احذروا ان يظهر بيننا روبسبير السوري

ثامر ابراهيم الجهماني

الحوار المتمدن-العدد: 3808 - 2012 / 8 / 3 - 21:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

احذروا ان يظهر بيننا روبسبير السوري
تحذير الى المعارضة السياسية السورية في الخارج بكل اطيافها ولا استثني منها أحد . تطفوا على السطح في الايام الاخيرة ، وكثرت الاتهامات والسباقات نحو تشكيل هيكليات تأخذ طابع انها الجسم الاعلى للثورة في المسمى ، لا في المضمون . الكل يبحث عن الشرعية السياسية وتمثيل الثورة والشعب السوري الكل يسعى ان يقال عنه سياسي محنك وذو شعبية ...
الرجل الرشيد الان من يبحث الشرعية الثورية ايها الاصدقاء وان يقال عنه مناضل ومجاهد ...إن كنتم سياسيين حقا فلا تبحثوا عن المنصب لانه هو من سيبحث عنكم ، السياسة في عصر الثورة الان محرقة ،بكل بساطة فالثورات لاتحتمل الايديولوجيا الثورات لها اهداف وتسير اليها دون الالتفات الى المرجعيات .فمن الغباء ( السياسي ) طرح المشاريع السياسية والايديولوجيات ، من يبتعد عن الاضواء الان ويعمل لوجه الله ومصلحة الثورة وانتصارا لدم الشهداء تسلط عليه الاضواء دون ان يقول ها انا ذا ، فالانا المتضخمة لدي سياسيينا ستعيق الثورة وتزيد الدماء .
كان ماكسميليان روبسبير نموذج للثوار حين ينحرف بهم الطريق ويحيدون عن مبادئ الثورة النقية والإنسانية ليتحولوا الي سفاحين ويصبحوا اكثر ديكتاتورية من الحكام الذين ثاروا عليهم . لقد كان روبسبير محاما فرنسيا شهيرا معروفا بمناصرة مباديء الديمقراطية واعتناقه مبادئ العقد الاجتماعي التي نادي بها الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو ولذلك عندما قامت الثورة الفرنسية عام 1789 تم اختياره نائبا لرئيس مجلس الطبقات وفي عام 1792 انتخب أول مندوب لباريس للمؤتمر الوطني الذي ألح فيه علي ضرورة إعدام الملك لويس السادس عشر وعائلته وشيئا فشيئا تغير الرجل الذي كان معارضا لعقوبة الإعدام حتي أنه وصف عمليات الإعدام التي كان يقوم بها العامة في الشوارع دون محاكمات والتي كانت تحمل نوعا من تصفية الحسابات, بأنها تمثل القضاء الشعبي وشيئا فشيئا اصبح يطالب بإعدام كل من اعتبرهم أعداء الثورة حتي أنه أصبح أشهر سفاحي الأرض عندما أعدم ستة آلاف شخص في ستة أسابيع بمعدل ألف شخص كل أسبوع فقد كان روبسبير يصف نفسه بأنه لم ولن يخطئ
كانت شخصية روبسبير مزيجاً غريباً من الريبة السياسية الحادة والعداء الشخصي لكل من يختلف معه، الأمر الذي حمله إلى طريق التفرد خلال الثورة. إضافة إلى ذلك، هناك صورة أُخرى يرسمها روبسبير عن نفسه باعتقاده بأنه لم ولن يُخطئ إطلاقاً، يرى نفسه كمصدر للقانون، حاله حال كل الطغاة في التاريخ القديم والحديث





"الحرب، هي دائماً الرغبة الأولى لحكومة قوية تريد أن تصبح أقوى" هذا ما قاله روبسبير عند نهاية عام 1791 محاولاً إقناع مريديه السياسيين من أن الحرب التي كانوا يعتزمون خوضها لأجل نشر أفكارهم سوف تأتي بنتائج معكوسة وستكون لعبة بيد الملوك الأوروبيين. "إنها حرب أعداء الثورة الفرنسية ضد الثورة الفرنسية"
كان التأثير الطويل لمساعي النظام الجديد العسكري هو توريط البلاد في مشاكل مميتة استمرت سنوات طويلة، أثناء ذلك. كان نابليون قد أخذ زمام الأمور في فرنسا كجنرال ثم إمبراطور وترك وراءه بعيداً مُثل وأهداف الثورة.
..
وحان للسفاح أن يذوق الكأس فقد خشي اعضاء المؤتمر القومي علي أنفسهم فدبروا مؤامرة للتخلص منه.. وتحت المقصلة ذاتها التي أعدمت بأمر روبسبير الآلاف لقي هو نفسه المصير ذاته حتي لا تتحول الثورة إلي عورة .
مثال اخر يجب ان يؤخذ بعين الاعتبار :
عندما رفض الضباط المصريون العودة إلي ثكناتهم بعد أن نجح انقلابهم في خلع الملك فاروق ونفيه, ودفعهم اليسر الذي استطاعوا به القضاء علي الملكية إلي الطمع في الحكم.. عندها قال محمد نجيب: إنها ليست ثورة بل عورة . وبالفعل تحولت الثورة إلي عورة عندما آثر الثوار السلطة علي مصلحة البلاد..
الخوف الآن من بعض الفئات التي شاركت في الثورة لتحقيق أجندتها وتلك التي لم تشارك ولكنها تحاول القفز علي الثورة والاثنان يمارسان انتهازية سياسية لا تليق ونقاء الثورة والثوار الأحرار الذين خططوا لها وأولئك الذين قاموا بها وإذا كانت الثورة قد نجحت في إزاحة النظام فإن القادم أخطر والخطورة تأتي من الشارع الذي عاش في الجب اربعين عاما واكثر وخرج بعدها يتخبط ويصف الجميع بالعمالة والتواطؤ وهناك مشاهد محددة تجعلنا ندق ناقوس الخطر منها .
فلا نريد لثورتنا السورية العظيمة ان تتحول الى عورة .ترفعوا عن الذات والانا والنرجسية ...ثورتنا ستنتصر فلا تطيلوا عمر النظام في خلافاتكم ..تابعوا اعلام النظام فتنطبق عليكم المقولة (( اذا رأيت عدوك يبتسم فاعلم انك قد اخطأت )) ...
المحامي ثامر الجهماني

#ثامر_ابراهيم_الجهماني (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل