أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناصري - عن الجريمة والأعمال الإرهابية ضد طلبة البصرة














المزيد.....

عن الجريمة والأعمال الإرهابية ضد طلبة البصرة


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 1147 - 2005 / 3 / 25 - 15:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تتعرض بلادنا إلى محنة طويلة وقاسية ، تمتد من الحقبة الفاشية السوداء إلى الإحتلال الراهن الجاثم على صدور العباد والبلاد... إنها محنة وطنية جديدة تشكل انقلاب واستمرار نوعي للشرور والمصاعب القديمة ، وتهدد المجتمع والوطن في الصميم ، وتحاول هذه الهجمة الشاملة فرض قوى ومفاهيم جديدة وبالقوة الغاشمة أحياناً كثيرة ، أو بواسطة الشعارات والشعائر الدينية الطائفية والقومية الضيقة .

إن الاختراق الرئيسي على الصعيد الوطني هو ذلك الاختراق التخريبي الذي يقوده المحتل ، بمساعدة أحزاب جرى تفريخها وتصنيعها في مؤسساته الخاصة ، ويشمل العمل التخريبي تغيير المفاهيم الوطنية الأساسية السياسية والاقتصادية لدور الدولة والعمل السياسي ليصبح مكرس لخدمة العدو الخارجي .

هناك تفرعات داخلية كثيرة ناتجة عن إلغاء كيان الدولة ووجودها الداخلي وتوقف واجباتها اليومية البسيطة واستبدالها بقوى محلية وميليشيات مسلحة فرضت نفسها على الناس وتعمل لحسابها الخاص لفرض نهجها القومي الضيق أو الديني الطائفي المقيت ، والمشكلة الكبيرة هي وجود أعداد كبيرة من هذه المنظمات التي تعمل على هواها وعلى رغبة عناصرها بعيداً عن القانون المفقود والغائب ، بسبب غياب كيان الدولة . وهذه المنظمات تمتلك إمكانيات مالية وتسليحية كبيرة تجعل منها قوة ضاربة تتنافس مع القوى والمنظمات الأخرى ، وتستمد إمكانياتها في أحوال كثيرة من الخارج الذي يدفع بسخاء مفتوح لتوسيع دورة وحصته في هذا التكالب الغريب !!

إن غياب القانون المدني ، وغياب السلطة الوطنية الشرعية التي تنفذ وتحمي القانون أدى إلى هذا الفلتان المريع في الحياة الاجتماعية اليومية وتفاصيلها ، حيث بدأت تتدخل الميليشيات الجاهلة والعصابات المسلحة في حياة الناس اليومية ، وتصادر حرياتهم العامة والشخصية ، وتحاول فرض أنماط محددة في الأكل واللبس والشرب وفي كل التفاصيل الصغيرة كحلاقة الذقن أو تركه مسترسلاً وطويلاً ، كما لم تسلم المؤسسات التعليمية والصحية من هذه التجاوزات الواسعة ، كما حصل للأطباء في مستشفى اليرموك في بغداد ، ويحصل في الجامعات والمعاهد والمدارس في أرجاء الوطن !!

إن جريمة قتل الحلاقين والنساء والشباب والطلبة بالجملة في بغداد وباقي المدن هو مؤشر كبير على زحف الميليشيات الدينية وتقليدها لتجارب بائسة ومرفوضة طبقت في باركات وحدائق إيران وفي شعاب جبال البرز المحيطة بطهران ، ومناطق أخرى من العالم الإسلامي ، حيث تطارد لجان وهيئات ( الأمر بالمعروف وغير المعروف ) الشباب والنساء لتقودهم إلى دهاليز مظلمة ، وهي تستند إلى الفهم والتفسير الشخصي الضيق للأحكام الدينية ، وهو فهم وتفسير محدود حتماً لا يمكن فرضه بالقوة على الناس ، وهو يتعارض مع كل القوانين والأحكام المدنية الحديثة ، ويطلق أيدي جماعات جاهلة بالحياة والدين تمنح نفسها صلاحيات وواجبات واسعة .

وبينما يواجه شعبنا مشاكل أمنية وسياسية واقتصادية مستعصية ويتعرض إلى إرهاب واسع ، وخاصة ما جرى في الحلة والموصل ومدن عديدة أخرى ، تتلهى هذه العصابات بملاحقة الطلبة ، وخاصة ما تعرض له طلبة كلية الهندسة في جامعة البصرة من عدوان وحشي جبان قادته مجموعة ظلامية جاهلة بتعاليم الحياة والدين والعلم ، وتتهرب قوى سياسية دينية من إدانة ومحاسبة هذه العصابات القريبة منها أو المحسوبة عليها ، وتحاول تبرير جريمتها النكراء بتبريرات وادعاءات فارغة أخرى .

