أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موريس رمسيس - سماع (القرآن) و سماع (أم كلثوم)















المزيد.....

سماع (القرآن) و سماع (أم كلثوم)


موريس رمسيس

الحوار المتمدن-العدد: 3858 - 2012 / 9 / 22 - 20:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اشعر بالحنين إلي الماضي و ذكرياته عندما أستمع إلى بعض أغاني أم كلثوم و يزداد هذا الحنين و الإحساس بالنشوة القلبية التي يطلق عليها "وجع القلب" عندما تأتى بعض المقاطع المعينة التي تتغنى بها .. تختلط الأشجان و المشاعر الجياشة مع الأحاسيس و الحنين إلى الماضي و تتصارع في نفس الوقت مع مشاعر الحسرة و الندم على الحاضر و المستقبل

على سبيل المثال عندما أستمع إلى كلامات الشاعر "عبد الوهاب محمد" و الحان "محمد الموجي" و صوت أم المؤمنين و أم المسلمين و المسيحيين و حتى الملحدين و الكافرين و سيدة الشرق و كوكبه "أم كلثوم" في أغنية "أسأل روحك"

«««« كنت زمان بـلاقيك في حناني .. بحر محبة وبر أمان .. كنت بحس أن أنت زماني .. يومي و بكره و بعده كمان .. كنت بـ أشوفك .. كنت بـ أشوفك بعيون حبي و أنت بعيد .. و أنت بعيد أو أنت في قربى ... » .. » ... أسأل روحك ، اسأل قبلك ، قبل اده كله تغيروا ليه ، أيـ تغيروا ليه ، ليه .. أنا غيّرنى عذابي في حبك ، لكن أنت غيرك آيه .. غيرك آيه .. »» .. هو حناني عليك أساك حتى عليّ و لا رضايّ كمان خلاك تلعب بيّ.و لا تسامح روحي معاك غرك فيّ .... »»»»

عندما استمع إلى هذه المقاطع الجميلة و غيرها .. ارجع بذاكرتي إلى الماضي البعيد عندما كنت في الصغر في بداية مرحلة الشباب و الحب و المراهقة ... قد كانت الرؤية و تلامس الأصابع و النظر خلسة في العيون و تبادل الكلمات الجميلة في الخطابات عن الحاضر و المستقبل ، يعتبر أكثر ما كنت أتمناه منها ... كان آكل الايس كريم و البطاطس المقلي و التنزه أو الرقص سويا (بدون أحضان) في إحدى النوادي الاجتماعية الشهيرة يعتبر إنجاز كبير!

كانت السمة الغالبة على الشباب في مصر (ريف و حضر) في فترة الخمسينات إلي منتصف السبعينات من الممكن أن يطلق عليه شباب مؤدب و يتحمل المسؤولية لأعماله و لأخطائه و لم يكن الكذب و الغش أو الخادع من ثوابته و مع تواجد القدر المعقول من الشهامة أي كان أقرب إلى "الثقافة الغربية" منه إلى ما يسمى الثقافة "الإسلامية" كما هو حادث الآن .. التحرش بالنساء باللمس و الفعل و القول أو حتى كما يقال "أنكح و أجرى" و ممارسة الكذب و الغش و الخداع و الهوس و الشبق الجنسي من ثوابته الأخلاقية

بالتأكيد لا أستطيع الاحتفاظ بتلك المشاعر الجميلة السابقة الذكر طوال اليوم ، فأنا مضطر لسماع أصوات أخرى متداخلة و كثيرة ...ثرثرة و صراخ و زعيق و نهيق خارج المنزل ، أصوات قد تجلب الشعور بالغربة و الخوف و الحزن و الكآبة و انفلات الأعصاب و الشعور بفقدان الأمل و الطموح .. كما يقال "تسود الدنيا" أمام الأعين .. يأتى أحيانا إلى مخيلتي أفكار و مشاهد غريبة من الماضي البعيد عندما أضطر إلي سماع آيات معينة من القرآن خلال تلك الأصوات التي تلاحقني في كل مكان و أنا في الطريق من العمل إلي المنزل

على سبيل المثال الآية رقم ( 50) من سورة " الأحزاب" و التي تقول ..

