أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - مبروك للشعب المصري















المزيد.....

مبروك للشعب المصري


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 1133 - 2005 / 3 / 10 - 10:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تناقلت وكالات الأنباء بتاريخ 26/2/2005، ونشرت الصحف الصادرة بتاريخ 27/2/2005 نبأ يفيد بأن السيد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية قد طلب من مجلسي الشعب والشورى المصريين النظر في تعديل المادة 76 من الدستور المصري المتعلقة بطريقة اختيار الرئيس في مصر، بحيث يمكن اختياره من بين أكثر من مرشح، و بالاقتراع السري المباشر وتحت الإشراف القضائي. وكان الرئيس مبارك قد ألقى خطابا في مركز المؤتمرات بجامعة المنوفية، في مدينة شبرا الكوم قال فيه:>، وهو سوف يتيح في حال تبنية لأول مرة في تاريخ مصر إمكانية التنافس على منصب رئاسة الدولة بين أكثر من مرشح. ومع أن طلب السيد مبارك إلى مجلسي الشعب والشورى لتعديل المادة المذكورة أعلاه قد جاء ليلاقي مطالب القوى السياسية المعارضة، وكذلك الحراك الشعبي الذي أجمع على >، وعلى الرغم من الاشتراطات التي أرفقت مع طلب التعديل، والتي تخص طريقة الترشيح ومواصفات المرشحين، فهذا لا يقلل من أهمية الطلب بحد ذاته. وأن ما أقدمت عليه مصر في هذه المرحلة يشكل بحد ذاته إنجازا هاما للشعب المصري.
يمكن القول، بعد إقرار التعديلات المطلوبة، والتي نأمل أن تسمح بتعدد المرشحين وتنوعهم، بحيث يعبرون عن حالات سياسية مختلفة ومتنافسة، أن مصر قد قطعت شوطا هاما على طريق الديمقراطية، بعد أن كانت قد قطعت أشواطا هامة على صعيد الحرية، وخصوصا الحرية السياسية. لقد قرأ السيد مبارك وحكومته المتغيرات الدولية، وحاجة الشعب المصري للتغيير، بصورة صحيحة، فجاءت مبادرته بطلب تعديل المادة 76 من الدستور المصري استجابة لهذه المتغيرات، وكانت الحكومة المصرية قد أصدرت قانونا للأحزاب منذ نحو عشر سنوات خلت، رخصت بموجبه لأكثر من اثني عشرة حزبا سياسيا، و يصدر في مصر، في الوقت الراهن، أكثر من خمسمائة دورية، بين جريدة ومجلة ونشرة. وحتى الأحزاب التي لم يرخص لها، مثل الحزب الشيوعي، وحزب الإخوان المسلمين، فإنها تعمل في علانية كاملة، ولها مقراتها، وقد استطاع هذا الأخير أن يوصل بعض مرشحيه إلى مجلس الشعب المصري.
وعلى هذا الطريق كانت الجزائر قد قطعت أشواطا هامة، وأخذت الديمقراطية تترسخ أكثر فأكثر في حياة الجزائريين، وجرب الجزائريون مؤخرا انتخاب رئيس دولتهم من بين أكثر من مرشح.
وعلى ذات الطريق قطعت المملكة المغربية شوطا كبيراً، بل يمكن القول أن تبادلا للسلطة قد أخذ يحصل فيها، وذلك من خلال تكليف الفائز في الانتخابات بتشكيل الحكومة، بدلا من تعيينه من قبل العاهل المغربي هو ووزراء حكومته.
وفي اليمن ثمة هامش كبير للحرية، ولممارسة الحياة السياسية الحزبية، وأخذت الديمقراطية تشق طريقها على الرغم من البنية المجتمعية المعقدة.
وفي لبنان كما في الكويت للديمقراطية تاريخ، وهي في تطور مستمر. وفي الأردن أخذت الديمقراطية تحتل مكانها في حياة الأردنيين السياسية. وفي موريتانيا أيضاً ثمة حركة نشطة باتجاه ترسيخ الديمقراطية في حياة الموريتانيين، على الرغم أيضا من تعقيد البنية المجتمعية وتخلفها..الخ.
وحتى الدول الخليجية أخذت تغذ السير باتجاه توطين الحرية والانفتاح على الديمقراطية. على هذا الطريق أخذت تسير البحرين، وقطر..بل حتى السعودية ذات البنية المجتمعية المحافظة، أجرت مؤخراً انتخابات بلدية، وأخذ مسؤولوها يتحدثون بوضوح عن ضرورة الديمقراطية للمجتمع السعودية، وشكل ذلك موضوع محاضرة لوزير خارجيتها، ألقاها في جامعة أكسفورد في الأسبوع الفائت.
وفي هذا السياق يمكن وضع الانتخابات التي جرت في فلسطين وفي العراق..الخ. باختصار بدأ النظام السياسي العربي القديم بالتفكك، والانفتاح على معطيات العصر الراهنة، وأصبحنا نلمس ذلك في مجال البيئة الثقافية، والسياسية للنظام، حيث تحولت قضية الحرية والديمقراطية من كونها مطلباً ثقافيا نخبويا، إلى قضية في السياسة. لقد أخذت تدرك القوى السياسية العربية، وقطاع من الجماهير العربية، آخذ بالتوسع، أهمية الحرية والديمقراطية للدفاع عن القضايا الوطنية والمطلبية، ولم تعد تنطلي وعود الحكام العرب عليهم ببساطة، بعد كل ما فعلوه بشعوبهم من إفقار مادي وروحي، وبعد إخفاقهم المزري في الدفاع عن القضايا الوطنية والقومية، والرضوخ المذل للمطالب الإسرائيلية، وللإملاءات الأمريكية، بل بعد أن أخذت الأزمة تعصف بالكيانات السياسية العربية، مما جعل المجتمعات العربية مهددة في وحدتها الوطنية..الخ.
