أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - حوار في شؤون الثورة السورية وشجونها















المزيد.....



حوار في شؤون الثورة السورية وشجونها


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3891 - 2012 / 10 / 25 - 17:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


إعداد: زهرمان باشا بخاري.
Rashad Zaghlouleh كيف تتوقع طريقة إزالة نظام الأسد؟
لا أستطيع التقدير. الوضع السوري متشابك، وتوقع ما يجري غدا صعب جدا. لكني موزع النفس بين تمني أن يدفع النظام بشخص رئيسه وقادته العسكريين والأمنيين ثمن الجرائم الكبيرة التي ارتكبوها بحق السوريين وسورية، وبين تفضيل حل سياسي يؤدي إلى تغيير حقيقي في البلد، ويوفر دماء السوريين وآلامهم ومواردهم.
Dana SH هل تعتقد أن الدول الغربية تحجم عن التدخل لأنه كما يزعمون بسبب وجود جماعات متطرفة يمكن أن تحصل على السلاح الذي سيقدمونه؟ أم أن الأمر يتبع لرغبتهم بإطالة الأمد والحفاظ على نظام الأسد؟
تدخل القوى الغربية مباشرة مختلف عن تزويدها بالسلاح للمقاومة السورية. لا تتدخل تلك القوى لأنه لا مصلحة مباشرة لها في ذلك، إن على شكل مطمع مغرٍ، أو على شكل خطر محدق بمصالحها في المنطقة ويتوجب عليها مواجهته. وفوق ذلك لديها ما تخشاه من عواقب التدخل بعد تجربتها العسكرية الفاشلة في العراق.
أما التزويد بالسلاح فلا شك أن وجود مجموعات مسلحة متطرفة مشبهة بالقاعدة مثل "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" يدفع القوى الغربية إلى التردد، لخوفها من أن يقع في أيدي هذه المجموعات، ويستخدم ضد مصالحها أو لتقويض فرص الاستقرار في الإقليم. من جانب آخر يبدو لي أن إسرائيل، وهي مسموعة الكلمة في دول الغرب فيما يخص شؤون إقليمنا، تضغط باتجاه عدم تزويد المقاومة السورية بالسلاح. فما دامت قد خسرت الحراسة الأسدية لجبهة الجولان، فالخيار المناسب لها هو أن يتقاتل السوريون إلى ما لا نهاية، وأن تضعف سورية كلها، وربما أن تتمزق.
ولا أظن أن هذه السياسة الإسرائيلية العدوانية جدا هي سياسة الدول الغربية أيضا. لكن في المحصلة لا تبعد سياستها كثيرا عن ذلك لأنها لا تجد دوافع ولا دواعي قوية للتدخل المباشر أو غير المباشر.


