أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر خدام - نحو رؤية وطنية ديمقراطية للإصلاح















المزيد.....

نحو رؤية وطنية ديمقراطية للإصلاح


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 1015 - 2004 / 11 / 12 - 09:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في سياق الحوارات التي كانت تجري في داخل لجان إحياء المجتمع المدني، من أجل تجديد توافقاتها، في ضوء المستجدات التي حصلت خلال السنوات الثلاث الأخيرة، قدمت هذه الصيغة لمشروع توافقات مقترح، بناء على طلب بعض أعضاء لجنة المتابعة. لقد حاولت في هذه المسودة لمشروع توافقات مقترح، أن أوفق بين المشروع المقدم من لجنة الصياغة، والمشروع المقدم من لجنة حلب، وبعض التصورات الأخرى لتي قدمت مكتوبة، بالإضافة إلى تصوراتي الخاصة. ومع أن واقع حال اللجان قد تجاوز الآن مرحلة الحوار الداخلي، التي كانت من حيث الجوهر والأساس غير مكتملة، بل ناقصة جداً، إلى مرحلة الاستقطاب، ومن ثم الانشقاق، وهو أمر غير مبرر ومؤسف، ويوجه رسالة خاطئة جداً إلى جماهير اللجان، بل إلى الجمهور العام، لذلك وجدت أنه من المفيد نشر مشروع التوافقات الذي أعددته، ولم يطلع عليه الكثيرون، كنوع من المساهمة الثقافية في الحقل العام.
توافقات
نحو رؤية وطنية ديمقراطية للإصلاح في سورية
لقد مضى ما يقارب الأربع سنوات على إنشاء لجان إحياء المجتمع المدني في سورية، من قبلنا، نحن، نخبة من المثقفين السوريين، والمهتمين بالشأن العام، حيث بدت( أو هكذا تصورنا) في حينه، ملامح مرحلة جديدة مفتوحة على احتمال الخروج من الأزمة الوطنية المستعصية، التي شملت جميع مناحي الحياة الاجتماعية في سورية، والتي يتحمل مسؤوليتها الاستبداد. وقد عبرت اللجان عن نفسها في وثيقتها التأسيسية، وفي الوثائق الأخرى التي أصدرتها، ولا سيما وثيقة التوافقات الوطنية التي حملت عنوانا>، من خلال وظيفتها في<< إعادة الاعتبار للثقافة الوطنية الديمقراطية>>، و<< إعادة بناء الحقل الثقافي الوطني على أسس عقلانية وعلمانية وديمقراطية>>. وقد حددت وظيفتها تلك، في ضوء مراهنتها على << أن استقلال المجال الثقافي، يمكن أن يكون مدخلاً مناسباً>>، لنقد الأوضاع القائمة، وإنتاج نسق مفاهيمي جديد، مؤسس على <<الحرية>>، وعلى <<العلمانية>>، وعلى <<الديمقراطية>>. من كل ذلك انبثقت فكرة << إحياء المجتمع المدني، والدولة الوطنية>>، لتكون << أحد منافذ الخلاص>> مما وصلت إليه سورية وأهلها.
ومع أن الوثيقة التأسيسية للجان إحياء المجتمع المدني، حاولت إبعاد صفة الحزبية عنها، لأنها كانت ترى أن مدخلها (الثقافي النقدي)، لا يحتاج إلى<< حزب سياسي، أو تيار، أو جماعة ضغط معارضة>>، لذلك أبقت إطارها ، وبناءها التنظيمي، في نطاق اللاتعيين. غير أن وثيقة التوافقات الوطنية، حاولت إزالة بعض الالتباس، إذ أكدت على أن << لجان إحياء المجتمع المدني لجان اجتماعية ومجتمعية مستقلة وغير حزبية>>، تهدف إلى<< تنشيط الحياة العامة واستعادة المواطنين إلى حقل العمل العام>>، وإلى إعادة << إنتاج الثقافة والسياسة في المجتمع بوصفهما شرطين أساسيين من شروط التقدم والبناء الديمقراطي>>.
