أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كمال سبتي - أقولُ لقاتلي العربيِّ : أنتَ شَهيد















المزيد.....

أقولُ لقاتلي العربيِّ : أنتَ شَهيد


كمال سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 1142 - 2005 / 3 / 20 - 13:36
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


الحياة ، الحياة للساكتين عن قتلنا..
"دماؤهم تملأ الشوارع ، اللهم زد وبارك "
خاتمة البيان العربيّ عن مجزرة الحلة..


كلما سال دمنا في مقتلٍ رحنا نقرأ البيان العربيَّ عنه ، لكأنما موتنا لا يتم إلاّ بقراءة البيان العربي عنه ، أو لكأننا لا نصدقه إلاّ بقراءة البيان العربيّ الذي اعتدنا قدومه غيرَ متأخرٍ كثيراً عن حفلة الدم . فقرأناه عن تفجير الناس في طرقاتِ مدينة مزار، وفي جامع ، وفي حافلة ركاب ، وفي سوق شعبيّ ، وفي مستشفى ، وفي مجزرة تتكرّر كل يوم .
إنه بيان عربي مبين عن قتلنا.
يكتب العرب بياناً مبيناً كلَّ مرةٍ عن نصر لهم في العراقِ ، مبينٍ.
نصر لهم بقتل عرب العراق.
لكنني سأقول الحياة ، الحياة للعربيّ..لأنني لم أتعوّدْ منذ ولدتُ غيرَ عَدِّهِ أخاً لي في البلاد وفي اللغة وفي التاريخ بل وفي المصير كما كان يصرخ عبد الناصر في خطبه.
أمّا وقد أصبحَ قاتلي.
فسأقول لقاتلي العربيّ وقدْ مُتَّ وفجَّرتَ بتفجير نفسِكَ نساءَنا لابساتِ السواد وأطفالَنا الذاهبين – على قلقٍ – إلى المدرسة ، وقدْ مُتَّ وفجَّرتَ بتفجير نفسكَ سوقَ أهلي الفقيرَ وجامعَهم الصغيرَ.. فأنت شهيد حتى تستريحَ من الشكِّ وحتى يستريحَ أئمة دفعوك إلى قتلنا.
أَوَ أبخلُ عليكِ بنعت الشهيد وأنتَ تعنّيتَ الطريقَ الطويلَ وقطعتَ بلداناً حتى تقتلَ علياً وعماراً و أبا ذرّ وسلمان..؟
سأقول لقاتلي العربيّ أنت شهيد حتى تستريح من الشكِّ وحتى تبكي أمّي التي ربتني صغيراً على أن أحبَّك وأن أفديكَ بنفسي.أمّي التي في القبر!
سأقول لقاتلي العربيّ : اُقْتُلْني - فديتك يا أخي - كلَّ يوم ونِلِ الشهادة.
اُقْتُلْني ، وقد سكت الجميعُ والجميع..
اُقْتُلْني حتى أقولَ الحياةُ ، الحياةُ للجميعِ والجميع..
الحياةُ ، الحياة للشام إن هي نسِيَتْ دمَنا في صدّ الجيوش عن دمشق ، وأكوامَ جثثنا في كوميديا حرب جبل الشيخ ننتزعه من الإسرائيليين فنسلمه لإخوتنا فينتزعه الإسرائيليون فننتزعه ثانية فـ..
والحياة ، الحياة لأصدقائنا أدباء الشام لا يقدرون أن يقولوا : لا للمقتل وإن همساً.
والحياة ، الحياة لأدونيس ( وهو صديق قريب ) زرتُهُ في قريته "قصّابين" بقضاء جبلة آبَ عامِ 2002 وبقيتُ كلَّ وقتي هناكَ متخيلاً "جبلة " مدينتي الناصريةَ وعائلتَه الكريمةَ أهلي في عزِّ ضياع بلادي مني..وكتبتُ قصيدة في ما بعد باسم "قصّابين" أخَّرتْ نشرَها أجواءُ الحرب آنذاك.الحياة له ساكتاً عن مقتلنا وقد كان لاذعاً في ما كتَبَ عنا بعد سقوط بغداد.
والحياةُ ، الحياة لصادق جلال العظم الجريءِ الجريءِ قبْلاً.
والحياة ، الحياة للبنان وكنا نحفظ منه يافعين : جبران وأبا ماضي وأبا شبكة والخوري.. ونتبارى في صدق حفظنا لهم في حينا الجنوبيِّ - المُكفَّرِ هذه الأيامَ - كلَّ عشية.
والحياة ، الحياة لأنسي الحاج ولأجيال بعده ، يسكتون عن ألمنا بألم المسيح ويخفون سلامه عن ضحايانا.
والحياة ، الحياة لفلسطين الحبيبة وقد كتبنا شعراً عنها وبكينا بكاءَها ، والحياة ، الحياة لأدبائها وقد نسوا دمَنا المسفوحَ فوق ترابها وقبورَنا اليتيمة في جنين.
والحياة ، الحياة لمحمود درويش ( وهو صديق قريب ) لا يعضد إخوةً حفظوه على رحلات المدرسة المتوسطة.
