أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سناء الموصلي - الورود التي تقصم ظهر البعير














المزيد.....

الورود التي تقصم ظهر البعير


سناء الموصلي

الحوار المتمدن-العدد: 1125 - 2005 / 3 / 2 - 10:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصبح حمل الورود في الوقت الحاضر علامة للثورات السلمية؛ فسواء كانت بيضاء أو برتقالية أو حمراء يحملها المتظاهرون من أجل الاستيلاء على السلطة ودفة الحكم في دول مختلفة . فمنذ 15 شهراً اقتحم رئيس المعارضة الجورجية ميخائيل ساكاشفيلي البرلمان الجورجي حاملاً وردة بيضاء ليصبح بعد ذلك رئيساً جديداً للبلاد بعد إقالة الرئيس السابق إدوارد شفيرنادزه. وفي أوكرانيا حمل المتظاهرون في شهر تشرين الثاني من العام الماضي الورود البرتقالية أمام البرلمان الأوكراني ليفشلوا الانتخابات الرئاسية الأولى التي فاز فيها فيكتور يانكوفيتش ومن ثم لينتخبوا فيكتور يوشينكو رئيساً جديداً لجمهورية أوكرانيا بعد انتهاء فترة الرئيس السابق ليونيد كوتشما. والآن في بيروت حمل المتظاهرون الورود الحمراء ليسقطوا حكومة عمر كرامي في لبنان.
ومن نظرة تحليلية فاحصة لمجريات الأمور في جورجيا وأوكرانيا السوفيتيتين السابقتين وجمهورية لبنان العربية نرى وجود قوىً سياسية خارجية تقف وراء هذه الأحداث التي تجري تباعاً من دولة الى أخرى وبمباركة أمريكية أوربية شرقية (بولندا وجيكيا ولتوانيا) وغربية (دول الاتحاد الأوربي بأكملها). فيا ترى هل تريد هذه القوى الخارجية مصلحة شعوب جورجيا وأوكرانيا ولبنان بحق وحقيق؟ أم يهدف تدخلها ودعمها لهذه التغييرات المثيرة الى شيء آخر؟
لقد كان إدوارد شفيرنادزه من المؤيدين الأقوياء للولايات التحدة الأمريكية الذي سمح لها ببناء قواعد أمريكية في جورجيا بالقرب من الحدود الروسية مبرراً ذلك في خلق توازن دولي وتدريب للجيش الجورجي على أيدي خبراء عسكريون أمريكيون. ولكن اتضح بعد ذلك أن القواعد ساهمت في تدريب وإيواء مقاتلين شيشانيون لشن هجماتهم على القوات الروسية الموجودة في الأراضي الحدودية بين روسيا وجورجيا. وكذلك تعرض شفيرنادزه نفسه لمحاولة اغتيال من قبل مؤيدي الرئيس السابق حمزه خورديا في نهاية تسعينات القرن الماضي.
ولكن لم تنعم حكومة الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي بهدوء. فلقد اغتيل رئيس وزارئه زوراب جفانيا في حادث تسمم بالغاز قبل حوالي شهر. كما وجدت جثة مسؤول حكومي آخر في احدى غرف الشقة التي كانا فيها. وأعرب سكاشفيلي عن حزنه لفقدان أكبر حلفائه في الثورة الوردية قائلا "فقدت أقرب صديق لي وأكثرهم إخلاصا". وكان جفانيا البالغ من العمر 41 عاماً من أهم حلفاء الرئيس السابق إدوارد شيفاردنادزه قبل انفصاله عنه ليصبح أحد قادة المعارضة في الثورة التي قادها الرئيس الحالي ميخائيل ساكاشفيلي. وفي نفس الوقت أعلن ناطق باسم وزارة الداخلية الجورجية أن قنبلة يدوية انفجرت خارج منزل دبلوماسي أميركي في العاصمة تبليسي. ومن حسن حظ زوجة الدبلوماسي وابنه، وهما الشخصان الوحيدان اللذان كانا موجودين في المنزل في ذلك الوقت لم تلحق بهما أي إصابة.
وهنا لا ننسى دعم جورجيا للولايات المتحدة الأمريكية في احتلالها للعراق بزيادة عدد الجنود الجورجيون في العراق الى ما يقارب الألف.
