد منذ اندلاع أعمال العنف بصفتي من مواطني بورسعيد وكنت شاهد عيان على الأحداث , الحقيقة أن بورسعيد تمر بمأساة حقيقية بكل معنى الكلمة وقبل أن أتناول الموضوع الأساسي أود توضيح بعض الحقائق عن تلك المدينة الباسلة , بورسعيد هي بلد سياحي في الأساس ومنذ أن قام الرئيس الراحل السادات بجعلها منطقة حرة تحولت الى بلد تجاري بالدرجة الأولى حيث يعمل معظم سكانها بالتجارة وتعد مصدر رزقهم الأساسي وعندما قام الرئيس المخلوع مبارك بإلغاء المنطقة الحرة لأسباب تخصه كان من الطبيعي أن يفقد سكان بورسعيد مصدر أساسي للدخل وفي ظل عدم وجود بديل يتمثل في الوظائف فمن ثم تحول كثير من الشباب الى البطالة , الأمر الذي أدى الى انتشار السرقة والبلطجة بشكل كبير في المدينة وهو ما أثبتته أحداث ثورة 25 يناير أثناء الانفلات الأمني وما بعدها

في سياق هذه المقدمة ربما يكون مفهوما لماذا تم اختيار بورسعيد بالذات لتدبير المؤامرة التي يدرك الجميع أن أهالي بورسعيد الشرفاء براء منها فقد شاهد الجميع عبر الشاشات التواطؤ الأمني المخزي الذي وصل إلى حد أن ضباط الشرطة يأمرون جماهير بورسعيد بالنزول الى الملعب لتأديب جماهير الأهلي! , صحيح أن تنفيذ الجريمة كان بأيدي بعض البلطجية ولكن بتواطؤ وتحريض من جانب الأمن لذا فقد جاء حكم المحكمة صادما وقاسيا لأهالي بورسعيد حين حكم القاضي باعدام 21 متهما بعضهم بلطجية يستحقون الإعدام وبعضهم كبش فداء لآخرين!

وفي تقديري أن الحكم به جانب كبير سياسي فقد أريد به تهدئة الثوار وعلى رأسهم ألتراس الأهلي على حساب المتهمين البورسعيدية فضلا عن صرف الأنظار بعيدا عن القضية الأساسية المتمثلة في الثورة ضد حكم الإخوان بتحويل المعركة من ثوار/إخوان الى أهلي/مصري , كما أنه يفتقد الى الحس السياسي فقد كان أمام القاضي بدائل كثيرة بما لا يخل بالنواحي القانونية كأن يقوم بتأجيل القضية مثلا لبحث أدلة جديدة أو يحكم بالمؤبد بدلا من الإعدام , وأكبر دليل على أن الحكم سياسي هو توقيته إذ هل من الطبيعي أن تتزامن القضية مع يوم 26 يناير في الذكرى الثانية للثورة؟!

والحاصل أن الحكم أحدث حالة من الغضب العارم عند أهالي بورسعيد فعقب صدور الحكم مباشر أندفع الجميع بلا اتفاق في الشوارع متجهين نحو سجن بورسعيد الذي كان محل الاعتصام , بعضهم نزل للتعبير عن غضبه بشكل سلمي والبعض الآخر قام بعمليات تخريب بينما أندس بعض المجرمين وسط الناس وقاموا بمهاجمة سجن بورسعيد بالأسلحة النارية , مما دفع قوات الأمن المكلفة بحماية السجن للرد عليهم بالرصاص الحي , فيما قام البعض بالهجوم على أقسام الشرطة بالمدينة وعلى رأسها قسم العرب , الأمر الذي أسفر عن سقوط ثلاثين قتيلا ومئات الجرحى في اليوم الأول بينهم ضابط وأمين شرطة , وهو ما دفع القيادة السياسية الى إرسال قوات الجيش الثاني الميداني لتأمين المدينة

