أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - احمد داؤود - نحتاج وطنا ..لا حكومة تدخلنا الجنة














المزيد.....

نحتاج وطنا ..لا حكومة تدخلنا الجنة


احمد داؤود

الحوار المتمدن-العدد: 3982 - 2013 / 1 / 24 - 15:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


مع الانهيار المتوقع لحكومة الجبهة الاسلامية التي جلست علي سدة الحكم بانقلاب يونيو من العام 1989_ مع الانهيار المتوقع لها كثر الجدل حول السؤال :"كيف يحكم السودان" فبينما اعلن البعض رفضه القاطع لفكرة الدولة الدينية .وشدد علي ضرورة فصل ماهو ديني عما هو دنيوي. باعتبار ان الدين امر خاص بين الانسان وذاته .ذهب اخرون خلاف ذلك .ودعو الي اقامة دولة اسلامية علي ذات النسق الذي اقامه الخلفاء في القرن السابع الميلادي دون وضع الاعتبار للنتائج السالبة التي صاحبت ذلك النموذج.
ويعتقد اصحاب الراي الاخير بان الازمة ليست في الدين .وانما في البشر الذين عجزوا في تطبيق تعاليم ذاك الدين بصورة صحيحة وبالتالي فانهم يعتبرون بان التطبيق الصحيح للتعاليم الدينية قد يساعد في اقامة وطن يضم كافة المكونات.ولكن مايؤخذ علي اصحاب هذا الراي انهم يتجاهلون التاريخ كما انهم يلجأون في ذات الوقت الي طمس الكثير من الحقائق التي لا تتماشي مع توجهاتهم .
واذا ما اخذنا تجربة السودان علي سبيل المثال نجد ان المناديين بفكرة الدولة الدينية عجزوا في اقامة وطن يضم كافة المكونات السياسية او الثقافية .حيث اختزل الوطن في الثقافتين العربية والاسلامية بينما اقصيت بقية المكونات الاخري من عملية صنع القرار السياسي .بيد ان اسوا مافي الامر ان المواطنة في ظل تلك الدولة غالبا ما تكون حسب معايير دينية وثقافية .حيث يمتاز معتنقي الديانة الرسمية بكافة مقومات المواطنة فيما تفتقر المكونات الاخري لذلك.اما الحريات المدنية والحقوق الانسانية الاخري فهي لا مكان لها من الاعراب .
ويعتبر انتقاد السلطة الحاكمة في ظل تلك الدولة "خطاً احمر" لا يمكن تجاوزه باي شكل من الاشكال .كما انه لا فرق بين الاله والحاكم .وبما ان الحكومة هي التي تنوب عن الاله في الارض فليس غريبا ان تتدخل في الحياة الشخصية لمواطنيها وتوجههم اينما شاءت .بل وتقوم باختيار حتي ازياءهم ومنظوماتهم الثقافية والدينية .
ولكن حينما يقام اي نظام سياسي فهو لا يقام الا لتحقيق تطلعات الشعب وتوفير حاجاتهم الاساسية .بيد انه ليس ملزما بادخالهم الي الجنة .والدين شي خاص بين الانسان وبين تلك القوي التي وضعته .وعندما يقوم ذات الانسان بارتكاب ما نهي عنه فان الذي يعاقبه هو وضع ذاك الدين .كما انه لايُسال الدولة او حكامها عن خطيئة اعضائها.
منطقيا ..يحق للمؤمنين بديانة ما ان يؤسسوا النظام الذي يتماشي مع مايعتقدونه ولكن ذلك لايمنحههم الحق في ان يقرضوا ما يؤمنون به علي الاخرين او يعملون علي اعادة انتاجهم داخل حقلهم الثقافي او الديني.
وكشعب نطمح في وطن نجد فيه ذواتنا .وحكومة تلتزم بتوفير احتياجاتنا الاساسية من تعليم ورعاية صحية وغذاء ومياه شرب نقية .وتعمل علي احترام كافة حقوقنا التي اقرتها الطبيعة وكافة المواثيق الانسانية مثل حق الحياة والاعتقاد والتفكير والكرامة والتعبير .وتسعي في ذات الوقت الي تحقيق السلام والامن الاقتصادي والاجتماعي وان تساوي بين جميع مواطنيها دون ان تتحيز لفئة ما دون الاخريات. ومهما عملت تلك الحكومة فانها لا تستطيع ان تمنح مواطنيها صكوك الجنة او النار .وبما انه ليس من مهامها ان تدخلنا الي الجنة فالواجب يلزمها بان تبني لنا وطنا لا ان تعمل علي ادخالنا الي الجنة.



#احمد_داؤود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السودان..النضال المسلح..ضرورة فرضها الواقع
- هل يخاطب الاله عباده بمبهم الكلام؟
- محمد في التوراة والانجيل
- يطلبون الاحترام ولايحترمون الاخر
- الشخصية الحقيقية للمسلم
- لماذا يخافون علي الاسلام
- الاسلام شوه اخلاق الذين امنو به
- -الله- ليس هكذا
- هل كرم الاسلام المراة؟
- مصحف جديد..عالم سعيد
- كيف يصفح الله عن محمد؟
- محمد ومحاولة اللعب بعقول الناس
- ازمة المسلمين
- لولا العنف لما كان الاسلام
- ماموقف الشعوب الاخري عند الاله
- امنحوا الاسلاميين فرصة اخري
- اربعة عشر قرنا من السراب
- لماذا تاخر اندلاع الثورة السودانية ؟
- حد السرقة..هل يتنهك الاله كرامة الانسان
- لا تلوموا الارهابين


المزيد.....




- اخترقت جدار منزل واستقرت في -غرفة نوم-.. شاهد مصير مركبة بعد ...
- مصر تعلن اعتزامها التدخل لدعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أ ...
- -القسام- تفجر عبوة -رعدية- بقوة إسرائيلية خاصة وتستهدف ناقلة ...
- قصة الصراع في مضيق هرمز منذ الاحتلال البرتغالي وحتى الحرس ال ...
- هولشتاين كيل يصعد للبوندسليغا للمرة الأولى في تاريخه
- البحرين تدعو للتدخل الفوري لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة ومن ...
- طلبت منه البلدية إخفاء قاربه خلف السياج.. فكان رده إبداعيا و ...
- استطلاع: نصف الأمريكيين يعتبرون الإنفاق على مساعدات أوكرانيا ...
- حاكم بيلغورود: 19 شخصا بينهم طفلان أصيبوا بالقصف الأوكراني ل ...
- مشاهد جديدة لسقوط حافلة ركاب في نهر ببطرسبورغ


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - احمد داؤود - نحتاج وطنا ..لا حكومة تدخلنا الجنة