يبدو إن مستقبل الحياة العامة ، والحياة الفكرية والثقافية والفنية غير واضح وغير مشجع ، فكيف ستسمح هذه المجموعات الهمجية والتي تتجاوز على الحريات الشخصية البسيطة ، لفتح المجال للنشاط الثقافي والفني الجديد والذي ربما يختلف مع بعض التقاليد والمفاهيم التي تحملها هذه المجاميع الدينية والتي تحاول فرضها بقوة السلاح والسكاكين والسلاسل والعصي ؟؟ كيف سيكون المناخ العام لمن يريد أن يفكر بطريقة حرة وحديثة ؟؟ لقد ضاق صدر هذه المجموعات الإرهابية بمجموعة من الطلبة تقوم بنشاط جامعي بسيط ؟؟ أذن كيف ستكون الأجواء الدراسية بالنسبة للأساتذة والطلبة ؟؟ وكيف ستكون أجواء الحوار والنقاش مع هذه الفئة القادمة من كهوف التاريخ المنغلق ؟؟ من المؤكد إن مجوعات وشخصيات دينية متنورة ترفض بشدة هذه الممارسات البائسة ، وهي لا تدخل البازار السياسي الذي يلعب ويتلاعب بالعواطف والمعتقدات الدينية البسيطة للناس . لكنني أناشد بالدرجة الأولى أطراف الحركة السياسية الوطنية والديمقراطية للعمل السريع على إيقاف هذه المهازل وهذه الكوارث ، كما يمكن للإتحادات الطلابية الديمقراطية ، ومنظمات المرأة الديمقراطية أيضاً ، أن تدافع عن حقوق الطلبة والنساء ، وتشارك في حملات فضح الجهل والجهلاء وعزلهم وتقديمهم للقضاء الوطني العادل .

إن جريمة كلية الهندسة لا يمكن أن تمر من دون عقاب مهما كانت المنظمات التي تقف وراءها ، ومهما كان اللباس الديني أو الطائفي الذي يختفي وراءه حملة الفؤوس والسكاكين !! كما إن تبرير الجريمة أو التخفيف منها دع عنك الدفاع عن الجريمة والمجرمين يعد مشاركة مباشرة بهذا العمل الجبان وتشجيع مباشر له ، وعلى وسائل الإعلام الوطنية فضح هذه الجريمة وغيرها من الجرائم ، وإدانة كل من حاول أو يحاول الدفاع عن الجناة ، مثلما حاولت فضائية الفيحاء السيئة تبرير الجريمة وعدم إدانتها ، تحت تأثير خطها وانتماءها الطائفي المتخلف ، وقبله قرب بعض عناصرها من النظام الفاشي السابق ، وهكذا سقطت ادعاءات الفيحاء بالوطنية والديمقراطية وتبني حقوق الإنسان والحقوق المدنية وربما الحداثة !!

لا سعادة ولا حرية ولا استقرار ولا تقدم علمي ودراسي مع سيطرة هذه العصابات الجاهلة على الحياة العامة والحياة التعليمية . فأما سلطة القانون المدني الحديث ، أو سلطة هذه العصابات الجاهلة ، وهذه واحدة من أفرازات انهيار كيان الدولة وفرض مفاهيم القوة والإستزلام على الناس العزل والمسالمين !!



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطاقة الى المرأة
- الإنتفاضة الوطنية .. التجربة والدروس .- القسم الثالث والأخير
- الانتفاضة ..التجربة والدروس - القسم الثاني
- الانتفاضة الوطنية .. التجربة والدروس
- توقعات كبيرة وأمنيات صغيرة في العام 2005
- مدينة الموصل خط أحمر وطني وملتهب .
- بطاقة للناس والوطن
- الشهيدان الخالدان سحر أمين منشد وصباح طارش ( ثائر ) . نجمان ...
- دعوة : من أجل كتابة وتوثيق تاريخنا الوطني اليساري ، من اجل ك ...
- السجون والمعتقلات الرهيبة وبارقة أمل مغربية وسط الليل البهيم
- تطورات الوضع السياسي والأمني بين الإرهاب والإنتخابات وحمى ال ...
- نحو تدقيق المصطلحات والمفاهيم والمقولات السياسية . النظام ال ...
- الإعداد والتحضير للعمل الفكري والسياسي في الماركسية . مهزلة ...
- الأهوار : طائر الفينيق الذي عاد إلينا من زهرة الرماد والوجع ...
- الشهيد مناضل عبد العال موسى / مؤيد
- كلمات في عشق النساء . نص من أدب الرسائل
- الرعب ، الصمت ، العار . قضيتان من باريس وبغداد
- اليسار الجديد والقضايا الفكرية والسياسية والإعلامية ، بمناسب ...
- بشتآشان الجرح المفتوح والملف المغلق !!
- عن المبادرة الوطنية والإنتخابات وقضايا أخرى


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد الناصري - عن الجريمة والأعمال الإرهابية ضد طلبة البصرة