Dana SH ما هي نقطة الضعف الأكثر تأثيرا في استراتيجية الجيش الحر أو طبيعته؟
تعرفين، دانا، أن عبارة الجيش الحر مجازية جدا، وأنه لا يكاد يكون حتى عنوانا فضفاضا للمقاومة المسلحة في سورية، وبخاصة بعد ظهور مجموعات مسلحة متشدد دينية، فلسفتها وفكرها ونموذجها الاجتماعي مغاير كليا لما يمكن أن نعتبرها فلسفة الثورة السورية وتطلعاتها. المجموعات الأخيرة لا أعتبرها جزءا من الثورة، وهي منذ الآن أقرب إلى عبء عليها، وستكون عبئا كبيرا على سورية في المستقبل.
ما لدينا في الواقع هو حركة مقاومة شعبية مسلحة، سيئة التسليح غالبا ولا نفاذ لها إلى مصادر تسليح منتظمة. وهي تعاني لامركزية مفرطة تحد من فرص التنسيق بين المجموعات المقاتلة، وإن حالت من جهة أخرى دون أن يتمكن النظام من توجيه ضربات قاصمة إلى الثورة. لكن الأمر يتجاوز اللامركزية على المستوى التنظيمي إلى اللامركزية على المستوى السياسي والفكري، المستويين الذين كان من شأن قدر معقول من المركزية فيهما أن يحدد الوجهة العامة للمقاومة واستراتيجيتها، وجبهاتها التي يلزم التركيز عليها أكثر من غيرها في هذا الوقت أو ذاك، بدل تشتت القوى وانتشارها.
لكن بالنظر لظروف نشوء المقاومة المسلحة وانتشارها، والظروف القاسية جدا أثناء الثورة، والقدرات الذاتية أو مدى أهلية المقاومين من عسكريين ومدنيين، هل كانت هناك فرصة كبيرة لأنو يكون الوضع أفضل؟ ليس كثيرا في تقديري.
Dana SH هل كان الخيار العسكري و حمل السلاح هو امر انجر له الثوار حسب ما يريده النظام كما يروج له السلميون ام انه تطور طبيعي بطبيعة الثورة؟
ظهور المقاومة المسلحة تطور اضطراري تسبب فيه اعتماد النظام للحرب كسياسة وحيدة في مواجهة الثورة. من أجل أن تستمر الثورة في مواجهة نظام لم يعرض يوما فرصا لحلول سياسة، لا بد من انتزاع احتكار الحرب من يده، أو كسر هذا الاحتكار. بالطبع حمل السلاح وامتلاك الحرب يحمل معه مشكلاته، ونرى بعضا منها منذ الآن، لكن انتزاع الحرب من يد نظام قائم جوهريا على الحرب هو فعل تحرري تماما. ولا يحتاج إلى تبرير من شيء يعلو المجتمع المقاوم. لا أحد يملك هذا التبرير على كل حال، ولا أرى أن الجهات التي تنتقد المقاومة المسلحة باسم السلمية أو باسم الوطن تحوز من الشرعية السياسية أو الأخلاقية أكثر مما يحوزه أهالي درعا أو برزة أو كفرنبل ومقاتلوها.
Dana SH ايضا لم طروحات "المثقفين" عادة جامدة و بعيدة عن الواقع المعاش للناس، وليست ذات تأثير في مسار المعركة الحاصلة وخاصة فيما يتعلق منها بالشق العسكري فيكتفون بكلمات باردة او بنقد بدل التواصل مع ما يجري والعمل على تحسينه.
بوصفي أحد هؤلاء "المثقفين" لا يسرني وصف طروحاتهم بأنها "عادةً جامدة وبعيدة عن الواقع المعاش للناس"، لكني مضطر للإقرار أنها غالبا كذلك. الحقيقة أننا قضينا عقودا من انقطاع تأثير الثقافة والمثقفين على الحياة العامة، بفعل افتقارنا إلى أطر للنقاش العام وأقنية للتواصل مع الناس. تعلمين أن أمثالنا لا يظهرون على وسائل الإعلام الجماهيرية الرسمية أو الخاصة، ولا يمكن حتى أن تذكر أسماؤنا فيها، ولا نستطيع عقد ملتقيات أو ندوات للنقاش وتبادل الآراء، ولا حتى في بيوت خاصة. هذا جعل من الثقافة النقدية والمعارضة فعلا فرديا محصورا في نطاقات ضيقة، وانعكس على تفكير أمثالنا من المثقفين فجعله مجردا و"فكرانيا"، بحيث يستعصي علينا أن نطور مقاربات وأفكارا واقتراحات تستجيب للوقائع العياني المتغير.
ومن هذا الواقع المتغير الثورة وظهور "الشق العسكري". علما أن القضايا العسكرية صارت خارج أفق تفكير المثقفين في بلدنا وفي العالم العربي ككل منذ سبعينات القرن العشرين على الأقل.
نحاول قدر المستطاع مع ذلك. لكن من قد يكونون مؤهلين من بيننا للتفاعل مع هذه القضايا المستجدة هم الشباب. الثورة مدرستهم العظيمة، وعسى "يتخرجون" منها وتأهيلهم أكثر تنوعا وأقرب إلى الواقع من تأهيلنا.

Sam Al Sham الأستاذ ياسين مع الهدنة أم ضدها مع ذكر السبب وهل الشروط التي وضعها المجلس العسكري شروط الغرض منها أن تكون تعجيزية؟
أشك يا صديقي أن تكون هناك هدنة. لا أثق بأن يلتزم النظام بها، بل أثق أنه لن يلتزم، ولذلك لا داعي للانخداع بهذه الحركات العقيمة. لو كان يمكن الثقة بالنظام، ولو بنسبة 5% لكنت مع الهدنة. لكني أعتقد أننا نخطئ أقل الخطأ إذا وثقنا بالنظام أقل الثقة. وأقدر أن شروط المجلس العسكري هي محاولة منه لإلزام النظام بشيء ملموس كبرهان على صدقية نياته.
Mo Shukri Omar ما هوه الحل للوضع الراهن برأيك الشخصي أستاذ ياسين.
إسقاط النظام. مهما يكن ذلك مكلفا فإن كلفته أدنى من بقاء النظام أو حتى من بقاء بعض "شروشه". الثورة وثبة كبرى تاريخيا، ولن تتاح للسوريين قفزة مثلها قبل جيلين من اليوم على الأقل، أي نصف قرن. لذلك لا ينبغي إهدارها، ويلزم عمل كل شيء كي تحقق هدفها الأول: إسقاط النظام، وطي صفحة "سورية الأسد". الشيء الوحيد الذي يمكن أن يبرر التضحيات الهائلة للشعب السوري اليوم وفي جيل سبق، ويعينه على تحمل ظروف الحياة التي ستكون صعبة جدا في سنوات ما بعد الثورة، هو التخلص من النظام الأسدي.
سارية الجبل تو
اول شي مبروك للجائزة الي استلمتا .. سؤالي هو: ماهو حجم الفراغ الذي تركه المثقفون والساسة المخضرمون بغيابهم الفعلي عن سوريا وترك الساحة للآخرين، وهل من الممكن للجوائز ان تحل مشكلة في هذه المرحلة .
شكرا.
لست متأكدا من أن "المثقفين والساسة المخضرمين" الذين تركوا البلد أثناء الثورة تركوا فراغا. رأيي أنهم أساؤوا إلى أنفسهم فقط. من تركوا فراغا هم الشباب، وليس المخضرمون. لكن العامل الأساسي في إشغال "الآخرين للساحة" هو في رأيي الحرب الأسدية على المجتمع السوري، وليس هجرة المخضرمين ولا حتى الشباب. الهجرة نتاج للحرب التي أنتجت ب-ورها المقاومة والتجذر والتدين.
ولا علاقة للجوائز بمشكلاتنا. لكن الثورة وضعت سورية على خارطة الكفاح الإنساني ولفتت الأنظار إلى بلدنا وإلى عمل مثقفين وناشطين سوريين. هيك شي يعني.
Ammar Ramadan سؤالي للأستاذ ياسين .... هل دُعيت لأي تجمع او تيار أو ائتلاف أو مجلس بعمل سياسياً للثورة السورية ... رح افترض جوابك بنعم وأسألك الشق التاني .... لماذا رفضت ... ألا ترى بان العمل السياسي هو الاكثر فعالية لتقدم الثورة وهو الاهم وخصوصا بهذه الأوقات العصيبة .... هل النأي بالنفس لان المعارضة عاجزة هو الحل ....؟؟؟
دعيت لمؤتمر سميراميس في وقت مبكر من الثورة، واعتذرت. ودعيت مؤخرا للانضمام إلى هيئة الحكماء، واعتذرت أيضا. وأكثر من مرة اقترح علي أصدقاء بعد الثورة، وكذلك قبلها، إنشاء تيار أو تجمع سياسي وكنت أرفض بتصميم.
السبب أني لست سياسيا، ولا أرى أن السياسة عمل من لا عمل له. أجدها مجال عمل صعب فعلا. ولا يغرّك أني أتناول القضايا السياسية فيما أكتب. فالكتابة عن السياسة شيء، والعمل السياسي شيء آخر، وهو أصعب وله أهله. ولست منهم.
ثم أن لدي ما أعمله وهو يستهلك كثيرا من الوقت والجهد، ويعتقد كثيرون من أصدقائي ومعارفي أنا ما أقوم به ليس سيئا (هناك من يرونه سيئا جدا، بالمقابل، والحق يقال).
الأمر ليس "نأيا بالنفس"، بل استجابة لمبدأ التخصص. أنا كاتب، وأظن أني مفيد في مجالي لا في غيره. ولا أوافقك على أن العمل السياسي هو الأكثر فعالية لتقدم الثورة. أتصور أن الثورة محتاجة لنا كل في الميدان الذي يبرع فيه واحدنا أكثر. وهذا الميدان ليس السياسة فيما يخصني.