وإذا كانت لجان إحياء المجتمع المدني قد ملأت فراغاً كبيراً في الحياة الاجتماعية، والسياسية، والثقافية في سورية، خلال السنوات الأربع الماضية، فإنها مدعوة للمحافظة على وجودها ودورها الهامين جداً في المستقبل أيضاً. إن الدور التاريخي للجان لم ينته بعد، وإن إدراك ذلك يلقي بمسؤولية تاريخية على ناشطيها، وبالأخص على النخبة من المثقفين الوطنيين، الذين كان لهم دور كبير في إبرازها كعلامة مهمة في حياتنا السياسية والثقافية.
وفي ضوء التغيرات التي استجدت خلال السنوات الثلاثة الماضية على صدور الوثائق الأساسية للجان، والتي عبرت فيها اللجان عن منهجها في العمل الثقافي والسياسي، وأعلنت عن مواقفها من جملة من القضايا التي تهم الشعب السوري، ومن منطق الاستجابة لتحديات الواقع، ومتطلباته ، ومن خلال قناعتها بأن التوافقات عبارة عن تقاطعات مرحلية قابلة للتجاوز، وليست تحديدات نهائية، بات لزاما علينا إعادة النظر فيها وتجديدها، بما يخدم توجهاتنا المستقبلية، ويزيل ما بدا ملتبسا في منهجنا، ويوضح مواقفنا من جملة القضايا التي تهم شعبنا في سورية.
أ- في المبادئ
1-سورية وطن نهائي لجميع السوريين، وإن الحفاظ على التراب الوطني، وعدم التفريط به، وتحرير الجولان المحتل ، وصون الوحدة الوطنية، والسلم الأهلي، واجب عليهم جميعاً.
2- إن توصيف سورية بالعربية، له دلالة واحدة وهي: أن نحو 90% من سكانها ينتمون إلى القومية العربية، ولهم طموحاتهم المشروعة التي يجب احترامها، دون الانتقاص من الطموحات المشروعة لبقية مكونات الشعب السوري.
3- الشعب السوري، وعلى الرغم من الغلبة العددية للمنتمين للقومية العربية، إلا انه شعب متعدد عرقيا، ودينياً، ومذهبيا، ومن الضروري خلق البيئة المناسبة لكي تعبر فيها جميع أشكال الوجود الاجتماعي للشعب السوري عن نفسها بحرية، على قدم المساواة في الحقوق والواجبات.
4- المواطنة في سورية حق لجميع السوريين، ومن واجب الدولة الحفاظ عليها وعدم نزعها في أية ظروف. في ضوء ذلك يجب حل مشكلة غير المجنسين من السوريين الأكراد وغير الأكراد، وخلق الظروف الملائمة لممارسة ما يترتب على ذلك من حقوق وواجبات.
5- الوطنية السورية هي توصيف لسلوك أو عمل أو موقف، يتخذه السوريون من القضية المركزية التي يطرحها منطق التاريخ في هذه المرحلة أمام سورية وشعبها، والتي هي من حيث الجوهر قضية تقدم البلد أو بقائه متخلفاً. فالسلوك، أو العمل، أو الموقف، الذي يفيد في تقدم البلد، وازدهاره،مع المحافظة على وحدته،وعلى السلم الأهلي فيه، هو سلوك، أو عمل، أو موقف، وطني بامتياز.
6- الاستبداد هو المسؤول الأول عن تردي الأوضاع في سورية، ولذلك فإن القضاء عليه يشكل المهمة المركزية للشعب السوري، ولقواه الوطنية والديمقراطية، وبالتالي فهو المهمة المركزية للجان إحياء المجتمع المدني.
7- إن إحياء المجتمع المدني، وتعميم مناخات الحرية والديمقراطية ، وبناء دولة الحق والقانون، تشكل بديلاً للاستبداد، ودولته الأمنية.
