أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلعت رضوان - مدينة طفولتى - قصة قصيرة















المزيد.....

مدينة طفولتى - قصة قصيرة


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3900 - 2012 / 11 / 3 - 10:19
المحور: الادب والفن
    



قلتُ أنا لا أحمل أية بضائع فلمَ الوقوف فى الطابور؟
قال الجنود وقال الموظفون إنه النظام .
ابتسمتْ زميلاتى المُجربات وقلنَ نعم يا صفاء إنه النظام .
أشعر أنّ ساقىّ لا تقويان على حملى . مددتُ بصرى أقيس الطابور. كان طويلا وثعبانيًا . صالة الجمرك مُتربة ومُقبضة. زحام وصراخ . أحسستُ بالاختناق مع برودة طوبة. انحصرتْ أمنياتى فى أنْ أغمض عينىّ فأكون فى البيت ، واشتقتُ لوجه أمى .
قلتُ لزميلتى التى أمامى : أشعر كأنّ الطابورلا يتحرك وأنّ نبض قلبى سيتوقف . قالت : أنا مثلك يا صفاء وعلينا بالصبر. قلتُ ولكننى رفضتُ شراء أى شىء . قالتْ أنا أشعر بك وأنّ عذابك يتضاعف .
عندما تضبّب غبش الغروب ، وتأكدتُ من انكسار أحلامى ، تنهدتُ وقاومتُ شعور المرارة ، جلستُ فى سيارة الشركة ، وحاولتُ تجاهل ذلك الانكسار.
انتبهتُ على لمسة من زميلتى . كان الجنود يضربون الرجال بالعصى . والرجال يُهمهمون بغضب مكتوم . وتفتـّتْ أعصابى .
عندما قرأتُ الاعلان عن الرحلة ، تردّدتُ كعادتى . فى كل مرة تتملكنى مشاعر متناقضة.
أدخل مدينتى بعد غياب سنوات . كان يدفعنى حنين لأماكن طفولتى . وكنتُ أتوجس من بعض الذكريات .
عارض رأفت خطيبى فكرة الرحلة. ألحّتْ أمى أنْ يكون معى . خضع لتوسلاتها .
تحرّك الطابور قليلا . تحرّكتُ بقوة الدفع من خلفى .
كان صباحًا شتويًا قارسًا والغيوم كثيفة. خفق قلبى ونحن نهبط من السيارة .
حدّد لنا المُشرف ساعة ومكان اللقاء . السيارات كثيرة والبضائع مُبعثرة والزحام شديد . تفرّق الزملاء وتوزعوا على الأسواق والشوارع التجارية. وكانت السحب تتجمّع وتتكاثف .
قالتْ أمى أنا عارفه إنْ نفسك فى طقم صينى يا صفاء .
قلتُ لزميلتى لا أستطيع الوقوف . قالت ليس أمامنا إلاّ الأرض . فكرتُ فى اقتراحها .
قلتُ لرأفت أنا سعيدة لأننى سألتقى بطفولتى : حوش المدرسة الابتدائية. أوراق الزينة المُلوّنة. أبلة الموسيقى . مرح الطفولة. طـُرقات المدينة إلى المدرسة الاعدادية. صديقاتى فاطمة ، سعاد ، إيزيس ، نوال ، أنهار، أحلام ، همس المُراهقة وصخب الصبا .
لازلتُ أفكر فى اقتراح زميلتى ولازلتُ أفضل الوقوف .
عشــّق رأفت أصابعه فى أصابعى . نبضات أصابعه طرقات مُتلاحقة. قلتُ لا تخش علىّ من وهج الذكرى . سرنا صامتيْن . وانفلتتْ الأمطار من قبضة السحب .
حكيتُ كثيرًا لرأفت عن طفولتى . فى سنة 1965كنتُ فى السادسة. الذكرى تتدافع فى رأسى . أرتعش . السنة الأولى والأيام الأولى فى المدرسة. أعود إلى البيت فينقبض قلبى . تعصره عينا أمى بالحزن المُتقطر من مآقيها. الرعب فى العيون انتقل إلى أمثالى الأطفال. صخب واضطراب واستعداد . تبدّلتْ كل الأشياء . لا لعب ولامدارس ولاضحكات . قال أبى ((ثلاث دول علينا . لن نسكت)) حمل أبى وزوج خالتى السلاح . وفى يوم خرج أبى ولم أره بعدها .
