أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - موريس رمسيس - العلمانية بديل عن صراع الحضارات














المزيد.....

العلمانية بديل عن صراع الحضارات


موريس رمسيس

الحوار المتمدن-العدد: 3862 - 2012 / 9 / 26 - 13:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أعلم جيدا إن الحديث عن اليهودية أو المسيحية و الاستدلال ببعض أحكامها و تعاليمها يسبب استفزاز نفسي كبير عند بعض المتلقين من المسلمين و يستمر هذا الاستفزاز النفسي عند البعض الأخر من ذي الخلفية الإسلامية بالرغم من كفرهم (بمحمد) و إلحادهم بـ (الله اكبر) و يقل هذا الاستفزاز النفسي عند الحديث عن الهندوسية و يتلاشى تقريبا عند البوذية!!

هذا الاستفزاز النفسي "اللا إرادي" هو اقرب إلي مشاعر "الحسد و الغيرة" ، عندما يتحرر الإنسان منهما و بأسلوب تدريبي تدريجي ، يستطيع أن يخرج من هذه الدائرة الضيقة "التعصب" لإنسان الماضي إلي الدائرة الأوسع و الأرحب التي تحتمل جميع الأفكار و نقيدها بلا استثناء في ذات الوقت و هي "الدائرة العلمانية" لإنسان الحاضر و المستقبل التي نتج عنها الحضارة الإنسانية الحالية و المسماة الحضارة الغربية

بسبب هذه الثقافة العلمانية الجديدة أستعمل أتباع الفكر الرأسمالي في الغرب بعض المبادئ الاشتراكية "الماركسية" بلا حرج ، كما يقومون أيضا بتطويرها باستمرار لصالح البشرية مثل أنظمة (التأمين الصحي و التأمين الاجتماعي و التأمين على البطالة و التأمين على الإصابات و رعاية المعوقين ... الخ)
نفس الشيء يحدث عكسيا مع الشرق متمثلا في روسيا و الصين و تطويرهما لنظريات الخاصة بالعمل و الملكية الفردية لديهم من خلال إدخالهما الرأسمالية المادية على أرض الواقع التطبيقي في بلادهم

إذا كانت الاشتراكية قد تراجعت إعلاميا إلا أن "العلمانية الجديدة" تأخذ منها الأفكار و تطورها بلا حرج و الصراع الدائر بين الجمهوريين و الديمقراطيين في أمريكا بخصوص نظام التأمين الصحي الجديد يصب في هذا الاتجاه و شاهد على ذلك ، الخلاف بينهما (الحزبين) ناشئ عن تحديد نسبة استخدام الفكر الاشتراكي إلى الفكر الرأسمالي في هذا النظام المقترح الجديد ، لكن في كلتا الحلتين سوف يتم الاستفادة من النظريات الاشتراكية في عقر دار النظريات الرأسمالية بلا حرج!

ثقافة الصبر و الاحتمال في العمل و عدم الانفعال و التأمل عند الغرب العلماني مصدره الأساسي مشاركة الثقافات البوذية و الهندوسية في هذه الدائرة الأوسع و الأكبر و هي "الدائرة العلمانية الجديدة" و التي أطلق عليها ( Crucible of secularism ) البوتقة العلمانية

تحدث من قبل الكاتب الأمريكي الشهير الراحل و الأستاذ ( صامويل هنتنجتون ) في (عام 1993) عن صراع الحضارات و قد حدث و قد كان!!

أنا أرى أن هذا الصراع قائم الآن و سوف يستمر "لكن فقط بين الحضارات و الإسلام" على أساس أن .. الحضارات و الثقافات الأسيوية الكبرى (الهندوسية و البوذية ... الخ) قد دخلت بالفعل دائرة العلمانية الجديدة ، لكن تفاعلها بداخل هذه الدائرة يتم ببطئي و حذر شديدان بحثا أي دور إيجابي و مميز .. كما أرى أن باقية الثقافات في تلك المنطقة من العالم سوف تدخل إلى الدائرة تباعا!!

العلمانية كما أرها عبارة عن سوق ملئ بالمنتجات المختلفة لكثير من الثقافات و الأفكار البشرية المختلفة و لا يوجد به "بائعين أو منتجين" حتى لا يقوموا بالتسويق و التجميل لمنتجاتهم أو لغشها ! .. الناس تقوم بالاختيار بكل حرية و بلا ضغوط!

