أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - الفراشات..والخريف لمحمد شاكر عبدالله















المزيد.....

الفراشات..والخريف لمحمد شاكر عبدالله


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 3984 - 2013 / 1 / 26 - 11:55
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت:
الفراشات..والخريف لمحمد شاكر عبدالله
بداية العام 2013 صدرت عن دار فضاءات في عمان مجموعة "الفراشات...والخريف" القصصية للصحفي المقدسي محمد شاكر عبدالله.
والقارئ لنصوص هذه المجموعة سيجد من بدايتها أن الصواب لم يحالف كاتبها عند تقديمه لها تحت عنوان"هذه المجموعة القصصية"ص5 ، فقد قدّم للقارئ معلومات كان عليه أن يتركها له ليكتشفها هو من خلال قراءته لها، والكاتب عندما يفسر نصوصه يفسدها ويقتلها دون أن يدري، بل انه شكك في تصنيفه لنصوصه بأنها قصص، واعتبرها "انعكاسات لفترات من حياتي"ص7 أي سيرة ذاتية، بل زاد على ذلك "لن تعدم هذه المجموعة لونا من هذه الألوان تنضم اليه، أو ناقدا يجد من رحابة الميدان النقدي واتساع آفاقه ما يسمح له باعتبارها من هذا الصنف القصصي أو ذاك"ص7.
وما أريد قوله بهذا الخصوص أن جمالية النصوص الأدبية تكمن في الاختلاف حول تفسيرها أو فك رموزها، لأن ذلك يخرجها من دائرة المباشرة والتقرير، وعلى الكاتب أن يترك للقارئ متعة الاستكشاف والتسلية والتشويق والبحث عن المعرفة، وما الاختلاف على تفسير النصوص الأدبية إلا دلالة على قوتها وتميزها. لذا فان على الكاتب أيّ كاتب أن لا يفسر نصوصه، حتى وان فهمها القراء خطأ.
أما نصوص كاتبنا محمد شاكر عبد الله التي نحن بصددها، فقد تفاوتت بين القصة والحكاية والمقالة الأدبية والاجتماعية وحتى التاريخية والدينية، وشيء من السيرة الذاتية، ولا أعلم لماذا أعاد صياغة بعض القصص الديني بأسلوبه الخاص، فمثلا في نصه الأول"مملكة الشر"ص11، أعاد لنا قصة قابيل وهابيل، والقصة التي تليها"السّتّ والجارية"ص23 أعاد لنا قصة أبينا ابراهيم عليه السلام مع زوجته سارة وجاريته هاجر، غير انه في نص كاتبنا كان اسم السيدة فرحة، وانجبت"سلامة" في حين كان اسم الجارية نعمات وانجبت"سليم" والسيد الزوج اسمه سلمان، ويتطابق تسلسل هذين النصين مع النص القصصي الديني، غير ان الكاتب قام بتفسير ما كتب، ففي نص"مملكة الشر" اختتمه في الفقرة الأخيرة ص21 بتفسير هو في غنى عنه، وهذا التفسير جاء على حساب النص.تماما مثلما حصل في النص الثاني، غير أنه في النص الثاني زاد فقرة تفسيرية أخرى ص32.
وهنا لا بد من التنويه بأن استلهام التراث الديني أمر جميل ومطلوب ومفيد، لكن اعادة صياغته بكلمات الكاتب ليس في صالحه، لأنه مهما امتلك من ملكة اللغة وجمالياتها فلن يستطيع مجاراة النص القرآني أو حتى الاقتراب منه.
ولننظر كيف استلهم الراحل العظيم محمود درويش قصة النبي يوسف عليه السلام:


أنا يوسف يا أبي

أَنا يُوسفٌ يَا أَبِي .
يَا أَبِي إِخْوَتِي لاَ يُحِبُّونَني , لاَ يُرِيدُونَني بَيْنَهُم يَا أَبِي .

يَعْتَدُونَ عَلَيَّ وَيَرْمُونَني بِالحَصَى وَالكَلاَمِ .

يُريِدُونَني أَنْ أَمُوت لِكَيْ يمْدَحُونِي .

وَهُمْ أَوْصَدُوا بَاب بَيْتِكَ دُونِي .

وَهُمْ طَرَدُونِي مِنَ الَحَقْلِ.

هُمْ سَمَّمُوا عِنَبِي يَا أَبِي .

وَهُمْ حَطَّمُوا لُعَبِي يَا أَبِي .

حَينَ مَرَّ النَّسيِمُ وَلاَعَبَ شَعْرِيَ غَارُوا وَثَارُوا عَلَيَّ وَثَارُوا عَلَيْكَ .

فَمَاذَا صَنَعْتُ لَهُمْ يَا أَبِي .

الفَرَاشَاتُ حَطَّتْ عَلَى كَتْفَيَّ، وَمَالَتْ عَلَيَّ السَّنَابِلُ، وَ الطَّيْرُ حَطَّتْ على راحتيَّ .

فَمَاذَا فَعَلْتُ أَنَا يَا أَبِي .

