أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - خمسون وهماً للإيمان بالله [6]















المزيد.....

خمسون وهماً للإيمان بالله [6]


إبراهيم جركس

الحوار المتمدن-العدد: 3888 - 2012 / 10 / 22 - 01:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


50 وهماً للإيمان بالله
غاي هاريسون
ترجمة إبراهيم جركس

الوهم السادس: الإلحاد مجرّد ديانة أخرى

((إذا كان الإلحاد دين، فالصلع هو لون من ألوان الشعر)) [مارك شنيتزيوش]
((إذا كان الإلحاد دين، فالصحة مرض)) [إبراهيم جركس]

بعض المؤمنين يهاجمون الإلحاد ويتّهمونه بأنّه مجرّد ديانة أخرى. إذ يقولون أنّ الإلحاد يتطلّب إيماناً مثله مثل أي ديانة تقليدية أخرى. ((فعدم الإيمان بالله يتطلّب إيماناَ أكبر ممّا يتطلّبه الإيمان به))، وهذا اقتباس شائع ممّا يقولونه. يزعم بعض المؤمنين حتى أنّ الملحدين يعبدون البشر وينظرون للعلم كديانتهم الخاصة.
هذه مزاعم غريبة جداً لكن للأسف هي مزاعم شائعة ومنتشرة. لقد قرأئها عدّة مرات. من الواضح أنّ بعض المؤمنون يجدون صعوبة في إدراك حقيقة وجود بشر غير مقتنعين بوجود أياً من الآلهة. أغرب شيء في وصف الإلحاد بأنّه دين هو أنّ بعض الأشخاص المتدينين يقولون ذلك وكأنّها إهانة. أنا أعلم أنّهم لا يعنونها بهذا الشكل، لكنها تبدو كذلك: ((أنتم معشر الملحدين سخفاء مثلنا تماماً)) إضافةً إلى أنّ المؤمنون بحاجة لأن يكونوا مدركين أنّ القول عن الإلحاد بأنّه ديانة أخرى لا يقدّم أي مساعدة في مسألة وجود الله أو عدمه. بغضّ النظر عمّا يكونه الملحدون أو لا يكونوه فإنّه لا يتعلّق البتّة بوجود الآلهة أو عدم وجودها. لذلك، نعت الإلحاد بأنّه مجرّد دين ليس تبريراً للإيمان بالله. بالمناسبة، لا يوجد ملحد واحد يعتبر تشارلز داروين، كارل ساغان، أو أي عالم آخر إلهاً. فإنّ فعلوا ذلك، عندئذٍ لا يجب اعتبارهم ملحدين. بل سيكونون مؤمنين.
أنا أشكّ أنّ أغلب البشر الذين يؤمنون بالله متحمّسون لتسمية الإلحاد "ديناً" لأنّ النظر إليه بهذا الشكل يسهّل لهم التعامل معه ويجعله مريحاً أكثر بالنسبة لهم. ثمّ يصبح نظاماً اعتقادياً أكثر منافسةً لهم، ويصبح صرفه أسهل كغلطة وتجاهله كالبقية. لكنّ الإلحاد يكون أكثر تحدياً عندما يقف أمام المؤمنين بحقيقته الناصعة: غياب أو انعدام الإيمان بالله أو الآلهة. الإلحاد ليس ديناً، أو منظمة، أو نادي، أو فلسفة، أو أسلوب حياة، أو قبيلة، أو عرق، أو إثنية، أو فريق. الإلحاد هو غياب الإيمان بالله. هذا كل ما في الأمر. حتى أني لا أعني بالضرورة أنّ التيقنّ من عدم وجود الآلهة. كل ما في الأمر أنّ معناه يتضمّن بأنه هو أو هي لا يؤمنان بالله.
بعض المؤمنون يقولون لي أنّ الملحدين يظنّون أنّهم أناس أذكى وأفضل من المؤمنين. لسوء الحظ، على الأرجح أنّ هناك بعض الملحدين ممّن يعتقدون ذلك. لكّن افتراض أنّ غير المؤمنين متفوّقون على المؤمنين افتراض غير صحيح. نعم، إنّ المجتمعات الأقل تديّناً تميل لأنّ تكون أكثر سلاماً و التزاماً بالقوانين وطواعية لها من المجتمعات المتدينة (كندا/الولايات المتحدة، فرنسا/الباكستان، السويد/ نيجيريا، على سبيل المثال لا الحصر). نعم، هناك دراسات تظهر هبوطاً في النظام الاعتقادي مع ارتفاع مستوى التعليم. لكن أي فرد