أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى اسماعيل - القضية الكردية في سوريا : من مشكلة إلى جزئية















المزيد.....

القضية الكردية في سوريا : من مشكلة إلى جزئية


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 3934 - 2012 / 12 / 7 - 15:12
المحور: القضية الكردية
    


تكرُّ سبحة لاءات المعارضة العربية السورية في الموقف من القضية الكردية المزمنة في البلاد مع ولادة كل إطار معارض سوري كان آخره الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في الدوحة, فما بدأه المجلس الوطني السوري في عدم التعامل الجدي مع القضية إياها تابعه الائتلاف الوليد فور تأسيسه.

المتتبع لمواقف الآخر العربي السوري من قضية الشعب الكردي على صعيدي السلطات المتعاقبة في دمشق والمعارضة, يلاحظ أن ليس هناك ثمة فروق جوهرية في مقاربات الطرفين للقضية, إلى درجة القول أنهما يمتحان من المعين نفسه في مقاربة قضايا التنوع العرقي والإثني والثقافي في البلاد.

مع ولادة الدولة الوطنية السورية في أعقاب رحيل جنود الانتداب الفرنسي تم تجاهل المكون الكردي السوري, فانقلاب سامي الحناوي 1949 على حسني الزعيم كان بدعوى سعي الزعيم ورئيس حكومته محسن البرازي لإقامة جمهورية عسكرية كردية في سوريا, وأكد دستور سوريا لعام 1950 على عربية سوريا وإن اعتمد تسمية الجمهورية السورية, ونكَّلَ عهد حكومة الوحدة السورية المصرية 1958 – 1961 بقيادات ونشطاء الحزب الديمقراطي الكردي ( الحزب الكردي الوحيد حينها ) في حملة الاعتقالات الأولى من نوعها التي تطالُ السياسيين الكرد في البلاد.

أما الفترة الممتدة من انقلاب 8 مارس 1963 وإلى تاريخه فقد شهدت سياسات الصهر القومي وتعريب المناطق الكردية وتغيير تركيبتها الديموغرافية وإقصاء وتهميش المكون الكردي السوري, من خلال جملة من السياسات والقوانين والإجراءات الاستثنائية التي استهدفته إلى جانب اعتماد الدساتير العديدة في هذه الفترة القومية العربية كقومية وحيدة في البلاد.

الخطاب الرسمي للنظام الأسدي غير الشرعي الحاكم في البلاد الذي اعترف بعد الانتفاضة الكردية في مارس 2004 بالكرد كجزء من النسيج التاريخي السوري اختزل القضية الكردية في ملف الكرد المجردين من الجنسية السورية منذ الإحصاء الاستثنائي لعام 1962, أما الأجهزة الأمنية السورية العديدة فكانت تعترف في فروعها وأقبيتها بوجود قضية كردية في سوريا ولكن تحت مسمى ( مشكلة كردية ), فيما كانت المحاضر الأمنية التي تنظم في معرض استجواب النشطاء الكرد تصنف القضية إياها تحت مسمى ( الوضع الكردي ).

مع بدء الثورة ضد النظام في سياق ثورات المنطقة ( الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ) استبشرنا خيراً, وكان الرهان على ربيع البلاد في تغيير سلة المفاهيم والمقاربات الإقصائية السابقة من قضية الشعب الكردي في البلاد, سيما وأن المعارضة السورية كانت تتحدث أقله منذ خطاب القسم لطاغية دمشق بشار الأسد في 2000 عن التغيير الديمقراطي في سوريا, وتعمق ذلك مع مع شراكة قوى سياسية عربية وكردية في إطار إعلان دمشق المعارض عام 2005, لكن عشرون شهراً من عمر الثورة السورية ضد النظام أثبتت أن رهاننا كان على أحصنة خاسرة في المضمار وقد خرجت لتوها من اسطبلات شقيقها البعثي إن لم نقل أنها خرجت من غرفة نومه.

العقل المعارض العربي السوري تعامل مع قضية المكون الكردي السوري بناء على منطلقات أحادية متعالية, ودائماً على أسِّ مركزية القومية العربية وهامشية أو طرفية القوميات الأخرى في البلاد.