Tarek HB هل تتوقع صراع بين كتائب الجيش الحر، والكتائب التي تتبنى الفكر الجهادي بعد سقوط النظام؟؟
هذا وارد. لكن لا نعلم كيف ستكون صورة المكون العسكري المتنوع للثورة إلى حين إسقاط النظام. أخشى أنه كلما طال الأمد بالحرب الأسدية وافتقر السوريين للعون من القريب والغريب كان ذلك أنسب للتيارات المتشددة. كل شيء يتحدد بالنهاية المحتملة للأوضاع الراهنة.
Tarek HB لا شك أن الغرب يسعى إلى استنزاف طرفي النزاع في سوريا قبل التدخل بشكل مباشر في الشأن السوري ، ما هي الملامح التي تحدد هزيمة أحد هذه الأطراف لحرب الاستنزاف ؟؟ بمعنى آخر ما هو الكافي بنظر الغرب للإقتناع بأن الكفة رجحت لأحد أطراف إيذانا بالتدخل؟
لست متأكدا من صحة المسلمة المضمرة في كلامك، يا طارق، بأن الغرب ينتظر رجحان الكفة لأحد الطرفين كي يتدخل. أميل كما سبق القول في إجابة سابقة إلى أن الغرب لا يجد له مصلحة قوية في التدخل ويخشى عواقبه. لكن يحتمل أن يصعد دعمه للثورة إذا بدا أنها وشيكة الانتصار، من باب المشاركة في النصر ومحاولة التأثير على اتجاهات التطور السورية بعد سقوط النظام.
Kakashi Burai هل تنوي الترشح لمنصب سياسي في فترة ما بعد الاسد؟ أم ستتفرغ للعمل الثقافي؟
لن أترشح لمنصب سياسي، ولا أجد نفسي مؤهلا للمناصب السياسية، ولا هي تغريني. قبل الثورة كان عملي يتجه أكثر وأكثر باتجاه المجال الثقافي الذي أحبه، ويبتعد أكثر وأكثر عن السياسة. لكن الثورة، الله يسامحها، رجعتني للكتابة السياسية ووجع القلب تبعها.
بعد الثورة آمل أن أتمكن من العودة إلى مجالي... لدي بعض الأفكار وأريد الشغل عليها.
Yahoom Maktoob شو الاسباب الي منعتك تعمل الحوار بشكل مباشر مع انو حضرتك بتعرف تشتغل على الفيس بوك ..
بينما الضيوف السابقين الي طلبو انو يكون الحوار ما يكون مباشر كان السبب هو عدم وجود حسابات الون عالفيس
والله لأني أفضل ما أكون "ملحوق" و"ملَهْوج" بالإجابات. وبصراحة ما كنت أعرف الصفحة ونوعية المشاركين فيها، وما كان عندي فكرة كيف يجري النقاش فيها. فكان خيار تجميع الأسئلة قبل الإجابة عليها هو الأنسب في نظري.

