أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد وادي - ما لا تدركه الحواس














المزيد.....

ما لا تدركه الحواس


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 3952 - 2012 / 12 / 25 - 16:32
المحور: الادب والفن
    




ما لا تدركه الحواس
جواد وادي


1ـ ظلال


شاعرين كنا
مطرزين ببهجة الوقت
واهمين معا بقدوم الطوفان
أعطاني صاحبي يراعا قديما
وسجلا غطته الأتربة
قال: دوّن لنا هذه اللحظات
ترددت 
كنا مدججين بالضغائن 
والنياب المشرعة
تحوط المكان
تمكنت من الإفلات
لئلا يطالني هذا الطاعون
مثلما غزا صاحبي الفتك
تركت له حقدي وصراخه
وهو مغرق في الضلال.





2ـ رؤيا

سفائن بعيدة 
لا تدركها الأبصار
ملاّحون بهيئة مخيفة
غربان تحوم
ولا نوارس هناك
صراخ كأنه العويل
رايات بألوان حمراء وصفراء 
ولا بياض يلوح في الأفق
ومضات من قبس تشع من بعيد
رجل يشير بيديه
وهو متكئ على صارية مقوسة
لا شئ يسرّ الرؤيا
ضباب ومتاريس 
وثمة سديم مظلم
أهتز بدني
بدأ الخوف يزحف لجسدي
أغمضت عيني وتركت كل شئ 
يسير حيث تشاء الريح

3ـ مكابرة

ها أنني 
ألج المتاهات
ولا أعرف غير طريق الهواء
أجاهد في ضنك الزحمة
فتغرق الشطآن كما أراها
كم كنت أعشقها قبل غزو الطوفان
أسحب كل العجلات الثقيلة
لا يعنيني عرقي المتفصد بزبد  الرغبة
يغريني ضوء خافت لاح من بعيد
فأنا أكره العتمة
تستهويني الأتون
أبحث عنها ولا أحب الرماد القديم
كل البيوتات تغلق منافذها بوجهي
كل الساحات يغزوها خبث الناس
فلا أجد ملاذا سوى جسدي
هو ما يعينني للإفلات 
من ربقة  الحصار القاتل
ليعود مهربي الأخير
اثنان لا غير أباحا قتلي
الأمل والضياء
فاستوزرت نفسي سيد الأزهار
عاد جسدي نخلة تتهاوى 
ولا تريد السقوط
الأرض تغريها ولكنها بذات العناد الذي عرفت
يسمو بنا ضياء يمتد من الفجر إلى الفجر
من يهدّئ العاصفة
غير هذا السخام
وهذا الغبش المترامي 
من يمسك بخيوط الشمس
كي لا تهرب الأزمنة
صعب أن تعود الأرض بلا خرائط
والبيوت بلا ساكنين
والناس بلا بوصلات
والعمر بلا مرافئ
طالما حلمت وأنا أزجج جسدي
بروح الفطنة
لئلا يغزوه الغبار
لأهرب من هذا الضنك المجدب
لكن الغيوم السوداء تهبط على رأسي حانقة
كأنني أنا من أحكم مغاليق السماء
كأنني أنا من غير مسارب النهر
ليجف مجراه
أوه... كلما غابت عني الحكمة
تناسلت بصدري رغبات مخيفة
لا مهرب إذن
غير أن أوزع على جبيني
ما تسعه جبهتي
مثلما يريد الآخرون
وأنا مكبل بخطوي المتثاقل 
وجسدي ينضح رغبات 
لا فكاك منها غير أن أرقد ملتاعا 
وإلى الأبد في مساري الأخير...


4ـ تمني
ما أكثر أوهامي
أراها تنزوي بعيدا عن قرف الحاسدين
كلما داهمتني ذكرى بعيدة
أو أتملى وجهي  في المرآة
 أرى أنثي قادمة نحوي
أو فوجا من الصبايا لا يشبعن نهمي
أجدني أتراقص جذلا
مثلما ديك نافش ريشه
ما ألعن أوهامي
كثيرا ما تفككني مثل طائر البلشون الجائع
وهو يلتقط فريسته
بأرض لا ماء فيها
يشققها الجدب
ولا تعرف غير ريح حارقة
وأنا في هذا الخراب
أبحث من جديد طمعا لنيل أوهام أخرى
أجمعها لأنضدها فوق سريري
ما ألذ أن أمسك بقوة بهذا النيل الفريد
أليست أيتها الروح تلك أحلى الملذات؟
فغادري أنت جسدي الذي لا يعرف الهوان
إلا وأنت تشجين الصمت بكبريائك
يتشابك بملذاته هذا السكون
لا أسمع صراخا عاد سلوتي
في سالف العذاب
كلما هبت علي الأقاويل
كيف لي أن افك هذا التشابك؟
أصيخ السمع للصخب
فيفاجئني صمته المريب
لعلي ألتقط حكمة أو حرفا صائتا
يقيني من هذا الخواء الموحش
لكن حروف الهجاء كلها 
تتراقص أمامي الآن
فينبجس سائل وردي شفيف
من منديل عروسي
عندها تتساوى اللحظات عندي
يعود الصمت صخب
والصخب صمت
وأنا بينهما الوك خساراتي
وعروسي تستنجد بي
ولا من مغيث....

شاعر وكاتب عراقي مقيم في المغرب
 
 
 
 
 
 
 



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أما آن للعراقيين أن ينفضوا غبار الصمت المريب؟
- حين تبعثرني الأمكنة...
- أنا وظلي
- أوقفوا هذه التجاوزات الخطيرة
- أين هي اليمقراطية إذن؟
- هل بات العراقيون في سبات دائم ؟
- هل العراقيون باتوا في سبات دائم ؟
- نصوص
- أبشرو أيها العراقيون فلول البعث قادمة
- السواد الأعظم من العراقيين أميون وعزاب
- رثاء
- الديموكتاتورية العراقية
- حين يعمل المبدع بصمت
- من تراجيديا الوجع العراقي
- لماذا أقلمة العراق؟!
- الطاغية
- الفيروس البعثي يزحف للصين وروسيا
- آخر هذيانات سعدي يوسف
- تحية إجلال للشعب السوري البطل والنصر لثورته الباسلة
- ازدواجية معايير (حكومتنا) (الوطنية)


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد وادي - ما لا تدركه الحواس