أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - لن تستطيعوا فهم ما يجرى حولكم حتى تفهموا النظام العولمى















المزيد.....



لن تستطيعوا فهم ما يجرى حولكم حتى تفهموا النظام العولمى


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3854 - 2012 / 9 / 18 - 16:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استخدم علماء الاقتصاد مصطلح "العولمة" منذ ثمانينيات القرن العشرين على الرغم من أنه كان مستخدمًا في العلوم الاجتماعية في ستينيات القرن العشرين..... ومع ذلك، فإن مبادئ وأفكار العولمة لم تنتشر حتى النصف الثاني من ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين.... تم وضع المبادئ والأفكار النظرية الأولى للعولمة على يد الأمريكي "تشارلز تيز راسيل" (Charles Taze Russell) الذي أصبح قسًا بعد أن كان رأسماليًا وصاحب شركات، كما أنه يعد أول من توصل إلى مصطلح "الشركات العملاقة" في عام 1897... تعتبر العولمة بمثابة عملية تمتد عبر العديد من القرون وتتأثر بنمو السكان ومعدلات ازدهار الحضارة والتي زادت بشكل كبير على مدار الخمسين سنة الماضية.... تمثلت أولى أشكال العولمة في أثناء وجود الإمبراطورية الرومانية وإمبراطورية فارس القديمة وأسرة "هان" الحاكمة في الصين التي عملت على توحيد أقطار الصين والاهتمام بالآداب والفنون عندما بدأ البشر يعرفون طريق التجارة المعروف باسم "سيلك رود" الذي يصل إلى حدود إمبراطورية بلاد فارس ويستمر في اتجاه روما..... كذلك، يعد العصر الذهبي الإسلامي مثالاً واضحًا على انتشار العولمة؛ وخاصةً عندما أسس المستكشفون والتجار المسلمون أول نظام اقتصادي عالمي في العالم القديم، مما ترتب عليه انتشار العولمة في الكثير من المجالات مثل المحاصيل الزراعية والتجارة والعلم والمعرفة والتكنولوجيا.... كذلك، فإنه لاحقًا في أثناء سيادة الإمبراطورية المغولية، حدث تكامل كبير بين الدول الواقعة على طول طريق التجارة "سيلك رود" الرابط بين الصين والإمبراطورية الرومانية....

وقد بدأت العولمة في الانتشار بشكل أكبر قبل انقضاء القرن السادس عشر مباشرة عند تأسيس مملكتي شبه جزيرة أيبيريا - مملكة البرتغال ومملكة قشتالة..... عملت الرحلات الاستكشافية للكثير من دول العالم والتي أشرفت عليها دولة البرتغال في القرن السادس عشر على ربط القارات والاقتصاديات والحضارات بشكل كبير على وجه الخصوص..... تعتبر رحلات التجارة والرحلات الاستكشافية التي أشرفت عليها البرتغال في معظم دول ساحل أفريقيا وجنوب شرق أمريكا وشرق وغرب آسيا من أولى صور رحلات التجارة الكبرى التي قامت على العولمة..... وبعدها، استطاعت البرتغال القيام بالعديد من رحلات التجارة عبر مختلف دول العالم واستعمار العديد من الدول ونشر ثقافتها بها.... استمر هذا التكامل بين دول العالم من خلال ازدياد توسع التجارة الأوروبية في القرنين السادس عشر والسابع عشر عندما استطاعت كل من الإمبراطورية الإسبانية والبرتغالية استعمار أمريكا بعد استعمار فرنسا وإنجلترا لها.... جدير بالذكر أن للعولمة تأثيرًا كبيرًا على الثقافات والحضارات وخاصة الحضارات المتأصلة في بلادها عبر أنحاء العالم.... لقد كانت شركة غينيا Company of Guinea التي أنشأتها البرتغال في غينيا في القرن الخامس عشر من أولى الشركات التجارية بالمعنى القانوني المعروف اليوم والتي أسسها الأوروبيون في قارة أخرى في أثناء عصر استكشاف الدول والقارات؛ حيث تمثلت مهمتها في تجارة التوابل وتثبيت أسعار السلع والبضائع..... أما في القرن السابع عشر، أصبحت العولمة ظاهرة تجارية عندما تم تأسيس شركة الهند الشرقية البريطانية (British East India Company) (عام 1600) - والتي غالبًا ما يتم وصفها بأنها من أولى الشركات متعددة الجنسيات – وكذلك عندما تم تأسيس شركة الهند الشرقية الهولندية (Dutch East India Company) (عام 1602) وشركة الهند الشرقية البرتغالية (Portuguese East India Company) (عام 1628)...