بالتأكيد يستطيع المسلمون أيضا دخول هذه الدائرة الأوسع بثقافتهم الإسلامية ، ليس بغرض فرضها على الأخريين لكون الإسلام هو "الخاتم و الأشمل".! ، لكن و التكامل بثقافتهم الإسلامية مع باقية الثقافات و أن الفرصة مازالت سانحة لهم!

أري أن ميزة الارتباط النظري لثقافة الإسلامية بـ "الثقافة اليهودية و المسيحية" و الذي يتواجد في "القرآن و التراث الإسلامي" ، يجب أن يستغل جيدا من قبل المفكرين المسلمين لصالح الإسلام و المسلمين ، كما يجب إخراج هذا الارتباط من مرحلة الصراع الفلسفي و العقائدي إلا مرحلة التكامل و احترام الاختلاف العقائدي و الفكري المتبادل

التمسك بالوصايا العشرة لـ (نبي موسى) و التعاليم الإنسانية الشهيرة لـ (السيد المسيح) التي يطلق عليها "الموعظة على الجبل" ، يجب اعتبارهما مكملين ... ليس هناك مصلحة بشرية لقيام البعض بالتحريف لهذين الجزئيين بالذات من الكتاب المقدس ... يجب اعتبار هؤلاء الوصايا و التعاليم على جبل الزيتون مرجعية أساسية و منطقية لمسلمين و بمعنى واضح و صريح بلا لبس أن تعاليم الإسلام امتداد لهما

اعتبار أي (تعارض في التراث الإسلامي) لتلك التعاليم الكتابية السابقة التي "تعتبر الأقدم" .. من قبل "الأحداث التاريخية المؤقتة"و قد انتهت بانتهاء الحدث ... بالتالي يصبح هناك المخرج الفلسفي و العقائدي المقبول لدى العامة ، حتى يمكن المرور من عنق الزجاجة إلى الدائرة الأرحب و الأوسع ، "الدائرة العلمانية" ، و المشاركة الفعالة في التطور الحضاري و التقدم الإنساني

لكن إذا أراد العالم الإسلامي تفضيل الانعزال و مجابهة باقية العالم و فضل عدم الاندماج في المنظومة الدولية عن الانخراط في الدائرة العلمانية سابقة الذكر ، سوف يقوم المجتمع الدولي ببساطة بتغير هياكل و أهداف المنظمات الدولية لديه ( الأمم المتحدة و حقوق الإنسان و...و ..... الخ ) ثم يقوم بإعادة تجزئ المجزئ ثم احتلال جميع الجزئيات (بأسلوب عصري مختلف) ليسهل التحكم و لحماية باقية البشرية من الفكر الجهادي الإخوانى الوهابي و لفرض التغير من الداخل !

أرى على كلا من (العلمانيين من جميع الخلفيات العقائدية و اليساريين و الاشتراكيين و الرأسماليين و الأحرار و الكتاب و المفكرين .......الخ) زيادة العمل و مضاعفة "كفاحهم" و نشاطهم و مجهودهم لقيادة قاطرة العالم الإسلامي و لإخراجه من سكونه و ثباته و تقهقره الحضاري و إدخاله "أيضا طواعية" إلى دائرة العلمانية الجديدة

مقولة العالم اصبح قرية صغيرة سوف تكون من الماضي و سوف تستبدل بمقولة " العالم أصبح عمارة سكنية صغيرة" أو *( The world has become a small building)


مع شكري و محبتي



#موريس_رمسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يعتبر المسلم الوثني الوحيد على الأرض
- سماع (القرآن) و سماع (أم كلثوم)
- نهاية أسطورة - أشرف الخلق و رحمة لعالمين
- مصر - الجيش فقد مصداقيته
- مصر – هل الصين هي الحل
- أوباش - قصيدة (قبطية فرعونية)
- مصر - الإخوان و مخطط النهضة
- فاتورة القضاء على الإرهاب
- يا أكبر خائن فى الوجود (حب و إنتقام)
- انقلاب السيسي الإخواني على طنطاوي
- أنتِ مصريِ أنا - (مواساة و رثاء)
- تغيرات الشرق الأوسط و ظهور قوى جديدة
- مصر – فوز و انتصار الكراهية
- الدول الخليجية و التلاعب السياسي في البورصات
- مصر - شعب بلا انتماء و بلا ولاء
- التصويت مع مصر أم ضد مصر
- أصحى يا مصري (شعر عامي)
- مصر .. و الطريق الثالث (2)
- مصر .. و الطريق الثالث (1)
- قصة الحاج مع الحجر


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - موريس رمسيس - العلمانية بديل عن صراع الحضارات