ملحد لا على التعيين قد لا يكون متفوّقاً أخلاقياً وفكرياً على شخص مؤمن بالضرورة. أنا أفهم لماذا بعض الملحدين قد يشعرون بوخز التفوق عندما يشاهدون صوراً في الأخبار لمسلمون شيعة مضرّجون بالدماء يضربون أجسادهم بالسلاسل ويجرحون أنفسهم بالسكاكين وهم ينشدون وينوحون، الهندوس وهم يطعنون خدودهم بمناقير سمك السيف وأشياء حادّة أخرى خلال احتفال ديني، والمسيحيون يسمحون للمسامير بالدخول في أجسادهم في تقليد لعملية الصلب اليسوعية. لكنّ الملحد سيكون مخطأً بالكامل إذا افترض تفوّقه الخلّبي فقط على عدم الإيمان بالله. فالذكاء والأخلاق على المستوى الفردي لا يمكن التنبؤ بها اعتماداً فقط على وجود أو غياب الإيمان. هناك اختلاف وفرق أكثر من اللازم للتعميم. فالإيمان مجرّد مكوّن واحد فقط من الوصفة المعقّدة التي تكوّن حياة الفرد.
عندما يتّهم المؤمنون الإلحاد بأنّه "مجرّد ديانة أخرى" أنا أطلب منهم أن يقولوا لي ما هو الدين. إذا أردنا العدل والإنصاف، إنّه شيء تعريفه غير سهل البتّة. علماء الأنثروبولوجيا يعرفون الكثير عن العديد من المعتقدات والطقوس لدى أغلب الثقافات وبشكل أفضل من أن يجعلهم يضعون تعريفاً ضيّقاً للدين لأنّه حتما سيكون له العديد من الاستثناءات. لذلك ينتهون إلى تعريف للدين أكثر تحرراً. عادةً يقول الأنثروبولوجيون أنّ الأديان عبارة عن سلوك وأفكار تعتبر جزءاً رئيسياً وحيوياً من الثقافة. قد يكون المؤمنون محقين بوجود تعريف ضعيف وهزيل كهذا. قد يكون الإلحاد فعلاً مجرد دين آخر. لكنّ نادي الفلك وفريق الشطرنج وأمور أخرى يمكن أن تعتبر كديانة حسب هذا المقياس. هناك عدد قليل من غير الأنثروبولوجيين يعرفون مدى التجارب الدينية المختلفة والموجودة في يومنا هذا، وفي الماضي. من المثير للاستغراب المدى الذي نصبح فيه منتجين عندما يتعلّق الأمر بالآلهة والديانات. لقد خلق البشر ملايين الديانات وزعمّوا بثقة عمياء وجود أعداد لا تحصى من الآلهة، كثيرة جداً لدرجة أنّنا لا نستطيع حتى وضع تعريف للدين بشكل جيد لأنّ كل تعريف يهدّد إيمان أحد ما وإخراجه من دائرة الوجود.
إذن، هل الإلحاد ديانة؟ لا، إنه ليس كذلك، على الأقل ليس حسب التعريف الذي يستخدمه الناس من خارج دائرة علم الأنثروبولوجيا. فبالنسبة لأغلب الناس إنّ الدين يتضمّن الاعتقاد بالله والإيمان به أمّا الإلحاد فهو، بالتعريف، على النقيض تماماً. الإلحاد هو غياب الإيمان بالله أو الآلهة. أغلب الملحدين لا يبدون حماسة لفكرة تنظيم أنفسهم داخل منظمة تقوم أساساً على غياب الإيمان عندهم. أنا أشكّ أنّه بالنسبة للعديد من الملحدين، فعدم الإيمان بالله لا يشكّل قلقاً مصيرياً لحياتهم. ربما قد تكون لديهم أمور وأشياء أخرى تقلقهم وتشغلهم أكثر من مجرّد الجلوس ومناقشة لا احتمالية وجود ثور أو أودين. على سبيل المثال، ربّما سأدرج قائمة بعشرين أو ثلاثين صفة شخصية قبل أن أصل إلى صفة بأني ملحد. قد أهتم بالطريقة التي يؤثر بها الإيمان الديني على العالم وقد أكتب عن ذلك، لكني لا أشعر بحاجة للانشغال يكوني ملحداً في كل يوم. الأمر بسيط ولا يحتاج إلى أكثر من ذلك. فأنا منشغلٌ أمثر في كوني أب، زوج، صديق، وكاتب أكثر بكثير من انشغالي بكوني ملحداً. هناك الكثير من الأمور في الحياة للقيام بها بدلاً من الانغماس إلى حدّ الهوس بما لا تؤمن به.