اللافت في هذا المجال، وبعد كل هذه التحولات العالمية، وكذلك العربية، باتجاه الحرية والديمقراطية، أي باتجاه تمكين الشعوب من تقرير شؤونها بنفسها، والتنافس على حكمها وإدارتها بين مختلف القوى السياسية، لا يزال النظام السوري، والنظام الليبي خارج التاريخ، وكأنهما على كوكب آخر.
كنا في سورية قد راهنا على العهد الجديد، خصوصا بعد خطاب القسم، الذي تحدث فيه الرئيس بشار الأسد عن ضرورة الحرية، واحترام الرأي الآخر، وبدأ، بتأثير الخطاب السياسي السوري الذي بدا جديدا في حينه، نوع من الحراك السياسي، والاجتماعي، في سورية يكتسب زخما وقوة، حتى في أوساط البعثيين، غير أن السلطة سرعان ما ارتدت على وعودها، فكان ربيع دمشق الموءود، وما رافقه وتلاه من إعادة اللجوء إلى الأساليب الأمنية ذاتها التي خبرها الشعب السوري خلال العقود الماضية.
بطبيعة الحال لا نريد أن نقلل من أهمية بعض التغيرات التي حصلت على الحياة السياسية في سورية، خصوصا لجهة الحد من اللجوء إلى الأساليب الأمنية في قمع الآراء المخالفة، ولا من أهمية التساؤلات التي أخذ البعث يسائل ذاته بها، من قبيل إعادة النظر في منطلقاته النظرية والسياسية. لكن ما نود أن نشير إليه أن المطلوب أكثر من ذلك بكثير، خصوصا وان الكيان السياسي السوري أصبح مهددا في وجوده، بفضل السياسات الخاطئة التي لا يزال يتبعها النظام السوري، والتي تعود بمجملها إلى مناخات الحرب الباردة. إن الخطو السلحفاتي، في عصر تتسارع فيه المتغيرات، وتتكاثر الاستحقاقات، هو مشي نحو الوراء، يراكم المشكلات، ولا يحلها. ولطالما نبهنا إلى ذلك، ونبه إليه الكثيرون غيرنا في المعارضة الوطنية الديمقراطية. وكم كان مخيبا لأمال السوريين الذي راهنو كثيراً على مؤتمر حزب البعث القادم، لجهة الشروع في إجراء التغييرات المطلوبة في الحياة السياسية السورية، خصوصا لجهة شرعنة العمل السياسي الحزبي، والنقابي، والمدني، والأهلي، وبالتالي البدء بالتحول من طراز الدولة الأمنية إلى طراز الدولة الديمقراطية، عندما استمعوا إلى تصريحات السيد فائز إسماعيل عضو قيادة الجبهة الوطنية التقدمية في سورية، بأن المؤتمر سوف لن يناقش القضايا الداخلية، بل سوف يركز على القضايا الخارجية....هل علينا بعد كل ما لمسه ويلمسه المواطنون السوريون من مماطلة وتسويف في الاستجابة لاستحقاقات الوضع الداخلي، أن نلوم بعض السوريين الذين يتطلعون إلى الخارج لإجراء التغيير في بلدهم؟!!
إن القراءة الخاطئة للوضع الدولي الجديد، وتحديدا لمطالب المجتمع الدولي، بضرورة حصول تغيير في الأنظمة السياسية العربية، وفي بيئتها الثقافية والسياسية، باتجاه الانفتاح على قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وإن المراهنة على عامل الزمن، وعلى إعادة استخدام بعض الأوراق المحروقة، من قبيل الوضع في العراق، أو في فلسطين، أو في لبنان، لم يعد يجدي نفعاً. وأخشى أن ندفع ثمنا باهظا من وجودنا، ومن سيادتنا على أرضنا، ومن خياراتنا السياسية الوطنية، كلما تأخرنا في إعادة قراءة المتغيرات العالمية بصورة صحيحة، والعمل على التكيف المتبادل معها، بما يحافظ على مصالحنا وخياراتنا الوطنية. غير أن تحقيق ذلك يتطلب، قبل كل شيء، الإيمان بقوة الشعب، والانفتاح عليه، ومنحه حريته، والاستجابة إلى مطالبه، بدلا من النظر إليه على أنه قاصر. وهذه القضية – المفتاح، لإخراج سورية مما هي فيه، لا تزال، كما يبدو لي، خارج نطاق اهتمامات السلطة السورية.
إن المثل الذي قدمه مبارك في مصر، سوف يشكل موضوعيا حافزا جديدا لنا في سورية، للمطالبة بالحرية والديمقراطية لشعبنا، وسوف يرفع سقف المطالب على هذه الصعيد. فهل تنصت السلطة في سورية لصوت العقل والمصالح الوطنية، بل مصالحها أيضاً، فتبادر إلى :
- الإفراج عن جميع المساجين السياسيين في سورية وإغلاق ملف الاعتقال السياسي، والسماح بعودة المنفيين، ورد المظالم إلى أهلها، وحل مشكلة غير المجنسين..الخ.
- العمل سريعا على شرعنة العمل السياسي في البلد من خلال إصدار قانون للأحزاب، وآخر للنقابات، والجمعيات المدنية والأهلية، يضمن استقلاليتها عن الدولة وأجهزتها.
- العمل على تعديل قانون المطبوعات، وقانون الإعلام بما يسمح بحرية النشر، والإعلام في ضوء المصالح الوطنية العليا.
- العمل على تعديل الدستور السوري بما يسمح بإلغاء المادة الثامنة منه، والمواد الأخرى التي تقادمت، أو لم تعد تنسجم مع الظروف الراهنة ومنها تلك التي تنظم طريقة انتخاب رئيس الدولة.
وحتى انعقاد مؤتمر حزب البعث القادم، سوف يظل المواطن السوري ينقل رهانه بين ما قاله السيد عبد الحليم خادم في محاضرته في جامعة قطر في نهاية العام الفائت، وبين ما قاله السيد فائز إسماعيل في الأسبوع الفائت، عواطفه ورغباته ترجح لديه كفة الأول، أما الواقع فيشير بعناد وإصرار إلى أن الثاني سوف يربح الرهان. فهل يصدق المؤتمر العواطف والرغبات، ويكذب الواقع هذه المرة؟!!



