أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رشا ممتاز - حقيقة الشيوخ وحقيقتنا .. حدث بالفعل.















المزيد.....

حقيقة الشيوخ وحقيقتنا .. حدث بالفعل.


رشا ممتاز

الحوار المتمدن-العدد: 3967 - 2013 / 1 / 9 - 00:06
المحور: المجتمع المدني
    


حاول زوجي إيقاظي صباحا في ميعاد ذهابي إلى العمل كالعادة ولكن ثمة شئ غريب ! جسدي لا يستجيب لي ! حاولت الاستيقاظ وظننت أنى مجهده ,استجمعت قواي ولكنى لم استيقظ !!!

رأيت نفسي راقدة على الفراش وكنت طيفا بلا جسد !


اشعر بخفه شديدة وبارتباك في الوقت ذاته لا أدرى ماذا حدث وما العمل !

فجأة ظهر أمامي ضوءا كثيفا منبعثا من مكان ما اتجهت نحوه فإذا بصوت يخبرني بأني تركت الحياة الدنيا ولن أعود إليها مجددا لم أشعر بالسعادة كذلك لم أشعر بالحزن وإنما كنت مستسلمة تماما وحلت على السكينة وسألني الصوت وكأنه نداء منبعث من داخلي عن بعض الأعمال التي قمت بها في حياتي كان السؤال الأول لماذا كنت دائمة العبوس في وجه زميلتي ميرفت و كنت استاء من رؤيتها وأتجنب التعامل معها وانفر من رائحتها فأجبت لأنها مسيحية والشيخ قال لي في درس تحفيظ القران الذي كنت احضره كل أسبوع أن النصارى افتروا على الله وحرفوا دينه كما أن أجسادهم وكذلك طعامهم له رائحة نجسه منفره و علينا أن نظهر لهم الكراهية حتى لا يرضون عنا فرضاهم عنا معناه دخولنا في ملتهم....

أغمضت عيني وانا أتكلم فإذا بى أرى صورة صديقتي ميرفت تبكى وتتألم من نفوري منها ومع ذلك تذهب إلى العمل وتبتسم في وجهي وتتعامل معي بشكل طبيعي .. خجلت من نفسي ولكنى سارعت مدافعة ولكن الشيخ طه هو اللي قالى ....



سألني الصوت عن نجلاء زوجة اخى الذي نصحته بأن يتزوج عليها لأنه دائم الشكوى منها ... فقلت له نعم قد قمت بذلك ولكن بعد أن اتصلت بالشيخ يوسف على أحد القنوات الدينية المتخصصة وحكيت له القصة فأفتى لي بجواز أن يتزوج أخى من أخرى فساعدته على ذلك ... وفجأة ظهر أمامي ما يشبه النافذة ورأيت فيها نجلاء تبكى بحرقة و يبدو عليها التعاسة والألم وتشكو إلى الله قلة حيلتها ... فخجلت من نفسي وسارعت بالقول أن الشيخ يوسف هو اللي قالى ....



سألني نفس الصوت عن ابنتي التي اصطحبتها بعد ان بلغت السابعة إلى الوحده الصحية بعد أن أقنعتها بأنها ستصبح بعد أن تجرى عملية بسيطة عروسه جميلة يتصارع الرجال من اجل خطبتها فذهبت معي بلهفة وارتدت أجمل ثيابها ولم تفارق الابتسامة وجهها ولكن ابتسامتها البريئة تحولت إلى صراخ بعدما قام الطبيب بختانها...



فقلت نعم ولكنها الآن متزوجة وسعيدة ولديها أسره وأولاد ولم أتم جملتي حتى رأيت في النافذة التي فتحت أمام عيني ابنتي باكية تشتكى لصديقتها من تعاستها وفقدانها للشعور بكمال أنوثتها ولم تنس أبدا ذلك اليوم التعيس والجريمة التي ارتكبتها انا امها في حقها لم تشعر يوما بالسعادة في علاقتها بزوجها لا تعرف معنى المتعة كما ان زوجها يعايرها دائما ببرودها كانت تبكى وتتألم ...مما جعلني أتألم معها ولكنى سارعت وقلت للصوت أنني قد قمت بذلك حفاظا عليها من الانحراف زى ما قالي الشيخ حسان ...



وتكررت الأسئلة عن عدم المساواة في المعاملة بين ابنائى الذكور والإناث عن كرهي الشديد للغرب وأهله ودعائي الدائم عليهم وراء الإمام وأنا لم أتعامل معهم أو أراهم في حياتي !! عن زميلتي المتبرجة السافرة التي كنت أشارك في النميمة عليها واطعن في أخلاقها ... عن مقدار الزكاة الذي دفعته العام الماضي , عن طريقة الحج والأشهر التي ذهبت فيها للحج والمال الذي أنفقته عليه ,عن رفضي زواج ابنتي من رجل تحبه لأنه على غير دينها, عن الصلاة التي حرصت عليها من أين تعلمتها ,عن سلبيتي و حياتي التي أمضيتها قابعة في المنزل عن ...وعن... وعن.... وكان الرد دائما أنهم ...قالولى !



التفت يمينا ويسارا باحثة عن الشيخ طه والشيخ يوسف والشيخ حسان والشيخ يعقوب كل الشيوخ الذين تعاملت معهم في حياتي عن أمي و أبى عن كل من قالولى وبرمجوا عقلي لم أجد منهم أحدا !!!