تتدافع الذكرى فى رأسى عفية فى بكورتها . لازالتْ السحب مُعتمة. ولازالتْ الأمطار تفلتْ من قبضتها . ارتعشتُ أكثر. ضغط على كفى كأنما يمدنى بدمائه.
عندما جاءوا بجثة أبى ظلتْ أمى طوال الليل تبكى . وفى الصباح طلبتْ منى أنْ أقف فى الشباك وأنظر إلى الشارع وقالت ((عارفه العساكر الغرباء يا صفاء؟)) هززتُ رأسى وقلتُ ((آه وشوشهم حمرا)) قالت ((أول ما تشوفى واحد منهم قولى لى)) كانت تترك الماء على الناريغلى ، وعندما أرى العساكر الغرباء أجرى إليها ، فتمسك حلة الماء وتجرى إلى الشباك . رغم سمنتها كنتُ أراها نشيطة وهى تدلق الماء المغلى على العساكر الغرباء .
فتح رأفت الترمس وصبّ لى كوب شاى . كانت السماء ترعد والمطر يتزايد . كان الناس يُلاحقون البضائع بأعينهم ولم يوقفهم المطر.
ظلّ الحزن فى عينىْ أمى يكبر ويأكل من مآقيها . كانت خالتى وأولادها يعيشون معنا فى نفس الشقة. جاءتْ طائرات العدو ودكتْ الحى كله بالقنابل . كنتُ وأمى تعصرنى فى صدرها قطعة واحدة من الفزع . رأيتُ خالتى وأولادها وأخوتى الصغار تحت الأنقاض . اندهشتُ من زوج خالتى وهو يبكى ، وأحببته كثيرًا وهو يقتل كل يوم الكثير من الأعداء . ولم أفهم وقتها لماذا تم اعتقاله وكل من معه. وعرفتُ بعدها أنّ النظام الحاكم رفض أنْ تستمر المقاومة الشعبية.
سألنى رأفت إنْ كنتُ أود الجلوس والاحتماء من المطر. قلتُ مجانين السينما لا يوقفهم المطر. من يصنع سينما الأوحال إنْ لم تصنعها أنت ؟ فلنمش مع الناس ونملأ العيون والذاكرة. قال أخشى عليكِ من المطر. قلتُ لقد عشتُ أهوالا أشد من نزلات البرد . وخضنا الوحل فى مدينة الألوان.
دَفعة من الخلف . تحرّكتُ مع الطابور. اخترقتْ أذنى صرخات امرأة وسباب موظفة. وعصى الجنود تشق الهواء والأجساد . كدتُ أقع . فكرتُ فى الجلوس . بقيتُ واقفة.
العيون تـُسابق الأيدى على البضائع . البضائع على الأرصفة وفى الأكشاك وداخل المحلات . فى الشوارع والحارات وما بين الممرات ، والممر لشخص واحد . الكل يدفع مَنْ أمامه ويُدفعْ مِن الخلف . صرخ رجل ((محفظتى ضاعت)) قالت امرأة ((وكالة البلح فى مصر أرحم)) تأملتُ الوجوه : انطمستْ الملامح ، وجوه تتمدّد وتنتفخ . الوجنات بالونات حمراء. فتحات الأنوف أقبية مُعتمة. العيون طاقات لهيب . ارتعبتُ . هل تضخم خيالى ؟ الناس الشوارع البضائع الألوان . الوجوه بضائع الأصوات بضائع . كل المرئيات أمامى ، سينما الرعب فى رأسى .