وبسبب الاحتياجات المالية والاستثمارية الكبيرة فضلاً عن المخاطر العالية التي اكتنفت مجال التجارة الدولية، أصبحت شركة الهند الشرقية البريطانية الشركة الأولى في العالم لمشاركة المخاطر وإتاحة الملكية المشتركة للشركات من خلال إصدار الأسهم، الأمر الذي مثل عاملاً مهمًا للتشجيع على انتشار العولمة...... تحقق انتشار العولمة من جانب الإمبراطورية البريطانية (أكبر إمبراطورية عرفها التاريخ) بفضل كبر مساحتها ونفوذها...... وقد استطاعت بريطانيا فرض أفكارها وثقافتها الخاصة بها على الدول الأخرى في أثناء تلك الفترة. أحيانًا ما يطلق على القرن التاسع عشر "العصر الأول للعولمة". فقد اتسم هذا القرن بتزايد ازدهار التجارة الدولية والاستثمار بين القوى الاستعمارية الأوروبية ومستعمراتها ولاحقًا بين الولايات المتحدة الأمريكية..... وفي أثناء تلك الفترة الزمنية برزت بعض المناطق على خريطة العالم وأصبح لها دور في النظام العالمي؛ مثل تلك المناطق الواقعة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا وكذلك جزر المحيط الهادي..... وقد بدأ "العصر الأول للعولمة" في الاضمحلال مع بداية القرن العشرين عند اندلاع الحرب العالمية الأولى... لقد انتهى "العصر الأول للعولمة" في أثناء حدوث أزمة قاعدة الذهب والكساد الكبير في الولايات المتحدة الأمريكية والذي كان في أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من القرن العشرين....ومع حلول القرن الحادي والعشرين، شهدت الكثير من الدول الصناعية في العالم فترة كساد وركود كبيرة.....وقد صرح بعض المحللين أن العالم سيشهد فترة لن يتم فيها السعي وراء تحقيق العولمة بعد المرور بسنوات من ازدياد التكامل الاقتصادي بين مختلف الدول....مع أن الأزمة المالية قد دمرت ما يقرب من 45 في المائة من الثروة العالمية فيمالا يزيد عن عام ونصف تقريبًا.....

العولمة هى التكامل بين رأس المال والتكنولوجيا والمعلومات التى تتجاوز كل الحدود المفروضة بطريقة تنشأ عنها سوق عالمية واحدة ... فالعالم العولمى مازال يحبو , فنظام الحرب الباردة البطىء والساكن الذى سيطر على الامور العالمية منذ 1945 قد تم استبداله بنظام جديد مترابط هو ( نظام العولمة) ..... فالعالم كله فى نهر واحد ولابد ان نفهم ذلك , وقد ولد هذا العالم مع انهيار سور برلين 1989, ولاعجب ان الاقتصاد العولمى الناشىء مازال يبدأ اولى خطواته ....فالعولمة ليست ظاهرة كما انها ليست اتجاها عابرا .... فالعولمة اليوم هى النظام العالمى الرئيسى الرئيسى الذى يشكل السياسات المحلية والعلاقات الخارجية تقريبا ..... فالفكرة المحركة للعولمة هى رأسمالية السوق الحر, فكلما تركت السوق تحكم وكلما تركت اقتصادك مفتوحا للتجارة الحرة والمنافسة , كان اقتصادك اكثر كفاءة واكثر اثمارا ..... فالعولمة تعنى انتشار السوق الحرة فى كل بلدان العالم ..... كما ان لها مجموعة من القواعد الاقتصادية , قواعد تدور حول الانفتاح والغاء القيود على الاقتصاد ..... ولايمكن ان ننكر ان للعولمة تكنولوجياتها الخاصة المميزة : الكمبيوترية , والصناعات الدقيقة , والاجهزة الرقمية , والاتصالات عن طريق الاقمار الصناعية , والانترنت .... فلهذه التكنولوجيات اثرها فى تكوين المنظور الخاص للعولمة .... فاذا كان المنظور الخاص للحرب الباردة هو ( الانقسام ) فالمنظور الخاص للعولمة هو( التكامل ) .... واذا كان حائط برلين يفصل بين الافراد رمزا للحرب الباردة , فان شبكة عالمية واسعة تربط كل فرد تعد رمزا للعولمة .... واذا كانت المعاهدة هى الوثيقة الخاصة بالحرب الباردة , فان الاتفاقية هى الوثيقة الخاصة بنظام العولمة ....