بعض المؤمنون يعتقدون أنّ الملحدين يحبون العلم كثيراً. وبعضهم اتهمني بجعل العلم ديني. بعض الملحدين _وليس جميعهم_ قد يكنّون احتراماً وتقديراً كبيرين للعلم لكن هذا لا يعني أنّهم يعبدونه أو يؤمنون بالضرورة أنّه المصدر الأخير والنهائي للحكمة والهداية. فالعلم بالنسبة لي يمثّل المنهج الأفضل والأصحّ لمعرفة العالم وطبيعة الأشياء التي حولنا. هذا كل ما في الأمر. الله بالنسبة لي ليس إلهاً بديلاً، كما يهاجم بعض المؤمنين. فالعلم قدّم لنا أيضاً النابالم والقنبلة الهيدروجينية لذلك فهة بالنسبة لي ليس مصدراً نهائياً ومطلقاً للخير بل قد ينتج عنه بعض الشر. أنا لا أتطلّع إلى العلم لأعثر على معنى شخصي لحياتي. إنّه ليس غايتي القصوى ومذهبي. بل إنّه أداة موضوعية. أنّا أعتقد أنّه أداة ملهمة، لا تقدّر بثمن، ولا بديل لنا عنها، لكنّها مجردّ أداة في النهاية.
الملحدون لا يعبدون البشر على أنّهم آلهة، خلافاً لما يعتقده أغلب المؤمنون. هذه الفكرة الغريبة قد جاءت نتيجة رد فعل المؤمنين تجاه النزعة الإنسانوية العلمانية Secular Humanism. هذه النزعة هي فلسفة وضعية تبشّر بالعقل والأخلاق. ليس فيها أي مكان للغيب والماوراء، ربما لأنّه لم يتمّ حتى الآن إثبات واقعية أيًا من الظواهر الماورائية التي حدثت على مرّ التاريخ. بعض المؤمنون يعارضون بشراسة الإنسانوية العلمانية، قائلين عنها أنّها شرّ مستطير يتهدّد العالم. الوعّاظ والمبشّرون على كافة المحطّات المسيحية يهاجمونها باستمرار وبشكل روتيني. بعض المؤمنين يطلقون مزاعم تحريضية على عواهنها وهي أنّ هتلر وستالين كانا إنسانويين وأنك ستحصل على مجرم حرب وجزّار عندما يعتنق الناس النزعة الإنسانوية العلمانية. أنا أرى أنّ كل هذا الخوف والرعب تجاه النزعة الإنسانوية غريب جداً حيث أنّ الجمعية الأمريكية الإنسانوية تعرّفها على الشكل التالي: ((الإنسانوية هي نمط حياة تقدّمي، من دون غيب أو ماوراء، تؤكّد قدرتنا ومسؤوليتنا على عيش حياة أخلاقية ممتلئة شخصياً وتتطلّع نحو الخير الأعم والمصلحة العامة للبشرية جمعاء)).
كيف يمكن لهذا النمط من التفكير أن يشكّل تهديداً للناس الصالحين على سطح الأرض؟ هنا أورد بعض المبادئ الأساسية التي أقرّها مجلس المجمّع الإنسانوي العلماني:
 نحن ملتزمون بتطبيق قواعد العقل والعلم وقوانينهما على فهمنا للكون والعالم من حولنا ولحلّ مشاكل البشرية.
 نحن نستنكر الجهود المبذولة للحطّ من قيمة الذكاء الإنساني، والبحث عن تفسير للعالم ضمن أطر غيبية وما ورائية، والنظر خارج الطبيعة للخلاص.
 نحن نؤمن أنّ الاكتشاف العلمي والتكنولوجيا يمكن أن يساهما في تحسين وضع الإنسان وظروفه في العالم.
 نحن نؤمن بالمجتمع المفتوح والمتعدد وأنّ الديمقراطية هي الضامن الأوحد لحقوق الإنسان وحمايتها من طغيان النخب الاستبدادية والأغلبيات القمعية.
 نحن مهتمّون بضمان العدالة الإنصاف في المجتمع مع القضاء على التمييز والتعصّب.
 نحن نسعى لتجاوز الفوارق والآفاق الضيقّة القائمة على العرق، الدين، الجنس، القومية، المذهب، الفئة، الميول الجنسية، أو الإثنية، والحث على التعاون والعمل سويةً من أجل مصلحة الإنسانية جمعاء.