قالت زميلتى ((كلما تحرّك الطابور، كلما انقبض قلبى وازداد خوفى)) سألتها ((هل تـُخبئين شيئـًا؟)) قالت لا. طمأنتها ألاّ تخاف واخترق مخى سؤال عنيف : لمَ يتملكنا الرعب وممَ نخاف ؟
أصرّ رأفت أنْ نجلس حتى يتوقف المطر. حدّثنى عن السينما التى يحلم بتقديمها للناس . تـُفرحنى أحلامه. تمنيتُ أنْ أشاركه الحديث . غلبنى شرودى . تأملتُ البنايات والمحلات والناس. لاشىء أعرفه. تأكدتُ من اسم الحى واسم الشارع الذى وُلدتُ فيه فقالوا هو. أعصر عقلى فتقول صور طفولتى إنها ليستْ مدينتى .
فى سنة 1967تم ترحيلنا وبعدها رفضتْ أمى العودة. كانت جثة أبى وأشلاء خالتى وأولادها وأخوتى ماثلة فى وعى أمى . تستيقظ من نومها فزعة وتحل الكآبة نهارها . انتقلتْ العدوى إلى مشاعرى وترسّختْ . ولم تقل أمى شيئـًا ، ولكن عينيها كانتا تقولان الكثير.
حاول رأفت أنْ يُخرجنى من صمتى . كنتُ أتأمل إعتام السحب وأنصتْ إلى صوت المطر.
قالتْ زميلتى ((أنتِ ياصفاء دائمًا صامتة. أرجوكى تكلمى معى . الخوف يعصرنى . أنا لا أحمل أية ممنوعات . هل تطول الإجراءات؟ آه أنتِ أول مرة مثلى)) تأملتُ وجهها أغوص فى تعبير الخوف . هممتُ أنْ أمسح على وجهها أواسيها . كدتُ أقــع ، تساندتُ عليها .
اشتدّ الزحام على المحلات . وإشتد إعتام السحب وتكاثفتْ سيول المطر.
فى سنة 1965 كانتْ عروستى تحت الأنقاض .
فى سنة 1967 ضاع كل شىء وبقيتْ الذكريات .
تحمّلنى رأفت وأنا أنتقل من شارع لشارع . أسأل عن فاطمة أو إيزيس أو أنهار أو أحلام . لا أحد يعرف صديقاتى ، حتى أحلام .
حنين الصبا ينزف وذكرياتى تتوهج . هنا شارع المدرسة الابتدائية. فى العام التالى للعدوان كنا ننشد كل صباح ((هذه أرضى أنا . وأبى ضحى هنا)) كنتُ صغيرة وكان شعر رأسى يُطقطق اشتعالا. كنتُ أرفع رأسى وأصيح ((وأبى مات هنا)) وكانت أبلة الناظرة تنهرنى وتقول ((لا تـُغيرى الكلمات)) وتأخذنى أبلة أشجان فى حضنا وتقول ((لاتغضبى منها. إنها تـُحبك ، ولكنها تخشى من الزملاء الذين يكتبون التقارير للمباحث)) وتمسح دموعى وتطلب منى أنْ أكف عن البكاء. كانت زميلتى أحلام ترفع صوتها مثلى وتصيح ((وأبى مات هنا)) وكانت تبكى لأنّ أباها حمل السلاح مثل أبى ولم يعد بعدها . وفى طريقها إلى الفصل تضع كفها فى كفى ونبكى معًا .
طلبتُ من رأفت مؤانستى أو مواساتى . قال وهو يضغط على كفى : معلوماتى عن المدينة من الكتب وصور الحروب ولكننى أعيش مشاعرك فهذه ليستْ مدينتك . سألته أين الذين يعيشون فى عشش الصفيح وفى الخرابات ؟ قال لن يكونوا وسط الفيديوهات والزهور الصناعية.
سألتنى زميلتى عن حالتى الصحية. قلتُ بخير. قالت ((الدور الآن علىّ وأنتِ بعدى . قلبى يدق دقات قوية ، ولكننى لستُ خائفة)) حاولتُ أنْ ابتسم فى وجهها . قالت ((هذه أول وآخر مرة أحط رجلى فى مدينة البشاعة))
مدينة البشاعة !!
تذكرتُ أسماء مدينتى إبّان طفولتى ، وأغنيات النصر، وأبلة أشجان التى اختارتنى لفريق المسرح . وجماعة أبناء الشهداء . كانت الأبلاوات يُلقــّننى كلمات أقولها فى الاحتفالات عن استشهاد أبى ، وكنتُ أقول كلمات غيرها سمعتها من أمى . تغضب أبلة الناظرة وأبلة أشجان تضحك وتقول أنتِ رائعة يا صفاء.