واذا كان المعيار المحدد للحرب الباردة هو( الكم ) خصوصا الكم الكبير للقذائف , فان النظام المحدد لنظام العولمة هو ( السرعة ) سرعة التجارة , السفر , الاتصال , التجديد . واذا كانت الحرب الباردة قد قامت على معادلة ( الحجم والطاقة ) لاينشتاين , فان العولمة تقوم على قانون ( مور ) الذى يرى ان القدرة الكمبيوترية لشرائح السيليكون ستتضاعف كل فترة تتراوح بين 18 الى 24 شهرا ..... وكما قال احد الساسة الالمان (كارل ستش) : ( ان نظام الحرب الباردة كان عالما من الاصدقاء والاعداء , اما نظام العولمة فانه يحول كل الاصدقاء والاعداء الى متنافسين ) , اذا كان القلق الخاص بالحرب الباردة متعلقا بالخوف من عدو ما تعرفه جيدا فى سياق صراع عالمى محدد وثابت ..... فان القلق الخاص بالعولمة يتعلق بالخوف من تغيير سريع من عدو لاتستطيع ان تراه او تلمسه او تشعر به ..... ويتمثل التحدى فى حقبة العولمة بالنسبة للدول والافراد فى ايجاد توازن صحى بين الحفاظ على الاحساس بالهوية والوطن والمجتمع وبين القيام بكل ما هو ضرورى للحفاظ على البقاء فى ظل العولمة .....كانت الحرب الباردة مثل السهل الفسيح الذى تتقابل فيه وتجزئه الاسوار والحوائط والخنادق والنهايات المسدودة .... كان من المستحيل المشى لمسافة ابعد بكثير بدون الاصطدام فى او بسور برلين او بستار حديدى او حلف وارسو او بتعريفات جمركية او بقيود على رؤوس الاموال .... وخلف هذه الاسوار والقيود استطاعت الدول ان تجد اماكن كثيرة للاختباء والحفاظ على انماطها الخاصة للحياة السياسية والاقتصادية والثقافية .... واستطاعت ان تكون فى العالم الاول او الثانى او الثالث ... وهناك ثلاثة تغييرات رئيسية نسفت كل الاسوار هى : - التغييرات فى كيفية اتصال بعضنا ببعض . - التغييرات فى كيفية استثمارنا لاموالنا . - التغييرات فى كيفية ادراكنا للعالم ..... وقد نشأت ونمت هذه التغييرات اثناء الحرب الباردة وتمكن العالم من الاندماج فى صورة دوامة قوية بصورة تكفى لنسف كل اسوار نظام الحرب الباردة , وتمكن العالم من الاندماج فى سهل واحد مفتوح ومتكامل ويفتح اكثر كلما انهارت اسوار اكثر , وكلما تم اقتناص دول اكثر داخل هذا السهل .... وقد يكون هذا هو السبب فى انه لم يعد هناك مايسمى بالعالم الاول او الثانى او الثالث , فما يوجد فقط هو (عالم سريع - اى عالم السهل المفتوح جدا - ) و ( عالم بطىء - عالم من يتساقطون بجانب الطريق -)...



لن تستطيع فهم عناوين الأخبار الصباحية، أو تعلم أين تستثمر أموالك، أو تفكر إلى أين يمضي العالم من حولك بدون أن تفهم هذا النظام الجديد، ذلك النظام الذي يؤثر على السياسات الإقليمية والعلاقات الدولية، كما يؤثر بصورة مباشرة على كل دولة في العالم اليوم، عندما تفهم هذا العالم وقتها لن تنظر إليه بنفس نظرتك السابقة بعد الآن، إن وصولنا إلى الصورة المتوازنة المناسبة العولمة والجذور لهو التحدي الحقيقي لفترة العولمة، وهو جوهر الاثارة والاستفزاز فى هذا الموضوع الوعر ، ويجب أن يقرأه كل هؤلاء الذين يهتمون بمعرفة كيف يسير العالم واقعيا من حولنا.... عندما أتحدث عن نظام الحرب الباردة أو النظام العالمي فماذا أعني؟ أعني أن نظام الحرب الباردة كنظام دولي كان يمتلك هيكل القوى الخاص به والتوزان بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. وكانت للحرب الباردة قواعدها في الشؤون الدولية، ولم يكن مسموحا لأي من القوتين العظميين محاولة الاستيلاء على نصيب القوة الأخرى من النفوذ..... وفي الاقتصاد كانت الدول الأقل تقدما تحاول التركيز على دعم صناعتها الوطنية وفي حين تركز الدول النامية على تحقيق النمو الاقتصادي الذي يعتمد على التصدير وتركز الدول الشيوعية على السيطرة المطلقة للدولة والدول الغربية على التجارة المنظمة.... كما كانت لفترة الحرب الباردة أفكارها المسيطرة مثل الصراع بين الشيوعية والرأسمالية بالإضافة إلى عدم الانحياز والوفاق وأخيرا البريسترويكا، كما كانت لفترة الحرب الباردة اتجاهاتها السكانية أو الديموجرافية، فقد كانت حركة الناس من الشرق إلى الغرب مجمدة تقريبا بسبب الستار الحديدي، ولكن التدفق البشري من الجنوب إلى الشمال استمر بمعدل منتظم....