ب-في المنهج
يقوم منهج عمل لجان إحياء المجتمع المدني، على الأسس التالية:
1- اعتماد مبدأ الحوار الشامل بين جميع أبناء الوطن، وتعبيراتهم السياسية، والمدنية، والأهلية، دون إقصاء أو تمييز.
2-ونظراً لآن الحوار لا يكون إلا مع المختلف، لذلك فإن اللجان تحترم التعددية، والاختلاف في داخلها، ، وفي جميع أشكال الوجود الاجتماعي، وتعبيراتها الفوقية، وتعتبرهما ضروريان في الحراك الاجتماعي.

3- اعتماد الأسلوب السلمي في إحياء المجتمع، وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية، ورفض العنف، وإدانته، والوقوف ضده، من أية جهة جاء.
4- العمل الجماعي، مع جميع القوى الاجتماعية، والسياسية، والمدنية، والأهلية، من أجل إنقاذ البلد من براثن الاستبداد، ووضعه على طريق التقدم والازدهار، طريق الحرية والديمقراطية.
5- وإذ ترفض اللجان أن تتلقى دعما مادياً من أية جهة أجنبية، أو العمل وفق مخطط خارجي، فإنها تنفتح على أي تفاعل بناء يخدم القضايا التي تشتغل عليها، سواء أخذ شكلاً ثقافيا حواريا، أو تبادلا للخبرات.
6- وإذ تعلن اللجان عن ثقتها في أن ناشطيها سوف يراعون ما توافقت عليه، في أي نشاط ثقافي أو سياسي يقومون به بصفتهم الشخصية، فإنها ترى أن تتم مشاركة أعضاء اللجان، في الندوات الحوارية، أو النشاطات الثقافية والسياسية، للتعبير عن رؤية وموقف اللجان، بعلم لجنة المتابعة الوطنية، وبتفويض منها.
7-تسعى اللجان إلى تكريس نموذج للحياة الديمقراطية في داخلها، لذلك تهيب بجميع ناشطيها أن يكونوا قدوة في آداب الحوار ، والسلوك، يتحلون بالصبر، والنفس الطويل، يؤازرون المتفق، ويحترمون المختلف.
8- تعتمد اللجان في جميع نشاطاتها، العلنية، والشفافية، والمباشرة.
9- في ظل الظروف السائدة سوف تكثف اللجان من تشابكاتها مع قوى المجتمع الأخرى عبر مؤسسات المجتمع المدني، وإبراز حضورها في جميع الحوارت، والندوات، والاعتصامات، والنضالات المطلبية الأخرى.
ج- في الرؤى والمواقف.
1- الاستبداد ليس ظاهرة في السياسة فقط، بل في جميع مجالات الحياة الاجتماعية الأخرى، وإن القضاء عليه لا يكون إلا من خلال تعميم مناخات الحرية والديمقراطية في المجتمع. وفي هذا المجال، ترى اللجان أن إزالة الاستبداد من الحقل السياسي،له الأولوية، لأنه وحده الذي يضع بلدنا على طريق التحرر الشامل، ويخلق ديناميكيا ت جديدة للتطور والتقدم.
2 -ترى اللجان أن الإصلاح الشامل، وفي مقدمته الإصلاح السياسي، يمكن أن يضع بلدنا على طريق الخروج من النفق المظلم الذي وضعها فيه الاستبداد.
3- تعتقد اللجان بأن النهج السلمي، والآمن، والمتدرج، هو النهج الملائم للانتقال بالمجتمع والدولة إلى الديمقراطية، وإن ذلك يمكن تحقيقه بالقوى المجتمعية والسياسية الداخلية، دون تدخل خارجي. مع ذلك ترى اللجان أن موقفها المبدئي هذا، يتعرض لضغط شديد من جراء استمرار النظام في قمع الشعب، وقواه الوطنية والديمقراطية، وتجاهله لمتطلبات المصالحة الوطنية، والإصلاح الشامل، وفي مقدمته الإصلاح السياسي.
