أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - أنا أكثر ثقافة من الأنبياء والرسل















المزيد.....

أنا أكثر ثقافة من الأنبياء والرسل


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3831 - 2012 / 8 / 26 - 18:14
المحور: المجتمع المدني
    


يقول كلاباربد:"يجب أن يحل النظام المنبعث من الداخل محل النظام المفروض من الخارج.."

أنا أكثر ثقافة وعلما من كل الأنبياء الذين ظهروا عبر العصور المتتالية ولو جاء اليوم نبيا أو رسولا جديدا لقال له الله اتبع ما يقوله جهاد لأنه رجل صالح وأخلاقه حميده’, وهذا الكلام ليس من عندي بل من القرآن نفسه الذي اتبع فيه موسى الخضر ولم يكن الخضر نبيا بل كان عالما ومجتهدا واتبعه موسى ليتعلم منه علما أن موسى كان يكلم الله شخصيا وكان بينه وبين الله خطا مفتوحا على طول, ومع هذا على حسب ما يرويه القرآن تبع موسى الخضر ولم يتبع الله بل لم يلجأ إليه في أصول تعليمه وتثقيفه بل اتبع رجلا واسع المعرفة والذكاء.

والأنبياء والرسل جميعهم لا يتمتعون بالمعرفة والعلم والثقافة التي تكون سائدة في العصر الذي ولدوا به وأغلب الأنبياء عاشروا رجالا ونساء أكثر منهم ثقافة وعلما ومعرفة, ولم يكن الأنبياء إلا مستغلين للفرص ومنتهزين لها ودعاة مكاسب دنيوية وتحريض على الثورة ضد مصالح من كانت بيدهم السلطة,وكانوا رواة قصص عن الفضيلة والأخلاق التي هم أنفسهم قد خالفوها مخالفة غير سطحية بل مخالفة عميقة, واليوم أبسط إنسان بما يملكه من أدوات علمية ومعرفية بسيطة جدا هو أعلم من النبي محمد نفسه في علم الاجتماع أو الحساب أو الجغرافيا أو حتى الأديان نفسها وهذا الكلام ليس من عندي وإنما نعرفه من خلال قصص الأنبياء وسيرتهم الذاتية, والدليل على ذلك قصة النبي موسى التي جاءت بالقرآن حيث اتبع موسى(الخضر) ولم يكن الخضر نبيا بينما موسى كان نبيا وطلب من الخضر أن يعلمه مما عُلم رشدا, وكانت وجهة نظر الخضر في موسى أنه لن يستطيع الصبر والتحمل على أعباء العلم والمعرفة ومع ذلك أصر موسى على أن يرافقه ليتعلم منه الشيء الكثير,وكما حدث مع محمد حين مر بقوم يلقحون نخيلهم فقال لهم لا تفعلوا فخرج شيصاً أي نخلا رديئا وحين مر بهم مرة أخرى قال ما بال نخلكم!قالوا أنت أمرتنا,فقال لهم:أنتم أعلم بأمور دنياكم ,أخرجه مسلم.

ومن هذا المنطلق على الشيوخ الذين يفتون بالدين أن يتبعوا ما يقوله العلم وما تقوله المعرفة وخصوصا علم الاجتماع الحديث بالاستناد إلى قصة موسى والخضر, أي على الدين أن يتبع علم الاجتماع الحديث وما يقوله والإيمان بالأخلاق الجديدة وخصوصا فيما يخص المرأة داخل النسيج الاجتماعي الحديث الذي يعتمد على أخلاق حديثة.