كما كان لنظام الحرب الباردة رؤيته للعالم، فقد كان العالم عبارة عن فضاء مقسم بين المعسكر الشيوعي والمعسكر الغربي ومعسكر الحياد وكل دولة من دول العالم تنتمي إلى أحد هذه المعسكرات الثلاثة، كما كانت للحرب الباردة محدداتها التكنولوجية مثل الأسلحة النووية. ورغم أن العالم كان قد دخل عصر الثورة الصناعية الثانية فقد كانت المطرقة والمنجل (شعار النظام الشيوعي) مازالت أدوات صالحة بالنسبة للكثيرين في الدول النامية، كما كانت للحرب البارد مقاييسها المحددة وهي حجم الترسانة النووية، وأخيرا كان للحرب الباردة مصدر الرعب وهو الإبادة النووية....عندما تجمع كل هذه العناصر والمحددات التي تحدد نظام الحرب الباردة معا ومدى تأثيرها على السياسات الداخلية والعلاقات الخارجية لكل دولة من دول العالم ستعرف أنه كان نظاما عالميا، فقد كان نظام الحرب الباردة يشكل الكثير من عناصر الحياة للعالم إن لم يكن يشكل كل عناصر هذه الحياة....والآن نحن في عصر العولمة الذي حل محل عصر الحرب الباردة وهذه العولمة أيضا نظام عالمي له سماته الفريدة..... لكي نبدأ مع نظام العولمة، يمكن القول بأنه نظام متطور (ديناميكيا) وعملية مستمرة وليس نظاما ساكنا (استاتيكيا) كما كان الحال في نظام الحرب الباردة، فالعولمة تتضمن دمج الأسواق والدول والأمم والتكنولوجيات بدرجة غير مسبوقة وبطريقة تسمح للأفراد والشركات والدول القومية الوصول إلى كل مكان في العالم بصورة أكبر وأسرع وأكثر عمقا وأقل تكلفة عن ذي قبل، وبطريقة تؤدي إلى سلب القوة من هؤلاء الذين سيتخلفون عن هذا النظام الجديد، وتمثل الرأسمالية والسوق الحرة الفكرة الرائدة لنظام العولمة، بمعنى أنها تركت قوى السوق تسيطر....والعولمة تعني نشر الرأسمالية والسوق الحرة في كل مكان بالعالم، كما أن لنظام العولمة قواعده الاقتصادية الحاكمة، وهى القواعد التي تدور حول الانفتاح والخصخصة ورفع يد الدولة، وعلى عكس نظام الحرب الباردة فإن لنظام العولمة ثقافته المسيطرة، وربما لهذا السبب تميل العولمة إلى أن تكون سائدة على مستوى العالم....



ومن الناحية الثقافية يمكن القول بأن العولمة تعد بصورة كبيرة، وإن لم تكن كلية، هي الامركة Americanization ابتداء من ماكدونالدز إلى ماكنتوش إلى ميكي ماوس، كما أن العولمة لها محدداتها التكنولوجية مثل سيطرة الكمبيوترعلى كل جوانب الحياة والعالم الرقمي والاتصالات عبر الأقمار الصناعية والألياف الضوئية والإنترنت.... وقد ساعدت هذه التكنولوجيات في تحديد رؤية العالم، فإذا كانت الرؤية المحددة للعالم في عصر الحرب الباردة كانت هي الانقسام أوالتقسيم فإن رؤية العولمة لهذا العالم تقوم على الدمج أو التكامل، وكان رمز مرحلة الحرب الباردة هو الحائط الذي يقسم العالم مثل حائط برلين أو الستار الحديدي فإن رمز عصر العولمة هو الشبكة العنكبوتية الدولية أو الإنترنت والتي توحد بين كل البشر.... كما الوثيقة المحددة لعصر الحرب الباردة كانت المعاهدة فإن الوثيقة المحددة لعصر العولمة هي الاتفاق..... وبمجرد انضمام أي دولة إلى نظام العولمة فإن النخب الحاكمة لهذه الدولة في جميع المجالات يحاولون دائما إيجاد مكان لدولتهم في السياق العالمي، وان كان الكم أو الثقل هو المقياس المحدد لعصر الحرب الباردة وبخاصة وزن الصواريخ التي يمكن إطلاقها، فإن المقياس المحدد لعصر العولمة هو السرعة مثل سرعة التجارة وسرعة السفر وسرعة الابتكار وسرعة الاتصالات.....
وإذا كانت النظرية الحاكمة لعصر الحرب الباردة هي نظرية النسبية لأينشتاين التي أدت إلى ظهور القنبلة الذرية فإن نظرية مور هي التي تحكم عصر العولمة وهي النظرية التي تؤدي إلى زيادة قوة رقائق السيليكون التي تدير أجهزة الكمبيوتر بمقدار الضعف كل 18 أو 24 شهراً....وإذا كان الرعب الأساسي لفترة الحرب الباردة ينبع من الخوف من الإبادة على يد عدو تعرفه جيدا في عالم يكافح، فإن هذا الخوف من السهل التغلب عليه، ولكن في عصر العولمة فإن الرعب الأساسي هو الخوف من التغير السريع من جانب عدو لا تستطيع رؤيته ولا لمسه ولا الاحساس به، يمكنك أن تلمس هذا الرعب من خلال وظيفتك ومكان عملك الذي يتغير بسرعة نتيجة أي تغيير اقتصادي أو تكنولوجي طارئ في أي مكان من العالم....في عصر الحرب الباردة وصلنا إلى الخط الساخن بين البيت الأبيض والكرملين وهما رمزا القوتين العظميين في العالم في ذلك الوقت واللذين يتحملان مسؤولية استقرار العالم ولكننا في عصر العولمة توصلنا إلى الإنترنت الذي يوصلنا بكل شخص في العالم ولكن دون أن يكون هناك أحد مسؤول عن استقرار العالم، والدفاع المميز لعصر الحرب الباردة كان الرادار الذي يرصد أي تهديد قادم من الجانب الآخر للحائط.... أما وسيلة الدفاع المميزة لعصر العولمة فهو جهاز أشعة إكس الذي يكشف عن الخطر الموجود داخلنا، كذلك فإن لعصر العولمة سماته السكانية أو الديموجرافية المميزة وهي الانتقال السريع والكثيف للسكان من المناطق الريفية وذات النمط الزراعي إلى المناطق الحضارية بل وتحول نفس المناطق الريفية إلى نمط الحياة الحضري مثل متابعة الموضات العالمية في الملبس والمأكل ووسائل الترفيه....