وَلِمَاذَا أَنَا ؟

أَنْتْ سَمَّيْتَني يُوسُفاً، وَهُم أَوْقَعُونِيَ فِي الجُبِّ، وَاتَّهَمُوا الذِّئْبَ؛ وَ الذِّئْبُ أَرْحَمُ مِنْ إِخْوَتِي ...

أَبَتِ !

هَلْ جَنَيْتُ عَلَى أَحَدٍ عِنْدَمَا قُلْتُ إِنِّي :

رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً، والشَّمْس والقَمَر

رَأّيْتُهُم لِي سَاجِدِينْ ؟؟
واسمحوا لي على الإطالة في الاستشهاد بدرويش، التي رأيت أنها ضرورية لنرى كيف استغلها جيدا، ودون اثقال على القارئ، ودون أن يأتي بتفصيل القص الديني القرآني، بل حام حوله، وسحبه على قضيته، مبينا تخلي بعض الأخوة العربان عن شعبه ووطنه.
أما قصة"الفراشات والخريف" التي حملت المجموعة اسمها، فهي تتحدث عن يوم انفصال سوريا من الجمهورية العربية المتحدة، وفسخ الوحدة التي أبرمت بين مصر جمال عبد الناصر وسوريا شكري القوتلي في 21 شباط 1958، وتم الانقلاب عليها في 28 أيلول 1961. والقصة تتحدث عن مشاعر فتى فلسطيني-قد يكون الكاتب نفسه- وحلمه بأن لا ينجح الانفصال، ولو استغنى الكاتب عن الفقرتين الأخيرتين في القصة ص88 لكانت القصة متكاملة، فهما فقرتان تفسيريتان لا ضرورة لهما.
وفي نصّ"البابيونة" ص89 وهي تتحدث عن طالب معهد في فترة ما قبل حزيران 1967 اشترى"بابيونة"-ربطة صغيرة تثبت في باقة القميص عند طرفي الطوق-ص89. وارتدى بدلته وقميصه وثبت"البابيونة" ومشى مختالا الى محطة الباصات في شارع سليمان-باب العمود- في القدس. فاذا شرطي يشتمه بدون ذنب، ولاحقا تبين السبب عندما قال له الشرطي: " يا مقلعط ترتدي ملابس الوزراء والسفراء، تعتدي على المقامات الرفيعة، يا صعلوك ...يا تافه..." ص93.
ورغم غرابة الحدث -مع اعتقادي أنه واقعي- فقد جاء السرد متسلسلا ومشوقا، إلا أن الجمل التفسيرية كانت على حساب النص مثل السطور الأربعة الاخيرة صفحة 89 فهي تفسير للسؤال الذي قبلها، ولو ترك الكاتب الاجابة للقارئ لكان التساؤل إبداعا، وكذلك الاسئلة التي وردت في الجزء الأخير من ص 93"هل صنعت البابيونة وصممت لتكون حكرا على فئة من الناس دون سواهم؟.......................واذا صح ذلك فلماذا يسمحون ببيعها في المحلات والمتاجر؟" وكذلك الفقرة ما قبل الأخيرة في القصة ص94 هي تفسيرية زائدة، وجاءت على حساب النص القصصي.
لغة الكاتب: لغة الكاتب فصيحة بليغة سلسلسة، واستعماله للهجة المحكية كان قليلا جدا وفي مكانه الصحيح.
الأسلوب: استعمل الكاتب أسلوب السرد القصصي، والحكائي، لكن الأسلوب الصحفي التقريري كان واضحا في نصوصه، ولو استغنى عن الجمل والفقرات التفسيرية، لكان ذلك لصالح نصوصه.
وفي النهاية تبقى هذه التجربة الأولى للكاتب في مجال النشر في كتاب، وبالتأكيد فانه سيتروى في نشر نصوصه القادمة، وسيتخلص من الهفوات الفنية التي وقع فيها.
25-1-2013



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقاش رواية ظلال متحركة في ندوة اليوم السابع
- محمود شقير يمتطي فرس العائلة ويحلق في عالم الابداع
- نازك ضمرة وظلاله المتحركة
- نقاش ديوان-بيت المقدس في حيرة وصمت- في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة-عام مضى وعام يهلّ
- الفرح القادم
- شوارع القدس الحزينة
- بدون مؤاخذة-يجب وقف الكارثة في سوريا
- الخيال الواسع في قصة الأطفال -أولاد الحي العجيب-
- مناقشة أولاد الحي العجيب في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- وظلم ذوي القربى
- ثنائية-بنت الأصول-الروائية لديمة السمان
- السيّدة من تل أبيب في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة-بين الدولة القومية والدينية
- لقاء الجماعات الثقافي في جامعة القدس
- بدون مؤاخذة-لا يتعلمون من التاريخ
- بدون مؤاخذه- نتنياهو يعرف ويفعل ما يريد
- -تصبحون على حبّ-في اليوم السابع
- تصبحون على حب لجمعة السمان
- قلبي على مصر


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - الفراشات..والخريف لمحمد شاكر عبدالله