أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر الزبيدي - إعمار العراق .. أم خراب العراق














المزيد.....

إعمار العراق .. أم خراب العراق


زاهر الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3981 - 2013 / 1 / 23 - 12:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشفت التحقيقات الخاصة بالمشروع الأمريكي لإعادة إعمار العراق بعد عام 2003 ، نشرتها الواشنطن بوست قبل أيام ، عن إتهام 81 شخصاً بينهم 47 عسركيا وإستعادة 189 مليون دولار فقط مع إتهام آخر لـ 22 شخصا واستعادة 67 مليون دولار فقط في قضية تسمى بقضية " جورج ــــ غلوريا " التي تمت بين مقاول ، مازال فاراً ، وضابطة عسكرية أنتحرت بعد اعترافها بالإختلاس!
تلك التحقيقات التي ستنتهي في آذار 2013 القادم منها 91 تحقيقاً جنائياً غير مكتمل .. حيث وصف مدير الوكالة ، ستيوارت بوين، رئيس الوكالة ، التي كشفت الفساد في مشروع إعادة الإعمار ، بأنه على الرغم من أن الفاسدين أقلية ، لكنهم " أقلية فاضحة" !!
نعم لقد أحسن الكثير من العسكريين الأمريكيين استغلال مواقعهم في العراق والأستفادة القصوى من الكميات الهائلة من العملة الأمريكية التي كانت تحمل على طائرات B52 ، والتي حملت يوماً مئآت الآلاف من أطنان المتفجرات التي ألقيت على بغداد ، عادت بعدما تحققت "حرب التحرير" لتنقل ما يقارب من الـ 281 مليون ورقة نقدية من فئة مائة دولار تزن 336 طناً من الاموال العراقية المجمدة إلى العراق وهو غارق في الظلام ، حيث كتبت صحيفة لوس انجلوس تايمز تقريرا كشفت فيه أنها "اكبر سرقة للاموال في التاريخ الاميركي " .. واتهم المحققون الأمريكيون ، في إختفاء 6.6 مليار دولار من اموال إعادة الاعمار في العراق ، جهات بسرقتها من دون ان يحددها ولم يتكهن عمن سرق تلك الاموال لكنه قال "إلا ان هذه الاموال سلمت للعراقيين وكانت لدينا في الماضي حالات حول أعضاء في مجلس الحكم الانتقالي ارتكبوا سرقات".
توقعات الواشنطن بوست خلصت الى أن التحقيق في النهاية سيتمخص عن أكبر عملية فساد في المؤسسة العسكرية الأمريكية في أكبر خطة إعمار بعد مشروع مارشال الإقتصادي ، الذي وضع لإعادة تعمير أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، حيث وضعه الجنرال جورج مارشال رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي أثناء الحرب العالمية الثانية ووزير الخارجية الأميركي منذ يناير 1947 والذي اعلنه بنفسه في خطاب امام جامعة هارفارد وكانت الهيئة التي اقامتها حكومات غرب أوروبا للاشراف على إنفاق 13 مليار دولار أميركي قد سميت " منظمة التعاون والاقتصادي الاوربي" وقد ساهمت هذة الأموال في إعادة اعمار وتشغيل الاقتصاد والمصانع الاوربية.
إلا إننا بعكس ما جاءت به نتائج مشروع مارشال ، على الرغم مما حدث فيه من فساد ، والذي ساهم في تشغيل أوربا وإعادة إعمارها فقد كان مشروع إعادة إعمار العراق وبالاً على العراقيين حين فقدت فيه كتل نقدية هائلة من الأموال المخصصه لإعماره وأصبحت اليوم من أكبر صفقات الفساد في التأريخ بعدما ضاعت كل الآمال التي عقدت على التمكن من إيجاد الأوجه التي صرفت فيها تلك المبالغ والتي استدعت تدخل البرلمان العراقي للبحث عن أرقام مهولة كانت قد ضاعت ولا أحد بقادر على أن يتتبع طرق الصرف التي ضاعت بها ، ليست مئآت الملايين التي تم استعادتها بقريبة منها أبداً .. لقد ضاعت ملياراتنا تحت دخان القنابل والظلام الذي غط مدننا حيث لا نور إلا في المناطق التي يتقاسم بها الناهبون الأمريكيون من المقاولين الذين دخلو على صهوة الدبابات الأمريكية ليشبعوا نهمهم منها بمساعدة الكثيرون من المقاولون العراقيون من تجار الحروب وإنتهازيو الفرص الذين جربوا سابقاً ، عدة مرات ، كيفية إستغلال الفرص الكبيرة التي تتاح في العراق نتيجة للحروب الطاحنة التي يدخلها البلد بين الحين والآخر .