أخيراً وهو الأمر الأكثر أهمية فإن لعصر العولمة هيكل القوى الخاص به وهو أكثر تعقيدا من هيكل القوى لعصر الحرب الباردة، فقد كان هيكل القوى لعصرالحرب الباردة يدور بصورة مطلقة حول مفهوم الدولة القومية وكان هيكلا متوازنا حول مركزين هما الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية....في المقابل فإن هيكل القوة لعصر العولمة يقوم على أساس ثلاث عناصر توازن تؤثر كل منها على الأخر وتتأثر بها، أول هذه العناصر هو التوازن التقليدي بين الدول القومية، حيث تلعب الولايات المتحدة حاليا دور القوة العظمى الوحيدة المسيطرة وكل الدول الأخرى تابعة لها بدرجة أو بأخرى، ورغم ذلك فإن توازن القوى بين الولايات المتحدة اوغيرها من الدول الأخرى ما زال مهما من أجل استقرار هذا النظام، هذا التوازن يفسر لنا الكثير من الأخبار التي نطالعها على الصفحات الأولى للجرائد يوميا، سواء الأنباء عن احتواء العراق في الشرق الأوسط أو توسيع حلف شمال الأطلنطي أو الناتو تجاه روسيا ووسط أوروبا....عنصر التوازن الثاني في نظام العولمة بين الدول القومية والأسواق العالمية التي تتكون من ملايين المستثمرين الذين ينقلون أموالهم حول العام من خلال نقرة واحدة على فأرة جهاز الكمبيوتر، هؤلاء القطيع الإلكتروني يتجمع في مراكز مالية عالمية مثل وول ستريت في أمريكا وهونج كونج ولندن وفرانكفورت، تؤثر تصرفاتهم على الدول القومية بصورة هائلة في الوقت الراهن بل وربما تؤدي إلى الإطاحة بحكومات....الولايات المتحدة تستطيع تدمير دولة ما من خلال قصفها بالقنابل ولكن المراكزالمالية العالمية تستطيع تدميرها من خلال خفض تقييم سندات هذه الدولة في الأسواق المالية، تعد الولايات المتحدة اللاعب المسيطر في لعبة العولمة ولكنها ليست المؤثر الوحيد في هذه اللعبة، فلعبة العولمة تتحرك أحيانا من خلال يد اللاعب المسيطر وهو أمريكا ولكنها تتحرك أحيانا أخرى من خلال يد خفية تتمثل في المراكز المالية العالمية، العنصر الثالث في نظام العولمة الذي يجب الانتباه إليه وهو أحدث هذه العناصر الثلاثة على الإطلاق وهو التوازن بين الأفراد والدول القومية، نظرا لأن العولمة أدت إلى سقوط الكثير من الجدران التي كانت تحد من حركة الشعوب ونظرا لأن هذه العولمة ربطت بين هذه الشعوب من خلال شبكة اتصالات هائلة فإنها منحت الأفراد قدرة كبيرة على التأثير في الأسواق والدول القومية أكثر من أي وقت مضى....



لذلك فالآن لم تعد هناك قوى عظمي وأسواق كبرى فقط ولكن أصبح هناك ما يسمى بأفراد سوبر أي يتمتعون بقدرة كبيرة على التأثير.... الواقع أن هؤلاء الأفراد أصبحوا قادرين على التحرك على الصعيد الدولي مباشرة بدون الوساطة التقليدية للحكومات أو الشركات أي مؤسسة عامة أو خاصة، وبعيدا عن حجم الأصول التي تمتلكها وتديرها الحكومة الأمريكية فإن بعض الأفراد في العالم يمتلكون أموالا ويديرون أصولا حول العالم قد تفوق حجم الاحتياطي الصيني من العملات الأجنبية، تعد الصين أكبر دولة في العالم من حيث حجم الاحتياطي الأجنبي.... من الأمثلة هنا جودي وليامز التي فازت بجائزة نوبل للسلام عام 1997 بسبب جهودها من أجل حظر دولي للألغام الأرضية، وقد حققت وليامز هذا الحظر ليس فقط بدون مساعدة حكومية كبيرة ولكن في مواجهة معارضة قوية من جانب الدول الخمس الكبرى على مستوى العالم وهي أمريكا وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، كان سلاحها السري كما قالت هو تنظيم أكثر من ألف منظمة مختلفة لحقوق الإنسان وجماعات معارضة الأسلحة في القارات الست.... إنك لن تفهم أبدا نظام العولمة ولا عناوين الصفحات الأولي لصحف الصباح إذا لم تستوعب التفاعل المعقد بين هذه التوازنات الثلاثة: التوازن بين الدول وبعضا من التوازن بين الدول والمراكز المالية العالمية والتوازن بين الدول والمراكز المالية العالمية وبين الأفراد....