 نحن نريد حماية كوكب الأرض وتحسينه، لحماية أجيال المستقبل، ولتفادي تعرّض الأنواع الأجناس الأخرى لمعاناة غير ضرورية.
 نحن نؤمن بأنّ الإنسان يجب أن يتمتّع بحياته الآن هنا على الأرض وتحسين ميولنا الإبداعية إلى أقصى حد.
 نحن نؤمن بضرورة غرس البراعة الأخلاقية عند الإنسان.
 نحن نحترم حق الخصوصية. فالبالغون الناضجون يجب أن يكون لديهم مجال كافٍ لتحقيق تطلّعاتهم، للتعبير عن ميولهم الجنسية، لممارسة حريتهم التناسلية، أن يتمتّعوا بوصول كامل إلى الرعاية الصحية الشاملة، وللموت بكرامة.
 نحن نؤمن باللباقة الأخلاقية المشتركة: الإيثار، النزاهة، الصدق، المصداقية، والمسؤولية. أخلاق الإنسانوي عبارة عن إرشاد مطيع، انتقادي وعقلاني. هناك معايير نموذجية نكتشفها معاً. المبادئ الأخلاقية تقاس حسب النتائج المترتبة عنها.
 نحن مهتمّون بشكل عميق بالتربية الأخلاقية للأولاد ومعنيّون بها حقاً. نحن نسعى لتغذية العقل والفكر والعاطفة.
 انشغالنا بالفنون واهتمامنا بها لا يقل عن اهتمامنا بالعلوم.
 نحن مواطنون كونيون نحيا داخل هذا الكون العظيم ومعجبون بالاكتشافات التي ما زلنا نحققها حتى الآن في هذا الكون.
 نحن شكاكون تجاه المزاعم والادعاءات المعرفية التي لم يتمّ اختبارها وتجربتها، ونحن منفتحون تجاه الأفكار الكبيرة ونسعى لإيجاد مخارج جديدة في تفكيرنا.
 نحن نؤمن بالتفاؤل بدلاً من التشاؤم، بالأمل بدلاً من اليأس، بالتعلّم بدلاً من الدوغما، بالحقيقة بدلاً من الجهل، بالمتعة بدلاً من الذنب أو الخطيئة، بالتسامح بدلاً من الخوف، بالحب بدلاً من الكراهية، بالتعاطف بدلاً من الأنانية، بالجمال بدلاً من القبح، والعقل بدلاً من الإيمان والاعتقاد الأعمى أو اللاعقلانية الجوفاء.
 نحن نؤمن في الإدراك الأفضل والأكمل لمقدراتنا وإمكاناتنا كجنس بشري. [موقع مجلس الجمعية الإنسانوية العلمانية الإلكتروني]
لماذا سيرفض أي إنسان هذه المبادئ؟ هل يستطيع أي إنسان بكامل قواه العقلية أن يقول عن هذه المبادئ أنّها سيئة وعن المدافعين عنها بأنهم سيئون؟ أنا أعرف الجدل الدائر ضدّ جميع الأمور الغيبية والماورائية والتي تسبب قلقاً للمؤمنين لكني أتمنى أن يتمكّنون على الأقل أن ينظروا إلى هذا الأمر على أنّه أمر إيجابي وطبيعي. ألا تقدّم لنا مثل هذه المبادئ الفرصة لتحسين عالمنا، فرصة أفضل بكثير من قانون الشريعة أو قوانين العهد القديم، على سبيل المثال لا الحصر؟
سواء قال عنهم الناس أنّهم أتبع ديانة أم لا، أليس من الواضح أنّ الناس الذين يحثّون على ((التفاؤل بدلاً من التشاؤم... الأمل بدلاً من اليأس... التعلّم بدلاً من الدوغما... الحقيقة بدلاً من الجهل... المتعة بدلاً من الذنب أو الخطيئة... التسامح بدلاً من الخوف... الحب بدلاً من الكراهية... التعاطف بدلاً من الأنانية، بالجمال بدلاً من القبح... والعقل بدلاً من الإيمان والاعتقاد الأعمى أو اللاعقلانية الجوفاء.)) يقفون في الجانب الصحيح للتقدّم الإنساني؟ في حين أني لست منتسباً إلى أي جمعية أو منظمة إنسانوية من أي نوع، أنا فخور بالقول بأني أتفق مع موقفهم العام تجاه الحياة وأهدافهم لعالمنا. لا يبدو أنّهم جماعة من الأشخاص الذين سيطيرون بطياراتهم مباشرة نحو الأبنية أو يحرقون الناس على الوتد وهم أحياء لأنّهم يفكرّون بشكل مختلف عنهم. يبدو أنهم من أولئك الناس الذين أحبّ جوارهم ومرافقتهم.