اكتشفت اننى وحيدة أحاسب عن أعمالي التي كانت تحركها فتوى من الشيخ أو عادة ورثتها وطبقتها دون تفكير !



يا لا تعاستي أمضيت حياتي ولم أكن يوما حرة عملي وقراري لم افهم شئ عن ديني لم أحاول فهم الرسالة التى ورثتها و كنت على استعداد للتضحية بحياتي من اجلها ! لم أحاول التدبر والقراءة والبحث فيما اعتقده واعتنقه بنفسي ! كان دائما هناك واسطة بيني وبين كل شئ , بيني وبين تعاملي مع الناس بل بيني وبين نفسى بينى وبين دينى بينى وبين كتابى بل بينى وبين ربى !! ابتسم بفتوى واعبس بأخرى أكره بفتوى وأحب بأخرى !!



صرخت كم كنت مغفلة أين هم الشيوخ ليحاسبوا بدلا عنى فإذا بى أراهم أمامي ولكل منهم 4 زوجات تعيسات والكثير من الصبيان والبنات يركبون أفخم السيارات ويملكون أغلى الفلل والعقارات ويرتبطون مع الحكام في علاقات ويقبل الناس أياديهم مقابل أن يحملوا عنهم عبء البحث والتدبر في الآيات ! رأيتهم يخرجون لى ألسنتهم ويقولون لي في صوت واحد واحنا مالنا انت من جاءت إلينا أنت الكسولة التي أرادت أن تدخل الجنة بكبسولة !!! وهانحن بعناكم فتاوى في كبسولات وأرضيناكم وربحنا ..





فعلا لقد كانت تجارة ! عرض وطلب وشاركنا برضانا فيها كم كنت مغفلة ! صرخت وطلبت فرصة أخرى أكون فيها سيدة قراري ومالكة افكارى ومسئولة عن افعالى طلبت فرصة لكي أعود فيها وأحرر انسانيتى التى سجنتها داخلي طوال حياتي صرخت... أريد فرصة أخرى لأتخلص فيها من سلبيتي واسترد حريتي ... صرخت من اعماقى حتى استيقظت على صوت زوجي يهزني مستفسرا مالك في ايه بتحلمى ولا ايه ...


قومي البرنامج اللي بتحبيه شغال ورفع صوت التلفزيون على صوت الشيخ الكبيسى الذى كنت أتابعه و أجله وهو يقول انه لا يوجد حاكم لم يتورط في القتل على مدار التاريخ حتى يومنا هذا إلا الخلفاء الراشدين ثم اتبعهم بزايد وأبناءه !!

تمتمت فى سرى كم أنت منافق كلكم خبثاء ومنافقون حمدت الله اننى لازلت على قيد الحياة ولازالت أمامى فرصة لتصحيح مسارى غسلت جسدى بعناية تحت دش من الماء البارد ثم توجهت مباشرة و أغلقت التلفزيون وقلت لزوجي الذي ارتسمت على وجهه علامات الدهشة لا مش هشوفه تانى !



#رشا_ممتاز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل سنة وأنتم طيبين رغم أنف الحاقدين
- الإخوان و اغتيال القضاء ...كلاكيت تانى مره
- تزوير الإستفتاء واجب شرعي!
- على غرار برلمان الثورة ..شفيق مرشح الثورة ؟!
- مرشحى الرئاسة بين فلول ظاهر وفلول خفى !
- لا للختان لا للسلفيين والإخوان .
- فى وجه طيور الظلام , كلنا عادل إمام
- جعلوني فلولا (مصر بين توابع الفلول والإخوان)
- بالأدلة عبد المنعم أبو الفتوح هو المرشح الأصلي للإخوان
- إلى موتوا بغيظكم , مصر ليست إسلامية .
- خالد الجندى والكهانة فى الإسلام
- التهنئة بسند شرعى !
- عندما سحلت ضمائرنا !
- كلهم عبد المنعم الشحات مع الفارق !
- العرس الديمقراطى
- صور علياء التي هزت عرش الفضيلة
- خصلات شعر سالى التى كشفت عوراتنا !
- مصر تولد من جديد و المخاض عسير!
- الشعب يريد إسقاط النظام رسالة المصريين لجيشهم وللعالم
- سيد طنطاوى وفيروس النقاب


المزيد.....




- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة
- شكري: مصر تدعم الأونروا بشكل كامل
- تقرير يدق ناقوس الخطر: غزة تعاني نقصا بالأغذية يتخطى المجاعة ...
- الأمم المتحدة تدين اعتقال مراسل الجزيرة والاعتداء عليه في غز ...
- نادي الأسير يحذّر من عمليات تعذيب ممنهجة لقتل قيادات الحركة ...
- الجيش الإسرائيلي: مقتل 20 مسلحا واعتقال 200 آخرين خلال مداهم ...
- وفد إسرائيلي يصل الدوحة لبدء مباحثات تبادل الأسرى
- إسرائيل تمنع مفوض الأونروا من دخول غزة
- برنامج الأغذية العالمي: إذا لم ندخل شمال غزة سيموت آلاف الأط ...
- تقرير أممي يحذر: المجاعة أصبحت وشيكة في شمال غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رشا ممتاز - حقيقة الشيوخ وحقيقتنا .. حدث بالفعل.