Youssef Sadaki أين المثقفين و المعتدلين من الثورة وما حجم وجودهم ومدى تأثيرهم على مجريات الأحداث؟ هل من الممكن أن نقول أن من حمل السلاح أقصى دور المثقف، وأن من أسلم الثورة توه الأهداف التي نشأت لها الثورة؟
ما أضعف المعتدلين هو تطرف النظام. أي صوت معتدل فقد صدقيته بسبب وحشية النظام. رأيي الشخصي أن الاعتدال لا ينفصل عن العدل، والعدل يقتضي إسقاط نظام هو بالفعل بمثابة عصابة مجرمين مسعورة.
أما المثقفين فقد أشرت إلى جوانب من وضعهم في إجابات سابقة. أضيف فقط أن دور المثقفين حين يقتل شعبهم هو الوقوف إلى جانبه والمشاركة في كفاحه بما استطاعوا. نحن بشر ونتضامن مع مواطنينا كبشر. ونحن مثقفين وننصر ثورة شعبنا بأدواتنا كمثقفين. لكن لا ينبغي توقع أن يجيب المثقفون الزير من البير في ظروف كظروفنا، فيها كثير من الرصاص ومن الدم.
والأسباب ذاتها التي قادت إلى التسلح تقود أكثر وأكثر إلى التدين. التدين ينبعث من تجذر الثورة، ومن الحاجة إلى سند سماوي في غياب سند أرضي. لذلك يلزم العمل على رفع الأسباب، أي مرة أخرى إسقاط النظام. كلما تأخر تحقيق هذا الهدف كان محتملا أن يكتسب العمل العسكري والتدين دافعية خاصة بهما، تستمر بعد أن تتغير الظروف التي أدت إليهما.

Tarek Alabed هل الرقة غائبة ام مغيبة عن الثورة؟
لست جيد التأهيل للإجابة على السؤال. "مادتي الأولية" فقط من الرقة، ولم أعش فيها إلا في المرحلتين الإعدادية والثانوية بين 1971 و1977. غير ذلك كنت أذهب زائرا بين حين وآخر.
لكن في تقديري كانت حراك الرقة يتحسن حتى مطلع الربيع الماضي حين بلغ العدوان على حمص ودير الزور الذروة وأصبحت الرقة ملجأ داخليا أساسيا، وقد يكون الأكبر في سورية. وكان أن استولى النشاط الإغاثي على الطاقات المتواضعة الموجودة. لكن ريف الرقة نشط، وسلوك وتل أبيض خارج سيطرة النظام، وهما تتعرضان للقصف بالطيران أو المدفعية بصورة متكررة.
-- على ماذا تعول في المرحلة المقبلة في ظل نقص السلاح النوعي و التركيز على أهمية توحيد الجيش الحر؟
ما أعول عليه هو استمرار الثورة، إن كتظاهر سلمي، وهو معقول رغم كل شيء (فوق 400 مظاهرة في كل من أيام بضع الجمع الفائتة) أو كمقاومة مسلحة. آمل أن يتوفر لدى المقاومين أسلحة فعالة، ولا يبعد أن يحصل ذلك.
- هل تتوقع دوراً سرياً لمناف طلاس أو رياض حجاب في ظل اللقاءات المتكررة؟
نعم. ربما يفكر الفرنسيون باستخدام مناف. وربما يفكر غيرهم بحجاب. لن يفرط أحد بأوراق قد يستفيد منها يوما. لكن الرجلين خفيفان سياسيا، ويستمدان وزنهما ممن قد يكون وراءهما.
- كيف تقرأ التململ الذي يصيب العلويين في الساحل؟
أعتقد استنادا إلى معلومات أصدقاء من المنطقة أنه بولغ بأمر ما حصل في القرداحة. وليس هناك مؤشرات على تململ أوسع، لكنه سيكون مفيدا جدا إن حصل.

Firas Qabbani هل أنت راضي عن دورك في الثورة السورية... هل قدمت للثورة السورية كل ما تستطيع تقديمه ..
هذا سؤال صعب يا فراس. صعب أن يرضى عن دوره في الثورة كاتب ينال مكافآت مادية ومعنوية على عمله الكتابي، بينما يقتل عشرات الألوف من شعبه ويعتقل ويعذب عشرات الألوف، ويهان ويجوع ويعيش تحت الخطر الملايين، ويفقد أطفال وآباء وأمهات أعزاءهم كل يوم. بأدواتي ككاتب حاولت تقديم كل ما أستطيع. لكن عشرات المرات أثناء الثورة شعرت أن الكتابة وصلت حدودها، أن ما يجري في البلد يصيبها بالبكم ويكاد يجعلها غير ممكنة.
لكني مستمر في الكتابة لأنها عملي، ولا أزال أظن أنها تسهم في توضيح أين نحن وكيف تسير الأمور.

