أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - إنا انزلنا إليك كشكولا















المزيد.....

إنا انزلنا إليك كشكولا


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 3908 - 2012 / 11 / 11 - 13:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مفاجأة القطار
--------
عندما تركب القطار صباحا لأول مرة للذهاب مثلاً من مكان سكناك إلى مكان عملك، فإن كل شيء تراه من شباك القطار يجذب أنظارك، ناهيك عن القطار ذاته الذي يدخل المحطة مصفرا، وميكروفون المحطة الذي يدعوا المسافرين للابتعاد عن الخط مؤذنا بدخول القطار، والعربات التي تسير على سكة حديد محدثة احتكاكاً يصم الأذان، وعدد الركاب الهائل الذين يحملهم واختلاف أشكالهم وملابسهم الخ. ولكن مع مرور الوقت وتعدد الرحلات تعتاد للقطار وتدريجياً يصبح همك الوحيد هو كيف تجد كرسياً فارغاً تقعد عليه ثم تستغرق في النوم بانتظار محطة الوصول. فلا تنظر من الشباك ولا للركاب ولا لما يدور حولك.

ولكن في يوم من الأيام مثل باقي الأيام، أخذت القطار للمرة الألف وأصبحت معتاداً عليه ووصلت إلى كرسي مريح فجلست عليه واستغرقت في النوم بانتظار وصولك إلى بر الأمان. ولكن فجأة يدخل مراقب التذاكر فييقظك من نومك ويسأل عن تذكرتك فيكتشف بأن تذكرتك ليست صالحة للرحلة التي تقصدها. فتتعجب. إنك تركب هذا القطار كل يوم منذ عشرين سنة وتشتري نفس التذكرة وتأخذت القطار من نفس الرصيف وفي نفس الوقت. فيخبرك المراقب بأن كل ذلك صحيح ولكن تم تغيير اتجاه القطار ولم يعد يذهب إلى المدينة التي تقصدها وقد تم الإعلان عن ذلك عدة مرات في الصحف والإذاعات المرئية والمسموعة، ولكنك لم تعر انتباها لهذا الإعلان بسبب العادة. أترككم تصور رد فعل هذا المسافر سيء الحظ: هل عليه أن يدفع سعر تذكرة جديدة؟ ما اسم المدينة التي سوف يتجه إليها القطار؟ كيف يمكنه أن يصل إلى عمله ذاك الصباح؟ إلخ....

مفاجأة القرآن
--------
لقد اعتاد المسلم أن يسمع كل يوم عبارات قرآنية رنانة مثل
إنا انزلنا اليك الكتاب بالحق
كتاب انزلناه اليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور
انا انزلناه قرآنا عربيا .... بلسان عربي مبين قرآنا عربيا غير ذي عوج
ولقد انزلنا اليكم ايات بينات

وضمير المتكلم يشير إلى الله. فالمسلم لا يشك أن القرآن كتاب منزل من عند الله وأنه قرآناً عربيا وأن آياته بينات. أليس هذا ما يُعلم من الروضة إلى الجامعة، وفي الجامع والتلفزيون والراديو والصحف؟ أليس هذا ما يقوله لنا رؤساؤنا ومسؤولونا على جميع المستويات؟ أليس هذا ما يعتقده مليار ونصف الميار من المسلمين في جميع أرجاء المعمورة؟ أليس هذا ما تررد أكثر من أربعة عشر قرناً؟ فإن كان كذلك فهو صحيح. وهذا الاستنتاج لا غبار عليه عند المسلم، والويل ثم الويل لمن يقول عكس ذلك، فمصيره حبل المشنقة. وما ادراك ما هي المشنقة، خشبة عليها حبال معلقة، معدة للمنكرين والمرقة.

وفجأة يأتي رجل بسيط الحال من أصول متواضعة فيخبر القوم بأن ما أعتقدوه منذ عصور هو مجرد خرافات. وأن ما تُعلمه جوامعهم ومدارسهم وجامعاتهم ووسائل اعلامهم ليس إلا من أساطير الأولين. وأن الكتب التي يدعونها مقدسة هي في حقيقتها كتب مكدسة، وأن الأنبياء الذين يصلوا ويسلموا عليهم بكرة وأصيلا هم بشر مثل باقي البشر، لا بل أن بعضهم مجرمو حرب لو عادوا إلى الحياة لتم تقديمهم لمحكمة الجنايات الدولية ليقضوا ما تبقى لهم من العمر في غياهب الزنزانات. أليس هذا كفيل بأن يثير ضغينة المؤمنين إلى أبد الآبدين؟ ولكن ما العمل؟ هل نبقي القوم نائمين في قطار التاريخ بأحلامهم الوردية حتى يقودهم إلى الدرك الأسفل من الجحيم؟

لقد ترجمت القرآن إلى اللغة الفرنسية (http://www.editions-aire.ch/details.php?id=1382) بالتسلسل التاريخي مع إشارة إلى اختلاف القراءات والناسخ والمنسوخ والمصادر اليهودية والمسيحية، وأنهي حالياً ترجمة إنكليزية وإيطالية وأعد طبعة عربية للقرآن مشابهة. وقد وضعت النسخة الأولية منها على موقعي مجانا فتم تحميلها أكثر من 19000 مرة في مدة قصيرة. ويمكنكم تحميلها من الرابط التالي (http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic).

استنتاجاتي
------
توصلت من خلال ترجماتي وبحوثي وتدريسي للقرآن ضمن مادة أصول الشريعة في جامعات مختلفة في إيطاليا وفرنسا وسويسرا إلى النتائج التالية أقدمها لكم مختصرة دون تفاصيل سوف أعود إليها في مقالات لاحقة:

- إن القرآن ليس كتابا منزلاً من عند الله. فالله بريء من القرآن براءة الذئب من دم يوسف. والقرآن هو في حقيقته من تأليف حاخام يهودي مسطول. وبرهان أنه يهودي المصادر التي اعتمد عليها في تأليف القرآن. وبرهان أنه مسطول خربطة القرآن. وحتى أطمئن المسلمين أؤكد لهم أنني اعتقد كذلك أن التوراة والإنجيل هي أيضا كتب بشرية من تأليف بشر.

- أن القرآن لا يمكن أن يوصف بأنه كتاب، بل كشكول. وكلمة كشكول فارسية تطلق على جراب المتسولين، يعلقونه في رقبتهم، ويضعون فيه ما يحصلون عليه من طعام الناس. وهناك في التراث العربي كتاب يحمل عنوان "الكشكول" لبهاء الدين العاملي ذكر في المقدمة: "الحمد لله الواحد المعين ... وبعد فإني لما فرغت من تأليف كتابي المسمى بالمخلاة، الذي حوى من كل شيء أحسنه وأحلاه، وهو كتاب كُتب في عنفوان الشباب...، ثم عثرت بعد ذلك على نوادر تتحرك لها الطباع، وتهش لها الأسماع، وطرائف تسر المحزون...، فاستخرت الله تعالى، ولفقت كتاباً ثانياً يحذو حذو ذلك الكتاب الفاخر .... ولما لم يتسع المجال لترتيبه، ولا وجدت من الأيام فرصة لتبويبه، جعلته كسفط مختلط رخيصه بغاليه، أو عقد انفصم سلكه فتناثرت لئاليه، وسميته: بالكشكول ليطابق اسمه اسم أخيه". ما يقوله العاملي عن كتابه "الكشكول" ينطبق تماماً على القرآن: فهو كتاب يجمع من كل ما هب ودب، دون أي ترتيب، ينتقل من موضوع إلى أخر دون ترابط بينهما. ودون مبالغة البتة، فإنه يمكن اعتباره أكثر الكتب خربطة على وجه الأرض. ولكن رجال الدين يرون في هذه الخربطة إعجازاً إلهياً. وما قولهم هذا إلا تعبير عن ضعف عقولهم وانغلاق أفاق معارفهم وعماء بصيرتهم.