هذا الحديث عن النخيل يدلنا على أن ثقافة محمد وعلمه كانت كلها بسيطة جدا ولم يكن يعرف في حياته شيئا عن أمور الدنيا وعن أبسط العلوم السائدة في عصره بدليل أنه أراد أن يتفلسف في علم النخيل ففشل,والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو:لماذا لم يعلمه جبريل عن كيفية تلقيح النخيل وبأن النخيل فعلا بحاجة إلى تلقيح؟

إن علم الاجتماع وهذا العلم لم يكن بعد مكتشفا في العصر الذي ولد فيه محمد وبدأ دعوته بل لم يكن حتى اليوم معترفا به عند كبار علماء الحديث وأصول الدين وبالاستناد فقهيا إلى قصة موسى والخضر على علماء أصول الدين اليوم أن يتبعوا علم الاجتماع الحديث وأن ينساقوا خلفه وخلف ما يقوله من حقائق وخلف ما يفرضه من أخلاقٍ جديدة ونحن نعتمد على هذا العلم في كل حياتنا ولا مجال للدين به بل أن الدين نفسه يخاف من علم الاجتماع ويركله خلفه علما أن الأصول تقول غير ذلك أي على الدين أن يتبع العلماء العصريون ومن هذا المنطلق يجب أن ينسحب الدين من حياتنا اليومية تاركا المجال للتكنولوجيا الحديثة ولعلم الاجتماع بأن يسود ويسوس ويقود حياتنا فنحن أعلم بأمور دنيانا من محمد وأعلم بما ينفعنا ويضرنا منه وبأن محمدا لعب دورا كبيرا إبان عصره وذاك العصر قد ولى إلى غير رجعة وويلٌ لهذه الأمة التي يحكمها الأموات وهم في قبورهم,أمواتنا يحكمون أحياءنا وأحياءنا كأنهم أموات, وهذا العصر لنا وليس له وهذه الحياة حياتنا وهذه الأرض أرضنا وهذا الجمهور جمهورنا وليس لأحدٍ حق الوصاية علينا فنحن أوصياء على أنفسنا ونحن أعلم بالتربية الخاصة التي نربي عليها أولادنا,ونحن أعلم بأساليب التربية الحديثة التي من الواجب علينا أن نربي عليها أنفسنا وأبناءنا.

وطبيعة الحياة الحديثة قد فرضت أخلاقا جديدة وعادات وتقاليد جديدة ويجب أن نسمح للأخلاق الحديثة بأن تسري في المجتمع كما يسري الدم في العروق والروح في خلايا الجسد وبالمثال على ذلك الأخلاق الخاصة بالمرأة وبطبيعة العلاقة معها فكل هذه الأمور مدرجة في نطاق علم الأخلاق الجديدة وطبيعة الحياة فرضت معايير جديدة للأخلاق وما كان عيبا في الماضي أصبح اليوم متخلفا فكريا وحضاريا وما كان يقال عنه بأنه عيب أصبح اليوم شيئا عاديا فمن الطبيعي أن تمشي المرأة متبرجة في الشارع والبيت وأثناء وظيفتها وهي بين الرجال, حتى أن المؤمنين بحرمة عدم اختلاط الرجال بالنساء نجدهم اليوم يقبلون هذا الخلط وهذا المزيج لزوجاتهم وبناتهم بحكم الوظيفة والعمل فمثلا نجد المرأة الموظفة تجلس إلى جوار زميلها في العمل أكثر من تسع ساعات أو ما يقرب من تسع ساعات متواصلات منذ الصباح الباكر إلى نهاية الدوام الرسمي, والتي تكون عدتها أربعة أشهر بعد وفاة زوجها تجدها اليوم تخالف هذا الفرض الديني بحكم وظيفتها الرسمية, وكل ذلك بسبب طبيعة الحياة الحديثة التي فرضت أخلاقا جديدة في تربية الكبار وتربية الصغار.