كما لم تلق رئيسة الوزراء الأوكرانية الجديدة تمارا تيموشينكو دعماً من روسيا نظراً لتورطها في صفقة تجارية غير شرعية بخصوص شراء غاز مع احدى الجهات العسكرية الروسية، مما حدا بالرئيس الأوكراني الجديد فيكتور يوشينكو التوجه الى موسكو بعد يوم من توليه منصب رئيس الجمهورية لبحث سبب عدم تأييد الرئيس فلاديمير بوتين لها. لقد لعبت تمارا تيموشينكو امرأة الأعمال التجارية المشهورة في أوكرانيا دوراً كبيراً في قيادة الحملة الانتخابية ليوشينكو، لذلك فقد كافئها على ذلك بتعيينها رئيسة لحكومته الجديدة. من هنا تبدأ اللعبة السياسية والتوجه للغرب والولايات المتحدة الأمريكية بدعم سياسة الانفتاح الاقتصادي على الغرب ودخول الاتحاد الأوروبي وحتى الناتو. فقد دعي يوشينكو الى اجتماع الناتو الأخير في الاسبوع المنصرم في العاصمة البلجيكية بروكسل. وهذا دليل على سحب أوكرانيا الى جانب الناتو لتقف بوجه جاراتها روسيا الاتحادية.
أن ما يجري على الساحة اللبنانية من أحداث مشحونة بالمظاهرات والمسيرات الجماهيرية الحاشدة بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري في الثاني عشر من شهر شباط المنصرم هو مشابه لما جرى في جورجيا وأوكرانيا، أنها ثورة الورود الحمراء في ساحة الشهداء في بيروت. فيا ترى هل يفهم الشعب اللبناني والمعارضة اللبنانية ما تحاك وراء الكواليس من لعبة سياسية تجاه لبنان وعلاقته بسوريا؟ هل يفهم الشعب اللبناني من يقف وراء اغتيال رفيق الحريري؟ وهل خروج القوات السورية من لبنان ستحل المشكلة؟ أم انها ذريعة لهجوم أمريكي على سوريا كما حدث في العراق؟
ومن سخرية القدر أن يساهم في هذه اللعبة رجال سياسة يعتبرون أنفسهم محنكين ولا تنطلي عليهم مثل هذه المسرحيات. والسؤال المطروح هو- من الذي يمول هذه الجماهير بالأعلام والورود والشاي والقهوة والأكلات السريعة والمعدات وغيرها من احتياجات للناس المشاركين في المظاهرات؟ ترى هل هي نفس الجهات التي مولت المسيرات الضخمة في جورجيا وأوكرانيا؟ هل هي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ورجال الأعمال الذين سيفوزون بعقود التوريد والبناء والتجارة مستقبلاً في لبنان؟
أعتقد أن الجواب واضحاً للذين يستفيدون من مثل هذه الانقلابات السياسية. لقد ولى عهد الانقلابات العسكرية وجاء عصر انقلابات الورود البيضاء والبرتقالية والحمراء السلمية الرخيصة مقارنة بما يصرف على الاثنين من نفقات مادية وكلف اقتصادية يصعب معادلتها في ميزان الدائن والمدين.



#سناء_الموصلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعارض والاندماج بين التأثيرات الأوروبية والتراث الثقافي ال ...
- غربان الشؤم تطير الى أوكرانيا
- نظرة على الانتخابات الاوكرانية
- يوم تصبح نظرية مالثوس صحيحة على الرغم من خطئها
- تعليق على مقالة فاتن نور في العدد 1006 بتاريخ 03.11.04
- سلام عبود في روايته السادسة - زهرة الرازقي
- النومينكلاتورا -الطبقة التي حكمت الاتحاد السوفيتي
- المعيشة المقننة في ظل النومينكلاتورا
- اسماعيل فتاح الترك لم يرحل عنا
- وأخيراً كشر الشيشان عن أنيابهم في قضية الشعب العراقي
- الأجر المنخفض في ظل اطالة وقت العمل وتكثيفه
- نزار دعنا- شهيد الصحافة الحرة


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سناء الموصلي - الورود التي تقصم ظهر البعير