Rami Kazziha كم بتقديرك سنحتاج من زمن لننظف الفوضى الحاصلة بعد السقوط؟
أمامنا في كل الأحوال سنوات وربما عقود من أوضاع غير مستقرة على جميع المستويات. هناك فوضى العنف والدمار، وهذه وحدها ستحتاج إلى أكثر من عقد من السنين لوقفها وإعادة الإعمار. هناك فوضى على المستوى السياسي والمؤسسي، وهذه تقتضي سنوات طويلة إلى حين يمكن أن نستقر على توافقات معقولة. هناك مشكلات صون وحدة البلد ورأب الصدوع الاجتماعية العميقة. هناك مشكلات تترتب على موقع سورية موقع تنازع بين القوى الإقليمية والدولية. هناك إعادة بناء معنى سورية وهويتها الوطنية، وهذا سيكون موضع تنازع أكيد أيضا.
أرى أن نوطن النفس على جيل من الأوضاع العسيرة، وما يحتاجه ذلك من شجاعة وجلد. وألا نتوقع سيرا سلسا نحو حياة سياسية ديمقراطية في أي وقت قريب. بعد أكثر من 19 شهرا من الثورة ومن العنف الهائل الذي مارسه النظام، هناك الكثير جدا من الغضب في سورية والقليل جدا من الأطر السياسية الصالحة، الكثير من عدم الثقة بين السوريين والقليل جدا من المعاني المتفق عليها، الكثير من الحاجات الملحة والقليل جدا من الموارد المادية. سنشهد على ما أرجح خضات كبيرة وصراعات اجتماعية وسياسية، ودينية، متنوعة لوقت طويل.
Freedom Vio
أرجو معرفة رأي ياسين الحاج صالح بجبهة النصرة
لدى جبهة النصرة نموذج للسياسة والمجتمع سابق للثورة ولا علاقة لها به، ولا يحمل ذاكرتها، ومكتمل بدونها. هذا النموذج متمركز حول الإسلام في صيغة خاصة متشددة من صيغه، وهو طائفي مبدئيا، ومعاد للمبادئ التي تقوم عليها المجتمع والدولة في عصرنا، بما فيها الدستور والمواطنة والمساواة بين الناس بصرف النظر عن الدين والجنس والمذهب. وهو ما يجعل من هذه الجبهة مشكلة خطيرة بعد التخلص من النظام، الذي هو في رأيي الأسوأ بإطلاق والأخس بإطلاق. اليوم لسنا في وضع من يستطيع مواجهة جبهة النصرة وأشباهها. لكنها ستكون الهم الأول بعد التخلص من نظام الشبيحة.

Shaish Baiesh حسب متابعتنا لوكالات ووسائل الإعلام الغربية المقروئة والمسموعة متل (رويترز, سي إن إن, إندبندت, اللوفيغارو... إلخ)
تغطيتها للأحداث السورية ...كلها تدرج في 3 أشكال
1: التلميح وأحيانا التأكيد على أن النظام يحارب جماعة متشددة تدور في فلك القاعدة؛
2: تأزم الوضع السوري ناتج عن دعم بعض دول الجوار للمعارضة المسلحة (تركيا,السعودية ,قطر).
3: التكلم عن حجم الدمار الحاصل في سوريا من المدارس والأبنية والمستشفايات والبنية التحتية عموما، ولكن بنهاية الخبر يوزع المسؤولية عن هذا الدمار بالتساوي بين النظام و المعارضة.
يعني الإعلام العالمي و بالتالي الرأي العام العالمي مغيب تماما عن المجازر وقصف المدن واللاجئين والأسلحة المحرمة دوليا و الانتهاكات و و و
سؤالي للأستاذ ياسين: أليس كتابة مقال واحد في جريدة عالمية تشرح حقيقة ما يجري بسوريا... أفضل بمليون مرة من مليون مقال بجريدة عربية؟؟؟
يعني الرأي العام العربي أخد حقو بشكل كافي وزيادة... بس بالمقابل الرأي العام العالمي مغيب عن الحقيقة بشكل بشع.

