أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فاطمة الفلاحي - تنهيدات الغربة ... وانتظار الحلم














المزيد.....

تنهيدات الغربة ... وانتظار الحلم


فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)


الحوار المتمدن-العدد: 3839 - 2012 / 9 / 3 - 20:09
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


تنهيدات الغربة ... وانتظار الحلم


http://i37.servimg.com/u/f37/13/77/89/59/ouousu10.jpg


(قراءة انطباعية في مجموعة " التيه بين تنهيدتين " للشاعرة فاطمة الفلاحي)

الناقد والأديب سلام محمد البناي


تنهيدات الغربة ... وانتظار الحلم

يتميز خطاب الأنثى الشعري بجيناته الرقيقة و بروح التحدي واثبات الذات على الرغم من صورة الانكسار التي تؤطر ذلك الخطاب ، فالمرأة وان حاولت أن تخفي مشاعرها بعقلانية وحذر ، إلا أن القاريء المتفحص يستطيع أن يفك شفراتها وصولا إلى الوضوح .. (التيه بين تنهيدتين) للشاعرة فاطمة الفلاحي ديوان شعري صادم يجمع بين طياته عنوانات تجمع صورا من صور من الحكمة الأنثوية وفيها تصريح عن هم إنساني ينفجر لحظة وضع السبابة على مفتاح أية كلمة تبدأها قصائد الديوان حيث لا يمكن للقاريء أن يحار كثيرا في أسلوب الأنثى عندما تكتب ، وعلى الرغم من صورة الوضوح التي تبدو أول وهلة إلا أنها ترسم شكلا ربما فيه الكثير من التعقيد لا التصريح بكل شيء ، ففي معظم قصائد الديوان هناك إعلان عن لغة (الأنا) وهذه (الأنا) لدى فاطمة الفلاحي هي مفتاح لكل قصيدة وهي لا تأتي كنوع من التعالي أو الإحساس بالتفرد لكنها تخاطب الآخر بجنون وبلغة العشق المتوّجة بالتحدي واثبات الحضور والوجود.. ونصوصها مشبعة بمفردات (الأنا) المتحدية ، تراوغني تؤخرني ، ترسمني، تسكنني، تأسرني ، تستبدني ، تجلدني ، تغتالتي، تحاصرني تمنحني ، تؤلمني ، تشاكسني ، تتلبسني، تسابقني، تغزلني ، تعلقني، تسربلني ، ترتحلني..

مملوكة الهوى دهرا

وقدرا يسكن عمري

تأسرني

ولوعة تستبدني

أوصابا

وقلبا يفيض بالهموم

مدرارا

فأيا منك وجعي

كما أن عنوانات القصائد غير نمطية فهي وحدها ومضات شعرية ابتداءا من عنوان المجموعة الرئيس الذي يوصد أبواب الخروج من متاهات الهم الإنساني الذي يشغلها وانتهاءا بالخاتمة التي أعلنت من خلالها الاحتجاج والانتصار لقلبها ولروحها التواقة للحرية :

أخذت كسرة من قلبك

وحين الطواف في دمك

وجدت أنني

كنت رؤيا من سراب

ركلتها على مفرق قلبك

وعلى الرغم من ألمها واحتجاجها لكنها أغلقت الأبواب التي تمنع دخول العتمة إلى حياتها فإنها تنشد الضياء الذي يجعل من الدنيا مورقة تنضح بالعطر الذي يصفعها لكي تصحو على حلم لطالما انتظرته :

نعم إذ تهيم بي

ستورق الدنيا

فتفضحني عطرا مطلقا

يرسمك حدودا لنبضي

وتتسربل مساءاتك أنجمي

فينوء القلب بك

حلما سردميا

كقصيدة تتوسد بياض روحك

فلا تراوغني

ترسم فاطمة الفلاحي في قصائدها لوحات لا تبدو غامضة بل تفضح ما سره القلب وتزيل ترسبات علقت في متاهات الحلم ، وعلى الرغم من لغة الخوف المخضبة بالوجد فإنها دائمة السؤال عن ما يثيرها فزعا ، فهي تعي ما تقول لان حالات الشغف التي في داخل صندوق ذكرياتها هي جمرات دائمة الاتقاد والتوهج لأنه الطريق الذي يعبر بها إلى تخوم الأمل و إلى الآخر الذي تبحث عنه بين ثنايا الحروف ومتاهات الغربة هو كائن رمزي أدمنته واعتاشت على عطشه :

تبقى متمرغا في الظنون

وتجلدني بزيف الأقنعة والشجون

وتضج بي آثامك

فتحملني

إغفاءة من جنون

ومدينة الاغتراب التي وضعت الفلاحي نفسها فيها هي كل ما تبقى من ظل ذكرياتها مما دعاها إلى استثمار حيوية تجسيد حس التمسك بالذات الممهورة بالألم وكأن حروفها ترتدي ذلك الوشاح الذي يستفز النبض لكي لا يبقى حبيس مستعمرة التنهيدات.

سلام محمد البناي



#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النبي آرميا مع أحزانه
- إصدار المجموعة- ترانيم تقترف الوَلَه-
- بسملة عصية على النسيان
- فوضى قلم وَ رسائل شوق حبيسة منفى
- انشوطة الغياب
- حوقلة
- ماعاد لي زمن
- أَجج صمتك المبطن
- خيانة المساءات
- تسول في زمن الحب
- كذبة
- -أولئك الذين يعانقون الوهم باسم الدين، فيقتُلون ويُقتَلون- . ...
- إصدار المجموعة الشعرية -التيه بين تنهيدتين -
- كروان
- كنت أغنيتي
- لون روحك
- قاب عناق
- احتراس
- ممنوع من الصرف
- -الثورة سوف تعود مرة بعد أخرى وسوف تعلن: لقد كنت من قبل، وها ...


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - فاطمة الفلاحي - تنهيدات الغربة ... وانتظار الحلم