- إن آيات القرآن ليست بينات كما يدّعي مؤلف القرآن الكشكول. فهناك مئات الآيات الناقصة والكلمات الغريبة والأحرف المتقطعة الطلسمية التي يصعب فهمها مما أدى إلى تفاسير عديدة متضاربة. ويكفي هنا فتح تفسير الطبري لرؤية هذا التضارب الذي سببه عدم وضوح النص القرآني.

- أن هذا القرآن الكشكول هو سبب مصائب العالم العربي والإسلامي. فسدنة الدين الإسلامي ومسؤولوه ومخبلوه وأنصاف مثقفيه يرددون على مسامع شعوبهم بأن هذا الكشكول نازل من عند الله على النبي محمد، ولذلك يجب تطبيق ما جاء فيه من شرائع وما سنه النبي، ومن ضمنها قطع يد السارق، ورجم الزاني، وقتل المرتد، وفرض الجزية على غير المسلمين، ووضع النساء في أكياس قمامة، وشرب بول البعير، وإرضاع الكبير، وكسر التماثيل، وقتل الفنانين، وغيرها من السخافات الهمجية. ولن يخرج العالم العربي من كابوسه الحالي إلا إذا تم وضع هذا القرآن الكشكول في المتحف وقلب مناهج التعليم راساً على عقب بما فيها مناهج التعليم الديني وتغيير البرامج الإعلامية بحيث يتم أبعاد تلك الخرافات الدينية التي سوف تجرنا إلى الدرك الأسفل من الجحيم.

دعوة لمساع هذا الشريط
--------------
أدعو من له صبر على سماع كلمة حق بلغة عامية شعبية أن يشاهد هذا الشريط لشخص يطالب سدنة الدين الإسلامي ومخبلوه بقتله جهاراً على محطات التلفزيون، ويطلق هو على نفسه لقب "مصري ملحد": http://blog.sami-aldeeb.com/?p=28277

------------------------
يمكنكم تحميل طبعتي للقرآن بالتسلسل التاريخي مع المصادر اليهودية والمسيحية
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315&action=arabic
اذا أردتم المناقشة أو وجدتم صعوبة في تحميل الكتاب اكتبوا لي على عنواني التالي
[email protected]



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل جريمة الختان 92 : ختان الإناث كعملية تجميل
- مسلسل جريمة الختان 91 : الختان كعمليّة تجميليّة جاذبة جنسيّا ...
- دين خفيف على المعدة
- هل يحق لنا انتقاد الأنبياء؟
- الأفكار العبقرية لله
- الصينيون ينسفون مكة بقنبلة نووية
- الحج والدوران حول حجر اسود
- مسلسل جريمة الختان 90: الختان كعمليّة تمييز بين الذكور والإن ...
- مسلسل جريمة الختان 88: الكبح الجنسي ببتر الغلفة والبظر والشف ...
- مسلسل جريمة الختان 88: الكبح الجنسي بشبك الفرج أو إخاطته
- سامي الذيب أستاذ أصول الشريعة؟
- خروف إبراهيم الخرفان
- مسلسل جريمة الختان 87: الكبح الجنسي وحزام العفّة
- مسلسل جريمة الختان 86: الختان وكبح النزوات الجنسيّة
- مسلسل جريمة الختان 85: الختان والدين من وجهة علم الاجتماع
- سامي الذيب، حدد موقفك
- ما زرعناه في مدارسنا نجنيه اليوم حصرما مر المذاق
- احتجاج من احد قرائي على مقالاتي اليومية عن الختان
- مسلسل جريمة الختان 84: الختان علامة تمييز ومخالفة
- مسلسل جريمة الختان 83: الختان وتأثير الثقافة الغالبة


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - إنا انزلنا إليك كشكولا