وفي اليوم الثاني نزل أهالي بورسعيد في جنازة حاشدة لتشييع جثامين الضحايا وعند وصولهم الى الجبانة التي تقع أمام نادي الشرطة مباشرة فوجئوا بأناس يطلقون عليهم النار من فوق أسطح المنازل فحدث هرج ومرج كبير وقام بعض المتظاهرين بمهاجمة نادي الشرطة بالحجارة والمولوتوف فأحرقوا جزء منه ومن جانبها ردت الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع , ولا أحد يعرف حتى الآن من الذي بدأ بمهاجمة من؟! , والحاصل أن تلك الأحداث أسفرت عن سقوط سبعة قتلى آخرين وعشرات الجرحى
وبدلا من أن يعالج الرئيس الأزمة في مصر ويستجيب لمطالب الثورة فقد قدم حلولا أمنية تتمثل في إعلان حالة الطوارئ وفرض حظر التجول في مدن القناة بورسعيد والإسماعيلية والسويس!, ورغم اقتناعي بأهمية حالة الطوارئ في الوقت الحالي لاستعادة الأمن في مدن القناة إلا أنني كنت أتمنى أن يقدم الرئيس حلولا سياسية للقضية الأساسية ,وعلى أي حال فقد أثار إعلان حالة الطوارئ غضب أهالي مدن القناة الذين نزلوا في مظاهرات حاشدة بالآلاف لكسر حظر التجول تحديا للرئيس وقد شاركت فيها ليس عندا مع الرئيس كما فعل الناس ولكن للتأكيد على مطالب الثورة الأساسية ولإعلان رفضي لأسلوب حكم الإخوان

وبشكل عام يمكنني استخلاص دلالات وحقائق مهمة تتمثل فيما يلي :
1_أن أهالي بورسعيد باتوا يشعرون بالظلم والغبن لإحساسهم أن القيادة السياسية قد اختارت التضحية ببورسعيد في سبيل تهدئة الثوار , وهو امتداد لمسلسل التهميش الذي عانت منه المدينة لسنوات طويلة رغم أهميتها الكبرى لاقتصاد مصر!

2_أن شعبية الرئيس وجماعة الإخوان في بورسعيد قد انعدمت تقريبا بل لقد فقد الرئيس مرسي كثير من أنصاره السلفيين بالمدينة

3_أن الغضب الشعبي ببورسعيد موجه ضد الرئيس والشرطة بينما يختلف الحال تجاه رجال الجيش وهو ما بدا في مظاهرة كسر الحظر إذ عانق المتظاهرون ضباط وجنود الجيش الذين يحمون المنشات في مشهد ذكرنا بثورة 25 يناير

4_ولا أبالغ إن قلت أن الرئيس محمد مرسي قد سقطت شرعيته تماما في بورسعيد

أكثر ما أخشاه هو تلك الدعوات التي تطالب بإعلان بورسعيد دولة مستقلة عن مصر وهو في اعتقادي مخطط خارجي لتقسيم مصر وللأسف فان البعض يساهم بوعي أو بدون وعي على تنفيذه! , ولا سبيل لحل أزمة بورسعيد ما لم تبادر القيادة السياسية بالحوار مع أهالي بورسعيد والاستماع إلى مطالبهم وتنفيذها بما لا يضيع حق شهداء إستاد بورسعيد , هذا إن أراد الرئيس أن يحافظ على ما تبقى من شرعيته!



#اسلام_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى لا تكون ثورة ثانية
- سقوط النخبة
- أزمة الإعلان الدستوري المحصن
- ماذا وراء مقتل العميد وسام الحسن في لبنان؟
- أزمة النائب العام
- عاصفة الفيلم المسئ
- المطلوب إعادة هيكلة وليس حالة الطوارئ
- الصراع على السلطة في مصر
- جريمة رفح الكاشفة
- سياسة مصر الخارجية 3 , التجربة التركية
- سياسة مصر الخارجية ۲
- خطاب الرئيس المنتخب
- المعركة القادمة , ما بعد انتخابات الرئاسة
- المخطط الشيطاني لاستعادة النظام السابق في مصر
- كيف نفهم نتيجة الانتخابات؟
- المناظرة الرئاسية
- مأزق الاخوان المسلمين
- انتخابات الرئاسة
- عودة الى مسألة الدستور
- إعادة هيكلة وزارة الداخلية


المزيد.....




- في السعودية.. مصور يوثق طيران طيور الفلامنجو -بشكلٍ منظم- في ...
- عدد من غادر رفح بـ48 ساعة استجابة لأمر الإخلاء الإسرائيلي وأ ...
- كفى لا أريد سماع المزيد!. القاضي يمنع دانيالز من مواصلة سرد ...
- الرئيس الصيني يصل إلى بلغراد ثاني محطة له ضمن جولته الأوروبي ...
- طائرة شحن تهبط اضطرارياً بمطار إسطنبول بعد تعطل جهاز الهبوط ...
- المواصي..-مخيم دون خيام- يعيش فيه النازحون في ظروف قاسية
- -إجراء احترازي-.. الجمهوريون بمجلس النواب الأمريكي يحضرون عق ...
- بكين: الصين وروسيا تواصلان تعزيز التعددية القطبية
- إعلام عبري: اجتياح -فيلادلفيا- دمر مفاوضات تركيب أجهزة الاست ...
- مركبة -ستارلاينر- الفضائية تعكس مشاكل إدارية تعاني منها شركة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - أزمة بورسعيد