Shaish Baiesh يعني بالمختصر... وسائل الإعلام العالمية متواطئة مع محور الممانعة... و مهمة المثقفين و الكتاب أمثال الأستاذ ياسين هو التوجه لوسائل الإعلام العالمية ....مشان تكتمل الصورة عند الرأي العام العالمي.
أكتب في الصحف العربية لمخاطبة السوريين أولا. تعلم أنه ليس لدينا منابر سورية نكتب بها. الآن تتوفر أكثر وأكثر منابر سورية، وأنا أساهم في بعضها.
ليست لي أقنية مفتوحة دوما مع وسائل الإعلام الأجنبية، ولم أحاول النشر فيها. في المرات القليلة التي نشرت في صحف أجنية كان قد رشحني لها أصدقاء. ولن أتردد في الكتابة لمنابر غربية واسعة الانتشار حين يطلب مني ذلك.
وبيني وبينك لا تفتنني مخاطبة وسائل إعلام أجنبية والانشغال كثيرا بما تقول وما يتعين قوله للرأي العام الغربي. للأمر فوائده دون ريب، لكن له مخاطر متنوعة من نوع استبطان ما يرضي الغرب وما ينفره، فينقلب الواحد منا من شارح لقضيته في الغرب إلى معبر عن هواجس الغرب وتفضيلاته.
وهناك على كل حال كتاب سوريون، وغربيون أصدقاء للشعب السوري، لا يقصرون في شرح قضيتنا بقدر المستطاع والمساحات المتاحة.
Bilal Najjar رأيه بأداء المجلس الوطني وهل هو عضو بالمجلس الوطني وليش هو ضد توسيع المجلس الوطني؟
لست عضوا في المجلس الوطني. أيدته وقت تشكيله، وكتبت عنه مقالين، لا يبدو أنهما تركا أي أثر. ولست على اطلاع على دواخل المجلس ولا متابعا لأحواله، لكن يبدو لي من معلومات متناثرة أن أداءه غير الفعال والذي لا يسير على نسق واضح يعكس اضطرابا في التكوين والثقة في مراتبه الداخلية.
لا رأي لي في قضية توسيع المجلس، ولم أقل شيئا سلبيا أو إيجابيا بشأنها.
رأيه بأداء "معارضة الداخل" وبالأخص هيئة التنسيق ودورها، وليش في إحساس عند كتير ناس انو هيئة التنسيق عم تعيق تقدم الثورة؟
أعتقد أن هيئة التنسيق وضعت نفسها منذ البداية في وضع من يشترط على الثورة من خارجها أو يحاول نقل الوعي الصحيح لها من عندياته (وليس في هذه العنديات ما يستحق النقل في رأيي)، وهي في الوقت نفسه تعطي حسابا كبيرا للنظام وتهابه.
ولا أظن أن الهيئة تعوق تقدم الثورة أو تستطيع ذلك أصلا. لكن ربما أسهمت في توسيع هامش المناورة السياسية للنظام وحلفائه بالقول إن هناك تنازعا داخل المعارضة، وتسهيل تخوين المعارضين الآخرين، وهو ما كان بعض رجالها طليعيين فيه.
تصوره لمستقبل العلاقة مع إيران وحزب الله وحماس بالمستقبل؟
الأمر يتعلق بالمصلحة الوطنية السورية. لا ينبغي أن يكون لإيران أو لحزب الله مكانة خاصة في سورية، لكن لا ينبغي أن يواجها أيضا بعداء خاص. أرى أن العلاقة مع لبنان تمر حصرا بالدولة اللبنانية، وليس بأية تنظيمات مسلحة أو غير مسلحة.
ومثل ذلك بخصوص حماس. وعلى كل حال ينبغي لسورية الجديدة أن تكون عونا في توحد الشعب الفلسطيني ومعالجة الخلافات بين قواه بصورة ودية. وكذلك بخصوص الأطراف اللبنانية. لا بد من القطيعة مع السياسة الأسدية التي جعلت من التلاعب بوحدة اللبنانيين والفلسطينيين، فضلا عن السوريين، شرطها الوجودي.
هل نموذج كردستان العراق قابل للتطبيق بسوريا؟
لا أعتقد ذلك. ليس هناك تواصل أرضي بين منطقتي الكثافة الأكبر للكرد في سورية، محافظ الحسكة، ثم مناطق من حلب.

ولو بالمبدأ شو الطريقة المناسبة اللي بشوفا لاستعادة الجولان يا ترى اتفاقية سلام متل مصر أو مقاومة مسلحة؟
من حيث المبدأ للسوريين الحق في انتهاج كل الوسائل. لكن المسألة مسألة قدرات عملية أساسا.
ويبدو لي أن استعادة الجولان بالقوة المسلحة تتجاوز قدرات سورية في أي وقت منظور. هل نستطيع استرجاعها سلما، بينما لا يملك تهديدنا بالحرب صدقية جدية؟ ستكون هذه معضلتنا، ولست على بيّنة من سبل حلها.
هل سيترشح لأي منصب بعد سقوط النظام؟
لا. عالم الكلمات والأفكار والصراع معها أقوى اجتذابا لي من عالم الصراع السياسي.
ممكن ولو مرة فكر ياسين الحاج صالح ولو مجرد فكرة عابرة أنه يحمل سلاح ويقاتل ضد النظام؟
ليس جديا. يمر كخاطر على هوامش البال، وفي أوقات الغضب من جرائم النظام بخاصة. ليس في عمري وفي مؤهلاتي ما يسمح بتفكير أكثر جدية في الأمر.
ما بعرف بس أنا حاسس أنه كتابات ياسين الحاج صالح قبل الثورة وببداياتا كانت أفضل وأعمق من هلئ ؟ شو رأيه بالموضوع؟
وأنا كمان ما بعرف. لا أستطيع أن أحكم بموضوعية على شغلي.

ܫܝܫܠܐ ܕܡܐܝܢܘܬܐ كيف أثر تحوله إلى شخصية عامة ومعروفة بعد الثورة على نمط حياته وتعامله مع الناس، المقربين منهم والقراء أو "المتطفلين" الفيسبوكيين على حائطه؟
قبل سنة أو أكثر كتبت على صفحتي إني لست شخصية عامة، ولن أسمح لأحد، بذريعة أني شخصية عامة، أن يتجاوز حدود الأدب والتعامل اللائق. للمتطفلين أن يتطفلوا حيث يناسبهم، ومن جهتي لن أوفر لهم مجالا للتطفل.
هل قسوته بالحذف لمن يختلف معه بالرأي جزء من غرور وشوفة حال طرأت مجددا أم أنه مزاج نزق لا يحتمل التواصل إلا مع من يرتاح معهم أو الذين "يسايرونه" ؟؟
لا أحذف من يختف معي بالرأي. من أحذفهم من قائمة الأصدقاء، أو حتى أعمل لهم بلوك، هم الموتورون ومن يتجاوزون حدود الأدب، وخصوصا بحق غيري. وبالأخص حين يكونون بأسماء مستعارة، ما يعني أنهم لا يتحملون المسؤولية عن أقوالهم. الحقيقة أني ميال عموما إلى عدم السماح لأصحاب هذه الأسماء بالمشاركة في النقاش على صفحتي. لكني لا ألتزم بهذا الميل إلا وقت يعرض أصحاب الهويات الكتومة سفاهتهم.

