أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - الإسلام بين خطاب الحداثة والسلفية














المزيد.....

الإسلام بين خطاب الحداثة والسلفية


محمد لفته محل

الحوار المتمدن-العدد: 3817 - 2012 / 8 / 12 - 15:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


رغم وجود مفكرين تقدميين عرب قاموا بتطهير الإسلام من قيمه البدوية كانتقاص من عقل المرأة ودينها وميراثها وشهادتها وحريتها واستعبادها للرجل، ومنع الاختلاط بين الجنسين، وتحريم الغناء والرقص والنحت والرسم، وتشريع أحكام كعقوبة الرجم والجلد وقطع اليد، وذبح المرتد وتكفير الأديان الأخرى، وأخذ الجزية منهم، ومنع الخمور والملاهي وحرية الإلحاد والتعبير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقوة والعنف الخ وهذا ما قامت به تركيا، واندنوسيا، وتونس من تطهير الإسلام من بداوته وجعله يتلاءم مع المدنية، لأن الإسلام دين عربي بدوي بالأساس لهذا نراه في دول منشأه رجعيا بدويا. فالإسلام المصري والسعودي والإيراني متخلف بتخلف وعي المجتمع الحضاري وانحطاط ظروفه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. أن المجتمع هو الذي يفهم ويطبق الدين نسبة لتقدمه الحضاري فينحي الفروض والأحكام التي تتعارض مع وعيه الحضاري المدني المتقدم.
ولأن خطاب الحداثة العربي للإسلام الذي يطهر الدين من قيمه البدوية ومطلقيته الكونية لأنه ينطلق من التأثر بالحداثة الغربية والاحتكاك الحضاري بين الشرق والغرب، لهذا يعتبر هذا الخطاب المهجن العربي الغربي غريبا عن البيئة والتفكير العربي الذي تسيطر عليه القيم البدوية كالتعصب والمحافظة والانغلاق والأبوية الذكورية والثأر، ما يجعل قيم التسامح، والحوار، والمدنية، والانفتاح على الآخر، قيم شبه مستحيلة القبول إذا لم يتغير المجتمع من العصبية البدوية إلى المدنية. أما الخطاب الأصولي فهو يعكس جمود المجتمع وتخلفه وقيمه البدوية المنغلقة التي أعطاها الإسلام بعد مقدسا باستثناء الديانة القديمة لهذا له شعبية ومدعوما من السلطة الحاكمة في بعض الأحيان إذا توافق مع مصالحها.
يلتزم المجتمع العربي بالجانب ألطقوسي من الإسلام فقط دون الالتزام بإحكامه الأخلاقية (المعاملات) التي تنظم علاقته مع الآخرين في التعامل مع أبناء دينه، كتجريم السرقة والغش والكذب والنفاق الخ والالتزام بأخلاقياته البدوية عن المرأة فقط كمنع اختلاطها وتقييد حريتها والانتقاص من عقلها ودينها وميراثها وشهادتها، ومبدأ العين بالعين، ذلك أن الطقوس تتميز بالممارسة الجمعية فيكون إيحاءها الجمعي بالخضوع والخشوع في نفوس الأفراد أكثر من الالتزامات الأخلاقية الدينية التي هي ثنائية الممارسة، ما يضعف تأثيرها من الناحية النفسية، الطقوس لها علاقة بالرب كسيد وعبد أي علاقة ثنائية قائمة على الخوف والطاعة، أما المعاملات فهي علاقتنا بالآخر الذي يكون نظير لنا، الأولى علاقة تبعية مجرده، والثانية علاقة متساوية واقعية، تحركها مشاعر الحب والكره والتنافس والغيرة والانفعالات والمصالح الخ ولا يمكن أن تحدد بعلاقة شرعية دينية مجردة؟ لذلك يجب أن تترسخ قيم الصدق والنزاهة والإخلاص والحب من التربية والتعليم وتحسين الظروف الاقتصادية وإتاحة حرية التعبير والانفتاح وليس بالوعظ. إضافة إلى عدم شيوع هذه القيم أصلا في مجتمع فيه فقر وأمية وقمع وكبت وانغلاق بسبب الفساد السياسي والاقتصادي.
إن عبارات مثل (الإسلام الحقيقي) أو الفهم الصحيح للإسلام أو اسائة فهم الدين هي عبارات لا معنى لها، لأنها منطلقة من أساس الطائفة الحقة أو الناجية الخ، إن النص بدون تأويل يبقى ناقصا مبهما وبالتأويل يأخذ شاكلته عند المذهب والطائفة، إذن فالتأويل مكمل للنص ليأخذ حضوره المؤثر وهذا النصف المكمل كان وراء الانقسامات الهائلة والدموية بسبب قداسة النص الرباني ما أنتج الاستبداد المقدس والقمع والجهل والانغلاق في الأمم المتخلفة.



#محمد_لفته_محل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإستبداد المقدس
- خاتمة كتاب (تأملات في الأديان السياسية)
- جدار المرحاض الحر
- بين مقتدى الصدر وصدام حسين
- فلسفة الخطأ الإنساني
- تأثيرات الهاتف الخلوي على المجتمع العراقي
- من ذاكرتي بين عهدين
- حقيقة انتمائي
- السياسة في نظرية الحق الشعبي
- صورة المرأة الثنائية في المجتمع العربي
- أربع قصائد سياسية
- فلسفة الحب الأسطورية في المجتمع العربي
- أسطورة الشيطان ونظرية المؤامرة
- التحولات المُعاصرة للمقدس في الغرب
- التطور العلمي والانتخاب الحضاري
- غاية الإنسان ؟
- ملاحظات حول الصراع بين مذهب السلطة ومذهب الانقلاب
- ما هو الإسلام الحق؟
- الرغبة والعبادة
- موقفي من العادات والتقاليد


المزيد.....




- روسيا تدرج الرئيس الأوكراني في -قائمة المطلوبين-
- -واشنطن بوست- توجز دلالات رسالة روسيا لداعمي كييف بإقامة معر ...
- -كتائب الأقصى- تقصف تجمعا للقوات الإسرائيلية في محور نتساريم ...
- -حتى لو أطبقت السماء على الأرض-.. قيادي حوثي يعرض استضافة صن ...
- مستشار الأمن القومي الإسرائيلي: كنا قريبين من القضاء على يحي ...
- مقترح لهدنة بغزة.. حماس تفاوض وإسرائيل تستعد لاجتياح رفح
- نائب أوكراني يعترف بإمكانية مطالبة كييف بإرسال قوات غربية دع ...
- -أمر سخيف-.. مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يعلق على اليوم ا ...
- جمود بمفاوضات انسحاب القوات الأمريكية
- إدانات أوروبية لهجمات استهدفت سياسيين في ألمانيا


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - الإسلام بين خطاب الحداثة والسلفية