الغريب انه منذ انفراط عقد الدولة العثمانية وزوالها رسميًا عام 1924م أصبحت الأمة العربية تعيش لأول مرة منذ تأسيس الدولة الإسلامية قبل أربعة عشر قرنًا، من دون كيان جامع –ولو بصورة رمزية– يُعبِّر عن وحدة الأمة ورمزها السياسي المُعبَّر عنه بالخلافة، فمنذ ذلك الحين شقت "الدول القومية" Nation States طريقها لتغطي خلال فترة وجيزة خريطة العالم الإسلامي برمته لاسيما مع بدء مرحلة انتهاء الحقبة الاستعمارية كأحد التجليات التي ميزت عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية.....ومع تنامي الاتجاهات التفكيكية والتفتيتية داخل الجسد العربى الكبير، وبالتوازي مع دعوات إحياء "القُطرية" الضيقة بين أبناء الأمة العربية برعاية القوى الغربية المهيمنة، بدأت تلك القوى الغربية تنتهج ذات النهج الذي تهدف وتسعى إلى إبعاد الأمة العربية عنه ألا وهو النهج الوحدوي التجميعي للجهود والمقدرات........ حيث بدأت الأحلاف والمحاور والتكتلات تتشكل في الجسد الغربي ممثلة في مؤسسات فاعلة من قبيل حلف شمال الأطلسي "الناتو"، والاتحاد الأوروبي، وتجمعات "النافتا" و"الميركوسور" و"الآسيان" وغيرها...... وهكذا تمكن الغرب "الحضاري" بعد تفكيك الدولة العثمانية من السيطرة على المنطقة العربية والإسلامية، التي هي قلب العالم الجغرافي والحضاري أيضًا، ومن ثم استطاع الهيمنة على العالم وقيادته تكريسًا لهيمنة الرجل الأبيض ودوره الرسالي الحضاري المزعوم، فمن يسيطر على القلب يسهل عليه السيطرة على الهامش والأطراف... ولم تمر سوى عقود قليلة على بدء هذه الثنائية المتناقضة – التفكك العربي والإسلامي من جهة، والتكتل الغربي بأشكاله وصوره المختلفة من جهة أخرى، حتى بشرتنا قائدة المعسكر الغربي وحاملة لواءه ودرة تاجه الإمبريالي الولايات المتحدة الأمريكية ببدء عصر جديد من الحضارة الإنسانية أطلقت عليه "عصر العولمة" ...... والعولمة؛ ذلك المفهوم الملتبس الغامض الذي بات النغمة السائدة في العلاقات الدولية والعلوم الاجتماعية منذ تسعينيات القرن الفائت وحتى لحظتنا الراهنة، لن تجد لها تعريفًا جامعًا يكشف أسرارها ويسبر أغوارها.....

إن مسألة البحث والتحليل لتوضيح معنى العولمة ليس مجرد مسألة معرفية مجردة فحسب، بل هي ضرورة ملحة للدفاع عن مصالح الأمة وهويتها في وجه أنظمة العولمة الغربية التي تهدف إلى السيطرة على مقدرات الشعوب مستخدمة أرقى منجزات العلم والتكنولوجيا والمعلوماتية وشبكات الاتصال....لذلك سنكتفي بتعريف واحد جامع لمعنى العولمة، أطلقه أحد أبرز المفكرين الأمريكيين المعاصرين وهو توماس فريدمان، حيث قال "نحن أمام معارك سياسية وحضارية فظيعة، والعولمة هي الأمركة، والولايات المتحدة قوة مجنونة، نحن قوة ثورية خطيرة، وأولئك الذين يخشوننا على حق. إن صندوق النقد الدولي قطة أليفه بالمقارنة مع العولمة. في الماضي كان الكبير يأكل الصغير، أما الآن فالسريع يأكل البطيء"......ويقول فريدمان في موضع آخر: "إن العولمة تعد بصورة كبيرة، وإن لم تكن كلية، هي الأمركة، ابتداء من ماكدونالدز إلى ماكنتوش إلى ميكي ماوس، والعولمة لها محدداتها التكنولوجية التي تكفل السيطرة على كل جوانب الحياة كالعالم الرقمي والاتصالات عبر الأقمار الصناعية والألياف الضوئية والإنترنت... إذن فالعولمة باختصار وبكلمة واحدة هي الأمركة Americanism، ويمكن القول إن هناك ثمانية معان مختلفة تجمع أبعاد مفهوم العولمة أو الأمركة في صيغته البنائية والعملياتية، يمكن تلخيصها في عناوين العولمة المالية، والتكنولوجية، والاقتصادية، والبيئية، والجغرافية، والثقافية، والسوسيولوجية، وأخيرًا السياسية......وبيانها كالاتى :

(1) العولمة المالية : وهى ما يطلق عليه السوق الآنية العالمية للنتاجات المالية المتعامل بها في كبريات المدن المالية –الغربية بالأساس- على مدار اليوم، ومن ثم تصبح النتاجات المتعامل بها في غيرها مدن العالم مجرد تابع يدور في فلك أسواق المال الكبرى صعودًا وهبوطًا، ولعل خير مثال على تلك التبعية المالية ما آلت إليه الأوضاع في أسواق العالم من انحطاط في ظل الأزمة التي ضربت أسواق المال الأمريكية منذ منتصف العام 2008 ولا زالت آثارها مستمرة حتى اللحظة الراهنة دون أن يبدو في الأفق نهاية واضحة لها.....