4-إن إغلاق ملف السجن السياسي، ورد المظالم، وإصدار قانون عصري للأحزاب، وآخر للمطبوعات، وإلغاء جميع القوانين الاستثنائية المخالفة لأحكام الدستور، خطوات ضرورية ، وهامة جداً على طريق الحرية، والديمقراطية، تعيد للشعب ثقته بنفسه، وبوطنه.
5- إن إعادة إنتاج الثقافة والسياسة في المجتمع، يمثلان شرطين أساسيين من شروط التقدم، والبناء الديمقراطي، والمحافظة على وحدة الوطن، وحريته، واستقلال إرادته السياسية.
6 -لذلك ترى اللجان أن المدخل الثقافي لنقد الأوضاع القائمة لم يعد كافياً، بل لا بد من أن يترافق مع المدخل السياسي، جنبا إلى جنب.
7- إن إزالة الالتباس بين المدخل الثقافي، والمدخل السياسي، يصوب كثيراً من أطروحات اللجان، وسلوكياتها، ويجعل تناولها للقضايا السياسية التي حفلت بها وثائقها، وبياناتها مبرراً، ودعوتها لجذب الأنصار، والمؤيدين، أمراً مفهوماً. في هذا الإطار سوف تقوم اللجان بنوعين من النشاط، يكمل كل منهما الآخر. من جهة سوف تقوم بنشاط ثقافي حواري، وبحث علمي، يتناول مختلف القضايا الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، والثقافية، وغيرها من القضايا، التي تهم مجتمعنا، بهدف إنتاج معرفة بها أولاً. وثانياً، من أجل تأصيل ثقافة الحرية والديمقراطية، والتعددية، والاختلاف، والحوار، وحقوق الإنسان، والاستفادة من موقع اللجان على الشبكة العنكبوتية لنشره وتعميمه.
والنشاط الآخر الذي سوف تقوم به اللجان هو نشاط سياسي إحيائي، ودعاوي، تكون مختلف فئات المجتمع ميدانه، يهدف إلى خروج الناس إلى السياسية، وإلى المشاركة في الحياة العامة. في هذا الإطار تدعو اللجان، وتشجع القوى الاجتماعية المختلفة، إلى تشكيل منظماتها المدنية، وهيئاتها الأهلية، وخصوصا، أحزابها السياسية.
8-ترى اللجان أن فصل الدين عن الدولة، واستقلال المجال السياسي عن المجال الديني مسألة حيوية في مجتمعنا الذي يغلب عليه الطابع الديني، وعلى الدولة أن تؤمن احترام جميع العقائد والأديان.
9- في هذا المجال تعتقد اللجان بضرورة إصلاح الفكر الديني، والمؤسسات الدينية، وتجديد الخطاب الديني، على أسس من العقلانية،تجعل التدين شأناً خاصاً، وتحرره من القراءات الظلامية والمتطرفة له.
10-إن المشروع الوطني المناهض للتأخر والاستبداد هو المشروع الإستراتيجي الذي تعمل عليه اللجان، وتعمل على جعله مشروعا وطنياً، تعمل عليه، ومن أجله جميع القوى الاجتماعية والسياسية في البلد.
11-وبالقياس إلى مشروع اللجان المناهض للتأخر، والاستبداد، تتحدد علاقة اللجان ومواقفها تجاه القوى الخارجية، ومشاريعها، وسياساتها، ومصالحها..الخ. لذلك ترى اللجان أن المسألة، في ظروف العولمة، وما تولده من عمليات اندماجية على الصعيد الدولي، قد جعلت من مفاهيم مثل الداخل والخارج، والهيمنة والتبعية، والاستعمار، وغيرها من المفاهيم كثير، مجازية إلى حد كبير. القضية ليست في التحرر من التبعية، والهيمنة..الخ، بل البحث عن موقع في العالم الجديد، يجعل التبعية متبادلة، وهذا ممكن من خلال عمليات التكيف المتبادلة، التي تتطلب تغليب لغة المصالح على ما عداها.
