أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فايز رشيد - استهداف عباس وانتظار بيتان الفلسطيني















المزيد.....

استهداف عباس وانتظار بيتان الفلسطيني


فايز رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3835 - 2012 / 8 / 30 - 21:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحملة التي يشنها وزير الخارجية الإسرائيلي الفاشي ليبرمان على الرئيس الفلسطيني محمود عباس , هي حملة مخططة ومدروسة للحكومة ولرئيسها نتنياهو، وتهدف فيما تستهدف : إلى تغييب الاستيطان المتسارع في أراضي الضفة الغربية عن الإعلام، ومحاولة وضع العراقيل أمام الأمم المتحدة التي ستبحث موضوع الاعتراف بالدولة الفلسطينية في دورتها الجديدة لهذا العام، والإيحاء بأن إسرائيل هي الدولة (العاشقة) للسلام، لكن ما من شريك فلسطيني للمفاوضات معها، بمعنى آخر : تحميل الفلسطينيين وزر الباب المسدود الذي وصلت إليه التسوية.
بداية، من الضرورة بمكان تثبيت : خطيئة اتفاقيات أوسلو التي وقعها الرئيس المرحوم عرفات مع الإسرائيليين، والتي كان محمود عباس مهندسها الأول، فمسيرة هذه الاتفاقيات أثبتت بما لا يقبل مجالا للشك : أن بنودها الفضفاضة الفهم كانت في معظمها تصب في الصالح الإسرائيلي، الذي أيضا ومن خلال ميزان القوى بين الطرفين فرض فهمه لها، وهذا ما بينته الملحقات السرية الكثيرة التي أخذت تنكشف يوما بعد يوم. ومع ذلك فإن شارون أعلن وفاة هذه الاتفاقيات وقام بقبرها حين أعاد اجتياح الضفة. في تلك المرحلة تبين لعرفات بالمطلق : استحالة تحقيق شعار : إقامة دولة فلسطينية من خلال نهج أوسلو، ولذلك حاول الضغط على إسرائيل من خلال عمليات كتائب الأقصى، فاتهم بالإرهاب وجرى سجنه ثلاث سنوات في المقاطعة وفيما بعد قامت إسرائيل بتسميمه، وكان ما كان على الساحة الفلسطينية.
عباس كان واضحا منذ بداياته، فهو ضد الكفاح المسلح قلبا وقالبا، وهو مع نهج التفاوض ثم التفاوض ثم التفاوض مع إسرائيل، طريقا لنيل الحقوق الفلسطينية. في سبيل ذلك: أصدر قرارات رئاسية باعتبار الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية،منظمات غير مشروعة. قام بسجن مقاتلي الثورة الفلسطينية ممن لم يسلموا أسلحتهم، وزاد من وتائر التنسيق الأمني مع إسرائيل، وخاض مفاوضات عديدة مع الجانب الإسرائيلي،وعلى كل المستويات، فلم يحقق شيئا. تراجع عن قراره بوقف المفاوضات مع إسرائيل طالما بقي الاستيطان، فجرت مفاوضات بين وفدين إسرائيلي وفلسطيني في العاصمة الأردنية عمان، أسميت " بالمفاوضات الإستكشافية " وجرت على عدة جولات، ولم يستطع تحقيق شيء. أيضا خاض مفوضات الرسائل وتبادلها مع نتنياهو، وبقيت ذات النتائج في تنكر إسرائيل المطلق لأي من الحقوق الوطنية الفلسطينية. رغم كل ذلك أصًر عباس ومازال يصًر على نهج المفاوضات مع إسرائيل. يعتبر نهج الكفاح المسلح " إرهابا " يستحق الاجتثاث والقضاء عليه، فهو يراه " عبثيا " و " نهجا " يلحق الدمار والكوارث بالفلسطينيين. رغم كل ذلك: فإن الإسرائيليين ليسوا راضين عنه ! باختصار: الجانب الإسرائيلي يريد رئيس سلطة فلسطينية يقوم بالامتثال التام للحل الإسرائيلي المتمثل في " الحكم الذاتي" للسلطة الفلسطينية على القضايا الحياتية للسكان بعيدا عن حق العودة، وقد قدمت السلطة مبادرات مرنة حول هذا الحق الذي ترفضه إسرائيل رفضا مطلقا.كذلك لا تقرير مصير للفلسطينيين إلا وفقا لما " تجود" عليهم به إسرائيل، ولا سيادة حقيقية للسلطة الفلسطينية ولا انسحاب من القدس الشرقية "العاصمة الموحدة والأبدية لإسرائيل" وعلى أن يكون الأمن لهذه "الدولة" أو "الإمبراطورية" وإسرائيل ليست ضد التسميات مادامت هذه السلطة محكومة بالأمن الإسرائيلي، والقوات الأسرائيلية الجاهزة الاستعداد لدخول أراضيها، والمتواجدة أيضا في غور الأردن، مع بقاء الاستيطان في أراضي الضفة الغربية والتي هي بالنسبة للإسرائيليين ليست أكثر من "يهودا والسامرة".