لوّحتْ لى زميلتى وقالت ((أخيرًا إفراج . سأنتظرك فى الخارج)) كانت تبتسم والدماء تعود لوجنتيها مثل المفرج عنه من معتقل. حاولتُ أنْ أبتسم لها وألوّح بيدى ولم أقدر. خانتنى قواى . انتبهتُ على صوت الموظفة تصيح بى.. هيه.. إنتى.. اقتربى . اقتربتُ منها . قالتْ أين شنطك ؟ قلتُ أنا لا أحمل أية بضائع . مسحتْ جسدى بعينيها . قالت ((لمَ أنتِ مرتبكة ؟)) قلتُ ((أنا مُجهدة)) وكدتُ أخرج تنهيدة راحة وأغادر صالة التفتيش . لم تـُصدقنى . جئتُ أرى طفولتى ولم أجد شيئـًا . قالت معقول لم يُعجبك أى شىء لتشتريه؟ قلتُ نعم . لم تقتنع وأصرّتْ على تفتيشى . صرخ رجل صرخة حادة . جرى جنود يرفعون سلاحهم .
فى فصل ثالثة أول لوحة رسمتها لأبى . رسمته أطول مما رأيته آخر مرة. كان يحمل البندقية فى يد وفى الثانية يضم طفلة إلى صدره. كان يضحك . قالت أبلة أشجان أنتِ خيالك واسع يا صفاء وبكتْ. ولم أعرف لماذا بكتْ. وظلتْ اللوحة فى خيالى طوال سنوات المهجر.
توسلــّتْ زميلاتى لإعفائى من التفتيش . أصرّتْ الموظفة. كدتُ أبكى . جاهدتُ كى أبدو مُتماسكة. سلــّمتنى لزميلة لها ، وهذه صحبتنى لغرفة التفتيش . غرفة مُقبضة. وقفتُ أمام إحدى الموظفات . بعد أنْ انتهتْ من حقيبة يدى طلبتْ منى أنْ أخلع الجاكت . تردّدتُ فشجّعتنى بابتسامة باهتة. داهمنى إحساس بأننى أقف أمام سجانة كئيبة الوجه. قلــّبتْ الجاكت جيدًا . طلبتْ منى أنْ أخلع البلوفر الصوف . أحسستُ بسحب كثيفة تتجمّع فى عينىّ .
فى 67 رفضنا الخروج . تم تهجيرنا عنوة. قال زوج خالتى مدينة بلا ناس يعنى الخراب .
رجوتها أنْ تـُصدٌق أننى لا أحمل أية بضائع. اعتذرتْ بابتسامة. خلعتُ البلوفر، فطلبتْ منى أنْ أخلع البلوزه .
خرجنا مع الخارجين . رفض زوج خالتى الخروج . اختبأ مع بعض الرجال . قال وهو يُودّعنا : أقاوم أو أموت .
طلبتُ منها أنْ تعفينى من خلع البلوزه. اعتذرتْ . السحب فى عينىّ تتحرّك وتـُبلل وجهى .
فى سنوات المهجر تضاربتْ الأقوال عن أخبار زوج خالتى . قالوا أستشهد وقالوا أسر وقالوا أعتقل .
لم أتوسل لأحد من قبل . تعللتُ ببرد الشتاء . قذفتنى بابتسامتها . خلعتُ البلوزه فطلبتْ منى أنْ أتجرّد من الباقى .
فى سنوات المهجر كان العرى سبيل اللقمة. رفضنا العرى وقاومنا الجوع .
طلبتُ منها أنْ تعفينى من الإهانة. طعنتنى بابتسامتها وقالت ((مكسوفه من إيه ؟ إحنا ستات زى بعض)) وخاطبتْ زميلتها وعيناها على جسدى .
انتقلنا من قرية لمدينة. ومن عشة صفيح إلى خيمة. أربعون أسرة فى الخيمة. رجال ونساء. فتيات وأطفال . بين الأسرة والأسرة ساتر مثقوب .