«««« يا أيها النبي أنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكيلا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما »»»»

عندما اضطر إلى سماع تلك الآية بالذات ، يأتى إلى مخيلتي مباشرة و بدون إرادة ، مشهد قد رأيته في صغرى و هو عبارة عن أثنين من باعة الخضار المعروض على العربات "الكارو" من النوع الذي يجرهم الحمير و قد تقابلا هذان في إحدى الشوارع الجانبية من الطريق العام و قد كان هناك حمار و أتانا لي كلتاهما
سمعت صوت "الحمار" ينهق و يزمجر و يعلو كما لو كان يبكى .. فك البائع صاحب "الحمار" قيده من العربة و هكذا فعل الأخر مع "الحمارة" الأتان و تم "التلاقي التعسفي" بينهما و قد سمعت أنين "الحمارة" ... لست أدرى هل كان بسبب كبر قضيب "الحمار" أم إنها أي "الحمارة" قد أُخُذت على غِرة من "الحمار" إي بدون أي مقدمات عاطفية من "الحمار"

لست أدرى لماذا أتذكر هذا المشهد دائما؟ .. هل بسبب المرأة المؤمنة التي وهبت نفسها لرسول في الآية؟ .. أم بسبب العلاقة البهيمية الجنسية التي لا يوجد بها إي مشاعر عاطفية إنسانية؟ .. أم إن "الرسول" لم يستطع إن يكبح جماحه و هاج و ماج مثل " الحمار" على المرأة المؤمنة ؟

لا ينكر أحد إن أم كلثوم / فيروز / وردة / نجاة / فايزه / عبد الوهاب / حليم / الأطرش / ... و غيرهم الكثيرون .. قد كان لهم التأثير الإيجابي الكبير على تكوين وجدان و مشاعر و أحاسيس أبناء الشرق جميعا بما فيهم أبناء إيران و إسرائيل

قد كانت .. روايات الكتاب أمثال يوسف السباعي / محفوظ / إدريس / الشرقاوى / و غيرهم و التي تجسدت في أفلام العظماء أمثال أمينة رزق و فاتن حمامة و شادية و عماد حمدي و يحي شاهين و غيرهم .. تمتلك التأثير المباشر على الشخصية الشرقية عموما و قد كانت تلك الفنون في مجموعها هي العامل الثقافي و الوجداني المشترك الذي كان يربط بين أبناء تلك المنطقة من العالم بغض النظر عن الأعراق و القوميات و الطوائف و الديانات و العقائد المختلفة

في منتصف السبعينات من القرن الماضي بدأ الهجوم على وجدان الشعوب بإعادة تشكيلها ، بمنافسة أم كلثوم و عبد الوهاب و باقية الفنانين المبدعين في السينما و الإذاعة و التلفزيون ... من خلال أشرطة الكاسيت رخيصة الثمن المتوافرة بكثرة على الأرصفة من قبل المقرئين الجدد لآيات القرآن و الذين تغنوا به و ذادوا من الآهات خلال تلاوته حتى يتنافسوا و يجدوا لهم مكان في السوق مع المغنين و حتى يمتلكون وجدان الشعوب على حساب أم كلثوم و عبد الوهاب و فريد غيرهم هؤلاء المقرئين هم أنفسهم اللذين حاربوا كثيرا من أجل دخولهم نقابة الموسيقيين كأعضاء في السبعينات من القرن الماضي! .. لم يتم لهم ذلك!

بالتوازي بدأ دعاة البغض و الكراهية ، شيوخ عذاب القبر و عذاب النار يحقرون من تلك الرموز الفنية الشهيرة حتى يتسنى لهم امتلاك الساحة و بيع أشرطتهم التي تحض على الكراهية و الجهاد على حساب أشرطة أغاني أم كلثوم ....