12-في عالم اليوم، الشعوب الحرة هي وحدها التي تعرف مصالحها، وتعمل في سبيلها، غير هيابة من علاقات التبعية المتبادلة التي يمليها تحقيق هذه المصالح.
13-إن سؤال التغيير من الداخل أو من الخارج، الذي تسلل إلى الداخل السوري، وأخذ يفصح عن نفسه بعد الغزو الأمريكي للعراق، سؤال واضح التوجه، وأخذ يدفع باتجاه اصطفافات جديدة.مرة أخرى، لا نجد كبير عناء في تحديد المسؤول الأول عن دفع الناس للتفكير بالقوى الخارجية لتغيير النظام السياسي في بلدها، إنه ببساطة الاستبداد. وإذ ترفض اللجان أي تدخل خارجي مباشر لتغيير النظام السياسي في البلد، وسوف تقاومه في حال حصوله، فإنها تقدر عالياً، و تتفهم تغير المناخ الدولي، في اتجاه الحد من توليد الطلب على الأنظمة الاستبدادية، والدكتاتورية، وسوف تعمل على الاستفادة منه.
14-قلما تفاعل الشعب في سورية مع قضية بهذه الكثافة، بعد القضية الفلسطينية، مثل تفاعله مع الغزو الأمريكي للعراق واحتلاله، وهذا وضع مفهوم ومبرر، نظراً لما يمثله العراق بالنسبة إلى سورية والسوريين من بعد قومي واستراتيجي.في هذا المجال ترى اللجان أن خروج القوات الأجنبية من العراق، وقيام عراق ديمقراطي، مزدهر، تتعايش فيه جميع مكوناته القومية والدينية بحرية، وعلى قدم المساواة في الحقوق والواجبات، مكسب لسورية.
15- في هذا المجال، وإذ تتفهم اللجان دور المقاومة العراقية الموجهة نحو المحتل، وقواته العسكرية، فإنها تدين كل أشكال الاعتداء على العراقيين، والمدنيين الأجانب. وفي الوقت ذاته، فإن اللجان تشعر بالقلق من تنامي ظاهرة التطرف الديني تحت عباءة المقاومة، وتحمل أمريكا وسياساتها تجاه العراق، وفي المنطقة العربية عموماً، المسؤولية عن ذلك، دون تجاهل دور الاستبداد في خلق المناخات المولدة للتطرف.
16-إن القضية الفلسطينية أصبحت قضية إنسانية وعالمية بامتياز، بقدر ما هي قضية فلسطينية وعربية، وإن حل هذه القضية يكون بقيام الدولة الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية. وإذ تقدر اللجان عالياً دور المقاومة الفلسطينية ضد القوات الإسرائيلية المحتلة، والمستوطنين في القدس، والضفة الغربية، وقطاع غزة، فإنها تدعو إلى تجنب المدنيين، وخصوصا، الأطفال. وإذ تدرك اللجان مسؤولية إسرائيل عما يجري في فلسطين من عنف، بتجاهلها لحقوق الفلسطينيين المشروعة، فإنها تدعو الفلسطينيين إلى إعادة الاعتبار للخيارات السياسية والتمسك بها، والمناورة بالمقاومة بما يخدم هذه الخيارات، لأن الحل في النهاية هو حل سياسي وليس عسكري.
د- في المأسسة.