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية المرأة من حرية الرجل
- اغتيال الحريري:اغنيال لمشروع العلاقات المميزة
- حول محاضرة نائب رئيس الجمهورية العربية السورية السيد عبد الح ...
- كيف ستبدو سورية بعد الانسحاب من لبنان
- مستقبل العلاقات السورية اللبنانية
- ملاحظات على البرنامج السياسي للحزب الديمقراطي الاجتماعي السو ...
- ملاحظات حوا البرنامج السياسي للحزب الديمقراطي الاجتماعي 2
- ملاحظات على مشروع البرنامج السياسي للحزب الديمقراطي الاجتماع ...
- حول الإصلاح في سورية: رؤية من الداخل
- الديمقراطية ذات اللون الواحد
- هواجس لتطوير التعليم العالي والبحث العلمي في سورية
- القوانين الاستثنائية في سورية
- نحو وحدة وطنية قائمة على التنوع
- نحو رؤية وطنية ديمقراطية للإصلاح
- لجان إحياء المجتمع المدني في سورية والمسؤولية التاريخية
- سياسة كسب الأعداء
- المياه العربية: الأزمة، المشكلات، والحلول
- أربع سنوات من عمر العهد الجديد: ما لها وما عليها
- نحو نقد للمعارضة لا يخدم الاستبداد
- أثر الاستبداد في الحياة السياسية السورية


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - منذر خدام - مبروك للشعب المصري