أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - لماذا اعادة بناء الاداة الوطنية الموحدة في القدس ....؟؟















المزيد.....

لماذا اعادة بناء الاداة الوطنية الموحدة في القدس ....؟؟


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 3836 - 2012 / 8 / 31 - 13:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا إعادة بناء الأداة الوطنية الموحدة في القدس ....؟؟
...... لا نريد اجترار الحديث حول غياب العناوين والمرجعيات الجامعة في القدس،وما تتركه من أثار سلبية على أوضاع وحياة المقدسيين في مختلف مناحي وشؤون حياتهم،ولكن ما تشهده المدينة من حالة انفلات في الكثير من الأمور،انفلات بات يهدد وحدة النسيج المجتمعي المقدسي بشكل كبير وعلى درجة عالية من الجدية والخطورة،ولم تعد الدعوات ولا المناشدات ولا بيانات الشجب والاستنكار كافية،حيث مظاهر الفتن والتجييش واستغلال الدين وتوظيفه لأغراض سياسية ومذهبية واستخدامه كمعيار للإيمان والتدين والتكفير والتخوين أخذة في التوسع والتعمق،على ضوء ما تشهده المنطقة وظهور حركات إسلامية مغرقة في التطرف والاقصائية والتشدد ورفض وجود الأخر،وكذلك في ظل ضعف وتراجع الأداة الوطنية الموحدة،وغياب السلطة وعدم قيام أذرعها وشخوصها بالمهام المنوطة بهم في المدينة فيما يتعلق بهموم وقضايا الناس ومشاكلهم،كلها تدفع نحو المزيد من الشرذمة والتفتت والانسحاب نحو العشائرية والقبلية والجهوية والطائفية،وكذلك الخروج على المواقف والثوابت الوطنية بشكل سافر،وهنا يجب التنبه إلى ان هناك العديد من المظاهر برزت في شهر رمضان الفضيل،تؤشر إلى فقدان الحركة الوطنية والسلطة لهيبتها،حيث جرى دعوة رئيس بلدية الاحتلال لحضور إفطار جماعي في القدس العربية،تحت حجة وذريعة مناقشة أوضاع المقدسيين الاجتماعية والاقتصادية،وكسر الفجوة بين القدس الغربية والقدس الشرقية على صعيد الخدمات،ونحن هنا ليس فقط ندين ونشجب إقامة هذا الإفطار بحضور رئيس بلدية الاحتلال،من زاوية أن الاحتلال ورئيس بلديته،هم من يقومون بتنفيذ سياسة تطهير عرقي بحق السكان المقدسيين،ويهملون ولا يقدمون أية خدمات تذكر للمقدسيين العرب لقاء ما يجبرون على دفعه من ضرائب متعددة الأشكال والأنواع،ناهيك على انه لا يجوز شرعنة احتلال هذا الكيان لمدينة القدس،وتطبيع العلاقة مع عدو يرى في القدس المحتلة "عاصمة أبدية" لدولته ويعمل على زرعها بالمستوطنين والمستوطنات،وليس هذا فقط بل تشهد المدينة تصاعد في الاعتداءات والجرائم العنصرية بحق المقدسيين،تصل حد التفاخر بالاعتداءات عليهم ومحاولة قتلهم فقط لأنهم عرب،كما حصل مع الشاب جمال الجولاني ورفاقه،وغيرها من الاعتداءات العنصرية الأخرى،ومع تنامي وتصاعد مثل هذه الاعتداءات بحق المقدسيين،نجد هناك من يتغولون في التطبيع مع الاحتلال،وبما يشير إلى فقدان الاتجاه والبوصلة،ومدى حالة الانهيار والتراجع،فما معنى أن يقدم نفر من الشخصيات المقدسية الدينية والمجتمعية وبعض الصحفيين على حضور مأدبة إفطار أقامها رئيس دولة الاحتلال شمعون بيرس في القدس الغربية؟،وهو ليس بالقديس ولا بالمناصر للحقوق الفلسطينية ولا من المطالبين بإنهاء الاحتلال،بل لم يجف الدم عن يديه الملطختان بالدم الفلسطيني والعربي،ولعل مجزرة قانا وتأييده لقتل الأطفال الفلسطينيين أثناء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أواخر عام/2008 من الشواهد على ما أرتكبه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني.
والمأساة هنا أن تغول التطبيع مع الاحتلال في المدينة ومحاولة شرعنته ونقله الى المستوى الشعبي، في ظل هجمة شرسة وشاملة للاحتلال وقطعان مستوطنيه على المدينة،حيث يشتد الخطر على المسجد الأقصى،الذي بات خرائط تقسيمه المكاني والزماني واضحة،وما قرار بلدية الاحتلال باعتبار ساحات المسجد الأقصى أمكنة عامة وخاضعة لسلطة وسيطرة بلدية الاحتلال،إلا جزء من هذا المخطط،فنزع القدسية عن تلك الساحات يندرج في هذا الاطار والسياق،والخطورة ان المخطط يجد من يتعاطى معه فلسطينيا،حيث سمح باستخدام ساحاته في أيام الجمع من رمضان من أجل القيام بأنشطة تجارية،وهذه قضية على درجة عالية من الخطورة.
وبالخط الموازي هناك من يهتك ويدمر النسيج المجتمعي من المقدسيين أنفسهم،وهم بقصد أو بدون قصد يخدمون سياسة الاحتلال في هذا المجال،حيث ترى أن الدين والعشائرية يجري توظيفها بشكل سيء ومقيت في هذا الجانب،ففي مشكلة افتعلها نفر ممن يتعاطون المخدرات،والتي يجب ان يتم معالجتها والتصدي لها في هذا الإطار والسياق،جرى استغلالها والنفخ فيها وتحويلها الى مشكلة طائفية،وفي مثل هذه المشاكل يتم تغيب صوت العقل والفكر لصالح العواطف والمشاعر،ويكفي أن يشيع شخص من الطرفين إشاعة مغرضة لها العلاقة بالإساءة الى الرموز والمعتقدات الدينية لكي تنتشر انتشار النار في الهشيم،ونقف أمام حروب طائفية مصغرة،تشعرك بأنك لا تنتمي لا لشعب ولا أمة واحدة،وهذا ليس نتاج ثقافة وتربية خاطئة تمارس فقط، بل ما عزز وقوى هذا النهج وهذه الظواهر والمظاهر،ما يحدث على المستوى العربي،حيث التقت مصالح دعاة الفوضى الخلاقة مع فقه البداوة وأموال البترودولار والمتأسلمين الجدد،حيث ساهموا على تغذية مثل هذه المظاهر والظواهر من أجل استمرار السيطرة على الأمة العربية ونهب خيراتها وثرواته واحتجاز تطورها،واستعداء العرب ضد إيران وحرف الصراع عن جوهره.
أن ما يحدث على صعيد مدينة القدس،من محاولة احتلالية جادة للإجهاز عليها،وما يرافق ذلك من ظواهر ومظاهر مسيئة بدءاً من قضايا الاحتراب العشائري والقبلي والطائفي،والتوظيف الخاطئ والمسيء للدين في القضايا والمشاكل الخلافية،وتغول مظاهر التطبيع وانهيار منظومة القيم والأخلاق،وانتهاءا بخلق مرجعيات وتراتبية اجتماعية مقدسية جديدة متحللة من كل الضوابط والثوابت الوطنية ... الخوهذا يستدعي من الحركة الوطنية المقدسية،أن تعمل بشكل جدي على إعادة بناء الأداة الوطنية الموحدة في المدينة،وبما يضمن مشاركة شعبية ومؤسساتية مقدسية واسعة في القرارات المتعلقة بالشأن المقدسي،وعلى أن تنظم وتبني أطرها ولجانها في كل حارة وبلدة لكي تقف وتطل على هموم الناس وقضاياهم ومشاكلهم،وتعمل على إيجاد حلول لها من خلال شبكة علاقاتها وكذلك الضغط على صناع القرار الفلسطيني سواء في منظمة التحرير أو السلطة الفلسطينية دون الدخول في مناكفات أو مزايدات أو صراعات مع المرجعيات القائمة فالمرجعية التي تثبت هي التي تمارس فعلها وجهدها على الأرض وفي الميدان،والعمل في القدس بحاجة الى كل الجهود والطاقات،والتي يجب أن تكون في الإطار التكاملي.
ومن هنا أرى في ظل ما تتعرض له القدس من حرب شاملة تشن عليها في كل المجالات والميادين وعلى كافة الصعد،وفي ظل ما نراه من أعمال ومحاولات يقوم بها البعض للعبث بوحدة المقدسيين ونسيجهم المجتمعي،ضرورة أن يتم العمل على إعادة بناء هذه الأداة الوطنية الموحدة كرافعة للعمل والمقاومة والصمود في المدينة.