الرئيس محمود عباس وبخياره الوحيد "نهج المفاوضات" إما لا يدرك حقيقة الصهيونية (وهو الذي قدم أطروحة الدكتوراه في موسكو قبل الانهيار حول هذا الموضوع) وإما لا يدرك حقيقة "الحل الأقصى" الذي تذهب إليه إسرائيل في رؤيتها للتسوية مع الفلسطينيين أو العرب. هو لا يريد الاستفادة أيضا من تجارب الشعوب الأخرى في نيل تحررها وحقوقها من مغتصبي إرادتها ومستعمريها، فلا يمكن للمستعمر (بكسر الميم) أن يستجيب لحقوق المستعمر (بفتح الميم) دون ميزان قوى يفرضه الثاني على الأول، وهذا لن يتأتى إلا بالمقاومة المسلحة والنضال والكفاح الوطني التحرري. هذا ما أثبتته تجارب الشعوب، والفلسطينيون ليسوا استثناء من القانون. كذلك هي إسرائيل مثل كل المستعمرين (بكسر الميم) إن لم تكن الأكثر تشددا بينهم. بذلك: فإن أربعة أخطاء استراتيجيه جرى ارتكابها من القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية:
الخطأ الاستراتيجي الأول: إبداء المرونة والاستعداد لقبول حل الدولتين. ما الذي يعنيه هذا؟ مسامحة إسرائيل بما نسبته 78% م مساحة فلسطين،ومقابل ماذا؟ مقابل وعود أمريكية وأوروبية بدعم قيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل.ما الذي جرى؟ عمليا تبخرت الوعود الدولية بإقامة الدولة الفلسطينية وتبنت الولايات المتحدة الحل والمفهوم الإسرائيلي لهذه الدولة. لا عودة للاجئين وإلى كافة البنود الأخرى لهذا الحل. كان بإمكان قيادة منظمة التحرير استمرار المطالبة بتطبيق القرارات الدولية حول فلسطين.لقد تمت إقامة دولة إسرائيل، وعلى الفلسطينيين استمرار المطالبة بإقامة دولتهم، سيما أن هناك قرارا للأمم المتحدة يعطي اللاجئين الفلسطينيين حق العودة لمدنهم وقراهم.
الخطأ الاستراتجي الثاني: هو توقيع اتفاقيات أوسلو بكل ما حملته من اعتراف فلسطيني رسمي بحق إسرائيل في الوجود على ما ينوف عن ثلاثة أرباع مساحة فلسطين التاريخية دون مقابل. هذا ضرب قرارات الأمم المتحدة حول الحقوق الفلسطينية, مقابل نصوص مطاطة في الاتفاقية، يجري فهمها على أكثر من وجه، بملحقات سرية في ظل ميزان قوى يميل لصالح إسرائيل، التي تفرض فرضا عسكريا مفهومها للنصوص.
الخطأ الاستراتيجي الثالث: تعديل الميثاق الوطني الفلسطيني، وفقا لنصوص اتفاقية أوسلو، جرى ذلك في دورة المجلس الوطني الفلسطيني الذي جرى في غزة في عام 1996. وبموجبه تمت إزالة كافة البنود المتعلقة بالحق الفلسطيني العربي في فلسطين التاريخية،وإزالة كافة البنود المتعلقة بالكفاح المسلح.
الخطأ لاستراتيجي الرابع: حصر النضال بأسلوب المفوضات في ظل وضوح استراتيجي إسرائيلي إن بالنسبة لمضمون التسوية أو بالنسبة لإطالة أمد المفاوضات وفرض الوقائع الإسرائيلية على الأرض.
رغم ذلك، فإن إسرائيل ماضية في حلها ومثلما استهدفت عرفات، تستهدف الآن محمود عباس، بانتظار مجيء بيتان الفلسطيني.
* * *
* *



#فايز_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناء وبداية التحدي
- الجدل الإسرئيلي حول إيران
- الاحتلال ومعاناة أطفالنا
- مرّة أخرى...أهم سفراء لفلسطين؟
- هجوم سيناء....فتش عن إسرائيل
- بوتين والحريات في روسيا
- الصهيوني رومني
- رسالة الشكر وأهمية وضوح مرسي
- بين ثورة يوليو وحراك يناير


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فايز رشيد - استهداف عباس وانتظار بيتان الفلسطيني