أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - رجعية الانقسام وامبريالية الصمت














المزيد.....

رجعية الانقسام وامبريالية الصمت


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 3877 - 2012 / 10 / 11 - 23:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


رجعيَّة الانقسام وإمبرياليَّة الصمتْ
أَصبح الانقسام الفلسطينيِّ – الفلسطينيِّ المستمر منذ ست سنوات تعبير عن حالة توصف بالرجعيَّة دون التعمق بمفهوم ودلالة المعنى أيّ رجعيَّة الفكر القائم والذي أنتج جوهره الانقساميِّ الذي لا يؤمن بالشراكة والمشاركة، أو رجعيَّة الفكر في مسايرة ما سعت إليه القوى العالميَّة الإمبرياليَّة، والصهيونيَّة من إثبات عدم أحقية الشعب الفلسطينيِّ بما يدعيه، وإنّه شعب يحتاج لعملية تأهيل طويلة الأمد ليتمكن مِنْ قيادة نفسه بدولةٍ مستقلة، ومواكبة التطور العالميِّ، والاصطفاف مع دول العالم، ورسم معالمه وحدوده على أطلس الجغرافيا.

هذه الرجعيَّة الّتي نتناولها في معرض وصفنا هذا هي ليست نتاج مصادفة أو حالة طارئة فرضت ذاتها على الوجدانيَّة السيَّاسيَّة الحزبيَّة الفلسطينيَّة في العهد الحالي، بل هي عبارة عن ترجمة لحالة النّظام الفلسطينيِّ السيَّاسيِّ الذي ومنذ أنّ بدأ تتبلور ملامحه الحديثة بعد النكبة خاصة، ومع تشكّيل م.ت.ف كإطار جامع ووحدوي يحقق حلم وتطّلعات الشعب الفلسطينيِّ، بدأت تتبلور في المقابل رجعيَّة الفكرة الانقساميَّة من خلال التكالب العربيِّ الرسميِّ- الفلسطينيِّ الرأسماليِّ على قيادة م.ت.ف المُمثلة بـِ ( أحمد الشقيريِّ)، وإجباره على التنحي عن قيادة حلمه التحرريِّ، لتبدأ مسيرة الهيمنة والسيطرة على م.ت.ف من خلال اختلاق حالة وحدويّة ظاهرية، وتشرذم جوهري يسيطر على مفاتيحه حالة من البرجوازيّة ذات المصالح الطبقيَّة، لَم يُحقق من خلالها النّظام الفلسطينيِّ وحدة فعلية حتى راهن اللّحظة، وهو دلالة على رجعيَّة الفكر الانقساميِّ الذي تقاطع بعد ثمانية وعشرون عامًا من غرس بذور رجعيَّة الفكر، فكان النبت والثمار الانقسام الذي تقاطعت به مصالح طبقتين، طبقة رأسماليَّة الفكر والفِعل، وطبقة عقائدية الرأسماليَّة وبكلا الحالتين لا يمكن توثيق عقد سيَّاسيِّ واجتماعيِّ بين رأسماليتين متشابهتين في الأدوات والمصالح، ومتوحدتين في الفكر، مع اختلاف نظري في الفهم التطبيقيِّ، تُرجم إلى( صراع) ثمَّ (انقسام) تنبؤ به مجموعة من الباحثين الصهاينة في عام 1990 من خلال مجموعة دراسات وأبحاث تحت عنوان" الدولة الفلسطينيَّة من وجهة نظر إسرائيليَّة" استوحت من قراءتها للماضيِّ والحاضر قراءة مستقبليَّة أوحت بحتمية الصراع بين القوتين، وحتميَّة الحسم لصالح القوة العقائدية في غزة.

هذه الرجعيَّة الفكريّة لَم تقف عند محطة الانقسام والصدام العسكريِّ والسيَّاسيِّ والجيوسيَّاسيِّ بل إنّها يوميًا تعمق وتُجذر هذا الانقسام في ظّل حالة امبرياليَّة من الصمت الشعبيِّ، هذه الحالة تُعبّر عن امبرياليتها في إنّها تنفذ رجعية الفكر من خلال:
أولًا: صمتها وعدم مبالاتها إزاء التفرد الرجعيِّ المزدوج لفكر الانقسام، وكأن القضيَّة حزبيَّة خالصة، لا تعني الشعب الفلسطينيِّ.
ثانيًا: المساهمة الفاعلة لإمبريالية الصمت في ترسيخ وتأكيد حالة رجعيَّة الانقسام من خلال تفعيل قوة القوتين والاصطفاف حولهما، ودعمهما شعبيًا.
ثالثًا: المشاركة في تجذير الحالة الانقساميَّة كالمشاركة مثلًا في انتخابات البلديات في الضفة الغربيَّة دون غزة المنقسمة، والّتي تعيش في حالة استقلال ذاتيَّ كُليِّ.
رابعًا: مشاركة بعض القوى الطفيليَّة الّتي تدعي محاربتها للانقسام في قيادة امبرياليَّة الصمت نحو تأكيد مفهوم ودوافع الانقسام، كحالة حسيَّة لا بد من الاستسلام لها، والعيش في جلبابها.
خامسًا: اصطفاف وانحياز امبرياليَّة الصمت المثقفة كذلك مع رجعيَّة الفكر في بوتقة المصالح المشتركة.
إذن فرجعيَّة الانقسام هي فكرة عقائدية لَم تتزاوج برباط حديث مع الحالة السيَّاسيَّة المستحدثة، بل هي عملية مزاوجة قديمة كانت نهاية لعلاقة غرام غيّر شرعيَّة نسجت في الفكر السيَّاسيِّ الفلسطينيِّ منذ أنّ بدأت منظومة الرجعيَّة العربيَّة الرسميَّة تحتوي رأسماليَّة البندقيَّة الفلسطينيَّة ما بعد الشقيريِّ، ليتمخض هذا التزاوج عن جنين الانقسام الذي خضع لعملية نكّاح إضافية من قوى إقليميَّة تتصارع وتتنافس على المنطقة جيو سيَّاسيًّا، عَمق منها وزاد فاعليتها إمبرياليَّة الصمت الفلسطينيَّة الشعبيَّة.
سامي الأخرس



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد سعدات مناضل وقائد
- انقسامكم مزق كوفيتنا
- جريمة برسم المؤامرة في سيناء
- الدولة السورية ثورة أم فوضى
- الحراك الفلسطيني بين الحقيقة والفعل
- البدائل الإستراتيجية لبلدان الربيع العربي
- غزة ومصر والأخوان المسلمين
- الثابت والمتغير في السياسات المصرية بعد فوز الإخوان المسلمين
- طلبة الثانوية العامة وتآمر شركة الطاقة
- الربيع الفلسطيني يُزهر من الزنازين والأمعاء
- أسرانا وتراجيديا المقاومة
- الأولويات الوطنية من فلسطين التاريخية إلى السلطة الوهمية
- ماهر الطاهر زيارة تاريخية ودلالة وطنية
- حكومة الكفاءات مهمات محتضرات
- غزة في ظلام
- وزارة الشؤون الاجتماعية مشاريع صغيرة أم مشاريع لصوصية
- لماذا ننقذ إسرائيل؟
- الحرية في رؤية شباب الربيع العربي
- المتغيرات الثورية ومبدأ المقاومة
- سيادة الرئيس أنه أسير محرر


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - رجعية الانقسام وامبريالية الصمت