لقد أصبحت لجان إحياء المجتمع واقعا معاشاً في سورية، لها ناشطوها، ومؤيدوها، المنتشرون في أغلب محافظات سورية، تؤطرهم، لجان تنسيق، تدعوهم إلى اجتماعات تداولية بين الحين والأخر..الخ. بكلام أخر ثمة ظاهرة منظمة إلى هذه الدرجة أو تلك معروفة باسم لجان إحياء المجتمع المدني، ومع أنها أدنى بكثير من مستوى حزب، فهي أرقى من كونها ندوة، أو تجمع لا ناظم له. هذه الحقيقة لا يجوز بعد الآن تجاهلها، بل لا بد من الارتقاء بها لتأخذ أطراً تنظيمية، أكثر تحديدا وانضباطاً. ويجب أن لا ننسى أن جدوى وفعالية ما تقوم به اللجان يتوقف إلى حد كبير على طابعها التنظيمي. من حيث المبدأ يمكن اعتبار لجان إحياء المجتمع المدني أقرب إلى جبهة من القوى والشخصيات الثقافية والسياسية المختلفة تجتمع على جملة من التوافقات السياسية، وهي لذلك، من ضمن عوامل أخرى، بحاجة إلى مأسسة وجودها في إطار تنظيمي معين. في هذا المجال يمكن التوافق على التصورات التالية:
1- اعتماد اللامركزية، على مستوى المحافظات، في التنظيم والعمل.
2- تحديد عدد أعضاء لجان التنسيق على مختلف المستويات.
3- اعتماد الاجتماعات الدورية، سواء بالنسبة للاجتماع الموسع الوطني، أو على مستوى المحافظات.
4- النظر في جدوى وجود ناطق رسمي باسم اللجان، يتم التوافق عليه.
5- النظر في تحديد تبرع شهري لتغطية نفقات نشاطات اللجان، وتأمين موقع اللجان مادياً.
6- بالنظر إلى تعدد أشكال وطرائق المساهمة في إحياء المجتمع المدني، قد يكون من المفيد إعادة هيكلة اللجان، بحيث تكون هناك لجان إحيائية متخصصة، بعضها ينشط في المجال الثقافي، وبعضها الأخر ينشط في المجال السياسي، وثالثة في المجال الاجتماعي، وهكذا دواليك، تلتقي جميعها في إطار لجان التنسيق، سواء على مستوى المحافظات، أو على المستوى الوطني العام..الخ. وقد يكون مفيداً دعوة الأحزاب السياسية المعارضة، ومنظمات حقوق الإنسان، للمشاركة في بعض الاجتماعات الموسعة، التي تعقدها اللجان بين الحين والآخر، وضرورة مشاركتها في أمسياتها الحوارية، سواء على مستوى لجنة المتابعة الوطنية، أو لجان التنسيق في المحافظات.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لجان إحياء المجتمع المدني في سورية والمسؤولية التاريخية
- سياسة كسب الأعداء
- المياه العربية: الأزمة، المشكلات، والحلول
- أربع سنوات من عمر العهد الجديد: ما لها وما عليها
- نحو نقد للمعارضة لا يخدم الاستبداد
- أثر الاستبداد في الحياة السياسية السورية
- أنا سوري ما نيالي
- (بمثابة موضوعات لحزب سياسي) د-منطق التاريخ والبديل الديمقراط ...
- د(بمثابة موضوعات لحزب سياسي) منطق التاريخ والحياة السياسية ف ...
- د (بمثابة موضوعات لحزب سياسي) الوضع الداخلي والمهام المطلوبة ...
- د - (بمثابة موضوعات لحزب سياسي) الوضع الداخلي والمهام المطلو ...
- ج- بمثابة موضوعات لحزب سياسي- الوضع العربي والمهام المطلوبة
- ب - (بمثابة موضوعات لحزب سياسي) طبيعة العصر والمهام المطلوبة ...
- أ - بمثابة موضوعات لحزب سياسي
- كيف ينظر بعض السوريين لما حدث في مساء 27/4 في دمشق
- حول - الإرهاب يدخل إلى سورية -
- تنمية الموارد المائية ف سورية وترشيد استعمالاتها
- الدولة والسلطة في سورية
- منظمة التجارة العالمية-الفلسفة والأهداف
- منظمة التجارة العالمية -المخاض الصعب


المزيد.....




- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...
- إسرائيل تؤكد استمرار بناء الميناء العائم بغزة وتنشر صورا له ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - منذر خدام - نحو رؤية وطنية ديمقراطية للإصلاح