ما جذور الخلاف مع أسعد أبو خليل؟ هل هي تالية للثورة أم أعمق من ذلك تتعلق بجيلين من اليسار العربي؟
من هو هذا؟
كيف يرى نفسه في خريطة اليسار العربي : يساري سابق "تاب" عن أفكاره؟ يساري "عصري" يحاول تفادي أخطاء الجيل القديم وبناء مفهوم جديد لليسار العربي؟ يساري لا زال متمسكاً بمبادئه رغم اختلافه مع غيره من اليساريين؟ أم هو يتبرأ من أي عاقة، فيعتبر نفسه "ليبرالي" أو 14 آذار السورية؟
غالبا ما أجد نفسي أكثر ماركسية مما أفضل أن أعتقد وأكثر من رافعي راية الماركسية. قلت مثل ذلك لغير واحد من رافعي الراية في نقاشات شفهية. استخدم أدوات التحليل الماركسية وأجدها مفيدة جدا، وبخاصة في شرح الثورة السورية والكشف عن محركاتها الاجتماعية. واعتبر نفسي يساريا، منحازا فكريا وعمليا للشرائح الأكثر حرمانا، وللصيرورة والتغير، وللمعرفة النقدية. لكني على قطيعة تامة مع حساسيات وأخلاقيات اليسار الشيوعي، وبخاصة حين يمتزج بعقيدة الممانعة الفاسدة و/ أو بالطائفية. لأهل هذا المستنقع أن يشربوا منه ويتصورون أنه الكوثر. هنيئا لهم بذلك. لست شريكا.

ما مصير التيارات "العلمانية" في الربيع العربي بألوانها المختلفة، هل أفل نجمها مع صعود الإسلاميين، وخلص أخذت حقها من الدور في الحياة السياسية العربية ، أم أنها قادمة بقوة متجددة ؟ وما هي ملامحها ؟
بالعكس، أتصور أنه سيرتفع الطلب على فكر علماني جديد وسياسة علمانية جديدة. وأظن أن الثورات العربية تعيد للعلمانية كرامتها بتحريرها من التبعية لأنظمة طغيان تافهة، لا عقيدة لها ولا مبدأ. هذه العلمانية الفاقدة للكرامة خسرت طبعا، ولا أرى أنه مأسوف عليها. لكن لأول مرة منذ عقود تعود العلمانية إلى الارتباط بالحرية والديمقراطية، بقدر ما إن الإسلاميين هم من يشغلون الموقع الأول في السلطة. لكن ربما يلزم وقت قبل أن يطور علمانيون جدد تفكيرهم ومبادراتهم الخاصة. أنا شريك في هذا، ولي مساهمات سأعود إلى استئنافها حتما بعد الثورة.

هل نقد الفكر الديني والإسلام السياسي ضرورة يستوجبها دور المثقف الذي يبحث عن حلول جذرية للواقع العربي المتأخر؟ أم أنه انتحار شعبي وسياسي واغتراب إرادي عن الشارع وموقف دون-كيشوتي يجب مواجهته بإحناء الرأس للريح الجديدة بدل مواجهتها ؟
لا يصح تحكيم التفضيلات الشعبية أو اعتبارات السياسة الضيقة في قضايا الفكر والمعرفة. ورأيي أن التفكير في الدين ونقد التفكير الديني سيكونان من الميادين الحيوية لعمل المثقفين في زمن ما بعد الثورات العربية، وإن كان مرجحا ألا يكون الأمر سهلا لأسباب سياسية.
لم يكن سهلا أبدا على كل حال. لكن ربما يمتزج نقد التفكير الديني في مقبلات السنين مع الاعتراض السياسي على حكم الإسلاميين. هذا شيء طيب.
ܫܝܫܠܐ ܕܡܐܝܢܘܬܐ هل تصرح بحقيقة دورك في لجان التنسيق المحلية، وحزب الشعب الديمقراطي؟ أم لديك ما تخفيه لما بعد الثورة لضرورات العمل الميداني؟
تجتهد في أن تكون صيغ أسئلتك استفزازية. الله يعطيك العافية.
ساعدتُ في كتابة بعض وثائق لجان التنسيق المحلية، ويحصل أن أشير في بعض الأمور، أو أكتب في نشرة اللجان. لكني لست عضوا فيها ولم يكن لي دور في تأسيسها.
لست عضوا في حزب الشعب. هم رفاقي وأحترمهم، وأراهم الأكثر راديكالية في الثورة بين التنظيمات العلمانية ومن الأكثر أمانة على أهدافها. لكن لا مزاج حزبيا لدي، ولست مستعدا للتوقيع على بياض لأي كان.