خلال أشهر الثورة القائمة, ونحن نتابع معارضين سوريين أنيقين يتحدثون في برامج الفضائيات العربية الأخرى من أماكن إقاماتهم في كبريات عواصم المنطقة والعالم عن عدم مشاركة كردية في الثورة ضد النظام, أو تقزيم المشاركة الكردية في الثورة ضد النظام, رغم أن مقاطع الفيديو التي تبثها تلكم المنابر كانت تكذب دعاواهم, فالصورة أبلغ من أي تعبير آخر, إلى جانب العشرات من التصريحات الصحفية الأخرى في هذا السياق أطلقها على مدى أشهر العديد من المعارضين العرب السوريين.

وصل الأمر بالبعض المعارض الآخر من المكون العربي لسوريا التصريح جهاراً بعدم وجود شعب كردي في سوريا ( ماثلهم برهان غليون الرئيس الأسبق للمجلس الوطني السوري المعارض بالمهاجرين الأسيويين في فرنسا ), ونفي وجود أرض كردية ( كردستان ) في سوريا ( المراقبان الحالي والسابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا ) وكأن الكرد السوريين تم استيرادهم كما المعلبات إلى سوريا.

وثيقة العهد الوطني لسوريا الجديدة التي أطلقها المجلس الوطني السوري في مؤتمر المعارضة الموسع المنعقد في مدينة اسطنبول أواخر مارس 2012 لم تشر إلى أي متعلق بالحقوق القومية الكردية في سوريا, لكن بنتيجة الانسحابات منه تم إصدار ملحق خاص بالقضية بالكردية, لكن هذا الملحق جاء في الوقت بدل الضائع بعد انتهاء مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في اسطنبول ونيل الوثيقة ( العهد الوطني ) مباركة الدول المشاركة.

المجلس الوطني السوري الذي رفض مراراً الترجل عن فرسه ( مثل كردي ) إزاء المطالب الكردية التي ينبغي الاعتراف بها في الراهن السوري وتثبيتها في الدستور السوري القادم بعد سقوط النظام لم يشذ عنه الائتلاف الوليد, بل طابقه ووافقه حدَّ الاقتراب من تصفير المشكلة سلباً, عبر عدها جزئية أو مجرد إجراء فني لا يستحق الانهمام به في راهن الثورة, لهذا فقد قام الائتلاف بتسويف حل هذه ( الجزئية ) إلى إشعار سوري يكمن ما بعد رحيل بشار الأسد, وتحديداً بعد انتخاب برلمان سوري جديد.

جدير بالذكر, أن الطاغية بشار الأسد هو أول من استخدم مقولة ( إجراء فني ) لنعت القضية الكردية المختزلة لدى نظامه المتآكل إلى مشكلة الكرد المجردين من الجنسية السورية, وهذا يعني أن المعارضة والسلطة الأمنية تمتلكان المنطق نفسه والمقاربات نفسها في النظر إلى بعض قضايا الداخل السوري, إلى درجة القول أن منطقي الطرفين مستنسخان من بعضهما.

المطلوب لأجل صياغة سوريا مختلفة ومغايرة في غدها, فإن المعارضة السورية ( شقها العربي ) مطالبة بالتخلص من الرؤى المبتسرة النامية كالطحالب خلال خمسة عقود, وهذا يعني أن عليها واجب التخلص من ذهنيتها الفصامية والإخلاص لطروحاتها النظرية الدائرة حول قيم الأنوار والدمقرطة والتعددية, وإلا فلن يتغير في سوريا سوى الكساء السلطوي الحالي, وهذا لا يخدم سوريا القادمة التي نترقب ولادتها.



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعاد الوفد بخفي هولير
- تركيا والنزوح السوري
- شعب دائري بإمتياز
- مبعوث دولي من أجل حل ذهبي
- الموقف الأمريكي من كورد سوريا
- كورد سوريا والقلق من الغد
- العين التركية الحمراء
- قضاء نظام الأسد
- المرشح الأعزل للنسيان
- طرفة سورية : النظام هو الخصم والحكم
- نظام الأسد والمجتمع الدولي المهذب
- الرهان الأخير للنظام السوري
- انتخابات صورية في جملوكية الرعب السورية
- رمان مفخخ
- التيار الإسلامي غداً : بؤر قندهارية أم ديمقراطية
- الجعجعة الأخيرة للمجتمع الدولي
- معارضة لا ديمقراطية
- معارضة أحادية
- مونتاج جديد لسوريا
- نوروز


المزيد.....




- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى اسماعيل - القضية الكردية في سوريا : من مشكلة إلى جزئية