وأنا شخصيا عندي ثقافة أكثر من ثقافة كل الأنبياء الذين قالوا بأن الله أرسلنا وعندي من العلم والمعرفة ما يؤهلني لأن أنتهج نهجا جديدا في حياتي بعيدا عن:قال الرسول وروى أبو هريرة, فهؤلاء لم تكن لديهم علوم معرفية في علم الاجتماع ولم تكن عندهم الثقافة التي عندي ولم يكن أحدٌ منهم يعلم بأن الأخلاق تتطور ومعايير الأخلاق تختلف باختلاف البيئة والعصر, فالبيئة الزراعية لها معايير أخلاقية خاصة بها والبيئة الرعوية لها مثل ذلك الاختلاف وطبيعة المجتمع التقني اليوم قد هبت معه رياح التغيير التي فرضت أخلاقا جديدة ومعايير جديدة تختلف عن المعايير التي كانت سائدة على الأقل قبل 200 عام, فالحياة اليوم تغيرت جدا وانتقل الإنسان من المجتمع الذي يعتمد على اليد العاملة إلى المجتمع الذي يعتمد على اليد الآلية الصنع وبذلك أصبح رزق الإنسان وكسبه مرهونا بما يستطيع أن يوفره من إمكانيات حديثة وفي السابق كانت اليد العاملة هي التي يُعتمد عليها وكانت الأخلاق العامة السائدة في المجتمعات التي تعتمد على اليد العاملة تعتمد على تعاضد أبناء القبيلة الواحدة لذلك كانت قرابة الدم مهمة لأن الناس كانوا يعتمدون على أقربائهم في الحرث والحصاد أي في الأعمال الزراعية وكانت طبيعة الحياة قد أنتجت مجتمعات قبلية تعيش في مشاعات قروية حديثة تشبه إلى حدٍ كبير المشاعات القروية في العصور القديمة, واليوم تغير هذا الموضوع للأبد وحلت الآلة مكان اليد العاملة لذلك تراجعت القرابة واللحمة بين الناس ولم يعد للعشيرة والقبيلة دورا مهما كما كان في الماضي وتراجعت إلى الوراء القبيلة والعشيرة وحتى الاعتماد على الحيوان في الحرث لفلح الأراضي الزراعية وحلت الآلة محل الحيوان ومحل اليد العاملة وانتشرت العملة النقدية بشكل أوسع من ذي قبل وأصبحت العملة النقدية والآلة هي القرابة وهي العشيرة والقبيلة معا.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليش الدنيا خربانه!
- يجب تعليم العلمانية قبل قراءة سورة الفاتحة
- جهلاء قتلوا علماء
- جهاد الطائش
- شخصية محمد اليتيم
- القانون المدني أفضل من الدين
- أسباب الطلاق في الإسلام ليست منطقية
- لماذا لم يأتِ جبريل بالنسخة الأصلية من الإنجيل؟
- تعليم المسلمة على الرقص
- فضل المسيحيين على المسلمين
- أزمة الإنسان العربي المسلم
- سيدة فاضلة
- الجهل قابل للزيادة
- الأخلاق الإسلامية بين القوة والضعف
- ثلاثة شروطٍ للتغيير وخمسةُ شروطٍ للثورة
- الإسلام يعذب المرأة نفسيا
- قصة معراج وكالة ناسا
- كيف كنا وكيف أصبحنا
- خادم السيدين
- الإسلام نظرة من الأفق


المزيد.....




- ماسك يوضح استغلال بايدن للمهاجرين غير الشرعيين في الانتخابات ...
- سفير فرنسا في الأمم المتحدة يدعو لإنهاء فوري للحرب على غزة
- شكري: مصر تدعم الأونروا بشكل كامل
- تقرير يدق ناقوس الخطر: غزة تعاني نقصا بالأغذية يتخطى المجاعة ...
- الأمم المتحدة تدين اعتقال مراسل الجزيرة والاعتداء عليه في غز ...
- نادي الأسير يحذّر من عمليات تعذيب ممنهجة لقتل قيادات الحركة ...
- الجيش الإسرائيلي: مقتل 20 مسلحا واعتقال 200 آخرين خلال مداهم ...
- وفد إسرائيلي يصل الدوحة لبدء مباحثات تبادل الأسرى
- إسرائيل تمنع مفوض الأونروا من دخول غزة
- برنامج الأغذية العالمي: إذا لم ندخل شمال غزة سيموت آلاف الأط ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - أنا أكثر ثقافة من الأنبياء والرسل