Fared Hoidi استاذ ياسين , كتبت مقالة مؤخرا عن دولة الباطن والظاهر في سوريا! استحلفك بالله ألا جاوبت على سؤالي (بصراحة) أكرر بصراحة! الا تشبه بل تتماهى ممارسات نظام الأسد وجماعته مع ممارسات الدويلات الباطنية والحشاشين والقرامطة التي نشأت في بلاد الشام؟! بناء على جوابك عندي سؤال آخر.
كان المقالة عن الدولة والظاهرة والدولة الباطنة، يا فريد. الدولة الظاهرة هي الدولة: الحكومة والإدارة والتعليم والجيش والقضاء والبرلمان... أما الدولة الباطنة فهي المركب السياسي الأمني المالي، المكون من الأسرة الأسدية وأجهزة المخابرات والبرجوازية الجديدة التي تكونت في كنف النظام الأسدي. الأولى هي دولتنا العامة، والثانية هي دولة "سورية الأسد".
ولست على اطلاع على تاريخ "الدويلات الباطنية والحشاشين والقرامطة" كي أستطيع الحكم. لكني ميال إلى التشكك في وجود صلة بين ممارسات تلك "الدويلات" وسياسات النظام الأسدي. وعلى كل حال تعبير الدولة الباطنة الذي استخدمته في بعض موادي لا صلة له بالعقائد "الباطنية" التي تشير إليها.

Ali Da لماذا تجنبت العمل السياسي؟؟ هل لأنك رأيت أن السياسة محرقة لشعبية المفكرين والكتاب؟؟
الثقافة مجال مكتمل الشخصية وله كرامته الخاصة، وليست شيئا لا قوام له، يمكن إلحاقه بالسياسة دون إشكال. أنا مثقف ولست سياسيا، وأجد السياسة شيئا صعبا لا أفهم كيف تجري أموره، مثلما قد يجد شخص ما في الرياضيات أمرا مستغلقا عليه.
ليس للأمر علاقة بمحرقة لشعبية ما، ولا أظن أن لي من الشعبية ما قد تحرقه السياسة.

Dana SH سؤال عن دوافع إيران في مساندتها الأسد بكل تلك الشراسة هل تنطلق من مبدأ عقدي "صراع شيعي - سني" وتستغل الفتاوى لهذا الأمر أم انه مشروع صفوي بمعنى توسعي في المنطقة؟
إيران دولة قومية فتية ذات نزعة توسعية مثل كل الدول القويمة الفتية. والمجال المشرقي العربي هش التكوين وسهل الاختراق، وبخاصة حين تتوفر أدوات للتدخل في شؤونه. ومن أدوات إيران في عهد الجمهورية الإسلامية مقاومة إسرائيل وهي قضية رابحة في المشرق وعربيا، ومنها العقيدة الشيعية. ليس هناك خصوصية إيرانية في ذلك، فقد كانت القومية العربية من أدوات السياسة الخارجية السورية طوال عقود، والإسلام السني بصيغة سلفية ووهابية هو من أدوات السياسية الخارجية السعودية. لكن لدى إيران من الموارد والعزم ما يمكنها من ممارسة سياسة خارجية أكثر عدوانية وفاعلية، وبخاصة بعد أن حطم لها الأميركيون الحاجر العراقي. ولديها نخبة سياسية قومية تعيش للسياسة ولا تعتاش منها (حسب تمييز لماركس فيبر) خلافا للنخب الحاكمة في مجالنا العربي.
وإذا كان الدين أداة في السياسة الخارجية (والداخلية طبعا)، فلن يحول شيء دون استخدام الفتاوي وغيرها، ولن يحول شيء دون صراع التوجهات الدينية المتخاصمة.
الكلام على صفويين ومجوس وما شابه مؤشر على انحطاط تفكيرنا السياسي، وعدم فهمنا لشيء من محركات سياسة الدول. إيران اليوم في موقع شديد العدائية تجاه الشعب السوري وثورته. ومن حقنا وواجبنا أن نعادي من يعادينا، لكن وصف الإيرانيين بالمجوس والصفويين هو ضرب خائب من السياسة، لا يضر إيران ولا ينصرنا.



#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة بين سياسيين، وإلا فحرب بين محاربين
- جماعة -ما تبقى-: السنيون السوريون والسياسة
- جوانب من -الاقتصاد السياسي- للحرب الأسدية الثانية
- الموجة الإسلامية الثالثة والثورة: بعض الأصول والدلالات والآث ...
- الثورة في خطر!
- مأزق الثورة السورية
- حوار حول كتاب -بالخلاص، يا شباب!-
- حوار حول الثورة السورية والموقف الدولي
- كتاب -العقد الأخير في تاريخ سورية...-: جدلية المنهج المنفتح ...
- نزع القداسة عن الثورة
- حوار حول الشأن السوري والطائفية والمستقبل
- ما الاعتدال وما التطرف في الشأن السوري؟
- فقدت الحياة القديمة
- ما يستقيم وما لا يستقيم في معالجة -الأزمة السورية-
- حوار حول الثورة والمثقف والسجن
- الثورة السورية إلى أين؟
- ما قصة روبرت فيسك؟ ماذا يريد؟
- -الصورة واضحة-: مؤامرة خارجية وإرهاب داخلي!
- سياستان موضوعيتان وسياسات ذاتية للثورة السورية
- المسألة السورية والنظام الدولي


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - حوار في شؤون الثورة السورية وشجونها