مخطط حقير يُسمى "الوهابية" تقوده قبيلة الـ سعود و قبيلة الـ الشيخ في السعودية و باقية دول الخليج و الأزهر و الإخوان و السلفيين تم فيه تغير الوجدان و المشاعر في منطقة الشرق بالكامل إلي مشاعر عدائية دموية بهيمية جنسية وتم تغير أخلاقيات الحب و الأمانة و الصدق و الشرف إلي أخلاقيات الكراهية و الكذب و السرقة و الغش و الخداع و عدم الشرف

يعتمد هؤلاء على إحدى أساليب السحرة مثل المثال القائل "الزن على الدماغ يعمل مفعول السحر" بمعنى الإكثار من استعمال آيات القران في كل مكان طوال اليوم في الشارع و المنزل و من خلال ميكرفونات المساجد حتى لا يتسنى لمسلم التقاط أنفاسه لفترة يستطيع فيها أن يختلي مع نفسه أو يفكر حتى أصبح كل شئ مشوه من الوجدان إلي الفكر إلى الكتابة و حتى الكلام

لك آن تتأمل تتخيل عزيزي و تتساءل مع نفسك .. ماذا قدم المبدعين من الكتاب و الفنانين إلي ثقافة تلك الشعوب في الماضي ؟ ... ماذا قدم دعاة الكراهية إلى شعوب الشرق الآن أمثال شيوخ السعودية و الخليج و / كشك / الشعراوى / الحوينى / حسان / يعقوب / المحلاوى / القرضاوى و سباب و وضاعت الذغبى و حجازى و برهامى و وجدي غنيم و هناك غيرهم الكثير ... ما هو تأثيرهم على ثقافة مشاعر و وجدان و أحاسيس شعوب الشرق!


مع خالص شكري و محبتي



#موريس_رمسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية أسطورة - أشرف الخلق و رحمة لعالمين
- مصر - الجيش فقد مصداقيته
- مصر – هل الصين هي الحل
- أوباش - قصيدة (قبطية فرعونية)
- مصر - الإخوان و مخطط النهضة
- فاتورة القضاء على الإرهاب
- يا أكبر خائن فى الوجود (حب و إنتقام)
- انقلاب السيسي الإخواني على طنطاوي
- أنتِ مصريِ أنا - (مواساة و رثاء)
- تغيرات الشرق الأوسط و ظهور قوى جديدة
- مصر – فوز و انتصار الكراهية
- الدول الخليجية و التلاعب السياسي في البورصات
- مصر - شعب بلا انتماء و بلا ولاء
- التصويت مع مصر أم ضد مصر
- أصحى يا مصري (شعر عامي)
- مصر .. و الطريق الثالث (2)
- مصر .. و الطريق الثالث (1)
- قصة الحاج مع الحجر
- جيش طنطاوي و عنان – قصيدة عامية
- قضاء مصر قضاء طبلية – قصيدة عامية


المزيد.....




- بلينكن يزور السعودية ومصر.. وهذه بعض تفاصيل الصفقة التي سينا ...
- في جولة جديدة إلى الشرق الأوسط.. بلينكن يزور السعودية ومصر ل ...
- رغد صدام حسين تستذكر بلسان والدها جريمة -بوش الصغير- (فيديو) ...
- فرنسا وسر الطلقة الأولى ضد القذافي!
- السعودية.. حافلة تقل طالبات من جامعة أم القرى تتعرض لحادث مر ...
- -البديل من أجل ألمانيا- يطالب برلين بالاعتراف بإعادة انتخاب ...
- دولة عربية تتربع على عرش قائمة -الدول ذات التاريخ الأغنى-
- احتجاج -التظاهر بالموت- في إسبانيا تنديداً بوحشية الحرب على ...
- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موريس رمسيس - سماع (القرآن) و سماع (أم كلثوم)