قلتُ لها لن أخلع أكثر من ذلك . قالت آسفة. أنا أنفذ التعليمات . وتجاهلتنى .
قلتُ يا رأفت أنت فقير وأنا فقيرة ومُهجّرة وتعديتُ سن الزواج . قال أنتِ غريبة وأنا غريب . هاتى نبضك على نبضى ولا تتكلمى .
صرختْ الموظفة فى وجهى أنْ أعجّل بالتجرد من ملابسى . رفضتُ وثرتُ فى وجهها ، بكيتُ . صرختُ . قالت هذا ليس فى صالحك . اسمعينى لمصلحتك . أنتِ هكذا تُثيرين الشكوك حولك ، وأعطتنى ظهرها .
لم يقل رأفت لأمى أسباب رفضه للرحلة. كان دمثــًا وهو يعتذر لها . قال إنّ صفاء بنيانها ضعيف ولن تتحمّل مشقة الذكريات . قالتْ حاولى أنْ تستمتعى بوقتك وعيشى كما يعيش غيرك.
انتبهتُ على صوت الموظفة رقيقــًا على غير عادته. قالتْ صدقينى هذه هى التعليمات. تجرّدتُ من ملابسى كلها . فتـّشتْ كل قطعة. كنتُ أرتعش من البرد ودموعى لا تتوقف ، وتفجّرتْ فى رأسى كلمات كثيرة عن بشاعة المدينة.
كان رأفت يُسرى عنى تحت زخات المطر. قال أحب السينما كما أحب قبلة أبى وهو عائد من الغيط . أسمعه وأحشائى تفور والمرئيات تتمدد وتتمطى داخلى . واستمر سقوط المطر. نبّهنى أنْ حان الرحيل وأنّ الوقت الباقى بالكاد يكفى لشراء طقم الصينى . قلتُ لا رغبة لى فى الشراء ، وأننى سأشتريه من مصر.
قالت ((أنتِ بريئة. إوعى تكونى زعلانه)) لا أدرى كيف ارتديتُ ملابسى . خرجتُ من الصالة. ركبنى إحساس أنّ كل العيون تنهش فى لحمى . جاهدتُ كى أبدو متماسكة. خارج الصالة كان التراب قد تحول إلى طين رخو. ركبتاى ترتعشان . كدتُ أقع . تماسكتُ . حاولتُ السيطرة على مشاعرى ودموعى . عينا رأفت فى عينىّ . زميلاتى تبارينَ لأخذى فى أحضانهن. زملائى يُطيّبون خاطرى . السحب فى عينىّ تحط بينى وبينهم جدارًا سميكـًا . التوتْ ساقاى . كل العيون تأكل من عريى . سقطتُ فى الوحل . يغزونى يقين بأننى لازلتُ عارية تمامًا .
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلك اللوحة
- حالة تلبس : قصة قصيرة
- محمود سلام زناتى : من سمع بهذا الاسم ؟
- لماذا فقد حورس عينه : المعرفة قبل العاطفة
- مصر فى عيون العالم (موسوعة للأطفال)
- موسوعة الفن المصرى وفن الكتابة للأطفال
- موسوعة تاريخ الأفكار للشباب
- أمنيات الزمن الضائع للأديبة هدى توفيق
- الموالد المصرية وأبعاد الشخصية القومية
- مظاهر الليبرالية المصرية قبل يوليو1952
- ربوة منصر القفاش - قراءة فى مجموعته نسيج الأسماء
- الشخصية المصرية وتعاملها مع القهر فى مجموعة (الحنان الصيفى)
- الأسطورة والواقع فى أطفال بلا دموع
- وصف اللغة بالفصحى غير علمى لأنّ الفصاحة للإنسان
- علم الآثار وغياب الحس القومى
- رؤية الواقع ورؤى الخيال فى (أغنية الدمية)
- أسماء المصريين بين المُعلن والمسكوت عنه
- قصة للمرحوم بيومى قنديل من مجموعته أمونه تخاوى الجان
- ميريت آمون - قصة قصيرة
- فى نص الليل - قصة قصيرة


المزيد.....




- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلعت رضوان - مدينة طفولتى - قصة قصيرة