والحياة، الحياة للأردنّ، المحتفيةِ عوائله علناً - في الشوارع وفي الصحفِ – بـ»استشهاد» أبنائها في مجازر قتلنا في الشوارع والأسواق والحافلات والجوامع والأعراس والمآتم.
والحياة ، الحياة لأصدقائنا أدباء الأردنّ وقد سُفِحَ دمنا فوق تراب بلادهم مراراً ، إنْ في أربد أو إن أمامَها ، فسكتوا عن مقتلنا حائرين..!
والحياة ، الحياة للجزيرة الأصل ومثقفيها..ولعبد الله الغدامي لا يقول كلمة في القتل صبراً وفي كل قتل.
والحياة ، الحياة لمصر المعلِّمة.
وقد تعلمنا من كتّابها الأوائل نهضَتنا.
وقد كنّا نردّد كلمات عبد الناصر في تظاهرات عاصمتنا ومدننا الجنوبية.
وقد كنا بكينا مع أبينا وقتَ غداءٍ حين سمع نبأ موت عبد الناصر من إذاعة "صوت العرب".
والحياة ، الحياة لأدبائها ومثقفيها لا ينطقون كلمة ضد قاتلنا كما نطق الوحيد سيد محمود القمني.
والحياة ، الحياة للمغرب وقد شهد في محاورةِ ابنِ رشدٍ الأميرَ يوسفَ حولَ شرح أرسطو مشهدَ تغيير العالم.
والحياة ، الحياة لمحمد عابد الجابري ساكتاً ، لا ينطق عن الهوى ، وقد كان لاذعاً في لومنا بمخطط تكوينِهِ العقلَ العربيّ.
والحياة ، الحياة للطاهر بن جلّون ممثلاً لنا في محفل الكتابة بالفرنسية إن سكتَ وإن نطق بغير مقتلنا.
ولغيرهما..
لا يقولُ ما لا يُرضي العامّة.
والموتُ لي
والموتُ لي
ابنَ أولئك الذين صدَّقوا ثورةَ بيتِ النبي ذات مرة ، فطُرِدوا من الدين وذُبِحوا وصُلِبوا على أعواد النخل..وسُمّوا رافضةً كي يبينوا لغيرهم فيكون ثوابُ قاتل أحد منهم الجنة ، وقد تُردَّدُ قبلَ المقتل آيات من القرآن : لا تبدأ من (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهِ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ) ولا تنتهي بـ(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه..)..إلخ
والموتُ لي موتَ آبائي الذين قُتِلوا قبل "المتوكل" وموتَ آبائي الذين قُتِلوا بعده.
والموتُ لي عاشقاً أبا حنيفة في فقهه : فقه المساواة وفي عذابه و شهادته ، ولم أكن حنفياً.
والموتُ لي قارئاً مالكاً النجمَ بعبارة الشافعيّ عنه : " ما أحد أمنّ عليّ من مالك وإذا ذكر العلماء فمالك النجم." ، ولم أكن مالكياً.
والموتُ لي ممجّداً الشافعيّ المازجَ في فقهه : فقهَ العراق "مدرسة الرأي" بفقه الحجاز " مدرسة الحديث" ليخفف من حدة الجدل الفقهي بينهما ، ولم أكن شافعياً.
والموتُ لي سانداً كلَّ حديثٍ بمُسنَد أحمد بن حنبل ، وباكياً عليه في محنته ، ولم أكن حنبلياً.
والموتُ لي مطروداً بنسبي العربي من "نعمة العروبة" وإن كنتُ أصلَها وروحَها.
الموتُ لي.

14-3-‏2005‏
هولندا



#كمال_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغييبُ مثقفي العراق
- وبغدادُ فيها للمشاةِ دروبُ
- حول نشيد حزب المؤتمر الوطني العراقي
- وداعاً عبد كاظم..وداعاً أيها الرياضي الكبير
- تشظّي الصّوتِ الشّعريِّ الأوّل
- قراءةُ قصيدةِ سامي مهدي : رحلة الطير
- الشاعرالمسالم والأمة
- ..حين يبيع الغشيم شعرنا رخيصاً
- الآباء الثلاثة والشغل اللغوي المحض
- توضيح من الشاعر كمال سبتي
- موقع لجماعة الزرقاوي يسميني ابنَ علقمي وعميلاً صهيونياً
- نسباءُ أصوليون
- سِنْخ وطبيعة
- جنود مقتولون
- الآخر ، العدو عند إدوارد سعيد والشعراء العرب..
- الشاعر والذنبُ القديم
- صخر
- أبناء المطلق
- لو أنَّ عبد الرزاق عبد الواحد
- المأموم


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كمال سبتي - أقولُ لقاتلي العربيِّ : أنتَ شَهيد