بما أني عملت في هذا الفصل لأبيّن بأنّ الإلحاد ليس معتقد ديني، فسأعترف الآن بأني أمتلك اعتقاداً سرياً وخاصاً نوعاً ما عن الآلهة ونادراً ما أتحّدث عنه. فالأمر محرج بعض الشيء لي لأنه أشبه ما يكون بالاعتقاد الديني. ليس بإمكاني دعمه بأي دليل أو برهان قاطع أو حجّة مفحمة لكنه موجود لدي يرنّ في رأسي باستمرار:
(((((((أنا أعتقد بعدم وجود آلهة من أي نوع)))))))
ها قد قلتها. أنا مؤمن أيضاً، نوعاً ما. لا أستطيع إثبات صحّة إيماني وأنا أصرّح بحرية بأنّني قد أكون مخطئاً. فأنا سأغيّر رأيي بسرور إذا ثبت بأنه خاطئ. بأيّة حال، اعتماداً على ما أعرفه عن القدرة الإبداعية للعقل البشري والغياب الكامل للدليل القاطع أو الحجة القوية لدعم المزاعم حول مسألة وجود الله أو الآلهة، لكن لا يسعني سوى "الاعتقاد" بأنّ الآلهة هي من اختراع البشر وغير موجودة. أنا لست على يقين من ذلك ولا يمكنني إثبات ذلك لكني أعتقد بذلك. أنا لدي حدس يقول لي أنه لو كانت الآلهة حقيقية فلابد أن يتوصّل أحد ما إلى دليل أو على الأقل حجة قوية ومقنعة لإثبات وجودها. لكن بالمقابل لقد اكتشفنا حفريات تبلغ من العمر ثلاث مليارات عام ورأينا مجرات باتت معروفة تبعد عنا مليارات السنوات الضوئية. طبعاً كنا سنعثر على دليل أو أثر من نوع ما للآلهة إذا كانت موجودة فعلاً. لكننا لم نعثر على أي أثر حتى الآن، لذلك أجد نفسي معتقداً بعدم وجودها.
هذا الاعتقاد المتواضع ليس ديني، فأنا لا أتبع أي دين
************************************
مراجع الفصل السادس
"The Affirmations of Humanism: A Statement of Principles." The Council for Secular Humanism. http://www.secularhumanism.org/index.php?section=main&page=affirmations.
Dawkins, Richard. A Devil s Chaplain. New York: Houghton Mifflin, 2003.
Robinson, B. A. "Definitions of the Word `Religion." Ontario Consultants on Religious Tolerance, Religious Tolerance.org. http://www.religious tolerance.org/rel-defn.html
Smith, George H. Atheism: The Case Against God. Amherst, NY: Prometheus Books, 1989.
Wilson, Edward O. Consilience: The Unity of Knowledge. New York: Vintage Books, 1999.



#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمسون وهماً للإيمان بالله [5]
- الفرق ما بين الثرى والثريا (الإمّعات والآلهة)
- خمسون وهماً للإيمان بالله [4]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [3]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [2]
- خمسون وهماً للإيمان بالله [1]
- الله والعلم (2/2)
- الله والعلم (1/2)
- الله والإلحاد
- اختلافات التجربة الإلحادية: بول كليتيور
- الإله: الفرضية الخاطئة
- فيروس الإله [4]
- فيروس الإله [3]
- فيروس الإله [2]
- فيروس الإله: مقدمة
- فيروس الإله [1]
- القرآن في الإسلام (بحث في معصومية القرآن وموثوقيته)
- لماذا يتحوّل الدين إلى عنف؟ 3 ترجمة: إبراهيم جركس
- لماذا يتحوّل الدين إلى عنف؟ 2
- لماذا يتحوّل الدين إلى عنف؟ 12 ترجمة: إبراهيم جركس


المزيد.....




- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - خمسون وهماً للإيمان بالله [6]