القدس – فلسطين
31/8/2012
0524533879



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المذهبية والطائفية تهدد المجتمعات العربية
- في ذكرى رحيل المعلم والقائد الشهيد ابو علي مصطفى
- السلفيون..... والمناضل سمير القنطار
- تحت المجهر/ من يتحمل مسؤولية ضياع شركة كهرباء القدس...؟؟
- وما زال مسلسل القتل مستمراً ....
- الإتحاد الأوروبي:- ... لماذا كل هذا النفاق ....؟؟؟
- عن -رمضان- وأيام سفر بلك ومظاهر أخرى..
- نحو عقد مؤتمر شعبي مقدسي عام
- المجتمع المقدسي ما بعد مرحلة الاستنقاع...؟؟؟؟
- الاحتلال.....وشرعنة الاستيطان..
- تموز ...........ورحيل العظماء
- تقرير الجزيرة ....أسئلة وعلامات إستفهام ..؟؟
- الهدف :- صهينة وأسرلة التعليم الفلسطيني..؟؟
- المجتمع المقدسي يدخل مرحلة الاستنقاع ...؟؟
- لماذا يصر البعض على تفريغ حفلات التكريم من مضمونها ..؟؟
- مؤسسات القدس ....أزمات متكررة وحلول غائبة ..!!!
- الاحتلال يدمر نسيجنا المجتمع ونحن ندمر ذاتنا...؟؟
- الخامس من حزيران هزيمة بامتياز
- المقدسيون...وسلب العقارات
- الانتخابات المصرية/ مفاجئات في مشهد سياسي معقد


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - لماذا اعادة بناء الاداة الوطنية الموحدة في القدس ....؟؟