(2) العولمة التكنولوجية: فإنها تصف المجموعة المترابطة من تكنولوجيا الكمبيوتر والاتصالات وعمليات ربطها بالأقمار الصناعية والتي نجم عنها ظاهرة انضغاط الزمان والمكان والانتقال الفوري للمعلومات عبر العالم. وإذا كانت الفجوة الرقمية بين العالمين الغربي والعربى لا تخفى فإن الادعاء بأن هذا البعد التكنولوجي للعولمة يصب بالأساس في مصلحة الطرف الأول لا يكون إجحافًا بقدر ما هو توصيف للواقع، لا سيما إذا كان العالم العربى يكتفي بدور المستهلك للتكنولوجيا أو المجمّع لمفرداتها على أفضل تقدير....

(3) العولمة الاقتصادية: فإنها تصف نظم الإنتاج الجديدة التي توصف بالمتكاملة، وتشير إلى تمكين الشركات الكونية المتعدية الجنسية Multinational Corporations الغربية بالأساس من استغلال عناصر الإنتاج عبر العالم على اتساعه لاسيما العالم العربى الذاخر بثرواته وموارده الأولية والبشرية كذلك، بما يعني هيمنة نمط الإنتاج الرأسمالي، بل هيمنة النمط الأمريكي بالأخص، على مقدرات وثروات العالم الإسلامي الاقتصادية والذي يكتفي أبناؤه عادة بدور المستهلك الشَّرِه لكل ما هو غربي وأمريكي. إذن فإن البعد الاقتصادي للعولمة إنما يعني بالأساس استثمار شعوب العالم وتحويل كل قدراتها إلى مؤسسات هائلة تملكها مؤسسات غربية محدودة العدد، تسيطر ليس على كوكب الأرض فحسب بل على فضاءه الخارجي كذلك.....

(4)العولمة البيئية: وهى تسعى من خلالها القوى الغربية إلى محاولة غسل يديها مما تقترفه بحق كوكب الأرض من تلويث وإفساد كنتاج لنهضتها التكنولوجية والتقنية دون أدنى مسؤولية عن مخاطر تلك التقنيات وآثارها البيئية المدمرة، بل يصور الغرب لنا أن الحفاظ على البيئة مسؤولية مشتركة بين الجميع، الشمال والجنوب، الغني والفقير، المتقدم والنامي أو المتخلف، وكأن المقصود من ذلك بمنتهى الصفاقة أن يجني الغرب الربح والفائدة منفردًا، ويتشارك التكلفة مع الآخرين أو يلقي بجلها عليهم إن استطاع، بدعوى وحدة الإنسانية والمصير المشترك!!!!

(5)العولمة الجغرافية: فتعني باختصار وبدون تزييف لحقائق الأمور، إعادة تنظيم الحيز أو المساحة في الكوكب، بين القوى الغربية المهيمنة، عبر تقاسم مناطق النفوذ والأسواق في العالم، بدعوى الشراكة تارة والتكاملية والاعتمادية تارة أخرى...... ولعل خير مثال على تلك العولمة الجغرافية المزعومة لاقتسام النفوذ، الاهتمام الأمريكي والصيني المتزايد بالقارة الأفريقية التي تعد منطقة نفوذ للقوى الأوروبية التقليدية، لاسيما فرنسا، التي باتت تشعر بقلق كبير إزاء الاستراتيجية الأمريكية والصينية الجديدة في أفريقيا، الأمر الذي دفع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للهجوم على من قال "إنهم يتطلعون إلى إعادة استنزاف ثروات القارة ومواردها الأولية"......

(6)العولمة السوسيولوجية: هي الخيال الرومانسي الجامح الذي تسعى القوى الغربية للترويج له عبر مقولات من قبيل "المجتمع العالمي" و"الكل الاجتماعي المترابط"، وهي المقولات التي تعني ذوبان وتماهي الكل الإنساني في الجزء الغربي "المتحضر" و"الرسالي" الذي يقدم النموذج المثالي لما يجب أن يكون عليه البشر جميعًا حتى يلحقوا بركب الحضارة والتقدم الذي يزعم الغرب احتكاره بالأساس.....