لقد عقدت في حينها آلاف من المناقصات الوهمية وصرفت لها الملايين من الدولارات والتي لم نرى حتى يومنا هذا أي معلم يدل على أن هناك شيئاً قد تحقق على أرض الواقع .. فكل تلك الملايين كانت تصرف لدعم وجود القوات الأمريكية من بناء الثكنات العسكرية وتدعيمها حيث لم ترتق حملة الأعمار تلك الى أقل اهدافها بل على العكس ليس خطأ أن يطلق عليها حملة خراب العراق .. وبجدارة ، فالمليارات التي خطط لها لتدعيم البنية التحيتية المتهالكة كان ضياعها سبباً في بقاء حالنا مترد حتى اليوم ، ولم يظهر حتى يومنا مناد يناد بها أو يطالب بجد في البحث عنها بأستثناء الخطابات التي تتصاعد ، بخجل ، هنا وهناك للبحث عنها ومعرفة المصير المحتوم الذي ألت اليه .
كانت قضية( جورج ــــ غلوريا ) من أهم القضايا التي توضحت فيها الرشوة بأرقى معانيها فغلوريا ديفيس كانت الضابطة الأمريكية المسؤولة عن منح العقود ، أي الدجاجة التي تبيض ذهباً ، أما جورج لي فقد كان مقاولاً امريكياً يعيش في الكويت ، تمكن من أن يحصل على صفقات ومقاولات منحتها لها غلوريا بملايين الدولارات بصيغة عقود خدمات منها عقود تعبئة المياه وتجهيز حافلات في عام 2004 وبالمقابل كان جورج قد دفع تكاليف منتجعها في الكويت مع تحويل مبلغ 80 مليون دولار فقط الى حسابها في تايلاند ، وبعد أن أعترف غلوريا بكل شيء في عام 2006 ، يوم كنا نتقاسم دماء بعضنا ونغص بها ، بأن المبالغ الموجودة في حسابها المصرفي من أموال الرشا ، عادت الى غرفتها وانتحرت بإطلاق النار على رأسها !!
فكم هم من على غرار جورج وغلوريا ومن لف لفهم من العراقيون ممن باعوا ضمائرهم ولا زالوا وكم حساب مصرفي في العالم فتح بعد 2003 ليتلقف الملايين والمليارات؟ وكم فاسد حزم حقائبه بالورق الأخضر وهرب تحت جنح ظلام الطائفية والموت الى خارج العراق؟ كثيرون لا نمتلك إحصاءآت لهم ولكن كم شريف يداعي اليوم بأموال العراق ؟.. أموال اليتامي والأرامل من ضحايا الإرهاب والطائفية والموت جوعاً وحسرة .. أموال الوطن المظلوم .. واموال الفقراء الذين مزق الفقر عوائلهم وانتهك أعراضهم ... قليلون جداً .. بل لا أحد .. وكأن العم سام أصبح عمنا ، شك المنشار ، ولا يجوز أن نبحث في الخراب الذي تركه لنا عن مالنا ، دمائنا واعراضنا ، .. تعساً لنا !



#زاهر_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شوارع الوجوه الدامية
- ما بين غريق ومطرود .. العراقيون حول العالم
- عاجل .. مسابقة سياسية !
- الى العراقية الفضائية .. مع التحية !
- لكي لا ننسى !!
- ماذا عن الأمن الغذائي العراقي؟
- هل وجدتم زوجي ؟
- الترشيد .. ثقافة الأمم المتحضرة
- إعدام طفل !
- مخطط لهجوم ارهابي افتراضي
- الهلال الشيعي والهلال السني وما بينهما
- الموظف الكسول .. مسؤولية مَنْ ؟
- مضى عيد للموت .. وبأنتظار آخر !
- إختلاس الحشيش .. وأشياء أخرى !
- إعدام .. شجرة !
- اليابان وجسر الصرافية !
- إيجارات المباني للمؤسسات الحكومية
- ما بين - بنين وعبير - نكسة إخلاقية كبيرة
- الفساد في زمن الكوليرا !
- كي لا نظلم الحمير!


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زاهر الزبيدي - إعمار العراق .. أم خراب العراق