أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ثامر ابراهيم الجهماني - الابن والاب ،اختلاف الوسيلة وملهاة الموت .














المزيد.....

الابن والاب ،اختلاف الوسيلة وملهاة الموت .


ثامر ابراهيم الجهماني

الحوار المتمدن-العدد: 3847 - 2012 / 9 / 11 - 00:23
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



يروى والعهدة على الراوي يا سادة يا كرام :
كان في القريةِ حفار للقبورِ دميم الخلقة والخلق ، عصبي المزاج يعمل ليل نهار على شؤون الموت والموتى في القرية . حتى سمي ( إله الموت والكفر ) .
لايجرؤ احد على الاحتكاك به أو الاعتراض على ما يفعل ، وأكثر ما سائهم في القرية تلك النهفة التي تفتق ذهنه عنها ، والمنطق الملتبس الذي لايتوافق مع ما اعتقد الناس وامنوا به .
لقد تفنن في السرقة حتى في الاكفان وكمية الماء المراق على القبر .
ما أن ينفضّ المشيعون عن القبر ، وتطأ اقدامهم خارج المقبرة ، يسارع لنبش القبر وإخراج الميت من التابوت ، ثم ينزع عنه الكفن الملفوف به ، ثم يعاود ويسجّيه في قعر القبر عاريا ً انطلاقا ً من قاعدة ان الميت لاحاجة له بالأكفان والتوابيت . يكفيه الدعاء . ( الحي أبقى من الميت ) .
ثم يغادر لبيع ما سرق .
ضج الاهالي بصمت خوفاً وكمداً ، وما كان باليد الا الدعاء ( اللهم خلصنا منه ) ، ( اللهم اقبضه اليك وارحنا ) ، تراكمت الاستياءات وبدأ بعض المعترضين من الناس يجاهرون بالدعاء ، حتى تناهت الى مسامع الابن الاكبر لحفار القبور .
انه الوريث الشرعي لابيه حتى في موت الناس وشؤونهم . أضمر في قرارة نفسه على الانتقام ..
يا لهول المصيبة ...فأصدقائه كثر وحوله منتفعين كثر من ثمن الاكفان والتوابيت .
شاعت البهجة أجواء القرية في يوم ربيعي بارد .. مات الطاغية . واستجاب الله لدعاء المقهورين من اهل القرية .
دعي عبر مكبرات الصوت نباء الوفاة ، وتاريخ الدفن والتشييع وتقبّل التعازي .
خرجت جنازة المقبور يتقدمها ابنه الاكبر ( الوريث الشرعي ) ، ويحمل التابوت اصحابه الاربعة ، ويسير خلف الجنازة رهط من المرتزقة والابواق .
سارت الجنازة امام البيوت لتخترق هدوئها وسكينتها ، لتفضح الابتسامة والفرحة العارمة للاهالي لخلاصهم من الطاغوت ...مرددين الله لايرحمه ....يلعن روحك يا حفار القبور .
تناهت اللعنات لمسمع الابن وأزلامه ...فكضم غيضه وقرر..

- سأجعلكم تترحمون على أبي الطيب رغما عن انفكم .

صباح اليوم التالي باشر الابن مهام أبيه ، واحتل المقبرة هو ورجاله .
لكن سياسة الابن هي متابعة لسياسة الاب مع رتوش ٍ في الاداء . كان المشيعون يغادرون المقبرة بعد توديع فقيدهم لا يجرؤون النظر الى الوراء ..لكن أعين النشطاء من الشباب والفضوليين ترقبهم من بعيد ..بينما ينبري ازلام الابن الاكبر باخراج جثمان المرحوم ونزع الاكفان عنه وتركه بالعراء دون احترام لمشاعر وشرائع سماوية ...
وعند قدوم الليل تتكالب ذئاب العتمة وزوار الليل لتنهش لحم الاموات . واعراضهم .
وهنا تلهج حناجر الاهالي لعن الله الابن وغمّق للاب .
بينما راح بعض ضعاف النفوس الجبناء يصيحون الله يرحم ابوه . على الاقل كان ساترنا .



#ثامر_ابراهيم_الجهماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ((حوران البطلة تقاتل ))...زميلي المعتقل .
- لاذقية الشام ، المدينة البيضاء .......على هامش الثورة (7)
- بصرى الشام : بين فيليب الاول وبشار الاسد .....على هامش الثور ...
- فاروق الشرع أم شرع الفاروق : هل سينشق فاروق الشرع ، ومن هم ا ...
- احذروا ان يظهر بيننا روبسبير السوري
- نصائح ثورية (حرب المدن ) الجزء السادس
- نصائح ثورية (حرب المدن ) الجزء الخامس
- نصائح ثورية (حرب المدن ) الجزء الرابع
- نصائح ثورية (حرب المدن ) الجزء الثالث
- نصائح ثورية (حرب المدن ) الجزء الثاني
- نصائح ثورية ( حرب المدن) الجزء الاول
- الرؤية السياسية للثورة السورية :
- نصائح ثورية ...وتنبيه .
- من حديث المساطب
- الى قيادات الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة .
- أهم أمراض الثورة الخطيرة
- الاسد الاب يبيع بالمفرق والأسد الابن يبيع بالجملة ....... ذك ...
- مجلس الشعب الموازي :


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ثامر ابراهيم الجهماني - الابن والاب ،اختلاف الوسيلة وملهاة الموت .