(7)العولمة الثقافية : أو البعد الثقافي للعولمة خير مكمل للشعارات السوسيولوجية الزائفة والبراقة التي تروج لها القوى الغربية، حيث تسعى تلك القوى إلى إلى ما يمكن وصفه بـ "تغريب الثقافة" Westernization of culture وقولبة نمط الحياة الاجتماعية للدول والشعوب بكل ما تحتويه هذه العملية من طمس للشخصية الوطنية وتساهل أمام الوافد الغربي من السلع الاستهلاكية والكمالية وصولاً إلى الأفكار والمفاهيم....... ويؤكد هذا المعنى ناعوم تشومسكي بقوله "إن العولـمة الثقافية ليست سوى نقلة نوعية في التاريخ البشري، تعزز سيطرة المركز الأمريكي على الأطراف، أي على العالم كله"......ولا شك أن الثقافة الاستهلاكية التي تروج لها واشنطن عالميًا تعد أحد مفردات الهيمنة الأمريكية والتي تعبر عنها بشكل رمزي مصطلحات من قبيل "الكوكلة" Cocacolization و"عالم ماك" Mc World نسبة إلى مشروب الكوكاكولا وسلسلة مطاعم ماكدونالدز واسعة الانتشار.... وغني عن البيان أن الهزيمة النفسية أمام المنتوجات والأفكار الغـربية - الأمريكية هي أول أهداف الغـزو الثقافي المسمى بالعولمة الثقافية الذى تـتعرض له شعـوب ومجتمعات ودول الأمة العربية والإسلامية.......

(8)العولمة السياسية : جاءت لتحيط التجليات السابقة للعولمة بسياج واقٍ يحميها ويُشَرْعِنها على أرض الواقع عن طريق لبرلة الثقافة السياسية للدول والمجتمعات وصعود النموذج الفكري والسياسي الليبرالي على الصعيد العالمي..... ومن ثم فلم تعد السياسة بهذا المعنى محلية كما كانت دائماً عبر المجال المحجوز للدول، كما لم تعد هناك حدود فاصلة للقرارات والتشريعات والسياسات التي أخذت تنتقل بحرية عبر القارات، ويرتبط بعضها ببعض، لقد أصبحت التشريعات البشرية أمام حالة سياسية جديدة هي أن السياسة هنا، أصبحت مرتبطة بالسياسة هناك، والسياسة في الشرق باتت مرتبطة بالسياسة في الغرب، والتشريعات التي تصدر في واشنطن غدت ملزمة وباتة لكل العواصم في العالم..... وأمام ما سبق بيانه من تجليات وأبعاد لظاهرة العولمة أو التغريب أو الأمركة، يبقى البحث عن حلول عملية وناجعة للخروج بالأمة العربية شعوبًا ودولاً من أسر ذلك القيد الناعم الخدَّاع، هو التحدي الرئيس والواجب الأبرز أمام عقلاء الأمة ورموزها على مستوى الأفراد والجماعات ومن ثم المؤسسات والدول..... مع الأخذ في الاعتبار أن واشنطن لن يرضيها إلا أن يكون الجميع تابعين لنموذجها الحضاري الذي هو الأساس في عجلة نظام العولمة- الأمركة، حيث تسعى لتجسيد روح سيطرتها العالمية وهيمنتها الكونية من خلال الفكر السياسي الليبرالي بوجهه الاقتصادي الرأسمالي الشمولي عبر تجليات مالية وجغرافية وتكنولوجية وبيئية وسوسيولوجية وثقافية......

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخضر الإبراهيمي هو القنطرة لاستعادة تركيا مجدها السياسى فى ...
- افيقوا الفيلم المسىء للرسول طعم لتغذية الفتنة الطائفية وتقسي ...
- كل ما بداخلى مات
- الفيلم المسىء للرسول هل هو حرية رأى ام تحريض على فتنة طائفية ...
- موسى الصدر والجعد بن درهم من ابلغ الامثلة على القتل الاستهدا ...
- يعنى ايه كوشيز مصر (محمد وديع ) يكون فى السجن وعتاة المجرمين ...
- يا مرسى تعلم من ارسطو ربنا يهديك
- نعمة النسيان
- مبارك والعادلى كانوا يظنون ان الشعب المصرى مجموعة من الخراف ...
- تصريحات هنرى كيسنجر ذلاقة لسان لاتطيق صاحبها ولاتريح نفسها
- ليس مهماً أن ندافع عن ثقافة يهددها الإخوان المهم ان نخلق ثقا ...
- اخر نكته مرسى والتوقيع على علم الشهداء
- ابعاد الشراكة بين الاخوان ورشيد محمد رشيد على قفا الشعب المص ...
- قرار الغاء الحبس الاحتياطى مناورة للتهدئة نريد تشريعات تحمى ...
- الى المناضلة الشهيدة لوجين بولنت لست وحدك من يحمل هم الكورد
- حدوتة ( ماء اللفت ) هديتى اليك يامرسى فى عيد ميلادك
- غجرية انظمة ماقبل المدنية تؤدى الى الاعتقالات السياسية
- انت حبى وقطعة منى
- عزبة الاخوان الفاشية
- الخروج الآمن لمجلس العار العسكرى برعاية مرسى وجماعته


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - لن تستطيعوا فهم ما يجرى حولكم حتى تفهموا النظام العولمى